نجم الإسلام
طاقم الإشراف العام
- رقم العضوية :
- 192
- العَمَــــــــــلْ :
- التربية و التعليم
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 5608
- نقاط التميز :
- 8397
- التَـــسْجِيلْ :
- 06/06/2009
بقلم د. محمودعبدالله نجا
في الآونة الأخيرة ظهر فيلم خبيث انتشر بشكل كبير في الكثير من مواقع
الانترنت الإسلامية, يحاول أن يلفق وجود إعجاز علمي يربط بين موقع الكعبة المشرفة في مركز الأرض و النسبة الذهبية,
التي تمثل الرقم المثالي للتفوق التصميمي في الرياضيات (1.618).
و من أول الأشياء التي تشير إلى فبركة هذا الفيلم هو عدم وجود صاحب له أو
مصدر موثوق منه, فتارة ينشر على انه إعجاز علمي لأحد الباحثين المجهولين, و
مرة أخرى ينشر على انه فيلم علمي من إخراج أردم جتينكايا (Erdem
Çetinkaya) تحت اسم (الأسرار المقدسة) و يقال بأنه منشور على موقع
www.holymystries.com
, و مرة ثالثة ينشر على أن وكالة ناسا هي التي أخرجت هذا الفيلم, و هكذا و
ببساطة اختفى صاحب البحث و الفيلم.
و بعد مشاهدتي لهذا الفيلم (معجزة الكعبة وسر النسبة الذهبية لخلق الكون )
على الرابط التالي:
https://www.youtube.com/watch?v=dK2-w...ev-rn-1r-14-HM,
و المترجم إلى الانجليزية على الرابط التالي:
https://www.youtube.com/watch?v=Akr_b...eature=related,
و المترجم إلى الفرنسية على الرابط التالي:
http://nas.mbc.net/viewVideo.php?fileID=301571,
كما أن بعض المنتديات تعرض هذا الفيلم في صيغة مكتوبة بالإضافة إلى الفيلم
كما هو على الرابط التالي:
http://www.albshara.com/showthread.php?10242.
و بعد سماعي لهذا الفيلم, لفت انتباهي بعض الكلمات و العبارات التي أعطتني
شعورا قويا بأن هذا الفيلم مُفبرك من أجل ضرب قضية الإعجاز العلمي, و خصوصا
أن بعض هذه الكلمات أو العبارات لا يقولها المسلمون, بل و ربما خالفت
العقيدة الإسلامية أحيانا, و من أمثلة ذلك:
1. يقول الفيلم (لقد استعمل الخالق نفس الرقم العظيم في
الكثير من الأماكن), و المسلم يعلم أن الله لا يقلد أفعال العباد و
لكن العباد هم الذين يقلدون فعل الله في خلقه, ثم انه لا يوجد عندنا نص
يشير إلى أن هذا الرقم (النسبة الذهبية) عظيم أو له قدسية خاصة.
2. وصف الله بالقوى العظمى و العظيمة (وصف غير إسلامي) كما في قوله (وكل هذه الإشارات تظهر أن الله تعالى أي القوة العظيمة التي
لا يمكن تصورها).
3. أشار الفيلم إلى أن القرآن مخلوق, فخالف بذلك عقيدة الإسلام الصحيحة فى
قوله (إن علاقة مكة بالنسبة الذهبية لخلق الكون (1.618)
تشير الي أن الله تعالى أي القوى العظيمة التي لا يمكن تصورها خالق العالم
وخالق الرياضيات هو الخالق الوحيد للقران الكريم ومحدد مكان الكعبة
والمنطقة المقدسة), و معلوم أن القرآن هو كلام الله, و كلام الله
غير المخلوق.
4. طريقة نطق اسم سيدنا مُحمد في آخر الفيلم حيث نطقها المتحدث بالعامية أي
بفتح الميم الأولى و الثانية و ليس بضم الميم الأولى و تشديد الثانية مع
الفتح ( مُحَمَّد). و هذا ما لا يفعله أي مسلم إذا نطق باسم النبي صلى الله
عليه و سلم حتى و إن كان جاهل و لا يعرف أي شيء عن الدين.
كل ما سبق جعلني أبحث في حقيقة ما ذكره الفيلم عن الكعبة و النسبة الذهبية
فتوالت المفاجآت التي أثبتت أن هذا الفيلم مفبرك من أجل إلصاق تهمة الكذب و
التدليس بالمسلمين, و هو ما لا يفعله مسلم على الإطلاق. و قبل سرد هذه
المفاجآت ينبغي أن نعرف أولا ما هي النسبة الذهبية حتى نحاسب الفيلم بناء
على هذه المعرفة.
* * التعريف بالنسبة الذهبية
حسب موقع الويكيبيديا
, http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B1%...87%D8%A8%D9%8A,
(تكون قيمتين عدديتين تحققان النسبة الذهبية إذا كانت النسبة بين مجموع
هذين العددين والأكبر منهما تساوي النسبة بين أكبر العددين والأصغر بينهما.
وهو عبارة عن ثابت رياضي معروف تبلغ قيمته 1.6180339887. و تقريبيا يشار
اليها بالنسبة فاى = 1.618)
, http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B1%...87%D8%A8%D9%8A,
(تكون قيمتين عدديتين تحققان النسبة الذهبية إذا كانت النسبة بين مجموع
هذين العددين والأكبر منهما تساوي النسبة بين أكبر العددين والأصغر بينهما.
وهو عبارة عن ثابت رياضي معروف تبلغ قيمته 1.6180339887. و تقريبيا يشار
اليها بالنسبة فاى = 1.618)
* * مخالفات تكشف فبركة هذا الفيلم
1. أشار الفيلم الى أن (نسبة بُعد مدينة مكة المكرمة عن
نقطة القطب الشمالي وعن نقطة القطب الجنوبي هي 1.618 تماما أي النسبة
الذهبية. أما نسبة بُعد مدينة مكة المكرمة عن نقطة القطب الجنوبي فهي نفس
نسبة البُعد بين القطبين). و لا أعرف لماذا استخدم الفيلم بعد مكة
عن القطب الشمالي و الجنوبي, و لم يستخدم بعد الكعبة نفسها عن القطبين, مع
العلم بأن الكعبة هى تتوسط اليابسة, كما أن الفيلم سوف يستخدم آية آل عمران
التي تذكر كلمة بكة و التي تشير الى الكعبة, بينما كلمة مكة تشير الى ما
حول الكعبة, و بالتالي كان يفترض فى الفيلم أن يستخدم بعد الكعبة عن
القطبين و ليس بعد مكة. و هو ما فعل ذلك الا لعلمه بأنه لو استخدم بعد
الكعبة (بكة) عن القطبين لما حصل على النسبة الذهبية (1.618). فباستخدام
برنامج جوجل ارث, نجد أن المسافة من الكعبة (بكة) الى القطب الشمالي km
7623.59 , ومن الكعبة (بكة) إلى القطب الجنوبي km 12357.95 , وبقسمة العدد
الثاني على الاول يكون الناتج 1.621014508912468. و بالطبع هذا الناتج اكبر
من النسبة الذهبية (1.618), لذا و لحبك الفبركة استخدم الفيلم بعد مكة عن
القطبين كما هو مبين فى الصورتين (1, 2).
(صورة 1: مقارنة المسافة من مكة إلى القطب الشمالي و
الجنوبي)
225)"]
(صورة 2: مقارنة المسافة بين مكة و القطب الجنوبي و المسافة بين
القطبين)
[/color]القطبين)
2. ذكر الفيلم أن (هناك آية قرآنية واحدة فقط فيها كلمة
مكة وتتحدث عن تواجد الدلائل الصريحة التي تمنح الإيمان للإنسانية جمعاء.
نقشَ الخالقُ العظيم في سورة أل عمران الآية 96 وبكل وضوح الصلة بين مكة
المكرمة والنسبة الذهبية). و معلوم أن الآية الوحيدة التي ذكرت كلمة
مكة في القرآن هي
{وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ
وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُم بِبَطْنِ مَكَّةَ مِن بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ
عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيراً **الفتح24,
و ليست كما تعمد الفيلم الكذب بأنها في سورة آل عمران الآية 96, و التي
تذكر كلمة (بكة) و ليس (مكة),
(إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي
بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِين )آل عمران96, مع حرص
الفيلم على عدم ذكر كلمة بكة طوال الفيلم, بل قال فى كل مرة مكة.
3. وصفت مكة في القرآن أيضا بقول الله (أم القرى) و هي أبلغ في وصف وسطية
مكة و كونها أم القرى و من حولها و مع ذلك تركها الفيلم و لم يناقش الآيتان
{وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ
مُّصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ
حَوْلَهَا وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ
عَلَى صَلاَتِهِمْ يُحَافِظُونَ **الأنعام92,
{وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآناً
عَرَبِيّاً لِّتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنذِرَ يَوْمَ
الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي
السَّعِيرِ **الشورى7.
4. قال الفيلم بأن عدد حروف آية (بكة) فى آل عمران هي (47)
و بمراجعة الآية
{إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي
بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ **آل عمران96
,وجدت أن عدد حروفها طبقا للرسم العثماني المعتمد
فى عد المصحف (بدون نقط أو تشديد) هو (42) و ليس (47), و بعد هذه المخالفة
الصريحة فى عدد حروف الآية, توقعت أن الفيلم لا يستخدم الرسم العثماني فى
عدً الحروف و لكن يحسب المكتوب و المنطوق من الحروف بمعنى أنه يحسب الحرف
المشدد بحرفين حتى يصل إلى عدد (47) بدلا من (42), حيث يوجد في الآية 96 آل
عمران خمسة أحرف مشددة فيرتفع العدد من (42) الى (47).
5. حتى لو كان عدد حروف الآية هو (47) كما زعم الفيلم و أن عدد الحروف من
بداية الآية و حتى آخر حرف في كلمة بكة هو (29) فان هذه الأرقام لا تتوافق
مع النسبة الذهبية (1.618 ) كما يزعم الفيلم, فعند قسمة (47) على النسبة
الذهبية 1.618 فان الناتج هو (29.0480766) و ليس (29.0) كما أوهمنا الفيلم
(صورة: 3), و الرقم (29) يشير إلى عدد الحروف من أول الآية حتى آخر حرف في
كلمة بكة.
(صورة 3: موضع كلمة بكة فى سورة آل
عمران)
و الآن أصبح لدينا ثلاثة أرقام
* عدد الحروف الكلى للآية 96 آل عمران= 47
* عدد الحروف من أول الآية حتى بكة = 29
* عدد الحروف من بعد بكة حتى آخر الآية = 18
لحساب النسبة الذهبية حسب المعادلة المذكورة بموقع ويكيبيديا المذكور
بالأعلى (في الرياضيات، تكون قيمتين عدديتين تحققان النسبة الذهبية إذا
كانت النسبة بين مجموع هذين العددين والأكبر منهما تساوي النسبة بين أكبر
العددين والأصغر بينهما)
النسبة الذهبية = 47 ÷ 29 = 1.62 و ليس 1.618 أو النسبة الذهبية = 29 ÷ 18
= 1.61111 و ليس1.62 أو حتى 1.618
و هذا الانعدام للدقة العلمية يستحيل أن يوجد في كتاب الله, فإذا كان الهرم
الأكبر قد بُني تبع النسبة الذهبية فكانت في منتهى الدقة 1.618, فكيف
يستخدم القرآن أرقام تقريبية و ليست مطابقة للرقم الأصلي (1.618).
و في ذلك إثبات لقمة الفبركة و التدليس حتى يتم اتهام الإعجاز العلمي لاحقا
بالفبركة و التدليس فتسقط قيمته عند المسلم قبل الكافر فلا يستخدم في
الدعوة بعد ذلك.
و هذا هو بالفعل ما حدث حيث ظهرت بعض الأفلام المضادة التي تطعن في صحة
فيلم مكة و النسبة الذهبية, و تتهم المسلمين بالكذب و التدليس, و منها على
سبيل المثال الفيلم على الرابط
الآتي:
https://www.youtube.com/watch?v=fshq8z4KftQ.
{يُرِيدُونَ
أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ
أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ **التوبة32.
للتواصل مع الكاتب: د. محمود عبدالله نجا
mnaga73@hotmail.com