اميرالظلام
عضو نشيط
- البلد/ المدينة :
- تبسه
- العَمَــــــــــلْ :
- موظف
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 643
- نقاط التميز :
- 833
- التَـــسْجِيلْ :
- 16/05/2012
بقلم
حسين أحمد سليم آل الحاج يونس
أدبيات الحوار
في أروقة المنتديات الرقمية على الشبكة العنكبوتية, منهجيات منتظمة لها
أصولها ومسارات قويمة لها مرتكزاتها, ولا يسمى الحوار حوارا إذا ما خرج عن
أطره الأدبية وذهب بعيدا عن مقومات وأسباب وجوده بين فردين أو أكثر...
والرؤى التي نزمع عرضها في موضعنا هذا هي أسس عامة يمكن اعتمادها في
الحوارات التي تنشأ بين المشرف في المنتدى والعضو وبين المشرف والاداري
وبين الاداري والعضو وبين الأعضاء ... فإذا تكاملت هذه الحلقة بين طاقم
المنتدى وأفراده توالدت منظومة حوارية هادفة وفاعلة بين الجميع تصب في خانة
رقي وسمو المنتدى ورفعته...
أدبيات الحوار
بداية, هي الوصول للحقيقة بالدرجة الأولى, ولبس للوجاهة ونيل الإعجاب أو
التباهي بالتفوق على الآخرين, وأن يكون المحاور المجيد مقتنعا بما يقوله,
ويطابق قوله فعله... وعلى المحاور الجاد أن ينشد الصواب فيما يصبو إليه,
وأن يحق الحق ويزهق الباطل, دون الخلط بينهما...
المحاور اللبق,
يختار الظرف الزماني والمكاني الملائم والمناسب للخوض في حواراته, ويدرس
المستوى الحضوري للطرف الآخر حتى لا يفسد النقاش بيهما... وعليه يجب أن
يتعرف المحاور الى مستوى محاوره في الموضوع مدار الحوار بينهما, وذلك
بالرؤيا العلمية والتفكر والفهم والوعي ويحسب لذلك الحسابات اللازمة...
المحاور الكييس
لا يناقش في موضوع لا يعرفه جيدا ولا يمتلك حوله المعلومات والمعارف
الكافية التي تدفعه يثقة ومسؤولية للخوض في متاهات الحوار, وبذلك فهو لا
يدافع عن فكرة لا يقتنع بها, فقط يحاور لأجل الحوار, دون التخاطر بالحدث
المخفي لنتائج الحوار...
المحاور الفطن
يقدر الوقت ويعرف أن للوقت ثمنا باهظا, لذلك فهو لا يطيل في الحوار بدون
طائل, ولا يمارس الأنانية في حواراته, بحيث لا يترك مجالا للغير من إبداء
الرأي, وإعطائهم فرصة النقاش والاشتراك في الحوار... وبقدر ما يكون المحاور
بارعا في حواره مع الآخرين عليه أن يكون بارعا في الإستماع للآخرين دون أن
يقاطعهم أو يمتعض من آرائهم...
المحاور الهاديء
هو المحاور الذي ينتبه لنفسه وهو يحاور ويناقش, فلا يرفع صوته إلا إذا كان
رفع الصوت ضروريا, ولا يستعلي بعلمه على الآخرين كونه يملك من المعلومات
ما لا يملكه الآخرون, ويجب أن يسيطر على انفعالاته ويضبط حركاته فلا تأخذه
العصبية ويتحرر من أدنى المقومات الحوارية... وعليه يجب على المحاور أن
يضبط كلامه ويتقن لغته الحوارية ويرتب أفكاره ويزن انتقاداته وإلا يقع في
المحظور الذي يؤدي الى الفشل في الحوار مع الآخرين...
المحاور الدقيق
هو المحاور الذي ينطلق في حواراته من المسمات ونقاط الإتفاق مع الآخرين
بحيث يؤكدها ويثني عليها, بحيث يبني من خلالها جسرا من الثقة والاحترام
والتفاهم والتعاون والتفاعل الخلاق للوصول والحصول على أكبر عدد من
الإجابات الإيجابية والابتعاد قدر الإستطاع عن السلبيات... ثم يتقدم نحو
الأمور العالقة ليشبعها نقاشا وتمحيصا, بتقريب وجهات النظر وبالتالي ضرب
الأمثلة في المكان الذي يجب أن تضرب فيه لتلعب دور التأثير والإقناع...
المحاور الحصيف
هو المحاور الذي يسيطر على نفسه مهما كانت الأسباب المثيرة لها, ولا يسمح
لنفسه بالإنزلاق باتجاه فقدان السيطرة عليها, لتلعب العاطفة البشرية دورها
غير المستحب والذي يؤدي الى التصرف من دون لياقة أدبية, مما يفقد النقاش
جدواه ويسيء للمحاور ومحاوره... وإذا ما اصطدم المحاور بمحاور غير جاد وغير
باحث عن الحقيقة أو وجده دون المستوى المطلوب لاستكمال الحوار, فما عليه
سوى إقفال الحوار بحكمة وترو دون تجريح أو قدح أو ذم...
المحاور المتواضع
هو المحاور الذي يعترف بالحقيقة ولا يتجاهلها, بل يكون موضوعيا في كل شيء ,
فإذا واجهه محاوره الآخر بمعلومات يجهلها ولا معرفة له بها فعليه بكل
برودة أعصاب واحترام أن يستوضح في الأمر وليس عيبا أن لا يعرف المحاور في
أمر ما أو أن يكون هناك نقص في بعض معرفته ولكن العيب الأكبر هة الإدعاء
بما ليس في دائرة علمه ومعرفته... فالمحاور هو بشر بالنتيجة وليس ملاكا من
عالم سماوي آخر والبشري مهما تعلم ومهما كانت معرفته واسعة يبقى تنقصه بعض
القضايا التي يجهلها... وهذا لا يسبب أبدا عند المحاور حرجا من الإقرار
بالنقص أو القصور أو حتى الخطأ...
المحاور المنفتح
هو المحاور الذي يعترف بقبول الحق مهما كان مرا وخاصة عند ظهور الدليل
الكافي , وهو المستغني عن التعصب لأن التعصب لا يوصل للطريق البقويم...
وبذلك فالمحاور هذا عليه أن يحترم الحقيقة ولا يركن لاعتماد الأدلة
المغلوطة أو الضعيفة المصدر تحت أي حجة كانت... وعليه بالتالي اعتماد
الأفكار الموثقة والرجوع اليها ساعة يتطلب ذلك...
المحاور المثقف
هو المحاور الذي يسبغ صفة الذوق الرفيع والأدب المناقبي على الحوار بينه
وبين الآخرين, ويعمل جاهدا وبقناعة العارف على احترام مكانة الناس
الاجتماعية والفكرية والأدبية حتى وإن اختلف معهم في الرأي أو المعتقد...
ويجب أن يعرف المحاور أن ما يجوز النقاش فيه مع الخاصة قد لا يجوز النقاش
فيه مع العامة, وما قد يصلح لشريحة معينة من الناس قد لا يصلح لشريحة
أخرى... وما يتقبله أهل بلد قد لا يتقبله أهل بلد آخر...
المحاور الحذر
هو المحاور الذي يقوم ببحث فكرة ما دون التركيز على صاحبها أو ذكر اسم
كاتبها , وهكذا يضمن عدم تحويل الحوار الى عملية لفعل الطعن والتجريح
بالآخرين... ويبدي هذا المحاور من باب التقدير إعجابه بالأفكار الصحيحة
ويشجعها... وإذا ما قام بنقاش أو بحث ما فإنما بلطف وإناءة وهدوء واحترام
مبتعدا قدر الامكان عن التسفيه... وعليه أن يعتمد المنادة لمحاوره باسمه أو
لقبه الذي يجب عند حدوث النقاش أو الحوار...
المحاور الخبير
هو المحاور الذي يعمل على كسب القلوب والعقول قبل كسب النقاش, فعملية
الحوار قد تؤدي إجبار الطرف الآخر الى النزول عند رغبة المحاور ولكن لم
يقتنع أساسا في النتيجة الحوارية التي توصل الحوار اليها... والجدل
المستفحل بادرة خطيرة جدا بين المحاورين, بحيث إذا ما تعمق الخلاف والجدل
بينهما, قد يذهب بالمودة والمحبة ويقضي على الصداقة , فعلى المحاور أن
يجتنب الجدل الذي لا طائل منه في الحوارات مع الآخرين...
كل فرد له
قناعاته وله وجهات نظره التي يقتنع بها, وليس بالضرورة أن يقتنع بها الغير
مهما كانت الأسباب, بحيث لا إكراه في وجهات النظر عند الآخرين , وليس
باضرورة تبنيها تحت أية ظروف مهما كانت... وفي كثير من الأحيان حين لا ينفع
المنطق والبرهان في إحقاق ما يجب إحقاقه, فعلى المحاور أن يلجأ الدوافع
النبيلة ويعتمد النصيحة ويمتطي الكياسة ويتعامل مع محاوره فردا أو جماعة
كتعامله مع أسرته وأولاده وزوجته...
وختاما على
المحاور الذي يخوض غمار النقاشات ويرود مطاوي الحوارات أن يضع نصب عينيه من
البداية هدفا واضحا يريد الوصول اليه من خلال اجراء الحوار, ويعمل كل ما
بوسعه لتنفيذ خطته الحوارية ضمن الأسس والأصول والآداب الحوارية الكفيلة
بإظهار الحقائق ... وبالتالي الاستفادة من الحوار في الحد الأقصى
الموضوع منقول للامانة