فرحة
طاقم مستشاري المنتدى
- رقم العضوية :
- 5
- البلد/ المدينة :
- ارض الله الواسعة
- العَمَــــــــــلْ :
- طبيبة عامة
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 4207
- نقاط التميز :
- 5075
- التَـــسْجِيلْ :
- 11/06/2008
يقول الله عزوجل بعد أن أقسم بعدة أقسام عظيمة " إنه لقول فصل * وماهو بالهزل "
ومعناه أنه يجب أخذ الأمر بكل جدية وحزم , ولا تواكل على الرحمة أو غيرها ,
فمن أراد أن يتكل على الرحمة فليعمل قدر إستطاعته ليستحقها , أما الإنغماس
في الدنيا وعدم جعل الآخرة المقام الأول والهدف الأسمى والتواكل على
الرحمة والمغفرة فذلك من عدم تصديق القرآن والسنة وإنتقاصا من الله عزوجل
الذي يقول " الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا * قيما
لينذر بأسا شديدا من لدنه ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم اجرا حسنا "
ويقول " تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شئ قدير * الذي خلق الموت
والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور " وحيث أن الأمر قول فصل
وماهو بالهزل قدم سبحانه الجد والحزم والتهديد بالعذاب قبل التبشير بالأجروالمغفرة
ويقول الله عزوجل بعد عدة أقسام عظيمة " قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها "
ومعناه أفلح من أتبع الأوامر وآتت الأعمال ثمارها فيزكو الإنسان ويطهر , وخاب من دنسها بالمعاصي مع الله وخلقه
لتفادي عذاب الدنيا والآخرة
البعد عن الذنوب وخاصة الشرك والكبائر مع الله ومع خلقه وذنوب القلوب تكرار التوبة
هناك ذنوب تسجل على العبد دون أن يشعر كذنوب عدم نهيه عن المنكر وتغييره وخصوصا
فيما يتعلق بزوجته وأبنائه ومن يقع تحت سلطته , والذنوب العامة المتعلقة
بالأمة وحالها , كل حسب قدرته وإستطاعته في إصلاح الحال ولم يفعل
إن إقترف المسلم الذنوب فلابد من التطهير يقول الله " وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير "
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((لا يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في
جسده أو في ماله أو في ولده حتى يلقى الله سبحانه وما عليه خطيئة)) رواه
أحمد في مسنده عن أبي هريرة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الصالحون،
ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان في دينه صلباً اشتد
به بلاؤه، وإن كان في دينه رقة ابتلي على قدر دينه، فما يبرح البلاء
بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة. أخرجه الإمام أحمد وغيره.
ونسأل الله عزوجل العفو فإن لم , نرجو الله أن ينتهي التطهير بنا في الدنيا ,
وإلا فهناك تطهير في القبر ثم يوم القيامة وإن لم ينتهي عياذا بالله , فلا
بد من تطهير جهنم , ثم يدخل الإنسان الجنة , وقد يشفع لنا رسول الله صلى
الله عليه وسلم من دخولها أو من إخواننا المجاهدين أو الصالحين أو غيرهم
دخول الجنة
يقول الله عزوجل لدخول الجنة " أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين "
لابد من العمل الجاد لذلك والجهاد في سبيل الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والصبرعلى ذلك فدخول الجنة ليس بالأمر الهين
إخراج الدنيا من القلب والحفاظ على مقام اليقظة والتمسك بالعقيدة السلفية
وخاصة التوحيد وفعل الفرائض والنوافل والجهاد والصبر , بشرطي الإخلاص
ومتابعة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم , والسعي في حوائج الناس والتخلق بالأخلاق الحسنة معهم
فائدة هامة :- إن أراد الله بالإنسان خيرا , ولم يكن للإنسان عمل يؤهله لدخول الجنة أو يصل به لمقامات عليا فيها
قد يتعرض للبلاء في الدنيا , فالبلاء في الدنيا قد يكون تطهيرا وقد يكون رفعا للمقام في الجنة وقد يكون إنتقاما وعذاب
وذلك حسب ذنوب الإنسان وحسب أعماله الحسنة وحسب حاله قبل و بعد البلاء
السلاح بعد أن يفعل الإنسان المستطاع من فعل الواجبات والنوافل وترك المنهيات وخاصة البعد عن الشرك والكبائر
كثرة الدعاء العام وخاصة بالعفو ( لتخفيف التطهير) وفي أوقات الإجابة ومن
أهم شروط الإستجابة صحة وقوة التوحيد , عدم أكل المال الحرام , حضور القلب
وخشوعه عند الدعاء , التيقن من الإجابة , تفقد عملك وقولك قبل أن تعمله أو
تقوله أحلال أم حرام وقد يخيل لك الشيطان أنه حلال لذا لا بد من سؤال أهل
العلم , دع ما يريبك إلى مالا يريبك , حاسب نفسك كل يوم إن أذنبت فتب إلى
الله وإن أخطأت في حق احد فاسترضه , كثرة ذكر الله , التخلق بالأخلاق
الحسنة وخصوصا بالرحمة مع الإنسان والحيوان (ما نزعت إلا من شقي , من
لايرحم لايرحم ) , وكثرة الصدقات :- يا معشر النساء تصدقن فإني رأيتكن اكثر
أهل النار ( دليل على أن كثرة الصدقة تنجي من النار )
فائدة :- قد يغفر الله لك إذا أذنبت في حقه ويعفو , أما في حق الناس فلا بد
من القصاص وقد تؤخذ جميع حسناتك وتوزع عليهم , وتلقى عليك سيئاتهم فتدخل
النار عياذا بالله
فائدة :- لا تنظر لحسناتك فإن لها ربا يحفظها لك ويشكرها , ولكن إنظر
لسيئاتك فأكثر الإستغفار والتوبة واكثر من الأعمال الصالحة فإن الحسنات
يذهبن السيئات ورد المظالم والحقوق لأهلها
فائدة :- إياك والسيئات الجاريات وعليك بالصدقات الجاريات
تدبر وتفكر يوميا
كيف كان البلاء في الدنيا مع الأنبياء والصالحين وكيف قتل عمر وألمه الشديد
قبل موته وكذلك عثمان وكذلك علي , وما حصل للعلماء من بعدهم و حتى يومنا
هذا من سجن وقتل وتشريد وتعذيب , وهم من هم , وكل ذلك بلاء تطهير وبلاء رفع
مقام , فكيف بنا ؟؟؟ , وتذكر ما يصيب عامة الناس من بلاء يشيب له الولدان
وتذكر كيف كانت عقوبة الأمم التي خلت من قبل , وتذكر ما حصل بملوك هذا
العصر , وأعلم أن الله من المجرمين منتقم , المجرمين في حقه وفي حق خلقه
وأعلم أن الله للمؤمنين مبشرا وشكورا لجهادهم وصبرهم على تحمل الأذى في سبيل الله
اللهم سلم سلم
الخلاصة
إرتكاب الذنوب جرم عظيم ودخول الجنة أمر أعظم
يقول تعالى " كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ
أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ
الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ "
هذه هي الأمانة التي عرضت على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا
عباد الله
" إنه لقول فصل * وماهو بالهزل "
أفيقوا وأستيقظوا
اليوم فرصة وغدا تنتهي الفرصة
" وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى "
من كان خارج الصراط فليرجع إليه بسرعة البرق , ومن كان بداخله لا يفتر
وليقيم نفسه وذاته ويجدد التوبة بين الحين والحين , ولا تنسوا نصيبكم من
الدنيا
جعلنا الله واياكم من العابرين كالبرق على الصراط المستقيم