badoo
طاقم المشرفين
- رقم العضوية :
- 8379
- البلد/ المدينة :
- باتنة
- العَمَــــــــــلْ :
- طالب
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 3574
- نقاط التميز :
- 4206
- التَـــسْجِيلْ :
- 26/12/2010
الماسة الجميلة
الحب شعور راقٍ وكلمة راقية، ولكنها للأسف أصبحت كلمة سيئة السمعة. فقد ظلمنا الحب بفهمنا الخاطئ له يقول الكاتب أعلم كلمة في قاموس العربية تعبير عن الحب مثل كلمة ( الحب ) ، فليس هناك أصدق من ( الحاء والباء ) في دلالتهما على هذا المقصود العظيم ، فالحاء تفتح الفم فيبقي فارغا حتى تأتي الباء فيضم الفم وتطبق الشفتان ، إذا هنا اجتماع بعد فرقة بعد هجر !
الحب حرفان حاء وبعدهــا باء ........ تذوب عند معـانيها الأحباء
ويقول الشيخ عائض القرني الحب على المحبين فرض ، وبه قامت السموات والأرض ، من لم يدخل جنة الحب ، لن ينال القرب ، بالحب عُبد الرب ، وتُرك الذنب ، وهان الخطب ، واحتمل الكرب .و يقول :بالحب تتآلف المجرة ، وبالحب تدوم المسرة ، بالحب ترتسم على الثغر البسمة ، وتنطلق من الفجر النسمة ، وتشدو الطيور بالنغمة ، أرض بلا حب صحراء ، وحديقة بلا حب جرداء ، ومقلة بلا حب عمياء ، وأذن بلا حب صماء .فما رايكم اعضاء منتدى وادي العرب ان نسلط الضوء ولو خافت على نوع من انواع الحب عن أعمق احتياج لللإنسان . إنه الحب الذى نشعر أكثر ما نشعر بالحاجة إليه فى مواقف الفشل والعجز حين ندرك فشلنا حينذاك فى الحصول على القبول بجهدنا المبذول… إنه حب الأم والأب لطفلهما الرضيع الذي لا يقوى على القيام بأيِ أمر, وهو حب الله للإنسان الناقص الخطّاء بطبعه.
واحتياج الإنسان إلى مثل هذا النوع من الحب غير المشروط يظل قائماً طوال العمر لأنه هو ما يعطي الأمان والقيمة الحقيقية، إذا أن كل ما هو مشروط مهدد بالانتفاء إذا انتفى شرطه. كما إنه يوفر لنا الأمان الذي نحتاجه كي ننمو ونتجاوز كل خوف وكل خزي ناشئ عن إنسانيَّتنا غير الكاملة، ويحرر طاقتنا الداخلية والرغبة الموجودة داخلنا كلنا فى الشفاء والتغيير بعد تلاشى مخاوفنا .
وهذا لا ينفي الرغبة المشروعة فى مساعدة الآخرين على النضوج والشفاء، فهذا هو الحب الحقيقى ولكن لكي نساعدهم على ذلك فإن ما يجب أن نقدمه لهم هو الحب غير المشروط .
فكيف نحب الآخرين حبا غير مشروط؟
* رؤية ما وراء سلوك الآخرين: أي محاولة فهم الاحتياجات والدافع الذى يقف وراء سلوكياتهم. ولذا فإننا إذا أردنا أن نقوم بتعديل سلوكيات الآخرين علينا أن نراعى جميع حروف كلمة * حسن * الحالة النفسية (ح) السلوك (س) النتائج (ن) والمقصود بالنتيجة: المكافأة والعقاب.
* الغفران: وهو أقوى الأدلة على القبول غير المشروط لأن الخطأ يجرد الإنسان من كل دواعى القبول.
* التعامل مع السقطات والنكسات: يزداد احتياج الإنسان إلى الحب غير المشروط عند الفشل والإحباط خاصة بعد النجاح المبدئى لأن الارتفاع يجعل السقوط أشد إيلاماً وربما يؤدى إلى كراهية النفس ويجعل الإنسان بحاجة إلى القبول والتشجيع.
* قبول من يختلفون عنا فى السلوك الاجتماعى.
و في الاخير , حبنا لأنفسنا كثيرا ما يتشوه ويتحول إلى كراهية للنفس أو شعور مستمر بالذنب والخزى، وحبنا للآخرين قد يصاب بأمراض كالسطحية والتنافس والاستغلال، وحبنا لله قد يتشوه ويتحول إلى ممارسات دينية لا تشبع كياننا الحقيقى المشتاق إلى الله.
-*- رامي -*
من كتاب ما هو الحب
مقامات الشيخ عائض القرني