فطيمة
عضو محترف
- رقم العضوية :
- 6494
- البلد/ المدينة :
- بسكرة
- العَمَــــــــــلْ :
- استاذة في اللغة العربية
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 3622
- نقاط التميز :
- 4317
- التَـــسْجِيلْ :
- 18/10/2010
الرفق بالحيوان
أعجبني الموضوع فنقلته لكم
هل الرفق بالحيوان والعناية به حكراً على الأوروبيين والغرب !؟
وهل تربية الحيوان نوع من الترف نترفع نحن المسلمون عنه؟!
هذه الأسئله وأسئله أخرى كثيره خطرت في بالي كلما رأيت حيواناً دهسته سيارة في الطريق وما أكثر القطط والكلاب التي تدهسها السيارات على الطرق
وكلما رأيت طفل يمسك القوس لأذية عصفور يقف على شجرة او مبنى ..
أو رمي كلب او قط بحجر وتفنن في أذيته ..اشعر برغبه قويه بالصراخ في وجوههم .
ولأني
في اغلب الاوقات لا استطيع عمل شيء غير الدعاء .. فاني اشعر بالحزن الشديد
لما تذوقه هذه المخلوقات من اذلال وتعذيب وتنكيل .. والله المستعان
ولكن إذا كانت حقوق الإنسان منتهكة هل هذا يعطينا الحق أن نعذب ونسيء معاملة بقية مخلوقات الله ؟
حتى الشجرة المسكينة لا تسلم من اذى البعض !!
فيمر من جانب الشجرة في الشارع ولابد أن يمد يده لكسر أغصانها !!
ما تفسير هذا ؟!
أياً كانت الأسباب فإن الرحمة والشفقة بمخلوقات الله واجبة ومطلوبة
حتى أن منظر الحيوانات التي يتم ذبحها عند الجزار تصيبني بالألم عند رؤية أسلوب سحبها
وذبحها أمام غيرها من الحيوانات !!
كل هذا جعلني ابحث عن الرفق بالحيوان في الشريعة الإسلامية.. وما هو رأي الدين بهذا الشيء
والحمد لله وجدت ان الشريعة الاسلامية إهتمت بالرفق بالحيوان .. وأن ما يحدث لها
ليس سوى أحد مظاهر الجهل بهذا الدين العظيم
فهناك العديد من أوجه الرحمة في العناية بالحيوان في الشريعة الإسلامية، ولعلّ القرآن الكريم حين يصف أصنافا من الحيوان بالنعم والأنعام .
فإنه يكرّم هذه المخلوقات، كما تسمّت سور عديدة بأسماء عدد من الحيوانات، كسور البقرة والأنعام والنحل والنمل ^__^
والصالحين، واستعملها القرآن الكريم كمضرب للأمثال، مثل : ناقة صالح، حوت يونس، غنم داود، هدهد ونمل سليمان، وطير إبراهيم .
وأوضح القرآن الكريم في العديد من آياته مكانة الحيوان، وحدد موقعه لخدمة الإنسان.
فبعد أن بيّن الله تعالى في سورة النحل قدرته في خلق السماوات والأرض، وقدرته في خلق الإنسان،
أردف قائلا: (وَالأَنْعَامَ
خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ{5}
وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ{6}
وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَّمْ تَكُونُواْ بَالِغِيهِ إِلاَّ
بِشِقِّ الأَنفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ{7} وَالْخَيْلَ
وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لاَ
تَعْلَمُونَ{8}) [سورة النحل].
ووردت آيات قرآنية تدعو إلى وجوب الاهتمام بالحيوانات ورعايتها، فهى مخلوقات عجماء
لا يمكنها أن تطلب أكلا أو تنادي على سقيا، ومن هذه الآيات قول الله تعالى: (الَّذِي
جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْداً وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلاً
وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّن
نَّبَاتٍ شَتَّى{53} كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ
لَآيَاتٍ لِّأُوْلِي النُّهَى{54}) [سورة طه] .
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( لا تسبوا الديك، فإنه يوقظ للصلاة).
فقد روى البخاري ومسلم وغيرهما من حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة).
هذا الدين الحنيف هو الذي ضرب للعالمين المثل الأعلى في الرحمة والرفق بالحيوان، حتى جعل القسوة عليه باباً لدخول النار.
ومن أجل ذلك حرّم الإسلام قتل الحيوان جوعاً أو عطشاً.. وإلحاق ضررٍ بالحيوان أيًّا كان هذا الضرر، ومنه :
- تَحْمِيله ما لا يُطِيق .
- إرهاقه في السَّيْر .
- عدم اعطائها حقها من الوجبات الكافيه .
ففي مسلم وغيره قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذا
سافرْتم في الخِصْبِ فأعْطُوا الإبل حظًّا من الأرض"، ورُوي عن أبي
الدَّرداء قوله لبعير له عند الموت: يا أيُّها البعير لا تُخَاصِمْني عند
ربِّك، فإني لم أكن أُحَمِّلُك فَوْق طاقتِك، وأخرج الطبراني عن علي قال: إذا رأيتم ثلاثة على دابَّة فارجُموهم حتَّى يَنزِلَ أحدُهم.
وحرم الاسلام اتخاذ الحيوان أداةً للَّهْو،
كجعله غرضًا للتسابُق في رمْيِه بالسِّهام، ويُشْبهه ما يُعْرَف اليوم
بمصارعة الثِّيران، ومصارعه الدجاج ، ومصارعه الخيول .. وغيرها .
فقد مرَّ عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ
بفِتْيان من قريش نَصَبُوا طَيْرًا وَهُمْ يَرْمُونَه، وجَعلوا لصاحبه كل
خاطئة من نبْلهم، فقال لهم: إن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لعنَ مَن
اتَّخَذ شيئًا فيه روحٌ غرضًا، رواه البخاري ومسلم.
ومن اوجه الرحمه بالحيوان في الاسلام هو الإحسان إلى الحيوان عند الذَّبْح
وجاء في ذلك حديث الطبراني والحاكم وصححه:
أنَّ رجلًا أضْجَع شاة ليَذْبَحها وهو يُحِدُّ شَفْرَته، فقال ـ صلى الله
عليه وسلم ـ أتُريد أن تُمِيتَها مَوْتتَان، هلَّا أحددْتَ شَفْرَتك قبْل
أن تُضْجِعْهَا"؟
وفي حديث آخر
" إنَّ الله كَتَبَ الإحسانَ علي كل شيء، فإذا قَتَلْتُم فأحْسِنُوا
القِتْلَة، وإذا ذَبَحْتُم فأحْسِنُوا الذِّبْحَة، وليُحِدَّ أحدُكم
شَفْرَته، ولْيُرِحْ ذَبِيحَتَه" رواه مسلم.
يقول ربيعة الرأي: من الإحسان ألا تُذْبَح ذبيحة، وأخرى تنظر إليها.
روى أبو داود أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان في سفَر ومعه بعض أصحابه، فذهب لبعض شأنه، فأخذ جماعة منهم فرْخَيْن لطائر يُسَمَّى "قُبَّرَة"
فجعلت امهم تَحُوم وتعلو وتهبط لتُخَلِّص ولَدَيْها منهم، فلما رآها ـ صلى
الله عليه وسلم ـ قال: " مَن فَجَعَ هذه بولدها؟ رُدَّوا وَلَدَهَا
إليها".
تلك بعض المَظاهر التي تدل
على مدى رحمة الإسلام ونبي الإسلام بالحيوان، سبق به ما تنادَوْا به
حديثًا من وجوب الرِّفق بالحيوان، وهو دليل على أنه دين صالح لكلِّ زمان
ومكان يقوم بهذه الأعمال على أنَّها طاعة وقُرْبَة إلى الله يُرْجَى عليها
الأجْرُ، وإذا كانت بعض الدول تحرص على الرِّفْق بالحيوان كإنجلترا التي
تأسَّست بها جمعية لذلك سنة 1829 م أفليس الأولى بنا نحن المسلمون ان نرفق
بها ؟!
فلقد سبق الإسلام جمعيات
الرفق بالحيوان بأربعة عشر قرنا، فجعل الإحسان إلى الحيوانات من شعب
الإيمان، وإيذاءها والقسوة عليها من موجبات النار !!
كلنا سمعنا وقرأنا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما كان يحدث اصحابه عن رجل وجد كلبا يلهث من العطش،
فنزل بئرا فملأ خفه منها ماء فسقى الكلب حتى روي..
قال الرسول صلى الله عليه وسلم: فشكر الله له فغفر له. فقال الصحابة : أإن لنا في البهائم لأجرا يا رسول الله؟ قال: "في كل كبد رطبة أجر".فنزل بئرا فملأ خفه منها ماء فسقى الكلب حتى روي..
وقد قرأت لبعض الفقهاء المسلمين حول أحكام الرحمة بالحيوان ما لا يخطر بالبال
ومنهــــــا:
- وجوب النفقة من مالك الحيوان على الحيوان، فإن امتنع أجبر على بيعه، أو الإنفاق عليه، أو تسييبه إلى مكان يجد فيه رزقه ومأمنه .
- أنه إذا لجأت هرّة عمياء إلى بيت شخص ما .. وجبت نفقتها عليه حيث لم تقدر على الانصراف .
- ورتبوا نتائج حقوقية في حق من يستأجر حيواناً للحمل أو الركوب فحمّله أكثر مما يستطيع، وألزموه بضمان ثمنه لمالكه إذا نفق ( مات).
- ولم يعاقبوا الحيوان بما جنى على غيره، وإنما عاقبوا صاحبه إذا فرّط في حفظه وربطه .
- ومنعوا أن يؤجّر حيوان لشخص عرف بقسوته على الحيوان، خشية أن يجور بقسوته وغلظته على هذا المخلوق .
فقـــال: (لا
يوردن ممرض على مصح، وإن الجرب الرطب قد يكون بالبعير، فإذا خالط الإبل أو
حككها، أو أوى إلى مباركها، وصل إليها بالماء الذي يسيل منه) .
فيقـــول: "دخلت امرأة النار في هرة حبستها،فلا هي أطعمتها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض".
وقــــــال: "والله لا أسمه إلا في أقصى شيء من الوجه"
وفي حديث آخر أنه مر عليه بحمار قد وسم في وجهه فقــــال:
"أما بلغكم أني لعنت من وسم البهيمة في وجهها أو ضربها في وجهها".
ومن أهم الأسباب التي من أجلها دعا الإسلام إلى الاهتمام بالحيوان والطير هي :
- يدعو
الله تعالى في آيات القرآن الكريم المتعلقة بالحيوانات، الإنسان إلى النظر
في بديع خلقه وعظيم صنعه، ويدعوه في ذات الوقت إلى دراسة هذه الكائنات،
وأخذ العبر والعظات من سلوكياتها المختلفة، في مثل قوله تعالى: (أَفَلَا
يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ{17}) [سورة الغاشية]. - العمل على استخدام
هذه الحيوانات، وإجراء الدراسات والبحوث التي تهدف إلى استغلال أقصى ما
يمكن استغلاله من طاقات هذه الحيوانات، مع العناية بها والحفاظ عليها وعلى
أنواعها من الانقراض، وذلك لأن كثيرا من اعتماد الإنسان في غذائه يكون على
الحيوانات. - ارتباط الإنسان
منذ أن خلق بالحيوانات، يأكل من لحومها، ويشرب ألبانها، ويستعمل جلودها
بيوتا له، ويستدفئ بأصوافها وأوبارها وفرائها، فيقول الله تعالى:
(وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا
تَأْكُلُونَ{5} [سورة النحل].
اللّهُ غُرَاباً يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي
سَوْءةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ
هَـذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ
النَّادِمِينَ{31}) [سورة المائدة].
كما
تعلم الإنسان من الحيوانات البكور في السعي على الرزق، وتعلم كثيرا من نظم
حياة الأسر، وتقنيات الحرب والدفاع، والصبر على العمل، كالنحل والإبل،
وبناء المنازل وهندستها، كما تفعل الطيور، ونظام المعيشة وادخار الأقوات،
كما يفعل النمل… وتعلم الطيران من الطائر حتى وصل الإنسان إلى اختراع
الطائرة يحاكي بها الطائر… كما تعلم الإنسان من الحيوانات المائية
والبرمائية كثيرا من الصناعات والاختراعات، كالسفن والغواصات وغيرها
ومن بين هذه الآيات قول الله تعالى: (مَثَلُ
الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاء كَمَثَلِ
الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ
الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ{41}) [سورة العنكبوت].