mohamed2600
طاقم المشرفين
- رقم العضوية :
- 33151
- البلد/ المدينة :
- medea
- العَمَــــــــــلْ :
- تاجر
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 8699
- نقاط التميز :
- 11811
- التَـــسْجِيلْ :
- 27/01/2012
فإن اليهود وأعوانهم لم يتركوا مجالاً
يستطيعون فيه الدسَ والافتراء والطعن بالإسلام والأنبياء
إلا وحاولوا ونشره بين الناس،
ومن ذلك كثير من القصص التي يتداولها بعض الناس،
ظنًا منهم أنها من سير الأنبياء،
فاليهود لم يعرفوا نبيًا إلا لمزوه وطعنوا فيه
وجرحوه انتقامًا من الإسلام والمسلمين.
ومن هذه الإفتراءات قصة أخذت شهرة بين الناس
ووُجدت في كثير من الكتب التي تباع في الأسواق،
وهي قصة يفترونها على نبي الله داود عليه السلام،
فيقولون ويتقولون فيها:
إن داوُد عَرَضَ قائد جيشه للقتل في الحرب حتى مات ليتزوج زوجته،
وأنه عوتب في القرءان على هذا والعياذ بالله.
وحاشا لسيدنا داوُد أن يفعل ذلك وهو النبي
الذي ذكر في القرءان في ستة عشر موضعاً منها
قوله تعالى:
''وءَاتَيْنَا دَاوُدَ زَبُورًا''
والزبور هو كتاب من الكتب السماوية،
نزل على داوُد عليه السلام،
وكذلك ذكر الله تعالى من النعم التي أنعم بها على داوُد
فقال:
''وَلَقَدْ ءَاتَينَا دَاوُدَ مِنَّا فَضْلاً يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ''.
(سورة سبإ/10).
فكانت الجبال تُسبِح معه في صلاتهِ والطير كذلك،
وألان لهُ الحديد بين يديه فكان كالعجين يعمل منه الدروع
في وقتٍ قصير ويبيعها وينفق ثمنها في سبيل الله.
وقد جعل الله له قُوةً في المُلكِ،
قال تعالى:
''وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَءَاتَينَاهُ الحِكْمَةَ وَفَصْلَ الخِطَابِ''.
(سورة ص/20).
هذا النبي العظيم الذي ورد ذكره في هذه الآيات وغيرها
ألصق اليهود وأعوانهم به تهماً كثيرةً من جملتها
أنهم يقولون إن داوُد كان يصلي في محرابه،
فعرضت له حمامة ريشها من الذهب وجناحها مكلل بأنواع الجواهر،
فقطع داوُد قراءته ولحق بهذه الحمامة
فدخلت في كوة بيت (أي نافذة) فمد يده
ليأخذها فرأى إمرأة تغتسل وقد أسبلت شعرها،
ويقولون – والعياذُ بالله – إنه تعلق قلبه بها،
فسأل عنها فقيل له إن هذه زوجة قائد جيشك،
وكان يسمى "أوريا" فكتب داوُد إلى قائد الجيش كي يقرع التابوت،
ومعناه ان يبقى في الغزو حتى يقتل أو ينتصر،
ويزعمون أن داوُد فعل ذلك حتى يأخذ له زوجته فيتزوجها.
أما قولهُ تعالى:
''وَهَلْ أتَاكَ نَبَؤُاْ الخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُواْ المِحْرَابَ.
إِذْ دَخَلُواْ عَلَى دَاوُدَ فَفَزِعَ مِنهُمْ قَالُواْ لا تَخَفْ
خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحكُم بَيْنَنَا بِالحَقِّ
وَلا تُشْطِطْ وَاهْدِنَآ إِلَى سَوَآءِ الصِّرَاطِ.
إِنَّ هَذَآ أخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ
فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الخِطَابِ.
قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلىَ نِعَاجِهِ''.
(سورة ص/21-23).
فَإِنَّ المُفْتَرينَ يقولون بأن المراد هنا بالنعجة المرأة
وأن الخصمين من الملائكة نزلا عليه ليذكروه
بما فعل من أخذ المرأة من زوجها وضمها إلى نسائه التسع والتسعين،
والصواب ليس كما قالوا، بل النعجة هنا نعجة حقيقية من الأنعام،
وإن كانت العرب تُكني عن المرأة بالنعجة
إلا أن الآية تعني شخصين إحتكما إلى داود في مسئلة تتعلق بالغنم،
حيث ضم أحدهما نعجة أخيه إليه
فكان من داوُد أن حكم فوراً بقولهِ:
" لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلىَ نِعَاجِهِ"
وأما قوله تعالى:
''وَظَنَّ دَاوُدُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ''.
(سورة ص/24).
فإنه يدل على ان داوُد حَكَمَ من غير أن يستمع إلى الطرف الآخر،
فعُوتِبَ في ذلك فكان منه الإستغفار،
وهذا هو اللائق بنبي الله داوُد عليه السلام.
قال العلامة تقي الدين السبكي:
"النعجة في الآية هي النعجة الحقيقية والخصمان من البشر".
فليحذر من هذه القصة ومثيلاتها مما افتره اليهود،
وقد ذُكِرَت هذه القصة في عدة كتب منها كتاب
"بدائع الزهور في وقائع الدهور" وغيره من الكتب.
والقاعدة المعروفة عند المسلمين:
أن الأنبياء جميعهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين
معصومون من الكفر والكبائر وصغائر الخسة قبل النبوة وبعدها،
ويستحيل عليهم الرذالة والسفاهة،
وهم منزهون عن كل ما ينتقص من قدرهم.
ثم إن المسلم عليه أن يتعلم صفات الأنبياء
حتى لا يهلك نفسه باتهامهم بشئ من ذلك.
والله سبحانه وتعالى أعلم وأحكم
[list=1][*]