نورس09
طاقم المتميزين
- رقم العضوية :
- 48517
- البلد/ المدينة :
- آفلو
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 2023
- نقاط التميز :
- 1969
- التَـــسْجِيلْ :
- 12/06/2012
الرياء
ذكر الحافظ ابن حجر - رحمه الله - في فتح الباري المراد بالرياء والسمعة فقال :
الرِّيَــــــــــــاءُ / إِظْهَارُ الْعِبَادَةِ لِقَصْدِ رُؤْيَة النَّاس لَهَا فَيَحْمَدُوا صَاحِبَهَا .
وَالسُّمْــــــــعَةُ / الْمُرَاد بِهَا نَحْوٌ مَا فِي الرِّيَاء لَكِنَّهَا تَتَعَلَّق بِحَاسَّةِ السَّمْع وَالرِّيَاء بِحَاسَّةِ الْبَصَر .
وقد أشار الله جل وعلا إلى الرياء في مواضع من كتابه العزيز فقال جل وعلا عن طائفة من المنافقين: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاؤُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلاً} أي أنهم يقصدون بصلاتهم مُراءات الناس ولا يقصدون بذلك التقرب إلى الله جل وعلا. فهذا من حيث معنى الرياء.
وأما عن حكمه فإن الرياء بهذا المعنى من المحرمات، بل هو من الشرك الأصغر، كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه -: (قال الله تعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملاً أشرك معي فيه غيري تركته وشركه) خرجه مسلم في صحيحه. ومعنى الحديث الشريف: أن من عمل عملاً قصد فيه غير وجه الله عز وجل كأن يقصد التقرب إلى الله عز وجل، ويقصد بذلك المحمدة عند الناس المتعمد بهذا القصد فقد وقع في الشرك الأصغر وهو الرياء المشار إليه.
ســـــــــــــــــــــــــــــــــؤال
أحيانا أعمل بعض الأعمال أريد بها وجه الله تعالى، نسأل الله الإخلاص، لكن بعد العمل أو أثناء العمل، يدخل في قلبي شيء من الرياء، كفرحي بعلم فلان من الناس، أو أحب أن أمدح، فهل هذا من الرياء، وما العلاج لهذا حفظكم الله؟
الجــــــــــــــــــــــــــــــواب
إذا كان في أثناء العمل فهذا فيه تفصيل؛ إن طرأ الرياء في أثناء العمل، فإن كان خاطرا ودفعه، فلا يضره، أما إذا استرسل واستمر ففيه خلاف بين أهل العلم، فمن العلماء قال: يجازى بنيته الأولى؛ لأن نيته الأولى لله، ومنهم من قال: إذا استرسل أحبط العمل وأبطله، أما إذا كان بعد العمل، ثم أثنى عليه الناس فإنه لا يضره، قال: تلك عاجل بشرى المؤمن، لكن لا يتحدث للناس، لكن لو علم الناس وتحدثوا به، ثم سره ذلك فإنه لا يضره ذلك، فإن هذا من عاجل بشرى المؤمن.
أما أن يتحدث بعمله يقول: أنا أفعل، أنا أصوم، وأنا أصلي الليل، وأنا أصوم الاثنين والخميس، ذكر العلماء أن هذا من الرياء، كونه يتحدث بعمله، ويثني على نفسه، لكن لو علم الناس وأثنوا عليه، وهو ما راءاهم، فلا يضره، وهذا من عاجل بشرى المؤمن.
وعلى الإنسان إذا وقع في شيء من ذلك أن يجاهد نفسه، ويستعيذَ بالله من الشيطان الرجيم، ويجاهد هذه الخواطر، ويعلم أن الناس لا ينفعونه ولا يضرونه، حتى تزولَ عنه هذه الخواطر الرديئة
منقوووووووووووول
اللهم ارزقنا الاخلاص في القول والعمل