الفيلم الوثائقي مثلث برمودا من قناة المجد الوثائقية

الفيلم الوثائقي الرائع من قناة المجد الوثائقية مثلث برمودا



النص :
مثلث برمودا
المعلق:

في مكان ما في هذه المياه يكمن الجواب على أحد أسرار العالم
الأكثر غموضاً في السنوات المائة الماضية فُقدت آلاف السفن ومات عدد لا
يُحصى من الأرواح في مثلث (برمودا)، اليوم ومع تقدّم التكنولوجيا سوف نلقي الضوء ونحاول اكتشاف سر هذا اللغز، "نغوص إلى مثلث برمودا"

منذ أن أبحر(كولومبس) للمرّة الأولى في المنطقة وتسجّلت عدّة اختفاءات في مثلث (برمودا).

لقد اختفت آلاف الطائرات والسفن بكلّ بساطة من دون ترك أي
أثر، لا إنذار، لا اتصالات لطلب النجدة، لا حطام، لا شيء ولا يعلم سر هذا
الاختفاء إلا الله وحده.

وتقول الأبحاث أن المثلث يمتد فوق البحار من (برمودا) إلى (ميامي) ونزولاً إلى (بورتوريكو)، مليون ونصف ميل مربّع من المياه.

الأعاصير العواصف الشديدة وأمواج البحار هي أكثر ما يسبب الموت هنا، يمكن للطقس أن ينقلب من هادئ إلى عاصف في لحظات.

بحسب تقارير خفر الشواطئ في الولايات المتحدة فإن مائة وعشرين قارباً يختفون كلّ عام من دون ترك أي أثر.

إن هذه الاختفاءات هي ما يبقي سرّ مثلث (برمودا) حيّاً، لكن الأمر لا يقتصر على القوارب. ففي الجو فوق هذا المثلث اختفت أيضاً عدة طائرات.

لقد كتب (ريتشارد واينر) مجموعة كتب حقّقت مبيعاً مرتفعاً حول هذه الاختفاءات الغريبة.

ريتشارد واينر:

إنّنا لا نعرف كوكبنا جيداً ولكن نعرف أكثر عن القمر حتّى
إنّنا نتعلّم أشياء عن المرّيخ تفوق ما نعرفه عن كوكبنا، نعرف الأرض لكنّنا
لا نعرف البحار.

المعلق:

تضجّ قوارب (كي وست) بالأحاديث عن الذين لم يعودوا قط من
البحر، وقد لاقت قصص الاختفاء و الانحراف عن المسار الزمني، ودوران إبرة
البوصلة وحفر المحيط التي تبتلع السفن كما يظنون... صداها حول العالم، و مع
ذلك، تستمر الاختفاءات...

ريتشارد واينر:

يمكنني القول أنّه ثمة شيء سر غامضاً في الأسفل شيء لا يمكن
تفسيره، شيء في العمق بعيد عن أشعة الشمس، شيء ما يحصل في الأعماق، الله
وحده هو الذي يعلم سر هذا الشيء الغامض.

المعلق:

ظلّت الأسرار المدفونة في قلب المثلث المائي مخبّأة، إلى أن وقع اختفاء أيقوني في الخامس من كانون الأول 1945 اختفاء استحال على العالم حلّه.

بعد مضيّ ستة أشهر على انتهاء الحرب العالمية الثانية كانت
لا تزال محطة "فورت لودردال" للملاحة الجوية منهمكة بالعمل، لقد غادر أفراد
الرحلة التدريبية الروتينية الأربعة عشرة لتوّهم ليقوموا برحلتهم
التقييمية الأخيرة فوق المياه.

كان المسئول الطيّار الخبير الملازم ( شارلز تايلر)، كانت
الرحلة تقضي بالتوجّه شرقاً نحو (باهاماس) ثم العودة خلال ساعتين ونصف
الساعة، كلّ ما سيرد يرتكز على تسجيلات الراديو الأساسية...

من (أف تيريكو فوجي 28) إلى (بوسّي)، يبدو أنّك تسير بنا خارج المسار المحدّد..

كلا حضرة الملازم، وفقاً للبوصلة إنّني أتبع المسار الصحيح.

أيّها الملازم (بوسّي) لسنا على المسار المخطّط له، علينا أن نتأكد من مسارنا حول.. كما تريد..

باورز؟ الأمر ليس منطقيّاً.. كم مضى على تحليقنا؟.. نحن في
الجو منذ ساعة وخمسة وأربعين دقيقة.. كان من المفروض أن نرى اليابسة، لا
أرى شيئاً.. ربّما حلّقنا شرقاً أكثر من اللزوم.

إلى برج (فورت لوديردال) هنا (فوكس تايل28) يبدو أننّا خارج
المسار لا يمكننا الهبوط. أكرّر لا يمكننا الهبوط. هل يمكن تزويدنا
بموقعنا الحالي.

حضرة القائد (بول) هنا برج المراقبة.

لقد تلقّيت اتصالاً من الطائرة التي نسمّيها (علبة التشكّي)

لقد اتصل برج المراقبة وقال "يبدو أنّنا أفسدنا الرحلة"

قل لي ما الذي يحصل بالضبط؟؟ هلا أخبرتني بما يجري.. تفضل.

المعلق:

كانت هناك عدة محاولات للاتصال بالطائرة.

إلى برج المراقبة نحن عاجزون عن تحديد موقعنا. حوّل.

حاولوا جاهدين الاتصال لكنهم لم يفلحوا.

عُلم.. نحن لا نعلم بأي اتجاه هو الغرب.. كل شيء خطأ..

لا أعرف بماذا كانوا يفكّرون كنت قلقاً جدّاً وكان قلقي يزداد مع الوقت، وقد أدركت سريعاً أن الرحلة كانت في خطر كبير.

المعلق:

الآن وبعد ستين عاماً سوف يُعاد فتح ملفّ الرحلة رقم تسعة عشرة، (فيل جايلز) هو خبير في الحوادث الجويّة.

تطوّر نظريّات التحليق سيساعده على اكتشاف ما حصل أين حصل؟ ولماذا؟

فيل جايلز:

من الرائع أن تتمكّن من النظر إلى شيء حصل منذ زمن بعيد وأن
تلقي عليه الضوء من جديد، قد تتوصّل إلى اكتشاف جديد من الأدلّة المتوفّرة
اكتشاف لم يتوصّل إليه التحقيق، من المجدي التوصّل إلى أيّ شيء جديد.

المعلق:

على بعد أميال قليلة جنوب (فورت لوديردال) عند مركز اتصالات
مرفأ (إفير جلايدز)، بدأ متلقّي إشارات الراديو من الدرجة الثانية (ميلفين
بايكر) يتلقّى إشارات تدلّ على أن إحدى الطائرات تواجه المشاكل.

ميلفين بايكر:

إلى (أف تي 28) هل يمكن أن تبلغ عن موقعك الحالي؟

تايلر:

إلى القاعدة هنا (أف تي 28) إنّنا نرى اليابسة، يبدو أن
الريح جرّنا إلى (فلوريدا كيز) لست أدري مدى ارتفاعنا ولا أدري كيف أعود
إلى(فورت لوديردال) .. حوّل.

ميلفين بايكر:

إذا كنت فوق (فلوريدا كيز) فانظر إلى الشمس عند الجناح الأيسر ثمّ حلّق شمالاً على طول الشاطئ إلى أن تصل إلى (ميامي).

تايلر:

لقد تلقيت..

ميلفين بايكر:

لا يُعقل أن يكونوا فوق (فلوريدا كيز) فالريح جنوبية-غربية
ولا يمكن أن تدفعهم إلى أجواء الأطلسي، هلاّ أعطيتني المايكروفون رجاءً؟
شكراً، هنا مركز اتصالات مرفأ (إفير جلايدز) هل تسمعني ؟

تايلر:

هنا (فوكس تايل 28) أسمعك بوضوح.

ميلفين بايكر:

هنا (بايكر) سيّدي، حسب تقديري لا يمكن أن تكونوا فوق
(فلوريدا كيز) تدلّ بيانات الريح أنّه لا يُعقل أن تأخذكم الريح بذلك
الاتجاه سيدي.. أنا أناديك هل تسمعني؟

(اف تي 28) هنا الضابط المسئول في (فورت لوديردال) هل
تسمعني؟ لقد التزمتُ وكلّ الموظّفين في البرج الصمت، لأنّنا شعرنا باليأس
وبأننا لا نستطيع فعل شيء، لقد جرّبنا كلّ شيء.. اهدأ كم تبقى لديهم من
وقود.. لديهم ما يكفي للطيران حتى الساعة الثامنة.

إذاً لدينا ثلاث ساعات للعمل.

المعلق:

كان قد مضى على بدء رحلة الطائرة التاسعة عشرة أكثر من
ساعتين، حسب المخطط كان عليهم أن يكونوا في المرحلة الثانية من الرحلة بعد
أن يكونوا قد توجّهوا شمالاً فوق جزيرة صغيرة تُدعى (سيسترن كاي) لكنّهم
كانوا فوق المحيط عوضاً عن ذلك.

في تلك المرحلة بعد مرور ثلاث ساعات على الرحلة كانت الحالة
الجوية تسوء، أُعطي (تايلر) التوجيهات اللازمة لإعادتهم إلى موطنهم لكنّه
لم يقتنع، أمّا باقي الطاقم فكان قلقهم يتزايد.

باسي:

إذا كانت بوصلتك لا تعمل لمَ لا يتولّى أحدٌ منّا القيادة؟

تايلر:

كلاّ..

ألا تظنّ أنّه علينا التوجّه غرباً يبدو أن معدّاتي تعمل..

تايلر:

باسي ابق في مكانك.. انتهى.

المعلق:

في الخامسة والثلث عصراً بدأ (بايكر) متلقّي إشارات الراديو يلاحظ أن الطائرة التاسعة عشرة أقرب إلى موطنها ممّا يظنّون.

بايكر:

فقط خفّف السرعة.

تايلر:

يبدو أننا مازلنا وحدنا.

بايكر:

إلى (إفير جلايدز) أسمعك بوضوح حول.

تايلر:

(إفير جلايدز) أسمعك بوضوح.

بايكر:

حضرة الملازم أقدّر أنّك لو تحلّق بالاتجاه الجنوبي الغربي
ستصل إلي، إذا خفضت القوة هنا وإذا بقيت أسمعك فستكون متجّهاً نحوي
بالتأكيد.

تايلر:

عُل، لقد تلقيت.

بايكر:

إنهم ليسوا فوق الخليج، وإلا ما كنا لنستطيع سماعهم، إنهم أقرب

تايلر:

من (أف تي 28) إلى (إفير جلايدز)، اسمع (بايكر) لو كنت قريبين لاستطعنا رؤية اليابسة.

بايكر:

يمكن ألا ترى اليابسة إذا كنت في موقع موازي لنا، أرجوك سيدي لديك ما يكفي من الوقود لتصل إلينا.

تايلر:

بايكر.. لا أظن أنه الاتجاه الصحي، اسمع هل تظن أنك حددت موقعنا؟ بثكم يضعف أكرر بثكم يضعف..ما الجديد لديكم؟

بايكر:

اسمعني جيداً لديك من يكفي من الوقود للوصول إلى هنا، أتسمعني؟

تايلر:

(إفير جلايدز) هل حددت موقعنا؟

بايكر:

إنّي أخفض الصوت ولا أزال أسمعهم لا بدّ من أنهم يتوجّهون نحوي. لماذا يتجاهلونني؟

المعلق:

لقد حاولوا الاتصال ببعضهم، لكنهم واجهوا بعض الصعوبات.

بايكر:

(تايلر) تايلر أتسمعني.. لم نحلق مسافة كافية قبل أن
نستدير.. كم مضى على سيرنا بهذا الاتجاه، أين نحن الآن، اسمعوني جميعاً حين
يصل الوقود في خزان واحد إلى عشرة جالونات سنوجه طائراتنا جميعاً نحو
المياه.

المعلق:

كان بايكر آخر من سمع شيئاً.

تايلر:

(فوكس تايل) هنا (إفير جلايدز) هل تسمعني؟

المعلق:

كان يعرف من موجات الراديو الخفيفة أنّهم يتوجّهون نحو البحر

تايلر:

(فوكس تايل) هنا (إفير جلايدز) هل تسمعني؟حوّل.

(فوكس تايل) هل تسمعني؟ حوّل.. يا إلهي.

المعلق:

لم يُسمع منهم شيء بعد ذلك، الحدث الغريب الذي ختم هذه
الحادثة الغامضة فهو أن طائرة إنقاذ اسمها (مارتين مارينر) انطلقت للبحث
عنهم، وبعد سبعة وعشرين دقيقة اختفت هي الأخرى.

إنّ حلّ لغز مثلث برمودا الغامض تتطلّب خبرة (فيل).

(فيل) يعتقد بأنّه يستطيع إيجاد تفسير واضح يحدد سبب اختفاء
الرحلة التاسعة عشرة من دون ترك أي أثر، ويحدد أيضاً سبب اختفاء الأشياء
الأخرى، يكمن الجواب في (ميامي)، هنا مركز خفر شواطئ القضاء السابع في
(ميامي)، إنّه الأضخم والأكثر انشغالاً في الولايات المتحدة. أراد (فيل) أن
يعرف كيف يُعقل أن تختفي الرحلة التاسعة عشرة من دون ترك أي أثر، لماذا لم
يُعثر على جثث أو حطام، هل كانوا يبحثون في المكان الخطأ أم أنّه ثمّة سبب
آخر؟

قد يحمل القائد (كارميللو بيزّانو) الجواب.

إذا عدت بالذاكرة إلى عام 1945، لم نكن نملك التكنولوجيا،
من المحتمل أن يكون لدينا على بُعد مائتي ميل بحر هائج وأمطار جوّ مكفهرّ
تماماً.

دعني أعطيك نظرة عن الموضوع، حتّى وإن قمنا بأقصى بحث ممكن
في أكثر الأحوال الجوية هدوءاً إذا كانت البحار هادئة تماماً والظروف
مناسبة للبحث عن طائرة ما أو طاقم ما، أعلى نسبة للوصول إلى نتيجة هي 78%.

النجدة.. النجدة.. النجدة.. النجدة..

فيل:

يمكن أن تكون هذه الطائرات سقطت بسرعة، في الأساس إن البحث
عن مفقودين خلال الساعة الأولى بعد التبليغ بفقدانهم فإن البحث يكون عن
أشخاص في الماء.

المعلق:

في أحسن الظروف تطفو الطائرات مدة دقيقتين لكن البحار كانت هائجة تلك الليلة ولا بدّ من أن الطائرات غرقت في غضون ثوانٍ.

نحن على وشك الإقلاع.

استنبط خفر الشاطئ تمريناً خطيراً للغاية لتجسيد صعوبة إيجاد شخص أو شيء ما في البحر.

الظروف الأولى لهذا مثالية، ريح هادئة ارتفاع الموج قدمان أو أقلّ، رؤية ممتازة.

توشك طائرة مروحية ثانية على إنزال سابح ذي خبرة إلى الماء، بعد دقائق سيرون إذا كانوا سيجدوه.

رجل إنقاذ:

سنبتعد حوالي مائتي ياردة نحو اليسار ثم سنرتفع لنرَ على أي ارتفاع يجب أن نكون لنتمكّن من إيجاده.

المعلق:

وحين لم يبقَ سوى كمية وقود تكفي لثلاثين دقيقة من التحليق
فقط، وحين أخذ التيّار يجرّ السابح شمالاً بدأ الضغط، لكنهم هذه المرة
يعرفون أين هو بالضبط.

رجل إنقاذ:

إنّي ألمح أحداً يسبح، يمكنك أن تنعطف وتدخل، انعطف.. هيا انعطف، الساعة هي الثانية عشرة استدر وعد.

رجل إنقاذ:

إنّ الزبد الأبيض المتكسّر حوله يصعّب عليّ رؤيته، كما ترى
من الصعب رؤية الرجل وهو يرتدي بزة برتقالية مشعّة ويضع أنبوب هواء ضخم
قديم، مع هذا عليك التحليق مباشرة فوقه لتتمكّن من رؤيته، في الليل تكون
رؤيته شبه مستحيلة.إلاّ إذا كان القمر مضيئاً تماماً.

يقترب السابح من باب حجرة السفينة. وها هو يدخل إليها.

المعلق:

لقد استعادوه بنجاح، لكن قديماً عام 1945 كان الطقس سيّئاً،
بحث أضخم فريق إنقاذ منذ الحرب لمدة ستة أيام لكن بدون جدوى، لم يعثروا
على شيء قط.

لا أستغرب الأمر لقد اختفوا من دون ترك أي أثر لأن هذا
غالباً ما يحصل هنا مع الناس الذين نحاول البحث عنهم، أحياناً لا نجد أحداً
حتّى في أيامنا هذه. إذا كانت الأحوال الجوية بنفس السوء الذي قيل لي
أنّها كانت عليه آنذاك فالأرجح ألاّ يبقى إلاّ القليل القليل من الأدلة.

المعلق:

إذاً حتّى في أيامنا هذه فرص إيجاد شخص حيّ أو أي دليل من
حادث الرحلة التاسعة عشرة معدومة، لكن هذا لا يكفي لتفسير سبب إخفاق هذه
الرحلة، (فيل) مقتنع بوجود أمر آخر.

يعتقد كثيرون ممّن يعرف مياه مثلث برمودا أن هذه المياه هي الأخطر في العالم. ولكن كيف ذاع صيتها الخطير؟

تقول قصة خرافية قديمة لأحد البحّارة حرفيّاً أن البحر يفتح
و يبلع السفن، ولا يُعقل أن يكون هذا حقيقيّاً، بان الدليل الأول عام 1985
حين التقطت آلات التصوير هذه الصور الغريبة، خرقت منصة بترول في البحر
الشمالي جيباً من الغاز في قعر البحر وكادت تغرق، يوجد مثل هذه الغازات
الراكدة على السواحل حول العالم، ومثلث برمودا واحد منها.

كونه عالقاً في الطين المترسّب يكون الغاز سريع التحوّل من
مادة إلى أخرى، قد تطلق الهزّات أو الانزلاقات الأرضية في قعر البحار
الغازات في المياه، هل يعقل أن تكوّن فقاقيع الغاز حفراً في المحيط؟

لقد أتى الفيزيائي المتخصّص في البحار البروفسور (بروس ديناردو) إلى (فلوريدا) لاكتشاف الأمر.

بروس ديناردو:

لديّ فكرة رائعة، عليّ أن أكرّر البحث لدينا فكرة رائعة ماذا يتطلّب الأمر لإغراق ذاك القارب، إني متحمّس جدّاً.

المعلق:

سيحاول (بروس) إغراق السفينة وسط المحيط بعيداّ عن الشاطئ
ليرى ما إذا كانت كمية كبيرة من الغاز تستطيع إغراق مثل هذه السفن، حتّى
هذه اللحظة لا يزال كلّ شيء نظريّاً، إنه اختبار ضخم سيكون الأول من نوعه.

بروس ديناردو:

أتدون الملاحظات..

المعلق:

سيساعد (بروس) في الناحية التطبيقية (فيل) وهو مصمّم من شركة (أف أكس) ولديهم يومين فقط.

فيل:

إني مسئول عن خمسين بالمائة من الاختبار أعني أن النظرية تبدو صحيحة بالنسبة لي لكنّي لا أعلم.

المعلق:

لم يقم أحد بمثل هذا الاختبار من قبل، الهدف هو إيجاد
انفجار مصغّر لغاز (الميثان) يشبه الانفجار الذي وقع في البحر الشمالي،
إذاً فهم يبنون شبكة كبيرة من الأنابيب ستوضع في قاع البحر سيضخّون فيها
كمّاً هائلاً من هواء له نفس فعاليّة غاز (الميثان)، سيدفع الهواء إلى خارج
الأنابيب من خلال فتحات صغيرة.

بروس ديناردو:

بحسب خبرتي في المختبر فإن الأمر يتطلّب الكثير من الفقاقيع
لإغراق شيء ما، لا أعلم ما سيحصل هنا علينا فقط الانتظار، هيّا شغّلها..
القارب يرتفع ويهبط ثمة فقدان للقدرة على الطفو.

المعلق:

بوجود 25 بالمائة من الهواء في الماء كان على القارب أن يغرق، لكن ثمة شيء لم يكن في حسبانهم.

بروس ديناردو:

إنّه لا ينزل كثيراً ليست هذه إشارة جيّدة، إن الفقاعات
تخفّض الكثافة وتُغرق القارب لكن قوة الدفع إلى الأعلى التي يسبّبها تدفق
الماء تبقي القارب عائماً.

المعلق:

ثمة أثر معدّل وسط منطقة الفقاقيع ما يعني أن الغرق لا يحصل
إلاّ خارج المركز، الوقت ينفد لا يزال لدى (بروس) محاولة واحدة يقوم بها.

بروس ديناردو:

من الأفضل لو نبتعد قليلاً عن المركز هماك لن يدفع تدفٌّق الماء القارب إلى الأعلى بل إلى الخارج..

فيل:

أنظر ستسقط خلال لحظات.

بروس ديناردو:

أتظنها تغرق..

فيل:

نعم إنها تغرق لأن الجهة الأمامية قابلة للطفو أكثر من
الجهة الخلفية، يبدو الأمر جيداً، إذا كان ارتفاع سفينتك خمسمائة قدم وأنت
على بعد مائتي قدم وصادفت شيئاً كهذا وعدت مائتي قدم ستنقسم سفينتك إلى
نصفين وتغرق بلحظات.

ما يحصل هو أن مقدمة السفينة ترتفع في حين ينخفض جذعها لأن
المقدمة تقع في مياه أكثر كثافة بالمقارنة مع المياه التي يطفو عليها
الجذع، بعد ثلاثين ثانية تختفي، يبدو الأمر جيّداً (بوب).

بروس ديناردو:

إنّها تغرق.. نجحنا. إلى اللقاء.

المعلق:

لقد نجحوا، من الممكن أن يُغرق انفجار غازيّ قارباً في المحيط.

بروس ديناردو:

ما يصدمني هو أن ما قمنا به ثانويّ بالمقارنة مع ما يمكن أن
تقوم به هذه المياه، لقد تكبّدنا كل هذه المشقّة لإيجاد فقاقيع على امتداد
هذه المساحة الصغيرة وذلك لنغرق قارباً صغيراً.

المعلق:

يبلغ حجم ترسّبات الغاز في المثلث
أكثر بسبعين مرّة من حجم الغاز المستهلك في الولايات المتحدة في العام
الواحد، إنّها كمية هائلة من الغاز يكفي حصول اهتزاز في مكان ما لإغراق
أسطول من سفن الشحن، لذا من المعقول أن يرجع اختفاء عدد كبير من السفن التي
فقدت في مثلث برمودا إلى هذه الظاهرة الطبيعية الغريبة التي قدرها الله في هذه المياه فيما لو كانت هذه النظرية صحيحة.

لكن حقيقة مجموعة من أكبر ألغاز مثلث برمودا هي أكثر وهماً وهو ما توصّل إليه المستكشف (جراهام هاوكس) عام 1991، لقد اعتقد بأنّه عثر على حطام الرحلة التاسعة عشرة.

جراهام هوكس:

كنا نبحث عن سفينة اسبانية، فعثرنا على طائرة لم أفكر في
الأمر، ثم وجدنا طائرة أخرى التقطنا لها صوراً وسجّلناها أيضاً، لقد احتلّت
القصة عناوين الأخبار، هل عثروا على الرحلة التاسعة عشرة ؟

يعتقد فريق من المستكشفين أنهم عثروا على خمس طائرات حربية أمريكية.

لقد صدمنا وتفاجأنا لأننا لم نتوقّع العثور على طائرة
خامسة، لقد تطابقت الأدلة على الرحلة التاسعة عشرة فقد اختفت خمس طائرات
آنذاك.

المعلق:

لقد وعد الإعلام بإعطاء الجواب الشافي في خلال أسبوعين، في
تلك الأيام كانت الغوّاصات مكلفة جدّاً لذا استعمل (جراهام) آلة تصوير
يتحكم بها عن بُعد عبر سلك، لقد استنتج الفريق من رداءة الصور أن هذه
الطائرات لم تكن من طائرات الرحلة 19.. ولكن ما هي هذه الطائرات؟

سرعان ما أصبح الجواب على هذا السؤال لغزاً بحد ذاته.

جراهام هوكس:

إن لم تكن هذه الطائرات من الرحلة 19 إذاً أنت تقول أن خمسة
طائرات أخرى فُقدت هنا؟ أفضّل سماع جواب سهل وجميل، من الأسهل التفكير أن
هذه هي الطائرات المعنية، لا بد من أنّها هي فقد غرقت في البحر، ها هي...
حُلّ اللغز. في الأمر غموض ما إذا لم تكن هذه الطائرات في الرحلة 19.
فعلينا اكتشاف هويّاتها.

المعلق:

سيعود (جراهام هاوكس) إلى الطائرات الخمس الغامضة ولكن هذه المرّة سينزل إلى هناك بنفسه لمعرفة ما هي؟

على بعد اثني عشرة ميل من ساحل (فورت لوديردال)، يوشك طاقم
من الباحثين قادم من معهد دراسة المحيطات ـ فرع (هاربر) على المشاركة في
عملية البحث عن الطائرات المفقودة.

جراهام هوكس:

إنّه محيط كبير هنا. وإيجاد مجموعة من خمسة طائرات معاً
يثير الشكوك، ماذا تفعل هذه الطائرات هناك؟ ثمة هدف وراء عودتي إلى هناك
شخصيّاً، وإيجاد أدلة بواسطة تكنولوجيا التحكّم عن بُعد يولّد لديّ رغبة
ملحّة، هذه المرة لدينا غوّاصة (سيلينك) لذا سيُتاح لنا هذه المرة أن
نلمسها ونشمّها وأظنّ أنّه لدينا فرصة أكبر بكثير لمعرفة هويّتها.

المعلق:

كان (جراهام) ينتظر هذه اللحظة منذ اثني عشرة عاماً.

جراهام هوكس:

صباح الخير.. صباح الخير.. فلنذهب لرؤية بعض الطائرات..

المعلق:

يتطلّب الوصول إلى قعر البحر الذي يقع على عمق 734 قدماً
خمسة عشر دقيقة، في مؤخرة الغوّاصة خبير تصميم الطائرات (هارولد لاركن)
يعدّ (هارولد) هذه الرحلة شخصية فبالإضافة إلى أنّه قاد مثل هذه الطائرات
فقد كان أحد أقاربه على متن إحدى طائرات الرحلة 19 عندما اختفت.

هارولد لاركن:

أنت جاهز للانطلاق، لك الإذن بالغوص..

عُلم.. لديّ مائتي ياردة، 310. شكراً لك.

المعلق:

إن غوّاصة (جونسون سيلينك) هي الوسيلة المثلى لهذا النوع من
العمل القضائي، هدف المهمة إيجاد رمز حطام كل طائرة أو رقم الصندوق، إنّها
الطريقة الوحيدة لتحديد هويّاتها بالضبط، لدينا اتصال مع قمر صناعيّ اتصال
يساعدنا في تحرّكاتنا.

جراهام هوكس:

أظنّ أنّ احتمال وجود خمسة طائرات قريبة من بعضها لهذه
الدرجة يساوي احتمال إصابة حفرة بضربة واحدة ، لا بدّ من أنّها كانت تحلّق
مع بعضها في السرعة والوقت نفسيهما وإلاّ لكانت التيّارات هنا قد شرذمتها
إلى مكان أبعد حتّى وإن كانت من الرحلة نفسها، إذاً مهما كان الذي حصل لا
بدّ من أنّه حصل في الوقت ذاته مع الطائرات الخمسة.

المعلق:

لكن ما من إشارة في سجلاّت الملاحة إلى سقوط رحلة أخرى
مؤلّفة من خمس طائرات سقطت كلّها في الوقت عينه والمكان عينه، ما يجعل
اللغز أكثر غموضاً.

هارولد لاركن:

(دان) هل لك أن تعطيني آخر المستجدّات.؟

دان:

إننا نرى الآن طائرة (أف تي 20).. قد تكون من طراز ثمانية وعشرون أو ثلاثة وعشرون.

جراهام هوكس:

لقد عُلم.

دان:

يبدو أنها أقرب إلى طراز ثلاثة، إنها محطّمة وقد فقدت مؤخّرتها.

جراهام هوكس:

حسناً لقد انزاح هيكل الطائرة مباشرة بعد الطرف المتمدّد من الجناح.

دان:

قد لا نعثر عليه.

المعلق:

إن رقم الهيكل (أف تي23 ) يدلّ على أن الطائرة تابعة ل (فورت لوديردايل) لكنّه لا يكفي لتحديد هوية الطائرة.

بعد فقدان أي طائرة يُمنح رقمها لبديلتها، إن عرض الجناح موجّه إلى الأسفل ما يعني أنّ الطائرة تدهورت أمّا السبب فغير معلوم.

جراهام هوكس:

حسناً حسناً علينا المتابعة، أكره أن أتخلّى عن هذا الأمر.

المعلق:

يبدو أن مثلث برمودا منطقة بالفعل لا يمكن التعرف عليها بسهولة.. فيل جاهز الآن للتحقيق في سبب إخفاق الرحلة التاسعة عشرة.

فيل:

إن المشكلة في التحقيق في أمر مضى عليه زمن هي أنك لا تستطيع طرح أي سؤال إضافي، عليك فقط

الأدلة المتوافرة، الشيء الوحيد غير المكتشف في أي تفصيل هو
على الأرجح أحد أهم أسباب إخفاق هذه الرحلة، ألا وهو العامل البشري، لم
يكن معهوداً آنذاك النظر في أي عامل إنساني.

المعلق:

تختفي في المثلث
حوالى ثلاثين طائرة خفيفة في السنة، ستقوم (كارول كولينز) وهي باحثة ذو
خبرة بمساعدة (فيل) في الدخول إلى تفكير الطيّار خلال مواجهته صعوبات في
هذه المنطقة.

كارول كولينز:

نحن على ارتفاع 1500 قدم، حين تحلّق فوق منطقة تفتقر لمعالم
مرئية يسهل فقدان الإحساس بالحركة، إذا توجّهت مباشرة نحو الشرق ثم درت
نحو الغرب كما فعلنا ثمّ نحو الجنوب أي إذا قمت بانعطافات تدريجيّة من دون
أن تركّز جيّداً على ما تقوم به ستجد نفسك في اتجاه مغاير تماماً للاتجاه
الذي تعتقد نفسك فيه.

المعلق:

أحد أخطار مثلث برمودا الأكثر غرابةً يظهر لـ (فيل) بوضوح أكبر من الجو.

كارول كولينز:

عندما تنظر إلى سلسلة من الجزر التي لا تحوي منازل أو شيء
يميّزها عن غيرها تبدو الجزر متشابهة تماماً، كما سترون حين نتجوّل في
الجو، إننا بوضع جيّد كوننا نستطيع النظر إلى الخلف، ها هو الطريق السريع،
ولكن ماذا لو لم نستطع رؤيته، قد تبدو إحدى هذه الجزر كالجزيرة الأخرى وفي
أوقات الرؤية السيئة تعد هذه المسألة خطرة، إذاً فالضياع قد يحصل فعلاً.

نحن فوق الخليج الجنوبي، ألا تظنّ أنّه الخليج.

جراهام هوكس:

ليس الخليج لقد حلّقنا كثيراً نحو الشرق، كنت سأقترح أن
نحلّق نحو الغرب إلى أن ينفد الوقود، لدينا فرصة أكبر بأن يتم انتشالنا..
لا أعلم حتى إننا لم نلمح الشاطئ، راقبوا مؤشر الوقود.

المعلق:

بالعودة إلى الأرض بدأ (فيل) يفهم ماذا حصل مع الرحلة 19 وأين ولماذا.

فيل:

كانت طائرات الرحلة 19 ستتبع الخطة الملاحيّة الأولى كما أسموها، كان المسار على شكل مثلث،
انطلقوا من محطة (فورت لوديردال) للملاحة الجوية ليتبعوا مساراً شرقيّاً
إلى الجزر المعروفة بالدجاجة وصيصانها حيث كانوا سيقومون لعشرين دقيقة
بتمرينات الرمي على ارتفاع منخفض.

أمّا الضلع الثاني للمثلث فيمرّ فوق جزيرة (جراند باهاماس) إلى (جريت سايل كاي) شمال الجزيرة.

كارول كولينكز:

في أي جزء من المسار أخطئوا برأيك؟

فيل:

أظنّ أنهم أخطئوا بعد إنهاء التدريبات عند جزر الدجاجة وصيصانها.

المعلق:

كانت الرياح أقوى من المتوقّع ذلك اليوم، وقد دفعت
بالطائرات عن مسارهم باتجاه شماليّ شرقيّ، لقد بالغوا في الانعطاف شمالاً
عند (سيسترن كاي) فانعطفوا عوضاً عن ذلك عند جزيرة (جريت أباكو)، لو ظلّوا
على المسار الصحيح لكانوا رأوا جزيرة (جريت باهاماس) مباشرة أمامهم.

فيل:

لو كان في مساره الصحيح لكان قد رأى اليابسة أمامه جزر
(جريت باهاماس) عند الزوايا القائمة، أمّا ما رآه فكان يابسة موازية
لمساره، لذا لا بدّ من أنّه قال في نفسه:" لحظة، تشير بوصلتي إلى الشمال
اليابسة إلى اليمين إذاً فبوصلتي لا تعمل." أظن أن ما قاموا به هو أنّهم
أكملوا إلى أن وصلوا إلى الجزء الشمالي من الجزيرة، ثم رأوا سلسلة الجزر
الممتدة بالاتجاه الشمالي الغربي فتبعوها وكانوا يقولون: "نظنّ أننا فوق
(كيز)".

يبدو أن الريح جرّنا إلى (فلوريدا كيز) لست أدري مدى ارتفاعنا ولا أدري كيف أعود إلى(فورت لوديردال).. حوّل.

المعلق:

في تلك اللحظة أحسّ القائد (بول) بالقلق، كان (تايلر) يحلّق
فوق سلسلة صغيرة من الجزر شمالي جزيرة (جريت أباكو)، لقد أخطأ بينها وبين
الجزر المشابهة في (فلوريدا كيز) التي تبعد مائتي ميل من هناك.

الخطأ غير الاعتيادي هو في أن (تايلر) توجّه إلى أجواء خليج (المكسيك) في الجهة المقابلة ل (فلوريدا)

فيل:

كلّ الاتجاهات التي اتخذها كانت من فوق خليج (المكسيك) وليس
من فوق شمالي الأطلسي، لو كان في مساره الصحيح لكان قد رأى اليابسة أمامه.

كارول كولينز:

إذاً ففي الوقت الذي ظنّ فيه أنه عائد إلى (فلوريدا) كان يتوجّه نحو البحر أكثر فأكثر.

فيل:

نعم هذا ما حصل.. يبدو أنه كان متوجّهاً إلى الجزء الخطأ من الساحل.

المعلق:

على عمق سبعمائة وثلاثة وأربعين قدماً وجد (جراهام هاوكس)
الحطام الخامس والأخير، يبدو أننا وجدناها، هل ستتمكّن هذه الطائرة من
إخبارهم القصة؟

جراهام هوكس:

(اف تي 87) الخبر الجيّد هو أن السدة سوداء ما يعني أن
الطاقم كلّه قد خرج من الطائرة، هل لنا أن نلقي نظرة عن قرب لنرى الذيل؟
ولنتحقق من إمكانية إيجاد شيء هناك؟

المعلق:

إن الحطام بحالة جيّدة لكنّ الطائرة فقدت ذيلها تماماً
كالأخريات، لقد بدءوا يعتقدون أن الطائرات الخمس من الصعب أن يتمّ التعرّف
إليها.

جراهام هوكس:

أريد أن أريك شيئاً (هارولد) أظنّ أن من الممكن أن يكون هذا الدفّة العمودية للطائرة.

هارولد:

يمكن أن أنتقل إلى الناحية الجانبية.

جراهام هوكس:

حسناً في الأسفل، في الأسفل ثمة جناح بدأ يظهر علينا الآن، إنه الجناح الأيسر... أين هو؟ مباشرة وسط الشاشة.

إني أرى شيئاً خارج النافذة.

يا إلهي!

لا بدّ من الحصول على رقم الصندوق، إنّه الفرق بين العين و عدسة آلة التصوير.

المعلق:

وأخيراً حصلوا على الرقم إنه NAV23990 هذا هو الرقم الذي
يميّز الطائرات عن بعضها سيخبر هذا الرقم (جراهام ) كيف وصلت الطائرة إلى
هنا، بعد إنجاز مهمتهم عادوا إلى سطح الماء، إنه الرابع من تموز وكان
(جراهام) منكبّاً على سجلاّت الحوادث الجوية، إنّها اللحظة التي انتظرها
طوال اثني عشر عاماً، NAV23990 فُقدت في البحر.

في التاسع من تشرين أوّل عام 1943 كانت طائرة (أف تي 87)
يقودها الضابط ( جورج سوينت) عائدة إلى (فورت لوديردال) من جولة رمي، كان
على متنها الطيّارين من الدرجة الثانية (سام تريس) و(ج. لويس).

في تمام الساعة الثانية عشرة ظهراً عانى المحرّك من نقص
هائل في الوقود فتدهورت الطائرة، نجا (سوينت) وطاقمه، فقدت (أف تي87) لمدة
ستين عاماً، بات (جراهام) يعرف كيف وصلت إلى هنا.

من بين حطام الطائرات الأربعة المتبقية طائرة فقدت ذيلها،
ومن آب أغسطس عام 1944 ثمة سجلّ واحد يشير إلى وقوع انفجار طائرة في الجو
أدّى إلى تدمير ذيلها، هل يعقل أن يكون هنا الحادثة التي وقعت للطيّار (جون
باري) و الطيّارين من الدرجة الثالثة (جو ماركارت) و(فريد بيرنز)؟

كان هذا السيناريو بعيداً عن توقّعات (جراهام)، بالرغم من
التشابه الكبير إنّها مجرّد حوادث عشوائية اجتمعت في المكان نفسه على بعد
اثني عشرة ميل عن الموطن.

بالارتكاز إلى المعلومات المتوافرة من مجموعة راديوهات من العام 1945 يمكن ل(فيل) أن يتوقّع المكان الذي تحطّمت فيه الرحلة 19.

تبث محطات HFDFعند السادسة وعشر دقائق وكما ترون فوق في
شمالي الأطلسي على بُعد مئة ميل من شاطئ (دايتونا) ليست قريبة أبداً من
خليج المكسيك، في الوقت الذي التقط فيه البرج البثّ كانت الرحلة 19 قد خرجت
عن مسارها.

وهذا الثبات جعلها تبدو وكأنها على بعد خمسة وعشرين دقيقة من شاطئ (دايتونا)

في تلك المرحلة، كانوا لا يزالون يتّجهون غرباً نحو موطنهم،
عند السابعة وخمسة دقائق كانوا قد سُمعوا وهم يناقشون الانعطاف شرقاً، في
السابعة وخمسة وأربعين دقيقة، كان لا يزال لديهم وقوداً يكفي لخمسة عشرة
دقيقة من التحليق، ما يعني أنّها على الأرجح تحطّمت هناك.

على بعد مائتين وعشرين ميلاً شرق شاطئ (دايوتا) لدينا الآن
فكرة أوضح عمّا جرى تلك الليلة, يبقى السؤال لماذا لم يلحظ الطيار الخبير
(تايلر) خطأه الفادح؟ وفيما كان يفكّر؟

بايكر:

سيّدي لديك ما يكفي من الوقود لتصل إلينا.. بيكر.. لا أظن أنه الاتجاه الصحيح.. بايكر هل تظن أنك تعرف موقعنا..

جراهام هوكس:

لقد فكّر مرتكزاً على واقع أنه أضاع المسار وأنّه فوق (كيز) في (فلوريدا).

المعلق:

يتوقّع (فيل) أنّه وبعد ازدياد رداءة الأحوال الجوية أصيب
(تايلر) بإحباط فكري، لقد كان ينظر في نفق أعماه عن رؤية الخيارات الأخرى
المتوفّرة.

فيل:

لستم فوق (فلوريدا كيز) تدلّ بيانات الريح أنّه لا يُعقل أن تأخذكم الريح بذلك الاتجاه.

المعلق:

تُعرف هذه الحالة بتغيير الاتجاه الفضائي، وهي تعد أخطر ما يهدّد الطيّار.

فيل:

لم يكن ثمة ما يهزّها، ليست هذه ظاهرة غير اعتيادية، يقرّر
الناس شيئاً ولكن مع حصول أي ضغط يلتزمون بالمبدأ الأساسي لأنّه يكون
حقيقيّاً جدّاّ في خيالهم، فبمجرّد ما تكوّنت لديه تلك النظرة كانت ستظلّ
ثابتة لديه لأنه لم يكن ثمة من يقنعه بعكسها.

المعلق:

أظن أنّ هذا هو سبب إصرار (تايلر) على أن بوصلته لم تكن
تعمل، لا نعرف أين هو الغرب كلّ شيء خطأ، ولكن ماذا حصل لطائرة الإنقاذ
التي اختفت أيضاً؟ كان طيّارو (مارتنز) معروفون كدبابات غاز للطائرة، فعدد
منها تفجّر في الجو وتحوّل إلى شرارة أو إلى رماد، بعد يومين من التفتيش
وصل تقرير من سفينة تدعى رؤية انفجار في الجو في الوقت الذي اختفت فيه
طائرة الإنقاذ، شعرت بالإحباط فما من شيء آخر يمكن فعله، كانت أسوأ ليلة
قضيتها في حياتي.

المعلق:

بعد مرور ستين عاماً توضّح ما حصل مع الرحلة 19، مثله مثل أي لغز آخر ثمة دوماً تفسيراً منطقي، لمن يريد أن يصدّق.

جراهام هوكس:

يحب الناس الألغاز، يريدون سماع الألغاز مهما كانت فهم يحبّون الغموض.

المعلق:

هذا ما يجعل مثلث برمودا أكثر ألغاز المحيط إثارة.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

[img]data:image/jpeg;base64,/9j/4AAQSkZJRgABAQAAAQABAAD/2wBDAAkGBwgHBgkIBwgKCgkLDRYPDQwMDRsUFRAWIB0iIiAdHx8kKDQsJCYxJx8fLT0tMTU3Ojo6Iys/RD84QzQ5Ojf/2wBDAQoKCg0MDRoPDxo3JR8lNzc3Nzc3Nzc3Nzc3Nzc3Nzc3Nzc3Nzc3Nzc3Nzc3Nzc3Nzc3Nzc3Nzc3Nzc3Nzc3Nzf/wAARCACTALEDASIAAhEBAxEB/8QAGwABAAIDAQEAAAAAAAAAAAAAAAUGAQQHAwL/xAA6EAACAQMDAgQDBgYABgMAAAABAgMABBEFEiEGMRNBUWEicYEHFCMykaEVQrHB0fAkMzVSguGi4vH/xAAZAQEAAwEBAAAAAAAAAAAAAAAAAgMEBQH/xAArEQADAAIBAwMDAwUBAAAAAAAAAQIDERIEITETQVEiYXEUI8EFNEJygfD/2gAMAwEAAhEDEQA/AO40pSgFKUoBSlKAUrFZoBSlKAUpSgFKUoBSlKAUpSgFKVigM0pSgFKUoBSlKAUpWDQGa+ZHWONndgqqCSxOABWDKgcIXUMewzyaiOrIDc6LNCsyQs+ArO2AT6fWo1Wk2j2VtpEdqPW+n2hcxB5ooyA0qqSGJ7KuPzE+vYedenRmrajrcFxeXbRC3EhSJY4yAexzknPGcfOo/pWDRbkC1u9PiXUEJYpcDeWxjLLn/fpVzhijij2RIqIOyqMCq8VVS22X5VjlcUu/yaOqatBp4CF1a4YqEjzycsFz+pqR865f1BLJP9oUdjER4s00ewP2O1c5+nxetdQGcc1oqeOjJF8m/sZpSlRJmlrGp2uj6dNf30myCFSzEAkn2AHc+1YXVLRrmK3WdGklj3pg8EeX61F9b9Oy9R6ULa3uRBMj7kZhlTkEHI+R/wBzWrp3SVtpWopc+Jut44gB4h5VgAP04BqOVuYTnzsit8texOavqcWnWrO7oJCBsVjgElgo/dgK3UJIyaqPU5abXrO3A2pmElz2P4h+H9hVu7CoRTqn8IuuVMp/J90ryjmjkZxG4YoQGAPY+lRt71JpNjqP8PurtEuNgdlxnYpOAW9M8/pVvsVb0S9aepahbabbm4u5NkYIGe/NbSkMAVIIPYioHqzQpdbt4khnEUkbH8wyACMEj3Hlx7edQpvjuScKXSVPSJCPVrJ9ROnrOGuBGJNo7YPbntmt8dqqGm9JwaVrv355wbWNFW3V25DnI5Pn34+dW8dqkt67nuRQn9D2jNKxSvSBmlKwaAzWnqV/Dp9jPd3LhYoYy7ZOCceX9q+dYvDYabcXSgs0a/CoGcnsP3Ncx6kvYtVso57u2lzhna4gBUADzfIwe3qP7VZEciNtqdnpoGrffdYOpX/ivPcEOit8CQgcbQT3A47efnzXTL+yg1Oxe2uV3RSrzg4PsRXP7K+tr/p/RIYRHC9qWEywfCF2jHl2ByD/APhqUsuodQLakZXV/usbMkYxgknCgkD1yfpXPrLMdVcUT6fHVRtMiurtAuNBeDVNNnlaGOZCd0gXwSF2j/xPnnPf5Y6DpN4L/Tre6Ax4qBiPQ+dc7ueoNS1Hp+9t5ZA1wCHwEDb4xwyZA/MAQ3bP6E1npTXLu306ezid4gscj2yGHOzbhj88/F3q3p0qr6PDN3UTXop35TPY7bn7XI1RfCFsSz4OfGYxEZb2GeBx5nzrpFcx6EMd91dJe3bPNqRhLyOF2qmQo7cZP0wPfNX1biW41Voo2xDbD8Tn8zEdvkK056UOZf4OZiW02SPlTNVfrDXp9OeCzsWAuJPjYgBiFBAwB5k5/aq7p3VupWyh9UuWmnIfFskY2xgc5dgOCB/L75OOwpWRO+C8mtdPbx8/Y6XVY6kuJRqUdvOIxZeGJBuIxIwPKnP0x8yarWsdY6xaWFxJHIolZoUhJh2qhYOxJz3GAo9s18aTq15r1zENQmMoUgLtXYDu255Hlz++Oah181jwbfyZptO+JZbmOG66shL5227KwUMQTIVwCR5gDP1yamddlubfR7yawUNcRws0YIzkgfuapmrXEtt1M0sLMs0cy8HkbG4J9uPP3qL1vrDVkvzBFPugkMxVUhB3KDwB6gDgn68dqqjMk2n5OkumrI54+NFt6CkP8DeSQu8rOZJHbOWYjPn/AO+c1SH0zXEvX1/UtPJhu5i7Ru2SiH8pdQeDjHfPYA4qR6c16XSLFvhd4Rh5VWI7gDwNuBjtj9Pc19Q9VavFf31pfXUM8Sw/8ORCPxASMOfbB7Y45rfc0sNP21/BzM+nk0/kvOgX8Vza+CmxWhUDYHDcf7x9KlPnXObU3a6nbnTfEEssRXeGJJ57kHgAc9x5AcV93nVmqwWN2yOplSZhGdgPwAHnGPXbXN6fqd4lyNn6aq059ze1y6vH6ytLS4DLYxIs8YUECVs7cE9uDV2BrlGi6zfa9rmnyX25hHt2kRYDZPft258/T5Gurr2rdLVSmiGfG8d8X7GaUpQpFDSsGvQQ/Vjwx6FcvcRSTRjaDHGQCx3DHPlzjkc+lc11u9mksplkVIY4YC0UUSEKnOMYYd+fP05ro/WMsUWhT+OEMbsiHd5ZYAH6d68LfSLTVelobW5XImiUs6DBbkHOffFW46U+Ty03PY590uotrWCJlQ3NwPvCgNwEydgJOTk8t+lbt+zzQy2izFVY7p5GAYkhcgZ49+cfpVv6c6bMLXd7q6RveXLY2IxKxRg/Co+QxzUr/ANK8Qy/covEbOWI5ORg1zuo6a76isifZl3R5fSnVI5TP4tpb2V0zbTNJ+GjHOItpVs54+Jjx/7r10Z5razkvFQ7DI6fGpBcDBPbIzkqPcg966jddP6TdyCS4sYXcBVDEc4GcD5DJr6/gWlmJYvuUXhqu0KBjAzn+pJ+tX9NjeF7Zfn6mcmLil3KR0Kqx6rdX5yY109ZAfUF2/svp/erR0lKJ7SeXjdJIXznOQfM1uXGj20Wl3dtp8EcLS25hXAwMAHaPkCx/WqlHetpN7CI5mWH4rZDyVACkKTk4J+Afr86q6zLrNFPwZMONv6UfXVmj6oNWn1K3BlhkCfEpJMaqOV2j15596pWnWk7QfekIdEm2OmzlM9iR37ZB7nOfXFWjUNQ1Z1zqeoNFCwDLFHhWceowAQvIySfKpL7PdD26ddXN9A/h3r5jinYsQgYkH2z3HaoYdPNyR03Tx9PSr8FM1p5Hs7qSZsC3CZ4OGZhtUcgEH83byzjFTX2f27Lc2jSKokJOza3G1fhyPM8gjnmr/cdPaRcw+DPYQyReJ4mxlyN2CM/oSPrXva6TYWng/draOLwVKR7Bjap8h+prd1Ws8KfhpnHmGsnI5rrzXNzd3G5iFhuG8JQoBfDgBd2cjkn+nPaofUbZ/4g0cUjMbaOUyMq5J2HkDOe3I98g5rsN5aWEbvqFzFGHjQbpW8lU5H781FQW3Tf3qGGGK28e+t2dF/mlj4z8+4rB+marezrY+rUpaXgoOlq66NdTSKBbw2/iEhSuNpwp7EeZPtj2qG015ZnjuZfxbRpTCxUfEhzux7A9/XvXaE0LS1tZLZbKFYZRtdAuAwznBryg6Y0S3SVINMt41m2+IFXG7byuflz+tdHJSrC8fytHKyzzycl8kFpJkadnLeHBbQGQxq2VJA4OcD/ABx86pUltJFYXZeR5FRihwMGSRlB4UHAIxnH0rr6adaRwyQpCBHIu11z3HpXhPoWl3EaxzWUTojFlUjgE9zXNnpKUKd+Ddh6lY/KOa9CQOepbEE+IptzMG2gKV+LGMeXnXWhWla6Rp9pcJcW9rGkyRCFZAOQg/l+Vb1bIlzKRX1GVZcjpClKVMoFYrNKArXXokbQwkKs8j3EQVVxknd25+VTGk2n3HTbW1248GJU7+grZeNXKl1BKHK5HY+telD1vaSFKUoeGCQO5orK2dpBwccV4Xs62trNcP8AljQsfoM1VuiNUhtdAh/iM6rcXFzMxAVjuYyHdgcnGc/QegrzffRNQ+DsuB7Goe40S2+N7aOKOZ33K0i7grHzA7Zzz86mDyKhtd0u51KWx8Gfwo4Zd744PsR/vnVeSU9PW2eQ+/nRrWfTFml+95dzS3k+RxKRtU/Id/LvVhXsOMVEaNpUtld3dxPMXeY4zn8wBOCffmpivccpLxolkpt+dmaUpVhWR+u6aNV0uay8VovExhxzggg8+3FRNp0fY2+s2eo5dzZwlIVYk4c93z7j+pqwvPGkscbMA8mdoPnjk16d6g4lvk/JOclytJ9gvas0rVa+hW+is+TPIhfaP5VHmfrgVMr2e8kiRKWkYKo8zX3Ufrv/AEe9/NnwWxt75x5V66Tc/e9Ntrg8F4wSPfz/AHqPL6uJPj9PI26UpUiIpSlAYJ4qOTW9Pedrf7

مشكور جاري التحميل صراحة

شوقتني لئيته بعد قراءة القصة

بارك الله فيك أخي