نور الحكمة
طاقم الإشراف العام
- رقم العضوية :
- 1879
- البلد/ المدينة :
- التفكير الراقي
- العَمَــــــــــلْ :
- المساعدة لجميع الناس
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 9346
- نقاط التميز :
- 11190
- التَـــسْجِيلْ :
- 26/09/2010
كنت دائما أظن أن طيبة القلب و الصدق مع الناس و إحترامهم يولد المحبة و التآخي و لكني كنت بعيدة كل البعد عن الحقيقة المرة .......تجاهلت حقيقة ان النفس أمارة بالسوء ، تجاهلت أن هناك من يرى أن الطيبون ضعفاء يسهل التلاعب بهم و يحاول الإيقاع بهم بكل برودة أعصاب
الحمد لله في عملي أتعامل مع زملائي بكل إحترام و هم بالنسبة لي نعم الناس كيف لا و أنا أقضي معهم معظم وقتي أساعدهم و يساعدونني .....كان هناك عجوز تعمل كمنظفة لم أكن أراها زميلة في العمل بل كانت بمثابة الأم . كنت لا أحب أن أراها و هي تقوم بعملية التنظيف لوحدها . كنت أترك كل شيء في يدي و أهب إلى مساعدتها كانت تناديني إبنتي و أنا أناديها خالتي كانت عجوز طيبة كل يوم احبها أكثر من اليوم الذي قبله ..... لدرجة أن المدير عندما يبحث عني ليكلفني بعمل ما يجدني في حالة يرثى لها مبللة بالماء حاملة بيد منشفة و باليد الأخرى المكنسة .. ينظر و يقول لي ربي يعاونك .. يذهب و يتركني أكمل ذلك العمل
مرت الأيام و إنتهت فترة العقد الخاص بتلك العجوز فأظطر المدير إلى إخبارها بذلك تقبلت الموضوع رغم أنه كان صعبا عليها لأنها كانت في حاجة ماسة إلى ذلك العمل
توقفت خالتي المسكينة عن العمل كانت دائما تخطر على بالي و اقول في نفسي ترى كيف حالها كنت دائمة السؤال عنها و لم انسها يوما ...
**********
كانت لي صديقة حدثت بيننا سوء تفاهم أدى بيننا إلى الإنشقاق فأصبحنا في خانة الأعداء إبتعدت عنها وواصلت مسيرتي اليومية في العمل إلى أن يأتي ذلك اليوم الذي يأتي للمؤسسة عقود عمل ...... عاد الأمل في رجوع الخالة إلى العمل فطلب مني المدير إستدعاء الخالة لإحضار ملفها لكن للأسف لم أكن أعرف عنوانها و لم يكن لها هاتف فإقترحت عليه أن يكلف تلك الفتاة التي علاقتي بها لم تكن جيدة فكلفها فقامت بالمهمة لأنها كانتا جيران
تم إستدعائها و قبول ملفها و بلغ عدد الملفات 20 ملف تم إختيار 10 عمال من طرف المدير و كانت هي أولهم أكيد كم كانت فرحتي كبيرة تم إرسال المحضر و الملفات إلى الوظيف العمومي للموافقة ....
أذكر ذلك اليوم جيدا كنت ذاهبة إلى المدير فمررت بمكتب تلك الفتاة وجدت الخالة جالسة معها و كانت مناسبة عيد و لم أرها منذ مدة إنجرفت إليها بكل مشاعر الحب و إقتربت منها كانت جالسة في الكرسي دنوت منها لأهنئها بالعيد فأشاحت بوجهها عني إلى الجهة الأخرى و إنفجرت الفتاة بالضحك إلى ذلك الموقف الذي نال إعجابها ..... أصدقكم القول كان هذا أكبر هزيمة بالنسبة لي ...دخلت للمدير و انا أتصبب عرقا من ذلك الموقف و أذنايا يصدران صفيرا كأنها تنفث الدخان الناتج عن النار التي بداخلي وقفت صامتة و بعدها ذهبت إلى مكتبي و انا منهارة و ألوم في نفسي تارة و ألوم الخالة تارة و ألوم في الفتاة تارة أخرى
و اصدقكم القول أنني حينها رفعت يدي إلى الله تعالى و قلت : يا رب أنت أعلم انني لا أستحق هذا الموقف و يارب مثلما فعلت الخالة بي هذا الموقف إحرمها يارب من أكثر شيء تريده و هو العمل ........ بدأت تهدأ ناري قليلا لما بدأت أحاول أن أجد أعذارا لها فهي ليست سيئة ... بينما أنا هكذا بين لومها و عذرها و إذا بالفاكس يرن و إذا بمديرية الوظيف العمومي تعيد إرسال قائمة العمال المتعاقدين أنظر إليها أجدها غير ممضاة أدقق النظر جيدا و إذا بإسم الخالة مشطب عليه .... ذهلت لما رأيت أخذت الفاكس و ذهبت مسرعة للمدير لأتبين الأمر إتصل المدير و إستفسر و أخبرني أنه تم رفض ملفها بسبب لأنها سنها كبير و أخبروه بأن هذه السيدة في سن التقاعد حاول المدير و لكن لا فائدة فقال لي المدير أعيدي تغيير القائمة و في مكان الخالة قومي كتابة أول إسم من الناجحين الإحتياطيين ووضع إسمها آخر القائمة الإحتياطية ...........يا إلاهي على ذلك الموقف بدأت ألوم نفسي و أقول أنا السبب لماذا دعوت تلك الدعوة ربما لو لم أتسرع و فكرت قليلا لسامحتها و ينتهي الأمر رويت لصديقاتي الأمر و بدأوا في مواساتي و التأكيد لي أن هذا مقدر و مكتوب و ليس لي دخل بهذا .......
مرت الأيام و لم نعد نرى تلك الخالة لم أعد أسأل عنها و إعتبرت أنها تجربة مرة في حياتي و مرت ...أو هذا ما كنت أظن
*******************
أتعرفون ما فعلت ؟ قامت تلك الخالة بالتحجج ببيع بعض الأعشاب الطبية و بدأت بطرق منازل أقاربي و بدأت في نشر إشاعة مفادها أنني أنا من قمت بفسخ عقد عملها لكي أشغل ذلك السيد الذي كان في قائمة الإحتياط ..... إنتشر الخبر ووصلني فصدمت أكثر و اكثر و قلت إن كان هذا جزاء الخير فلعن الله ذلك الخير الذي قمت به إتجاهها ..........
**********
مرت الأيام و شاءت الأقدار أن ألتقي بها في مكان عملي أقابلها وجها لوجه قلت لها كيف حالك قالت الحمد لله قلت لها انني أعلم ما قامت بفعله و أنها مخطئة عاتبها و سألتها ماذا فعلت لك إبنتك؟ ....تعاتبنا و أخبرتني أن الفتاة هي من اخبرتها بهذه المعلومات و هي من حرضتها بأن تخبر أهلي حتى يضعون لي حد و هي التي لما إستدعتها أول مرة أخبرتها أنها سوف تتوسط لها للمدير كي ترجع مفابل أن تبتعد عني ......كانت تتكلم و هي تتحاشى النظر إلي فأدركت أن المظلوم أقوى بكثير من الظالم و طلبت مني السماح فأخبرتها لا داعي لطلب السماح لأني سامحتك يا خالة
من ذلك اليوم أينما تلتقيني تأتيني مسرعة لتسلم علي و تجدد طلب السماح
أدركت يومها أن الإنسان البريء و الطيب قد يستغل و يوظف بأبشع الطرق .... فقلت في نفسي لماذا لا يكون هناك قانون يحمي هذه الفئة المغلوبة على أمرها . لا تخسروا أناس تحبونهم قبل أن تسمعوهم ... فربما بسماعك لهم و مسامحتكم يتضاعف حبهم لكم .
************
أرجوا أن تكونوا قد إستفدتم من تجربتي مع الحياة
الحمد لله في عملي أتعامل مع زملائي بكل إحترام و هم بالنسبة لي نعم الناس كيف لا و أنا أقضي معهم معظم وقتي أساعدهم و يساعدونني .....كان هناك عجوز تعمل كمنظفة لم أكن أراها زميلة في العمل بل كانت بمثابة الأم . كنت لا أحب أن أراها و هي تقوم بعملية التنظيف لوحدها . كنت أترك كل شيء في يدي و أهب إلى مساعدتها كانت تناديني إبنتي و أنا أناديها خالتي كانت عجوز طيبة كل يوم احبها أكثر من اليوم الذي قبله ..... لدرجة أن المدير عندما يبحث عني ليكلفني بعمل ما يجدني في حالة يرثى لها مبللة بالماء حاملة بيد منشفة و باليد الأخرى المكنسة .. ينظر و يقول لي ربي يعاونك .. يذهب و يتركني أكمل ذلك العمل
مرت الأيام و إنتهت فترة العقد الخاص بتلك العجوز فأظطر المدير إلى إخبارها بذلك تقبلت الموضوع رغم أنه كان صعبا عليها لأنها كانت في حاجة ماسة إلى ذلك العمل
توقفت خالتي المسكينة عن العمل كانت دائما تخطر على بالي و اقول في نفسي ترى كيف حالها كنت دائمة السؤال عنها و لم انسها يوما ...
**********
كانت لي صديقة حدثت بيننا سوء تفاهم أدى بيننا إلى الإنشقاق فأصبحنا في خانة الأعداء إبتعدت عنها وواصلت مسيرتي اليومية في العمل إلى أن يأتي ذلك اليوم الذي يأتي للمؤسسة عقود عمل ...... عاد الأمل في رجوع الخالة إلى العمل فطلب مني المدير إستدعاء الخالة لإحضار ملفها لكن للأسف لم أكن أعرف عنوانها و لم يكن لها هاتف فإقترحت عليه أن يكلف تلك الفتاة التي علاقتي بها لم تكن جيدة فكلفها فقامت بالمهمة لأنها كانتا جيران
تم إستدعائها و قبول ملفها و بلغ عدد الملفات 20 ملف تم إختيار 10 عمال من طرف المدير و كانت هي أولهم أكيد كم كانت فرحتي كبيرة تم إرسال المحضر و الملفات إلى الوظيف العمومي للموافقة ....
أذكر ذلك اليوم جيدا كنت ذاهبة إلى المدير فمررت بمكتب تلك الفتاة وجدت الخالة جالسة معها و كانت مناسبة عيد و لم أرها منذ مدة إنجرفت إليها بكل مشاعر الحب و إقتربت منها كانت جالسة في الكرسي دنوت منها لأهنئها بالعيد فأشاحت بوجهها عني إلى الجهة الأخرى و إنفجرت الفتاة بالضحك إلى ذلك الموقف الذي نال إعجابها ..... أصدقكم القول كان هذا أكبر هزيمة بالنسبة لي ...دخلت للمدير و انا أتصبب عرقا من ذلك الموقف و أذنايا يصدران صفيرا كأنها تنفث الدخان الناتج عن النار التي بداخلي وقفت صامتة و بعدها ذهبت إلى مكتبي و انا منهارة و ألوم في نفسي تارة و ألوم الخالة تارة و ألوم في الفتاة تارة أخرى
و اصدقكم القول أنني حينها رفعت يدي إلى الله تعالى و قلت : يا رب أنت أعلم انني لا أستحق هذا الموقف و يارب مثلما فعلت الخالة بي هذا الموقف إحرمها يارب من أكثر شيء تريده و هو العمل ........ بدأت تهدأ ناري قليلا لما بدأت أحاول أن أجد أعذارا لها فهي ليست سيئة ... بينما أنا هكذا بين لومها و عذرها و إذا بالفاكس يرن و إذا بمديرية الوظيف العمومي تعيد إرسال قائمة العمال المتعاقدين أنظر إليها أجدها غير ممضاة أدقق النظر جيدا و إذا بإسم الخالة مشطب عليه .... ذهلت لما رأيت أخذت الفاكس و ذهبت مسرعة للمدير لأتبين الأمر إتصل المدير و إستفسر و أخبرني أنه تم رفض ملفها بسبب لأنها سنها كبير و أخبروه بأن هذه السيدة في سن التقاعد حاول المدير و لكن لا فائدة فقال لي المدير أعيدي تغيير القائمة و في مكان الخالة قومي كتابة أول إسم من الناجحين الإحتياطيين ووضع إسمها آخر القائمة الإحتياطية ...........يا إلاهي على ذلك الموقف بدأت ألوم نفسي و أقول أنا السبب لماذا دعوت تلك الدعوة ربما لو لم أتسرع و فكرت قليلا لسامحتها و ينتهي الأمر رويت لصديقاتي الأمر و بدأوا في مواساتي و التأكيد لي أن هذا مقدر و مكتوب و ليس لي دخل بهذا .......
مرت الأيام و لم نعد نرى تلك الخالة لم أعد أسأل عنها و إعتبرت أنها تجربة مرة في حياتي و مرت ...أو هذا ما كنت أظن
*******************
أتعرفون ما فعلت ؟ قامت تلك الخالة بالتحجج ببيع بعض الأعشاب الطبية و بدأت بطرق منازل أقاربي و بدأت في نشر إشاعة مفادها أنني أنا من قمت بفسخ عقد عملها لكي أشغل ذلك السيد الذي كان في قائمة الإحتياط ..... إنتشر الخبر ووصلني فصدمت أكثر و اكثر و قلت إن كان هذا جزاء الخير فلعن الله ذلك الخير الذي قمت به إتجاهها ..........
**********
مرت الأيام و شاءت الأقدار أن ألتقي بها في مكان عملي أقابلها وجها لوجه قلت لها كيف حالك قالت الحمد لله قلت لها انني أعلم ما قامت بفعله و أنها مخطئة عاتبها و سألتها ماذا فعلت لك إبنتك؟ ....تعاتبنا و أخبرتني أن الفتاة هي من اخبرتها بهذه المعلومات و هي من حرضتها بأن تخبر أهلي حتى يضعون لي حد و هي التي لما إستدعتها أول مرة أخبرتها أنها سوف تتوسط لها للمدير كي ترجع مفابل أن تبتعد عني ......كانت تتكلم و هي تتحاشى النظر إلي فأدركت أن المظلوم أقوى بكثير من الظالم و طلبت مني السماح فأخبرتها لا داعي لطلب السماح لأني سامحتك يا خالة
من ذلك اليوم أينما تلتقيني تأتيني مسرعة لتسلم علي و تجدد طلب السماح
أدركت يومها أن الإنسان البريء و الطيب قد يستغل و يوظف بأبشع الطرق .... فقلت في نفسي لماذا لا يكون هناك قانون يحمي هذه الفئة المغلوبة على أمرها . لا تخسروا أناس تحبونهم قبل أن تسمعوهم ... فربما بسماعك لهم و مسامحتكم يتضاعف حبهم لكم .
************
أرجوا أن تكونوا قد إستفدتم من تجربتي مع الحياة
عدل سابقا من قبل نور الحكمة في الإثنين 5 مارس - 22:26 عدل 1 مرات