الشيخ نورالدين
عضو مساهم
- رقم العضوية :
- 27008
- البلد/ المدينة :
- biskra
- العَمَــــــــــلْ :
- معلم
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 182
- نقاط التميز :
- 472
- التَـــسْجِيلْ :
- 03/11/2011
بسم الله الرحمن الرحيم
مفتاح بيتنا
عاد بي الشريط الزمني وما به من تمزقات إلى أيام كنت طفلا صغيرا أعيش في قرية صغيرة كبيرة في المقل تقع بالقرب من الخليل , يضمها سهل رحب رحابة صدور أهلها , دفنا فيها جدي وهو يقاتل المحتل في ثورة ال 48 وكان عمره آن ذاك سبعون عاما يركب الحصان الأبيض فتحسبه شابا في سن العشرين .
كنا نملك منزلا بناه الجد الأول في العائلة الكبيرة , ولد فيه جميع الأبناء و البنات و شهد الأفراح والأحزان . جدرانه تحكي عراقة الوطن , انتماء الوطن , أصالة الوطن , رائحته تعطي كل ما يحتاجه الزمن من دليل مفعم بالحجج , شقوقه تروي للعالم اضبارة شرعية البناء دون جدال أو غش أو حيل
في يوم لا زلت اذكره حط على سقفه خنزير خبل و صاح في وقاحة هذا بيت أبي , سلبته أسرة فلسطينية البارحة أو قبل الظهر من شهر أفل .
و صدق العدو نفسه , واخرج أسرتي الصغيرة من وطنها الصغير كما غير الوطن , صرخت في وجهه , رسمت صورة له في عيني حتى لا يمحوها طول الزمن و تراكم المحن, و قلت في نفسي سأحتفظ برسمه إلى أن أعود ساعتها يكون ردي قاصم يزلزل القمم .
أهدتني والدتي مفتاح بيتنا وقالت لي في القلب هذا يخبأ لعودة قريبة , كنت أنا أو صرت من أهل القبور مع الأبرار من أهل النعم , أحمل سلاحك دائما وضمه إلى القلب ففي القلب سكن
و اليوم ما زلت احمل مفتاح بيتنا وانتظر ساعة عودتي أعيد فتح منزلي , أحيي شجرة غرستها دنسها المحتل
إن شاء الله سيعود كل لاجئ إلى بيته و مسقط رأسه , ساعتها تسعد فلسطين بأبنائها