mohamed2600
طاقم المشرفين
- رقم العضوية :
- 33151
- البلد/ المدينة :
- medea
- العَمَــــــــــلْ :
- تاجر
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 8699
- نقاط التميز :
- 11811
- التَـــسْجِيلْ :
- 27/01/2012
هي الاخلاقُ تنبتُ كالبنات *** اذا سقيت بماء المكرماتِ
تقوم إذا تعهدها المُربي *** على ساق الفضيلة مُثمِرات
وتسمو للمكارم باتساقٍ *** كما اتسقت أنابيبُ القناة
وتنعش من صميم المجد رُوحا *** بازهارٍ لها متضوعات
ولم أر للخلائق من محلِّ *** يُهذِّبها كحِضن الأمهات
فحضْن الأمّ مدرسة تسامتْ *** بتربية ِ البنين أو البنات
واخلاقُ الوليدِ تقاس حسناً *** باخلاق النساءِ الوالداتِ
وليس ربيبُ عالية ِ المزايا *** كمثل ربيب سافلة الصفات
وليس النبت ينبت في جنانٍ *** كمثل النبت ينبت في الفَلاة
فيا صدرَ الفتاة ِ رحبت صدراً *** فأنت مَقرُّ أسنى العاطفات
نراك إذا ضممتَ الطفل لوْحا *** يفوق جميع الواح الحياة
اذا استند الوليد عليك لاحت *** تصاوير الحنان مصورات
لأخلاق الصبى بكُّ انعكاس *** كما انعكس الخيالُ على المِراة
وما ضَرَبانُ قلبك غير درس *** لتلقين الخصال الفاضلات
فأوِّل درس تهذيب السجايا *** يكون عليك يا صدر الفتاة
فكيف نظنُّ بالأبناء خيراً *** اذا نشأوا بحضن الجاهلات
و هل يُرجَى لأطفالِ كمال *** اذا ارتضعوا ثديّ الناقصات
فما للأمهات جهلن حتى *** أتَيْن بكل طيَّاش الحصاة
حَنوْنَ على الرضيع بغير علم *** فضاع حنوّ تلك المرضعات
أأمُّ المؤْمنين إليك نشكو *** مصيبتنا بجهل المؤمنات
فتلك مصيبة يا أمُّ منها *** «نَكاد نغصُّ بالماءِ الفراتِ»
تخذنا بعدك العادات ديناً *** فأشقى المسلمون المسلمات
فقد سلكوا بهنَّ سبيلَ خُسرٍ *** و صدّوهنَّ عن سبل الحياة
بحيث لزِمْن قعرَ البيت *** حتى نزلنَ به بمنزلة الأدَاة
و عدّوهن اضعف من ذباب *** بلا جنح وأهون من شذاة
و قالوا شرعة الاسلام تقضي *** بتفضيل «الذين على اللواتي»
و قالوا إن معنى العلم شيء *** تضيق به الصدور الغانيات
وقالوا الجاهلات أعفُّ نَفساً *** عن الفحشا من المتعلمات
لقد كذبوا على الاسلام كذباً *** تزول الشمُّ منهُ مُزَلزَلات
اليس العلم في الاسلام فرضاً *** على ابنائه و على البنات
و كانت أمنا في العلم بحراً *** تحل لسائليها المشكلات
و علمها النبيُّ اجلَّ علمٍ *** فكانت من اجلّ العالمات
لذا قال ارجِعُوا أبداً إليها *** بثلثيْ دينكم ذي البينات
و كان العلم تلقيناً فأمْسى *** يحصل بانتياب المدرسات
و بالتقرير من كتب ضخام *** وبالقلم الممَدِّ من الدواة
ألم نر في الحسان الغيد قبلاً *** أو انسَ كاتبات شاعرات
و قد كانت نساء القوم قدماً *** يرُحْنَ إلى الحروب مع الغزاة
يكنَّ لهم على الأعداء عونا *** و يضمِدن الجروح الداميات
و كم منهن من أسِرَت و ذاقت *** عذاب الهُون في أسر العُداة
فما ذا اليوم ضرّ لو التفتنا *** الى اسلافنا بعض التفات
فهم ساروا بنهج هُدى وسرنا *** بمنهاج التفرق و الشتات
نرى جهل الفتاة لها عفافاً *** كأن الجهل حصن للفتاة
و نحتقر الحلائلَ لا لجرمٍ *** فنؤذيهنَّ انواعَ الاذاة ِ
و نلزمهن قعر البيت قهرا *** و نحسبهن فيه من الهَنات
لئن وأدوا البنات فقد قبرنا *** جميع نسائنا قبل الممات
حجبناهن عن طَلب المعالي *** فعشن بجهلهنَّ مهتلكات
و لو عَدمت طباع القوم لؤما *** لما غدت النساء محجبات
و تهذيب الرجال أجل شرط *** لجعل نسائهم مُتهذبات
و ما ضر العفيفة كشفُ وجه *** بدا بين الأعفّاء الأباة
فِدى لخلائق الأعراب نفسي *** و إن وُصفوا لدينا بالجُفاة
فكم برزت بحيهم الغواني *** حواسر غير ما متريبات
و كم خشف بمربعهم و ظبي *** يَمرُّ مع الجداية و المهاة
[list=1][*]