هدى1
عضو مساهم
- رقم العضوية :
- 611
- البلد/ المدينة :
- الجزائر
- العَمَــــــــــلْ :
- طالبة السنة الأولى ثانوي
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 291
- نقاط التميز :
- 395
- التَـــسْجِيلْ :
- 24/05/2010
هل راقبت أبناءك يوماً وهم يشاهدون التلفزيون؟
هل أحصيت كم ساعة يقضونها أمام شاشته الفضية؟
هل تساءلت عن تأثيره الإيجابي أو السلبي عليهم؟
قد تكون فعلت ذلك، ووبختهم مراراً على إهدار الوقت في ما لا يفيد، ولا أظنك الوحيد في ذلك إذ يشاطرك الرأي الكثير من المفكرين والنقاد والتربويين، فيجمعون على أن التلفزيون ينحدر سريعاً بذوق الأطفال بل إنه يشجع الأطفال على اكتساب مستوى منحط من الذوق لا يليق بالحياة الاجتماعية السليمة. ويشبه هؤلاء البرامج الجيدة في التلفزيون بقطرات الماء النقية الضائعة في محيط من النفايات، وبأن من يقضي وقتاً طويلاً أمام شاشة التلفزيون كمن يبيع روحه من أجل متعة ضئيلة يدفع ثمنها غالياً فيما بعد.
والسؤال الآن هو: كيف للطفل أن يؤمن بذلك وما أنفك الناس أمام ناظريه يديرون أجهزة التلفزيون على مدار الساعة؟
أظن أن القضية إشكالية لاسيما أن هناك فئة غير قليلة من أصحاب الرأي والمختصين يرون في التلفزيون أحد أهم الوسائل الحضارية التي أتيحت للإنسان في العصر الحديث، ليس هذا فحسب بل يرون أن التلفزيون يوسع من مدارك الطفل ويزيد معارفه ويساهم في خلق جيل متنور.
ولكي نقف على تخوم المشكلة نتساءل: هل يخاطب التلفزيون الأطفال؟ وكيف يخاطبهم على تنوع فئاتهم العمرية؟
لا أحد ينكر للتلفزيون النجاح الذي حققه إلا أن نصيب الطفل من هذا النجاح كان محدوداً وضئيلاً وبمعنى أدق كان معدوماً إذ لم يكن للأعمال التي تخاطب الطفل أي حضور لافت ومرد ذلك لأسباب كثيرة ربما كان أهمها أن القائمين على الإنتاج التلفزيوني يعدون أن الأعمال المقدمة للأطفال تنازلاً أو تبخيساً في أصول الفن وتبسيطاً في تقنيات فن العرض لذلك لا نجد لدينا متخصصين في مثل هذا النوع من الأعمال وإذا أحصينا الآن المحطات الفضائية العربية الموجهة للطفل نجد أنها لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة.
أما البرامج الموجهة للأطفال ضمن فترات البث التلفزيوني الرسمي فإنها لا تتجاوز الساعة وفي أحسن الأحوال ساعة ونصف وغالباً تكون معظم الأعمال المقدمة مستوردة وهي مسلسلات وأفلام كرتون معدة ومدبلجة إذ تفتقر معظم المحطات العربية إلى القدرة على إنتاج عمل كرتوني عربي وربما يكون السبب الحقيقي هو ضعف المردود المادي ومن ثم الإعراض عن هذا النوع من الأعمال – طبعاً هناك عدة محاولات عربية إلا أنها لا تشكل شيئاً أمام الكم الهائل من الأعمال المستوردة – أما الجهات الرسمية فهي غالباً ما لا تعنى بهذا النوع من البرامج وتكتفي باستيراده ربما لأن خطابها لا يتوجه للطفل أساساً.
نسأل هنا أمام قلة عدد القنوات والبرامج المخصصة للأطفال ماذا يشاهد الأطفال؟
هل يكتفي بمشاهدة برامجه المخصصة؟
ألا يتابع ما يشاهده والداه؟
بكل تأكيد نعم فلا يوجد أطفال ينامون في الثامنة إلا من كان دون الثالثة من العمر ومن ثم الطفل يشاهد برامجه المخصصة والبرامج والأفلام الأخرى أيضاً ومن ثم يحق لنا التساؤل عن دور التلفزيون في تكوين الطفل وتأثيره على حياته فهل مشاهدته للأعمال الموجهة للكبار تساعد في فهمه للعالم بشكل صحيح؟ هل يحصل الطفل على صورة حقيقية ومتزنة عن عالم الكبار؟ وهل تساعد مشاهدته لهذه الأعمال وتأثره بها على حالة نضج اجتماعي مبكر سابق لأوانه ومن ثم يفرض عليه هذا النضج إحساساً بالحيرة وبعدم الثقة بعالم الكبار؟
ويقوده ذلك إلى الانطواء والتمسك بطفولته وعدم الرغبة في أن يكون كبيراً.
قد تكون كل هذه المعطيات صحيحة إذا لم يكن هناك من قبل الأهل مراقبة ورعاية وإشراف كامل على ما يشاهد الطفل في المنزل.
التعلم من التلفزيون
يجمع الخبراء على أن الطفل– وحتى سنته السادسة عشر– يقضي أمام التلفزيون ما يعادل ما يقضيه في المدرسة إذا لم يكن أكثر، لذلك تبرز أهمية سؤال التعلم من التلفزيون الذي يوازي سؤال التعلم من المدرسة.
يقصد الأطفال التلفزيون ليس بحثاً عن المعرفة بل للمتعة وإمضاء الوقت ولامتصاص الملل وإن كل ما يتعلمه الطفل من التلفزيون يكون دون قصد وبشكل غير مباشر فالطفل يشاهد التلفزيون من أجل هدف واحد هو الترفيه والمتعة، ومن هنا تبرز أهمية الكتابة للأطفال إذ إن القيم المعرفية والانطباعات العميقة التي تحدثها البرامج لا تترسخ إلا من خلال المتعة ويتطلب التلقي لدى الطفل حاجات نفسية وقدرة على التعلم وهذا يعني أن من يتطلع للكتابة للأطفال عليه ضمن الحدود الدنيا أن يكون ملماً بسيكولوجيا الطفل ومراحل نموه المختلفة. ففي سنوات تعرفه الأولى على التلفزيون يتابع الطفل كل شيء لأنها خبرة جديدة وغير مألوفة بالنسبة له لكن ما أن يألفها مع تقدمه في السن حتى يبدأ بالاختيار بين البرامج المختلفة فيهمل ما هو مألوف ويتابع كل ما هو جديد ومن هنا يكتسب الطفل الجانب الأكبر من المعرفة في السنوات الأولى لتعرفه على جهاز التلفزيون وفي هذه المرحلة يكون الطفل مهيأً لتقبل أي جديد، وما أن يدخل إلى المدرسة حتى تصبح هذه الأخيرة المنافس الأقوى من التلفزيون ولكن هذا لا يعني إلغاء دوره وفاعليته بل الانتقال إلى مرحلة جديدة ومختلفة من التلقي إذ يساعد التلفزيون في إعطاء الطفل القسم الأكبر من المعرفة والمهارة اللغوية بالإضافة إلى توسيع مداركه وخياله فالتلفزيون يحقق للطفل بداية جيدة إذا استثمر بشكل صحيح للتعلم ويشير بعض الباحثين إلى أن الخبرات الخيالية في التلفزيون تعمل على تخفيف حدة الميول العدائية لدى الأطفال. إذ يجد الطفل تنفيساً لما في نفسه من دوافع.
أما ما يسمى بالبرامج التعليمية – المتخصصة في شرح المناهج المدرسية – غالباً لا تحقق الغاية المرجوة منها بسبب كون التلفزيون ارتبط بأذهان الأطفال بالمتعة والتسلية وليس بالتعليم المباشر الشبيه بالتعليم المدرسي. وكما يتعلم الطفل ما هو إيجابي من التلفزيون يتعلم ما هو سلبي في غياب التوجيه والرعاية الأسرية.
الآثار السلبية للتلفزيون
يشير الباحثون إلى آثارسليبة كثيرة تنجم عن إدمان التلفزيون لدى الأطفال، يعدها قسم منهم خطيرة فيما يقلل آخرون من أهميتها ويعتقدون بأن آثار التلفزيون السلبية هي آثار ظرفية وخاصة بطبيعة المتلقي ومستوى ذكائه وظروفه الاجتماعية.
لا شك أن مجمل هذه العوامل تساعد على تعميق الآثار السلبية والإيجابية على حد سواء. وهذا لا يعني تجاهل رصد الآثار السلبية. إذ يعمل التلفزيون على الإقلال من معرفة الطفل ويهبط بمستوى ذوقه ويغير من القيم والثوابت التي نشأ عليها ويساعد على إنضاج عقلية الطفل قبل الأوان ويشجع على العنف والجريمة ويساعد على السلبية والانطواء... الخ
لا يمكننا أمام هذا السيل من الاتهامات وأخرى غيرها أشد وطأة إلا أن نشير إلى أن مدى تأثير التلفزيون السلبي أو الإيجابي يرتبط ارتباطاً قوياً بطبيعة العلاقة الخاصة بين الطفل والتلفزيون، ولدراسة هذه الآثار لا بد أن نتساءل هل يشاهد الطفل التلفزيون وحده أم بمراقبة ورعاية من ذويه؟
هل يشاهد التلفزيون لمدة طويلة أم قصيرة؟
ما طبيعة البرامج التي يتابعها الطفل ومدى تمثله لها؟
أظن أن الإجابة عن هذه الأسئلة تساعد إلى حد كبير في معرفة مدى الفائدة والضرر من التلفزيون وفي الواقع يعد التلفزيون عنصرا قليل الأهمية إذا ما قورن بالمؤثرات الأخرى المحيطة بالطفل كالمؤثرات الأسروية والبيئية والمدرسة والعادات والتقاليد... الخ فمن غير الممكن أن ننسب عملاً سلبياً قام به الطفل للتلفزيون فقط بل هناك عوامل ومؤثرات كثيرة قد تكون الدافع وراء هذا المسلك وقد يكون التلفزيون ساهم بشكل ما في بلورة هذا العمل ولكن من المؤكد أنه لا يتحمل وزره كاملاً فآثار التلفزيون ليست من الخطورة بالشكل الذي يظنه بعض الناس بل هو مؤثر كبير من ضمن مجموعة مؤثرات موجودة حول الطفل سابقاً، وما يعنينا في هذا المؤثر أننا قادرون على التحكم به وكل الخشية أن يتحكم هو بنا ويصبح الوسيلة الوحيدة للمعرفة وللخبر وللحقيقة حسب ميول ورغبات القائمين عليه.
هل أحصيت كم ساعة يقضونها أمام شاشته الفضية؟
هل تساءلت عن تأثيره الإيجابي أو السلبي عليهم؟
قد تكون فعلت ذلك، ووبختهم مراراً على إهدار الوقت في ما لا يفيد، ولا أظنك الوحيد في ذلك إذ يشاطرك الرأي الكثير من المفكرين والنقاد والتربويين، فيجمعون على أن التلفزيون ينحدر سريعاً بذوق الأطفال بل إنه يشجع الأطفال على اكتساب مستوى منحط من الذوق لا يليق بالحياة الاجتماعية السليمة. ويشبه هؤلاء البرامج الجيدة في التلفزيون بقطرات الماء النقية الضائعة في محيط من النفايات، وبأن من يقضي وقتاً طويلاً أمام شاشة التلفزيون كمن يبيع روحه من أجل متعة ضئيلة يدفع ثمنها غالياً فيما بعد.
والسؤال الآن هو: كيف للطفل أن يؤمن بذلك وما أنفك الناس أمام ناظريه يديرون أجهزة التلفزيون على مدار الساعة؟
أظن أن القضية إشكالية لاسيما أن هناك فئة غير قليلة من أصحاب الرأي والمختصين يرون في التلفزيون أحد أهم الوسائل الحضارية التي أتيحت للإنسان في العصر الحديث، ليس هذا فحسب بل يرون أن التلفزيون يوسع من مدارك الطفل ويزيد معارفه ويساهم في خلق جيل متنور.
ولكي نقف على تخوم المشكلة نتساءل: هل يخاطب التلفزيون الأطفال؟ وكيف يخاطبهم على تنوع فئاتهم العمرية؟
لا أحد ينكر للتلفزيون النجاح الذي حققه إلا أن نصيب الطفل من هذا النجاح كان محدوداً وضئيلاً وبمعنى أدق كان معدوماً إذ لم يكن للأعمال التي تخاطب الطفل أي حضور لافت ومرد ذلك لأسباب كثيرة ربما كان أهمها أن القائمين على الإنتاج التلفزيوني يعدون أن الأعمال المقدمة للأطفال تنازلاً أو تبخيساً في أصول الفن وتبسيطاً في تقنيات فن العرض لذلك لا نجد لدينا متخصصين في مثل هذا النوع من الأعمال وإذا أحصينا الآن المحطات الفضائية العربية الموجهة للطفل نجد أنها لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة.
أما البرامج الموجهة للأطفال ضمن فترات البث التلفزيوني الرسمي فإنها لا تتجاوز الساعة وفي أحسن الأحوال ساعة ونصف وغالباً تكون معظم الأعمال المقدمة مستوردة وهي مسلسلات وأفلام كرتون معدة ومدبلجة إذ تفتقر معظم المحطات العربية إلى القدرة على إنتاج عمل كرتوني عربي وربما يكون السبب الحقيقي هو ضعف المردود المادي ومن ثم الإعراض عن هذا النوع من الأعمال – طبعاً هناك عدة محاولات عربية إلا أنها لا تشكل شيئاً أمام الكم الهائل من الأعمال المستوردة – أما الجهات الرسمية فهي غالباً ما لا تعنى بهذا النوع من البرامج وتكتفي باستيراده ربما لأن خطابها لا يتوجه للطفل أساساً.
نسأل هنا أمام قلة عدد القنوات والبرامج المخصصة للأطفال ماذا يشاهد الأطفال؟
هل يكتفي بمشاهدة برامجه المخصصة؟
ألا يتابع ما يشاهده والداه؟
بكل تأكيد نعم فلا يوجد أطفال ينامون في الثامنة إلا من كان دون الثالثة من العمر ومن ثم الطفل يشاهد برامجه المخصصة والبرامج والأفلام الأخرى أيضاً ومن ثم يحق لنا التساؤل عن دور التلفزيون في تكوين الطفل وتأثيره على حياته فهل مشاهدته للأعمال الموجهة للكبار تساعد في فهمه للعالم بشكل صحيح؟ هل يحصل الطفل على صورة حقيقية ومتزنة عن عالم الكبار؟ وهل تساعد مشاهدته لهذه الأعمال وتأثره بها على حالة نضج اجتماعي مبكر سابق لأوانه ومن ثم يفرض عليه هذا النضج إحساساً بالحيرة وبعدم الثقة بعالم الكبار؟
ويقوده ذلك إلى الانطواء والتمسك بطفولته وعدم الرغبة في أن يكون كبيراً.
قد تكون كل هذه المعطيات صحيحة إذا لم يكن هناك من قبل الأهل مراقبة ورعاية وإشراف كامل على ما يشاهد الطفل في المنزل.
التعلم من التلفزيون
يجمع الخبراء على أن الطفل– وحتى سنته السادسة عشر– يقضي أمام التلفزيون ما يعادل ما يقضيه في المدرسة إذا لم يكن أكثر، لذلك تبرز أهمية سؤال التعلم من التلفزيون الذي يوازي سؤال التعلم من المدرسة.
يقصد الأطفال التلفزيون ليس بحثاً عن المعرفة بل للمتعة وإمضاء الوقت ولامتصاص الملل وإن كل ما يتعلمه الطفل من التلفزيون يكون دون قصد وبشكل غير مباشر فالطفل يشاهد التلفزيون من أجل هدف واحد هو الترفيه والمتعة، ومن هنا تبرز أهمية الكتابة للأطفال إذ إن القيم المعرفية والانطباعات العميقة التي تحدثها البرامج لا تترسخ إلا من خلال المتعة ويتطلب التلقي لدى الطفل حاجات نفسية وقدرة على التعلم وهذا يعني أن من يتطلع للكتابة للأطفال عليه ضمن الحدود الدنيا أن يكون ملماً بسيكولوجيا الطفل ومراحل نموه المختلفة. ففي سنوات تعرفه الأولى على التلفزيون يتابع الطفل كل شيء لأنها خبرة جديدة وغير مألوفة بالنسبة له لكن ما أن يألفها مع تقدمه في السن حتى يبدأ بالاختيار بين البرامج المختلفة فيهمل ما هو مألوف ويتابع كل ما هو جديد ومن هنا يكتسب الطفل الجانب الأكبر من المعرفة في السنوات الأولى لتعرفه على جهاز التلفزيون وفي هذه المرحلة يكون الطفل مهيأً لتقبل أي جديد، وما أن يدخل إلى المدرسة حتى تصبح هذه الأخيرة المنافس الأقوى من التلفزيون ولكن هذا لا يعني إلغاء دوره وفاعليته بل الانتقال إلى مرحلة جديدة ومختلفة من التلقي إذ يساعد التلفزيون في إعطاء الطفل القسم الأكبر من المعرفة والمهارة اللغوية بالإضافة إلى توسيع مداركه وخياله فالتلفزيون يحقق للطفل بداية جيدة إذا استثمر بشكل صحيح للتعلم ويشير بعض الباحثين إلى أن الخبرات الخيالية في التلفزيون تعمل على تخفيف حدة الميول العدائية لدى الأطفال. إذ يجد الطفل تنفيساً لما في نفسه من دوافع.
أما ما يسمى بالبرامج التعليمية – المتخصصة في شرح المناهج المدرسية – غالباً لا تحقق الغاية المرجوة منها بسبب كون التلفزيون ارتبط بأذهان الأطفال بالمتعة والتسلية وليس بالتعليم المباشر الشبيه بالتعليم المدرسي. وكما يتعلم الطفل ما هو إيجابي من التلفزيون يتعلم ما هو سلبي في غياب التوجيه والرعاية الأسرية.
الآثار السلبية للتلفزيون
يشير الباحثون إلى آثارسليبة كثيرة تنجم عن إدمان التلفزيون لدى الأطفال، يعدها قسم منهم خطيرة فيما يقلل آخرون من أهميتها ويعتقدون بأن آثار التلفزيون السلبية هي آثار ظرفية وخاصة بطبيعة المتلقي ومستوى ذكائه وظروفه الاجتماعية.
لا شك أن مجمل هذه العوامل تساعد على تعميق الآثار السلبية والإيجابية على حد سواء. وهذا لا يعني تجاهل رصد الآثار السلبية. إذ يعمل التلفزيون على الإقلال من معرفة الطفل ويهبط بمستوى ذوقه ويغير من القيم والثوابت التي نشأ عليها ويساعد على إنضاج عقلية الطفل قبل الأوان ويشجع على العنف والجريمة ويساعد على السلبية والانطواء... الخ
لا يمكننا أمام هذا السيل من الاتهامات وأخرى غيرها أشد وطأة إلا أن نشير إلى أن مدى تأثير التلفزيون السلبي أو الإيجابي يرتبط ارتباطاً قوياً بطبيعة العلاقة الخاصة بين الطفل والتلفزيون، ولدراسة هذه الآثار لا بد أن نتساءل هل يشاهد الطفل التلفزيون وحده أم بمراقبة ورعاية من ذويه؟
هل يشاهد التلفزيون لمدة طويلة أم قصيرة؟
ما طبيعة البرامج التي يتابعها الطفل ومدى تمثله لها؟
أظن أن الإجابة عن هذه الأسئلة تساعد إلى حد كبير في معرفة مدى الفائدة والضرر من التلفزيون وفي الواقع يعد التلفزيون عنصرا قليل الأهمية إذا ما قورن بالمؤثرات الأخرى المحيطة بالطفل كالمؤثرات الأسروية والبيئية والمدرسة والعادات والتقاليد... الخ فمن غير الممكن أن ننسب عملاً سلبياً قام به الطفل للتلفزيون فقط بل هناك عوامل ومؤثرات كثيرة قد تكون الدافع وراء هذا المسلك وقد يكون التلفزيون ساهم بشكل ما في بلورة هذا العمل ولكن من المؤكد أنه لا يتحمل وزره كاملاً فآثار التلفزيون ليست من الخطورة بالشكل الذي يظنه بعض الناس بل هو مؤثر كبير من ضمن مجموعة مؤثرات موجودة حول الطفل سابقاً، وما يعنينا في هذا المؤثر أننا قادرون على التحكم به وكل الخشية أن يتحكم هو بنا ويصبح الوسيلة الوحيدة للمعرفة وللخبر وللحقيقة حسب ميول ورغبات القائمين عليه.