mohamed2600
طاقم المشرفين
- رقم العضوية :
- 33151
- البلد/ المدينة :
- medea
- العَمَــــــــــلْ :
- تاجر
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 8699
- نقاط التميز :
- 11811
- التَـــسْجِيلْ :
- 27/01/2012
الملك:ما أغباكِ أيتها النملة,تبحثين عن الفتات وتتركين القِطع
النملة:وما اشد غباءكَ أيها الملك,إذ تحمل على ظهري إصبعك الذي يفوق طاقتي و لم تفطن إلى ضعفي و قلة حيلتي,أتود قتلي أم تُسَلِّيكَ إهانتي؟
الملك:هااااااااهاااا لم اكن اعلم ان لديكِ إحساس بالألم و لا بالمهانة و ما كنت أدري أنكِ عزيزة الخِطاب؟
النملة:لكن بربك هلا عفوت ورفعت هذا الثقل عني؟
فرفع الملك اصبعه عن ظهرها و استوقفها قائلا:
الملك:أعجبتني نباهتكِ فكيف أجزيكِ؟
النملة:ما لك من جزاءٍ الله يجزيني هو بارئي و رازقي ومولاي لكن اتركني وشأني
فغضب الملك من قولها وقرب مُذْيةً إلى رأسها و قال:
الملك:أمِثْلُكِ من يجرؤ على عِنادي لتنبئينني بما اشتهيتِ أو لأقطعن رأسكِ وإني لقادر
فقالت النملة بروعة وارتجاف
النملة:تكفيني منك حبتا قمح اقضي بهما حولي
فانفجر ضاحكاً و اتبعهُ الملأُ فلما سكت عنه الإستغراب تهجم وقال
الملك:تسخرين؟أتسخرين أيتها النملة المهينة لأرينكِ مني ويلات العذاب و لأسخرن منكِ كما تسخرين
فحملها بين اصبعيه ورمى بها في زجاجة ضيقة و اغلقها بإحكام و هم وملأه بالرحيل إلى بلاط الإمارة,فلما وصلوا واستقر الجمع في موادعهم,أمر بحبتي قمح فرماهما في تلك الزجاجة وقال
الملك:إذن أرني أيتها المُخْرِصَةُ كيف تعيشين حولكِ بهاتين الحبتين
فأغلقها بإحكام و مضى ساخراً يتنعم بما انعم به الله عليه من فضله,ومضى الحول ثم عاد كما مضى ساخراً من قولها وعندما فتح الزجاجة ذهل مما رأى بها و شخصت عيناه و ابتلع لسانه,إنه لم يصدق ما رأى,فالنملة عاشت حولها داخل الزجاجة بحبة قمح واحدة,ولم تمت جوعاً كما تراءى له و الهمته به أحلامه,فسألها في استغراب
الملك:كيف استطعتِ البقاء على قيد الحياة في زجاجة لا يدخلها هواء و بحبة قمح واحدة ؟
النملة:أنت ادعيت بقدرتك وغابت عنك قدرة من خلقك وعندما كان الله يرزقني كنت اقنع بحبتي بُرٍّ في الحول فلما احتجزتني أمضيت حولي بواحدة وادخرت الثانية للقابل فكان الصبر زادي و كانت حكمة الله مرضاتي
هنالك افرج عنها الملك و استفاق من غفلته و عَلِمَ عِلْمَ يقين بأن المُلْكَ بلاءٌ من المَلِكِ الذي فطر السماواتِ و الأرض واستخلفهُ بها و أن التواضع مُعَلِّمُ العُلَماء,ومنذ ذلك اليوم تعلم الحاكم من النملة حِكمَةَ التسيير و حُسنَ التدبير,وقسَّمَ طعامه على الفقراء و المساكين و اعتق العبيدَ و الإيماء,وتجندوا حباً لحماية مُلكِهِ من سيطرة الأعداء,ولم يهزمهم بعد ذلك قومٌ وعاشوا في مملكتهم سعداء
[list=1][*]