التوأم
طاقم المشرفين
- رقم العضوية :
- 56892
- البلد/ المدينة :
- الجزائر
- العَمَــــــــــلْ :
- موظفة
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 1564
- نقاط التميز :
- 1604
- التَـــسْجِيلْ :
- 21/08/2012
وصية أبي التي لم أفهم معناها
كنت صغيرة في السن حينها لم أكن أفهم مغزى بعض الوصايا التي أسمعها تكرار من والدايا، ولما كنا نحضر أنفسنا للمداومة أنا وإخوتي و أخواتي كان من الواجب علينا أن نقبل رأس أمنا وأبينا ونتكل على الله، حينها كانت تتبعنا أدعية ووصايا ومن بين الوصايا التي كنت أسمعها والتي كانت تدق مسامعي مرارا دون فهم معناها تلك الوصية التي كان أبي بالذات من يوصينا بها مؤكدا علينا بقوله (هاكا يا أولادي) في الحقيقة كنت أحجرها في قلبي وأسأل نفسي ما معنى تلك الوصية التي لا تفارق لسان أبي ولكن لانشغالي
بالذهاب مبكرة للدراسة لم أكن أأبه بها، بقيت الوصية معي ولم أنساها رغم عدم معرفتي معناها، وفي يوم من الأيام وأنا أعود من المدرسة كانت الساعة حينها منتصف النهار وبضع دقائق وكان يوما حارا جدا والشمس حائزة على مكانها في كبد السماء كنت أفكر في طول الطريق من المدرسة إلى المنزل والعرق يسيل مني سيلان حينها لمحت عيني لإمرأة عجوز واقفة على جانب الطريق تبدو عليها علامات الشقاء والمرض والحرمان ومازادها عناءا وتعبا ذلك الكيس الكبير الذي كانت تحمله على رأسها حينها لم أتمالك نفسي واتجهت إليها ألقيت عليها السلام فردت مبتسمة وعلامات السرور والسعادة بادية على وجهها كما أنها فرحت كثيرا لاهتمامي بها ودون أن أسألها فهمت ما تريد حينها التفت ذات اليمين لأطلب لها سيارة أجرة ومن لطف الله الذي لم يخيبني ما إن نويت على ذلك حتى وقفت سيارة الأجرة أمامي فقلت لها يا أماه لقد جاءت رحمة ربي فهاهي السيارة ستوصلك حتى باب منزلك فنظرت لي نظرة فيها لمسات رضى ابتسمت لي ابتسامة شقت طريقها إلى قلبي ولم تنطق المسكينة بكلمة فقد عبرت بصدق بصمتها وابتسامتها التي تحمل سرا عميقا مكنون في قلبها، ودعتها بعدما طلبت من السائق تلبية طلبها وإيصالها للمكان الذي تريده دفعت له الأجرة بالزيادة، ثم ودعتها وانصرفت، واصلت طريقي إلى المنزل بعدما كانت الشمس وحرارتها قد أحرقتني وجعلت من العرق شلالا متدفقا ينساب مني وما إن وصلت رميت ما كان بيدي أي المحفظة ثم استلقيت على الفراش، كانت أمي تتعجل بإكمال تحضير وجبة الغذاء حينها التفت إليها أمي أمي هل تدرين من وجدت اليوم في طريقي ورويت لها قصة المرأة المسكينة ثم أضفت لها أنني شعرت بالأسف لعدم توفر مال عندي حتى أتصدق به لها فحالتها يرثى لها كما أنني أشعر بالشفقة لمثل هؤلاء الناس وأتمنى لو أنني أملك مالا حتى لا أبخل عليهم بل بالعكس أبحث عنهم في كل مكان للتصدق وإدخال الفرحة لقلوبهم حينها ابتسمت أمي وقالت: "ياحبيبتي راكم ماتقدروا تقدوا الناس بخيركم لكن تقدوهم بوقركم وأدبكم واحترامكم ...." بمعنى إنكم لن تستطيعون تغطية متطلبات الناس بمالكم ولكن تستطيعون تغطيتها بحيائكم ووقركم وأدبكم وحسن تربيتكم وأخلاقهم فإذا توفرت هذه الأمور أكيد سوف تغطون ما يطلبه الناس منكم فلتكونوا كذلك
هذه وصية أبيك التي لا تفارق لسانه منذ أ ن كنتم صغار حتى الآن فهو يرددها كل يوم لكم وها أنت وصلت لها، تعجبت حينها وقلت وصية أبي؟! هل تقصدين تلك التي لم تفارق
مسامعي كل صباح أنا وإخوتي وأخواتي فقالت نعم يا أبنتي، حينها أدركت المعنى الذي لطالما كان غامضا أمامي وشاء الله أن أفهم معناه وأن أقف عليه بنفسي فسبحان
الله الأيام ترينا أشياء وأشياء لم تكن في الحسبان مادامت وصيت أبي كما يقولها كل صباح تجسدت أمامي.
هذه وصية أبي والتي لازالت أحفظها له ولن أحيد عنها ما حييت فهي أروع وصية من بين وصاياه لنا وسأعلمها أولادي مستقبلا إن شاء الله
أترككم في رعاية الله وحفظه وإلى وصية أخرى إن شاء الله
أختكم التوأم" حفظها الله
بالذهاب مبكرة للدراسة لم أكن أأبه بها، بقيت الوصية معي ولم أنساها رغم عدم معرفتي معناها، وفي يوم من الأيام وأنا أعود من المدرسة كانت الساعة حينها منتصف النهار وبضع دقائق وكان يوما حارا جدا والشمس حائزة على مكانها في كبد السماء كنت أفكر في طول الطريق من المدرسة إلى المنزل والعرق يسيل مني سيلان حينها لمحت عيني لإمرأة عجوز واقفة على جانب الطريق تبدو عليها علامات الشقاء والمرض والحرمان ومازادها عناءا وتعبا ذلك الكيس الكبير الذي كانت تحمله على رأسها حينها لم أتمالك نفسي واتجهت إليها ألقيت عليها السلام فردت مبتسمة وعلامات السرور والسعادة بادية على وجهها كما أنها فرحت كثيرا لاهتمامي بها ودون أن أسألها فهمت ما تريد حينها التفت ذات اليمين لأطلب لها سيارة أجرة ومن لطف الله الذي لم يخيبني ما إن نويت على ذلك حتى وقفت سيارة الأجرة أمامي فقلت لها يا أماه لقد جاءت رحمة ربي فهاهي السيارة ستوصلك حتى باب منزلك فنظرت لي نظرة فيها لمسات رضى ابتسمت لي ابتسامة شقت طريقها إلى قلبي ولم تنطق المسكينة بكلمة فقد عبرت بصدق بصمتها وابتسامتها التي تحمل سرا عميقا مكنون في قلبها، ودعتها بعدما طلبت من السائق تلبية طلبها وإيصالها للمكان الذي تريده دفعت له الأجرة بالزيادة، ثم ودعتها وانصرفت، واصلت طريقي إلى المنزل بعدما كانت الشمس وحرارتها قد أحرقتني وجعلت من العرق شلالا متدفقا ينساب مني وما إن وصلت رميت ما كان بيدي أي المحفظة ثم استلقيت على الفراش، كانت أمي تتعجل بإكمال تحضير وجبة الغذاء حينها التفت إليها أمي أمي هل تدرين من وجدت اليوم في طريقي ورويت لها قصة المرأة المسكينة ثم أضفت لها أنني شعرت بالأسف لعدم توفر مال عندي حتى أتصدق به لها فحالتها يرثى لها كما أنني أشعر بالشفقة لمثل هؤلاء الناس وأتمنى لو أنني أملك مالا حتى لا أبخل عليهم بل بالعكس أبحث عنهم في كل مكان للتصدق وإدخال الفرحة لقلوبهم حينها ابتسمت أمي وقالت: "ياحبيبتي راكم ماتقدروا تقدوا الناس بخيركم لكن تقدوهم بوقركم وأدبكم واحترامكم ...." بمعنى إنكم لن تستطيعون تغطية متطلبات الناس بمالكم ولكن تستطيعون تغطيتها بحيائكم ووقركم وأدبكم وحسن تربيتكم وأخلاقهم فإذا توفرت هذه الأمور أكيد سوف تغطون ما يطلبه الناس منكم فلتكونوا كذلك
هذه وصية أبيك التي لا تفارق لسانه منذ أ ن كنتم صغار حتى الآن فهو يرددها كل يوم لكم وها أنت وصلت لها، تعجبت حينها وقلت وصية أبي؟! هل تقصدين تلك التي لم تفارق
مسامعي كل صباح أنا وإخوتي وأخواتي فقالت نعم يا أبنتي، حينها أدركت المعنى الذي لطالما كان غامضا أمامي وشاء الله أن أفهم معناه وأن أقف عليه بنفسي فسبحان
الله الأيام ترينا أشياء وأشياء لم تكن في الحسبان مادامت وصيت أبي كما يقولها كل صباح تجسدت أمامي.
هذه وصية أبي والتي لازالت أحفظها له ولن أحيد عنها ما حييت فهي أروع وصية من بين وصاياه لنا وسأعلمها أولادي مستقبلا إن شاء الله
أترككم في رعاية الله وحفظه وإلى وصية أخرى إن شاء الله
أختكم التوأم" حفظها الله
عدل سابقا من قبل التوأم في الخميس 20 سبتمبر - 23:23 عدل 1 مرات