salah3531
عضو نشيط
- رقم العضوية :
- 30284
- البلد/ المدينة :
- ain el hamam
- العَمَــــــــــلْ :
- prof
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 580
- نقاط التميز :
- 1368
- التَـــسْجِيلْ :
- 20/12/2011
مسألة: الجزء الرابع والعشرون | التحليل الموضوعي |
[ ص: 659 ]
[ ص: 660 ]
[ ص: 661 ]
بسم الله الرحمن الرحيم
القول في تأويل قوله جل ثناؤه
وتقدست أسماؤه
: ( قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد ولا أنا عابد ما عبدتم ولا أنتم عابدون ما أعبد لكم دينكم ولي دين )
.
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم ، وكان المشركون من قومه فيما
ذكر عرضوا عليه أن يعبدوا الله سنة ، على أن يعبد نبي الله صلى الله عليه وسلم
آلهتهم سنة ، فأنزل الله معرفه جوابهم في ذلك : ( قل ) يا محمد لهؤلاء المشركين الذين سألوك عبادة آلهتهم سنة ، على أن يعبدوا
إلهك سنة
( يا أيها الكافرون )
بالله ( لا أعبد ما تعبدون )
من الآلهة والأوثان الآن ( ولا أنتم عابدون ما أعبد ) الآن
(
ولا أنا عابد )
فيما أستقبل
(
ما عبدتم )
فيما مضى ( ولا أنتم عابدون )
فيما تستقبلون أبدا ( ما أعبد )
أنا الآن ، وفيما أستقبل . وإنما
قيل ذلك كذلك ؛ لأن الخطاب من الله كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم في أشخاص
بأعيانهم من المشركين ، قد علم أنهم لا يؤمنون أبدا ، وسبق لهم ذلك في السابق من
علمه ، فأمر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يؤيسهم من الذي طمعوا فيه ، وحدثوا به
أنفسهم ، وأن ذلك غير كائن منه ولا منهم ، في وقت من الأوقات ، وآيس نبي الله صلى
الله عليه وسلم من الطمع في إيمانهم ، ومن أن يفلحوا أبدا ، فكانوا كذلك لم يفلحوا
ولم ينجحوا ، إلى أن قتل بعضهم يوم بدر بالسيف ،
وهلك بعض قبل ذلك كافرا .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل
التأويل ، وجاءت به الآثار . [ ص: 662 ]
ذكر من قال ذلك :
حدثني محمد
بن موسى الحرشي ، قال : ثنا أبو خلف ،
قال : ثنا داود ، عن عكرمة
، عن ابن عباس
: أن قريشا وعدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعطوه مالا فيكون أغنى رجل بمكة ، ويزوجوه ما أراد من النساء ، ويطئوا
عقبه ، فقالوا له : هذا لك عندنا يا محمد ، وكف عن شتم آلهتنا ، فلا تذكرها بسوء
، فإن لم تفعل ، فإنا نعرض عليك خصلة واحدة ، فهي لك ولنا فيها صلاح . قال :
" ما هي ؟ " قالوا : تعبد آلهتنا سنة : اللات والعزى ، ونعبد إلهك سنة ،
قال : " حتى أنظر ما يأتي من عند ربي " فجاء الوحي من اللوح المحفوظ : ( قل يا أيها الكافرون ) السورة ، وأنزل الله : ( قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون ) . . . إلى قوله : ( فاعبد وكن من الشاكرين ) .
حدثني يعقوب
، قال : ثنا ابن علية ، عن محمد بن إسحاق ، قال : ثني سعيد
بن مينا مولى البختري قال : لقي الوليد بن المغيرة والعاص بن وائل ، والأسود بن المطلب ، وأمية
بن خلف ، رسول الله ، فقالوا : يا محمد ، هلم فلنعبد ما تعبد ، وتعبد ما نعبد ،
ونشركك في أمرنا كله ، فإن كان الذي جئت به خيرا مما بأيدينا ، كنا قد شركناك فيه
، وأخذنا بحظنا منه ; وإن كان الذي بأيدينا خيرا مما في يديك ، كنت قد شركتنا في
أمرنا ، وأخذت منه بحظك ، فأنزل الله : ( قل يا أيها الكافرون ) حتى
انقضت السورة
.
وقوله : ( لكم دينكم ولي دين )
يقول تعالى ذكره : لكم دينكم فلا
تتركونه أبدا ؛ لأنه قد ختم عليكم ، وقضي أن لا تنفكوا عنه ، وأنكم تموتون عليه ،
ولي ديني الذي أنا عليه ، لا أتركه أبدا ؛ لأنه قد مضى في سابق علم الله أني لا
أنتقل عنه إلى غيره
.
حدثني يونس
، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد في
قول الله
: ( لكم دينكم ولي دين )
قال : للمشركين ; قال : واليهود لا يعبدون إلا الله ولا يشركون ، إلا أنهم يكفرون
ببعض الأنبياء ، وبما جاءوا به من عند الله ، ويكفرون برسول الله ، وبما جاء به من
عند الله ، وقتلوا طوائف الأنبياء ظلما وعدوانا ، قال : [ ص: 663 ]
إلا العصابة التي بقوا ، حتى خرج
بختنصر ، فقالوا : عزير ابن الله ، دعا الله ولم
يعبدوه ولم يفعلوا كما فعلت النصارى ، قالوا :
المسيح ابن الله وعبدوه .
وكان بعض أهل العربية يقول : كرر
قوله
: ( لا أعبد ما تعبدون )
وما بعده على وجه التوكيد ، كما
قال : ( فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا ) ، وكقوله : ( لترون الجحيم ثم لترونها عين اليقين ) .
آخر تفسير سورة الكافرون
[ ص: 660 ]
[ ص: 661 ]
بسم الله الرحمن الرحيم
القول في تأويل قوله جل ثناؤه
وتقدست أسماؤه
: ( قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد ولا أنا عابد ما عبدتم ولا أنتم عابدون ما أعبد لكم دينكم ولي دين )
.
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم ، وكان المشركون من قومه فيما
ذكر عرضوا عليه أن يعبدوا الله سنة ، على أن يعبد نبي الله صلى الله عليه وسلم
آلهتهم سنة ، فأنزل الله معرفه جوابهم في ذلك : ( قل ) يا محمد لهؤلاء المشركين الذين سألوك عبادة آلهتهم سنة ، على أن يعبدوا
إلهك سنة
( يا أيها الكافرون )
بالله ( لا أعبد ما تعبدون )
من الآلهة والأوثان الآن ( ولا أنتم عابدون ما أعبد ) الآن
(
ولا أنا عابد )
فيما أستقبل
(
ما عبدتم )
فيما مضى ( ولا أنتم عابدون )
فيما تستقبلون أبدا ( ما أعبد )
أنا الآن ، وفيما أستقبل . وإنما
قيل ذلك كذلك ؛ لأن الخطاب من الله كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم في أشخاص
بأعيانهم من المشركين ، قد علم أنهم لا يؤمنون أبدا ، وسبق لهم ذلك في السابق من
علمه ، فأمر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يؤيسهم من الذي طمعوا فيه ، وحدثوا به
أنفسهم ، وأن ذلك غير كائن منه ولا منهم ، في وقت من الأوقات ، وآيس نبي الله صلى
الله عليه وسلم من الطمع في إيمانهم ، ومن أن يفلحوا أبدا ، فكانوا كذلك لم يفلحوا
ولم ينجحوا ، إلى أن قتل بعضهم يوم بدر بالسيف ،
وهلك بعض قبل ذلك كافرا .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل
التأويل ، وجاءت به الآثار . [ ص: 662 ]
ذكر من قال ذلك :
حدثني محمد
بن موسى الحرشي ، قال : ثنا أبو خلف ،
قال : ثنا داود ، عن عكرمة
، عن ابن عباس
: أن قريشا وعدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعطوه مالا فيكون أغنى رجل بمكة ، ويزوجوه ما أراد من النساء ، ويطئوا
عقبه ، فقالوا له : هذا لك عندنا يا محمد ، وكف عن شتم آلهتنا ، فلا تذكرها بسوء
، فإن لم تفعل ، فإنا نعرض عليك خصلة واحدة ، فهي لك ولنا فيها صلاح . قال :
" ما هي ؟ " قالوا : تعبد آلهتنا سنة : اللات والعزى ، ونعبد إلهك سنة ،
قال : " حتى أنظر ما يأتي من عند ربي " فجاء الوحي من اللوح المحفوظ : ( قل يا أيها الكافرون ) السورة ، وأنزل الله : ( قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون ) . . . إلى قوله : ( فاعبد وكن من الشاكرين ) .
حدثني يعقوب
، قال : ثنا ابن علية ، عن محمد بن إسحاق ، قال : ثني سعيد
بن مينا مولى البختري قال : لقي الوليد بن المغيرة والعاص بن وائل ، والأسود بن المطلب ، وأمية
بن خلف ، رسول الله ، فقالوا : يا محمد ، هلم فلنعبد ما تعبد ، وتعبد ما نعبد ،
ونشركك في أمرنا كله ، فإن كان الذي جئت به خيرا مما بأيدينا ، كنا قد شركناك فيه
، وأخذنا بحظنا منه ; وإن كان الذي بأيدينا خيرا مما في يديك ، كنت قد شركتنا في
أمرنا ، وأخذت منه بحظك ، فأنزل الله : ( قل يا أيها الكافرون ) حتى
انقضت السورة
.
وقوله : ( لكم دينكم ولي دين )
يقول تعالى ذكره : لكم دينكم فلا
تتركونه أبدا ؛ لأنه قد ختم عليكم ، وقضي أن لا تنفكوا عنه ، وأنكم تموتون عليه ،
ولي ديني الذي أنا عليه ، لا أتركه أبدا ؛ لأنه قد مضى في سابق علم الله أني لا
أنتقل عنه إلى غيره
.
حدثني يونس
، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد في
قول الله
: ( لكم دينكم ولي دين )
قال : للمشركين ; قال : واليهود لا يعبدون إلا الله ولا يشركون ، إلا أنهم يكفرون
ببعض الأنبياء ، وبما جاءوا به من عند الله ، ويكفرون برسول الله ، وبما جاء به من
عند الله ، وقتلوا طوائف الأنبياء ظلما وعدوانا ، قال : [ ص: 663 ]
إلا العصابة التي بقوا ، حتى خرج
بختنصر ، فقالوا : عزير ابن الله ، دعا الله ولم
يعبدوه ولم يفعلوا كما فعلت النصارى ، قالوا :
المسيح ابن الله وعبدوه .
وكان بعض أهل العربية يقول : كرر
قوله
: ( لا أعبد ما تعبدون )
وما بعده على وجه التوكيد ، كما
قال : ( فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا ) ، وكقوله : ( لترون الجحيم ثم لترونها عين اليقين ) .
آخر تفسير سورة الكافرون