لا لوم على تلاميذ بكالوريا هذا العام الذين وصفناهم بالغشاشين، بل إنه وصف في غير محلّه ، لأنهم ارادوا فقط محاكاة الواقع السياسي والاجتماعي والثقافي في بلادنا.
نحن نعاقب الناس على النتائج ولا نحاسب المتسببين فيها ، والحاصل أنه يتوجب علينا إصدار لائحة الغش الوطني ، وفي كل نقطة ومكان وقطاع غش وغشاشين ، يتلقون التهاني والتبريكات لأنهم أكثر الناس شجاعة في مجتمع أصبح لا يعترف إلا بالغشاشين والكذابين والمنافقين مصلما هو الحال في السياسة عندنا ، و الأمر يدعو فعلا للغرابة أيضا ، إذ كيف لا نحاسب من يغشنا في الوعود السياسية وفي تنفيذها من المنتخبين والمسؤولين نعاقب مجموعة من التلاميذ اعتقدوا أو عن يقين وقناعة بأن الغش لا يعاقب عليه القانون ما دام كل المجتمع يبني كيانه مع الأسف على البضاعة المغشوشة والوعود التي لا اساس لها من الصحة.
القضية لا تتعلق بعقوبات يتم تسليطها على مجموع من الطلبة المنحرفين عن النظام العام للمدرسة الجزائرية ، إنها ترتبط بغش يقع في مستويات عدة ، الأول يحدث في المنظومة التربوية ككل عندما سوقوا مناهج مغشوشة للمواطنين ، والثاني عندما حالوا إقناع الرأي العام أن هذا الغش الحاصل في المنظومة التربوية صواب نابع من قيمنا وقناعاتنا الوطنية ,, فحدث الغش الأكبر.