moussa 007
عضو نشيط
- البلد/ المدينة :
- tipaza
- العَمَــــــــــلْ :
- Les hommes d'affaires
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 608
- نقاط التميز :
- 1460
- التَـــسْجِيلْ :
- 11/11/2011
( في القرآن الحكيم )
(يا بني) انها إن
تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السموات أو في الأرض يات بها
الله ان الله لطيف خبير يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر
واصبر على ما اصابك ان ذلك من عزم الأمور ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في
الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن
انكر الأصوات لصوت الحمير.
(تعاليم راقية)
1ـ ان العمل إذا كان بقدر ثقل حبة من خردل، يجازى الإنسان عليه، خيراً كان أو شراً.
2ـ إقامة الصلاة.
3ـ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
4ـ الصبر على ما أصاب الإنسان من مكاره الدهر وصعوبات العيش.
5ـ لا يحرف الإنسان وجهه عن الناس كبرياءاً وتجبراً.
6ـ لا يمش في الأرض مختالا.
7ـ يتوسط في كل أموره، لا زيادة ولا نقصان.
8ـ يخفض صوته، فلا يرفعه كما يرفع الحمار صوته، فان الحمار حيث يبدي كل
صوته، يكون أنكر الأصوات وهل هناك تعاليم أرقى من هذه التعاليم؟ وهل يمكن
ان يأتي يوم تنقلب هذه التعاليم رأساً على عقب؟ كلا، وألف كلا.
في
الفقيه قال لقمان لابنه: ان الدنيا بحر عميق، وقد هلك فيها عالم كثير،
فاجعل سفينتك فيها الأيمان بالله واجعل شراعها التوكل، واجعل زادك فيها
تقوى الله فان نجوت فبرحمة الله، وان هلكت فبذنوبك.
(يا بني) انك منذ سقطت إلى الدنيا استدبرتها واستقبلت الآخرة فدار أنت إليها تسير أقرب إليك عن دار أنت عنها متباعد.
(يا بني) جالس العلماء وزاحمهم بركبتيك فلا تجادلهم فيمنعوك وخذ من الدنيا
بلاغا ولا ترفضها فتكون عيالا على الناس وصم صوما يقطع شهوتك ولا تصم
صياماً يمنعك من الصلوات فان الصلوات احب إلى الله من الصيام.
(يا بني) خف الله خوفاً لو أتيته بعمل الثقلين خفت ان يعذبك، وارجه رجاءاً
لو اتيته بذنوب الثقلين رجوت ان يغفر لك فقال له ابنه يا أبت وكيف اطيق هذا
وانما لي قلب واحد فقال يا بني لو استخرج قلب المؤمن فشق لوجد فيه نوران
نور للخوف ونور للرجاء لو وزنا ما رجح أحدهما على الآخر بمثقال ذرة.
(يا بني) لا تركن إلى الدنيا ولا تشغل قلبك بها فما خلق الله خلقا هو أهون
عليه منها إلاّ ترى انه لم يجعل نعيمها ثواباً للمطيعين ولم يجعل بلاءها
عقوبة للعاصين.
(يا بني) ان تك في شك من الموت فادفع عن نفسك
النوم ولن تستطيع ذلك وان كنت في شك من البعث فادفع عن نفسك الأنتباه ولن
تستطيع ذلك فانك إن فكرت في هذا علمت ان نفسك بيد غيرك وانما النوم بمنزلة
الموت وانما اليقظة بعد النوم بمنزلة البعث بعد الموت.
(قال
المسعودي) كان لقمان نوبيا مولى للقين بن حر ولد على عشر سنين من ملك داود
(ع) وكان عبداً صالحاً ومن الله عليه بالحكمة ولم يزل في فيافي الأرض مظهرا
للحكمة والزهد في هذا العالم إلى أيام يونس بن متى حتى بعث إلى أهل نينوى
من بلاد الموصل ومن حكمته إنه قال:
(يا بني) ان الناس قد أجمعوا قبلك
لأولادهم فلم يبق ما جمعوا ولا من جمعوا له وانما أنت عبد مستأجر قد أمرت
بعمل ووعدت عليه أجراً فاوف عملك واستوف اجرك ولا تكن في هذه الدنيا بمنزلة
شاة وقعت في زرع أخضر فأكلت حتى سمنت فكان حتفها عند سمنها ولكن اجعل
الدنيا بمنزلة القنطرة على نهر جزت عليها وتركتها ولم ترجع إليها آخر الدهر
أخربها ولا تعمرها فانك لا تؤمر بعمارتها، واعلم انك ستسأل غداً إذا وقفت
بين يدي الله عز وجل عن أربع شبابك فيما ابليته وعمرك فيما أفنيته وما لك
من أين اكتسبته وفيما أنفقته فتأهب لذلك وأعد له جواباً ولا تأس على ما
فاتك من الدنيا فان قليل الدنيا لا يدوم بقاؤه وكثيرها لا يؤمن بلاؤه فخذ
حذرك وجد في أمرك واكشف الغطاء عن وجهك وتعرض لمعروف ربك وجدد التوبة في
قلبك واكمش في فراقك قبل ان يقصد قصدك ويقضى قضاؤك ويحال بينك وبين ما
تريد.
(يا بني) لان يضربك الحكيم فيؤذيك خير من ان يدهنك الجاهل بدهن طيب.
(يا بني) لا تفشين سرك إلى امرأتك ولا تجعل مجلسك على باب دارك.
(يا بني) تعلمت سبعة آلاف من الحكمة فاحفظ منها أربعاً وسر معي إلى الجنة
احكم سفينتك فان بحرك عميق وخفف حملك فان العقبة كؤد واكثر الزاد فان السفر
بعيد واخلص العمل فان الناقد بصير.
(يا بني) اتخذ ألف صديق، وألف قليل، ولا تتخذ عدواً واحداً والواحد كثير.
(وقيل) ان مولاه دخل المخرج(الحمام) فأطال فيه الجلوس فناداه لقمان إن طول
الجلوس على الحاجة يفجع منه الكبد، ويورث منه الباسور، ويورث الحرارة إلى
الرأس، فاجلس هوناً، وقم هوناً، فكتب حكمته على باب الحش(باب الحمام).
(يا بني) اني حملت الجندل والحديد وكل حمل ثقيل فلم احمل شيئاً اثقل من جار السوء وذقت المرارة كلها فلم اذق شيئاً أمر من الفقر.
قال أمير المؤمنين (عليه السلام) كان فيما وعظ لقمان ابنه ان قال له:
(يا بني) ليعتبر من قصر يقينه وضعفت نيته في طلب الرزق ان الله تبارك
وتعالى خلقه في ثلاثة أحوال من أمره وأتاه رزقه ولم يكن له في واحدة منها.
كسب ولا حيلة ان الله تبارك وتعالى سيرزقه في الحالة الرابعة اما الأوّل
فكان في رحم أمه يرزقه هناك في قرار مكين حيث لا يؤذيه حر ولا برد أخرجه من
ذلك وأجرى له رزقاً من لبن أمه يكفيه به يربيه من غير حول به ولا قوة ثم
فطم من ذلك فأجرى له رزقا من كسب أبويه ورأفة له من قلوبهما لا يملكان غير
ذلك حتى انهما يؤثرانه على أنفسهما في أحوال كثيرة حتى إذا كبر وعقل واكتسب
لنفسه وضاق به أمره ظن الظنون بربه وجحد الحقوق في ماله وقتر على نفسه
وعياله مخافة إقتار رزق وسوء يقين بالخلف من الله تعالى في العاجل والآجل
فبئس العبد هذا.
(وفي التفسير)، ان مولاه دعاه فقال: اذبح شاة فأتني
بأطيب مضغتين منها فذبح شاة فاتاه بالقلب واللسان أمره بمثل ذلك بعد أيام
وان يأتي باخبث مضغتين فأخرج إليه القلب واللسان فسأله عن ذلك فقال: انهما
أطيب شيء إذا طابا وأخبث شيء إذا خبثا.
(قال عبدالله بن دينار): قدم
لقمان من سفر فلقي غلامه في الطريق فقال ما فعل أبي قال مات قال ملكت أمري
قال ما فعلت امرأتي قال ماتت قال جدد فراشي قالت ما فعلت اختي قال ماتت قال
سترت عورتي قال ما فعل أخي قال مات قال انقطع ظهري.
(وقيل له) ما أقبح وجهك قال تعيب على النقش أو على فاعل النقش.
السيئة تورث سواد القلب وإذا اسود القلب لا يشعر الإنسان بمنافعه ومضراته
ولا يميل إلى معارف الله ولا يرغب في طاعته ولا يتفكر في الندامة ولا ينظر
في عواقب أمره بل يميل إلى الزخارف والشهوات ويزين له ذنوبه حتى يأتيه
الموت فيشمله قوله تعالى بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون وأما أسباب
تصفية القلب فالتوبة وله مدخل عظيم بل لا نظير له في دفع كدوراته وطلوع
سنائه وظهور أنواره.
إن التوبة الرجوع عن المعاصي وترك الفضول القولية والفعلية وتجريد النفس والفراغ إلى ما سواه.
(وقيل للقمان): أي الناس شر؟ قال الذي لا يبالي ان يراه الناس سيئاً.
وروي انه دخل على داود (عليه السلام) وهو يسرد الدرع وقد لين الله له
الحديد كالطحين فاراد ان يسأله فادركته الحكمة فسكت فلما اتمها لبسها وقال
نعم لبوس للحرب أنت فقال الصمت حكم وقليل فاعله فقال له داود (عليه السلام)
بحق سميت حكيماً.
(بيان التنزيل) لابن شهر أشوب قال أول ما ظهر من
حكم لقمان ان تاجراً سكر وخاطر نديمه أن يشرب ماء البحر كله وإلا سلم إليه
ما له وأهله فلما أصبح وصحا ندم وجعل صاحبه يطالبه بذلك فقال لقمان انا
أخلصك بشرط ان لا تعود إلى مثله، قل اشرب ماء الذي كان فيه وقت إذن فاتني
به أو اشرب ماءه الآن فسد أفواهه لأشربه أو اشرب الماء الذي يأتي به فاصبر
حتى يأتي فامسك صاحبه عنه.
(يا بني) اني خدمت أربعة آلاف نبي في
أربعة آلاف سنة واخترت من كل كلماتهم ثمانية: الأربعة الأولى إذا كنت بين
الصلاة فاحفظ قلبك والثانية إذا كنت بين الناس فاحفظ لسانك والثالثة إذا
كنت بين النعمة فاحفظ خلقك والرابعة إذا كنت في دار الغير فاحفظ عينك
والأربعة الأخيرة كن ذاكراً أبداً لشيئين الخالق والموت وكن ناسياً ابداً
لشيئين إحسانك في حق الغير وإساءة الغير في حقك.
(يا بني) لا يكن الديك اكيس منك واكثر محافظة على الصلوة إلاّ تراه عند كل صلاة يؤذن لها وبالأسحار يعلن بصوته وأنت نائم.
(يا بني) من لا يملك لسانه يندم ومن يكثر المراء يشتم ومن يدخل مداخل السوء يتهم ومن يصاحب السوء لا يسلم ومن يجالس العلماء يغنم.
(يا بني) لا تؤخر التوبة فان الموت يأتي بغتة.
(يا بني) اجعل غناك في قلبك وإذا افتقرت فلا تحدث الناس بفقرك فتهون عليهم ولكن اسئل الله من فضله.
(يا بني) كذب من يقول الشر يقطع بالشر إلاّ ترى ان النار لا تطفئ بالنار ولكن بالماء وكذلك الشر لا يطفى إلاّ بالخير.
(يا بني) لا تشمت بالمصائب ولا تعير المبتلى ولا تمنع المعروف فانه ذخيرة لك في الدنيا والآخرة.
(يا بني) ثلاثة يجب مداراتهم المريض والسلطان والمرأة وكن قانعاً تعيش غنياً وكن متقيا تكن عزيزاًَ.
(يا بني) انك من حين سقطت من بطن أمك استدبرت الدنيا واستقبلت الآخرة وأنت
في كل يوم ما استقبلت اقرب منك إلى ما استدبرت فتزود لدار أنت مستقبلها
وعليك بالتقوى فإنه أربح التجارات وإذا أحدثت ذنباً فأتبعه بالاستغفار
والندم والعزم على ترك العود لمثله واجعل الموت نصب عينيك والوقوف بين يدي
خالقك وتمثل شهادة جوارحك عليك بعملك والملائكة الموكلين بك تستحيي منهم
ومن ربك الذي هو مشاهدك وعليك بالموعظة فاعمل بها فانها عند العاقل أحلى من
العسل الشهد وهي على السفيه أشق من صعود الدرجة على الشيخ الكبير ولا تسمع
الملاهي فإنها تنسيك الآخرة ولكن احضر الجنائز وزر المقابر تذكر الموت وما
بعده من الأهوال فتأخذ حذرك.
(يا بني) استعذ بالله من شرار النساء وكن من خيارهن على حذر.
(يا بني) لا تفرح بظلم أحد بل احزن على ظلم من ظلمته.
(يا بني) الظلم ظلمات يوم القيمة حسرات وإذا دعتك القدرة على ظلم من هو دونك فاذكر قدرة الله عليك.
(يا بني) تعلم من العلماء ما جهلت وعلم الناس ما علمت تذكر بذلك في الملكوت.
(يا بني) أغنى الناس من قنع بما في يديه وأفقرهم من مد عينيه إلى ما في أيد الناس.
(يا بني) عليك باليأس عما في أيدي الناس والوثوق بوعد الله واسع فيما فرض
عليك ودع السعي فيما ضمن لك وتوكل على الله في كل أمورك يكفيك وإذا صليت
فصل صلاة مودع تظن ان لا تبقى بعدها أبدا وإياك وما تعتذر منه فانه لا
يعتذر من خير واحب للناس ما تحب لنفسك واكره لهم ما تكره لنفسك ولا تقل ما
لا تعلم.
(يا بني) اجهد أن يكون اليوم خيراً لك من أمس وغداً
خيراً لك من اليوم فإنه من استوى يوماه فهو مغبون ومن كان يومه شراً من
أمسه فهو ملعون.
(يا بني) ارض بما قسم الله لك فانه سبحانه يقول اعظم عبادي ذنباً من لم يرض بقضائي ولم يشكر نعمائي ولم يصبر على بلائي.
(يا بني) لا تقترب فيكون أبعد لك ولا تبتعد فتهان كل دابة تحب مثلها وابن آدم لا يحب مثله لا تنشر برك إلاّ عند باقيه.
(يا بني) لا تتخذ الجاهل رسولا فان لم تصب عاقلا حكيماً يكون رسولك فكن أنت رسول نفسك.
(يا بني) سافر بسيفك وخفك وعمامتك وخبائك وسقائك وخيوطك ومخوذك، وتزود من
الأدوية ما تنتفع به أنت ومن معك، وكن لأصحابك موافقاً إلاّ في معصية الله
عز وجل
(يا بني) انها إن
تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السموات أو في الأرض يات بها
الله ان الله لطيف خبير يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر
واصبر على ما اصابك ان ذلك من عزم الأمور ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في
الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن
انكر الأصوات لصوت الحمير.
(تعاليم راقية)
1ـ ان العمل إذا كان بقدر ثقل حبة من خردل، يجازى الإنسان عليه، خيراً كان أو شراً.
2ـ إقامة الصلاة.
3ـ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
4ـ الصبر على ما أصاب الإنسان من مكاره الدهر وصعوبات العيش.
5ـ لا يحرف الإنسان وجهه عن الناس كبرياءاً وتجبراً.
6ـ لا يمش في الأرض مختالا.
7ـ يتوسط في كل أموره، لا زيادة ولا نقصان.
8ـ يخفض صوته، فلا يرفعه كما يرفع الحمار صوته، فان الحمار حيث يبدي كل
صوته، يكون أنكر الأصوات وهل هناك تعاليم أرقى من هذه التعاليم؟ وهل يمكن
ان يأتي يوم تنقلب هذه التعاليم رأساً على عقب؟ كلا، وألف كلا.
في
الفقيه قال لقمان لابنه: ان الدنيا بحر عميق، وقد هلك فيها عالم كثير،
فاجعل سفينتك فيها الأيمان بالله واجعل شراعها التوكل، واجعل زادك فيها
تقوى الله فان نجوت فبرحمة الله، وان هلكت فبذنوبك.
(يا بني) انك منذ سقطت إلى الدنيا استدبرتها واستقبلت الآخرة فدار أنت إليها تسير أقرب إليك عن دار أنت عنها متباعد.
(يا بني) جالس العلماء وزاحمهم بركبتيك فلا تجادلهم فيمنعوك وخذ من الدنيا
بلاغا ولا ترفضها فتكون عيالا على الناس وصم صوما يقطع شهوتك ولا تصم
صياماً يمنعك من الصلوات فان الصلوات احب إلى الله من الصيام.
(يا بني) خف الله خوفاً لو أتيته بعمل الثقلين خفت ان يعذبك، وارجه رجاءاً
لو اتيته بذنوب الثقلين رجوت ان يغفر لك فقال له ابنه يا أبت وكيف اطيق هذا
وانما لي قلب واحد فقال يا بني لو استخرج قلب المؤمن فشق لوجد فيه نوران
نور للخوف ونور للرجاء لو وزنا ما رجح أحدهما على الآخر بمثقال ذرة.
(يا بني) لا تركن إلى الدنيا ولا تشغل قلبك بها فما خلق الله خلقا هو أهون
عليه منها إلاّ ترى انه لم يجعل نعيمها ثواباً للمطيعين ولم يجعل بلاءها
عقوبة للعاصين.
(يا بني) ان تك في شك من الموت فادفع عن نفسك
النوم ولن تستطيع ذلك وان كنت في شك من البعث فادفع عن نفسك الأنتباه ولن
تستطيع ذلك فانك إن فكرت في هذا علمت ان نفسك بيد غيرك وانما النوم بمنزلة
الموت وانما اليقظة بعد النوم بمنزلة البعث بعد الموت.
(قال
المسعودي) كان لقمان نوبيا مولى للقين بن حر ولد على عشر سنين من ملك داود
(ع) وكان عبداً صالحاً ومن الله عليه بالحكمة ولم يزل في فيافي الأرض مظهرا
للحكمة والزهد في هذا العالم إلى أيام يونس بن متى حتى بعث إلى أهل نينوى
من بلاد الموصل ومن حكمته إنه قال:
(يا بني) ان الناس قد أجمعوا قبلك
لأولادهم فلم يبق ما جمعوا ولا من جمعوا له وانما أنت عبد مستأجر قد أمرت
بعمل ووعدت عليه أجراً فاوف عملك واستوف اجرك ولا تكن في هذه الدنيا بمنزلة
شاة وقعت في زرع أخضر فأكلت حتى سمنت فكان حتفها عند سمنها ولكن اجعل
الدنيا بمنزلة القنطرة على نهر جزت عليها وتركتها ولم ترجع إليها آخر الدهر
أخربها ولا تعمرها فانك لا تؤمر بعمارتها، واعلم انك ستسأل غداً إذا وقفت
بين يدي الله عز وجل عن أربع شبابك فيما ابليته وعمرك فيما أفنيته وما لك
من أين اكتسبته وفيما أنفقته فتأهب لذلك وأعد له جواباً ولا تأس على ما
فاتك من الدنيا فان قليل الدنيا لا يدوم بقاؤه وكثيرها لا يؤمن بلاؤه فخذ
حذرك وجد في أمرك واكشف الغطاء عن وجهك وتعرض لمعروف ربك وجدد التوبة في
قلبك واكمش في فراقك قبل ان يقصد قصدك ويقضى قضاؤك ويحال بينك وبين ما
تريد.
(يا بني) لان يضربك الحكيم فيؤذيك خير من ان يدهنك الجاهل بدهن طيب.
(يا بني) لا تفشين سرك إلى امرأتك ولا تجعل مجلسك على باب دارك.
(يا بني) تعلمت سبعة آلاف من الحكمة فاحفظ منها أربعاً وسر معي إلى الجنة
احكم سفينتك فان بحرك عميق وخفف حملك فان العقبة كؤد واكثر الزاد فان السفر
بعيد واخلص العمل فان الناقد بصير.
(يا بني) اتخذ ألف صديق، وألف قليل، ولا تتخذ عدواً واحداً والواحد كثير.
(وقيل) ان مولاه دخل المخرج(الحمام) فأطال فيه الجلوس فناداه لقمان إن طول
الجلوس على الحاجة يفجع منه الكبد، ويورث منه الباسور، ويورث الحرارة إلى
الرأس، فاجلس هوناً، وقم هوناً، فكتب حكمته على باب الحش(باب الحمام).
(يا بني) اني حملت الجندل والحديد وكل حمل ثقيل فلم احمل شيئاً اثقل من جار السوء وذقت المرارة كلها فلم اذق شيئاً أمر من الفقر.
قال أمير المؤمنين (عليه السلام) كان فيما وعظ لقمان ابنه ان قال له:
(يا بني) ليعتبر من قصر يقينه وضعفت نيته في طلب الرزق ان الله تبارك
وتعالى خلقه في ثلاثة أحوال من أمره وأتاه رزقه ولم يكن له في واحدة منها.
كسب ولا حيلة ان الله تبارك وتعالى سيرزقه في الحالة الرابعة اما الأوّل
فكان في رحم أمه يرزقه هناك في قرار مكين حيث لا يؤذيه حر ولا برد أخرجه من
ذلك وأجرى له رزقاً من لبن أمه يكفيه به يربيه من غير حول به ولا قوة ثم
فطم من ذلك فأجرى له رزقا من كسب أبويه ورأفة له من قلوبهما لا يملكان غير
ذلك حتى انهما يؤثرانه على أنفسهما في أحوال كثيرة حتى إذا كبر وعقل واكتسب
لنفسه وضاق به أمره ظن الظنون بربه وجحد الحقوق في ماله وقتر على نفسه
وعياله مخافة إقتار رزق وسوء يقين بالخلف من الله تعالى في العاجل والآجل
فبئس العبد هذا.
(وفي التفسير)، ان مولاه دعاه فقال: اذبح شاة فأتني
بأطيب مضغتين منها فذبح شاة فاتاه بالقلب واللسان أمره بمثل ذلك بعد أيام
وان يأتي باخبث مضغتين فأخرج إليه القلب واللسان فسأله عن ذلك فقال: انهما
أطيب شيء إذا طابا وأخبث شيء إذا خبثا.
(قال عبدالله بن دينار): قدم
لقمان من سفر فلقي غلامه في الطريق فقال ما فعل أبي قال مات قال ملكت أمري
قال ما فعلت امرأتي قال ماتت قال جدد فراشي قالت ما فعلت اختي قال ماتت قال
سترت عورتي قال ما فعل أخي قال مات قال انقطع ظهري.
(وقيل له) ما أقبح وجهك قال تعيب على النقش أو على فاعل النقش.
السيئة تورث سواد القلب وإذا اسود القلب لا يشعر الإنسان بمنافعه ومضراته
ولا يميل إلى معارف الله ولا يرغب في طاعته ولا يتفكر في الندامة ولا ينظر
في عواقب أمره بل يميل إلى الزخارف والشهوات ويزين له ذنوبه حتى يأتيه
الموت فيشمله قوله تعالى بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون وأما أسباب
تصفية القلب فالتوبة وله مدخل عظيم بل لا نظير له في دفع كدوراته وطلوع
سنائه وظهور أنواره.
إن التوبة الرجوع عن المعاصي وترك الفضول القولية والفعلية وتجريد النفس والفراغ إلى ما سواه.
(وقيل للقمان): أي الناس شر؟ قال الذي لا يبالي ان يراه الناس سيئاً.
وروي انه دخل على داود (عليه السلام) وهو يسرد الدرع وقد لين الله له
الحديد كالطحين فاراد ان يسأله فادركته الحكمة فسكت فلما اتمها لبسها وقال
نعم لبوس للحرب أنت فقال الصمت حكم وقليل فاعله فقال له داود (عليه السلام)
بحق سميت حكيماً.
(بيان التنزيل) لابن شهر أشوب قال أول ما ظهر من
حكم لقمان ان تاجراً سكر وخاطر نديمه أن يشرب ماء البحر كله وإلا سلم إليه
ما له وأهله فلما أصبح وصحا ندم وجعل صاحبه يطالبه بذلك فقال لقمان انا
أخلصك بشرط ان لا تعود إلى مثله، قل اشرب ماء الذي كان فيه وقت إذن فاتني
به أو اشرب ماءه الآن فسد أفواهه لأشربه أو اشرب الماء الذي يأتي به فاصبر
حتى يأتي فامسك صاحبه عنه.
(يا بني) اني خدمت أربعة آلاف نبي في
أربعة آلاف سنة واخترت من كل كلماتهم ثمانية: الأربعة الأولى إذا كنت بين
الصلاة فاحفظ قلبك والثانية إذا كنت بين الناس فاحفظ لسانك والثالثة إذا
كنت بين النعمة فاحفظ خلقك والرابعة إذا كنت في دار الغير فاحفظ عينك
والأربعة الأخيرة كن ذاكراً أبداً لشيئين الخالق والموت وكن ناسياً ابداً
لشيئين إحسانك في حق الغير وإساءة الغير في حقك.
(يا بني) لا يكن الديك اكيس منك واكثر محافظة على الصلوة إلاّ تراه عند كل صلاة يؤذن لها وبالأسحار يعلن بصوته وأنت نائم.
(يا بني) من لا يملك لسانه يندم ومن يكثر المراء يشتم ومن يدخل مداخل السوء يتهم ومن يصاحب السوء لا يسلم ومن يجالس العلماء يغنم.
(يا بني) لا تؤخر التوبة فان الموت يأتي بغتة.
(يا بني) اجعل غناك في قلبك وإذا افتقرت فلا تحدث الناس بفقرك فتهون عليهم ولكن اسئل الله من فضله.
(يا بني) كذب من يقول الشر يقطع بالشر إلاّ ترى ان النار لا تطفئ بالنار ولكن بالماء وكذلك الشر لا يطفى إلاّ بالخير.
(يا بني) لا تشمت بالمصائب ولا تعير المبتلى ولا تمنع المعروف فانه ذخيرة لك في الدنيا والآخرة.
(يا بني) ثلاثة يجب مداراتهم المريض والسلطان والمرأة وكن قانعاً تعيش غنياً وكن متقيا تكن عزيزاًَ.
(يا بني) انك من حين سقطت من بطن أمك استدبرت الدنيا واستقبلت الآخرة وأنت
في كل يوم ما استقبلت اقرب منك إلى ما استدبرت فتزود لدار أنت مستقبلها
وعليك بالتقوى فإنه أربح التجارات وإذا أحدثت ذنباً فأتبعه بالاستغفار
والندم والعزم على ترك العود لمثله واجعل الموت نصب عينيك والوقوف بين يدي
خالقك وتمثل شهادة جوارحك عليك بعملك والملائكة الموكلين بك تستحيي منهم
ومن ربك الذي هو مشاهدك وعليك بالموعظة فاعمل بها فانها عند العاقل أحلى من
العسل الشهد وهي على السفيه أشق من صعود الدرجة على الشيخ الكبير ولا تسمع
الملاهي فإنها تنسيك الآخرة ولكن احضر الجنائز وزر المقابر تذكر الموت وما
بعده من الأهوال فتأخذ حذرك.
(يا بني) استعذ بالله من شرار النساء وكن من خيارهن على حذر.
(يا بني) لا تفرح بظلم أحد بل احزن على ظلم من ظلمته.
(يا بني) الظلم ظلمات يوم القيمة حسرات وإذا دعتك القدرة على ظلم من هو دونك فاذكر قدرة الله عليك.
(يا بني) تعلم من العلماء ما جهلت وعلم الناس ما علمت تذكر بذلك في الملكوت.
(يا بني) أغنى الناس من قنع بما في يديه وأفقرهم من مد عينيه إلى ما في أيد الناس.
(يا بني) عليك باليأس عما في أيدي الناس والوثوق بوعد الله واسع فيما فرض
عليك ودع السعي فيما ضمن لك وتوكل على الله في كل أمورك يكفيك وإذا صليت
فصل صلاة مودع تظن ان لا تبقى بعدها أبدا وإياك وما تعتذر منه فانه لا
يعتذر من خير واحب للناس ما تحب لنفسك واكره لهم ما تكره لنفسك ولا تقل ما
لا تعلم.
(يا بني) اجهد أن يكون اليوم خيراً لك من أمس وغداً
خيراً لك من اليوم فإنه من استوى يوماه فهو مغبون ومن كان يومه شراً من
أمسه فهو ملعون.
(يا بني) ارض بما قسم الله لك فانه سبحانه يقول اعظم عبادي ذنباً من لم يرض بقضائي ولم يشكر نعمائي ولم يصبر على بلائي.
(يا بني) لا تقترب فيكون أبعد لك ولا تبتعد فتهان كل دابة تحب مثلها وابن آدم لا يحب مثله لا تنشر برك إلاّ عند باقيه.
(يا بني) لا تتخذ الجاهل رسولا فان لم تصب عاقلا حكيماً يكون رسولك فكن أنت رسول نفسك.
(يا بني) سافر بسيفك وخفك وعمامتك وخبائك وسقائك وخيوطك ومخوذك، وتزود من
الأدوية ما تنتفع به أنت ومن معك، وكن لأصحابك موافقاً إلاّ في معصية الله
عز وجل