نور الاسلام14
عضو محترف
- رقم العضوية :
- 37719
- البلد/ المدينة :
- tiaret
- العَمَــــــــــلْ :
- موظفة
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 3364
- نقاط التميز :
- 4258
- التَـــسْجِيلْ :
- 07/03/2012
قصـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة ذي الكفل
========================================
الذي زعم قوم أنه ابن أيوب.قال الله تعالى في سورة الأنبياء:"و اسماعيل و إدريس و ذا الكفل كلّ من الصابرين(85)و أدخلناهم في رحمتنا إنّهم مّن الصّالحين(86)"الأنبياء
و قال تعالى بعد قصة أيوب أيضا في سورة صّ:"و اذكر عبادنا إبراهيم و إسحاق و يعقوب أولى الأيدى و الأبصار(45)إنّا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدّار(46)و إن{هم عندنا لمن المصطفين الأخيار(47)و اذكر
إسماعيل و اليسع و ذا الكفل و كل من الأخيار(48) "صّ فالظاهر من ذكره في القرآن العظيم بالثناء عليه مقرونا مع هؤلاء السادة الأنبياء أنه نبي عليه من ربّه الصلاة و السلام و هذا هو المنشهور،و قد زعم
آخرون أنه لم يكن نبيا و إنّما كان رجلا صالحا و حكما مقسطا عادلا.و توقف ابن جرير في ذلك و الله أعلم.
و روى ابن جرير و ابن أبي نجيح عن مجاهد أنه لم يكن نبينا و إنما كان رجلا صالحا،و كان قد تكفل لبني قومه أن يكفيه أمرهم،و يقضي بينهم بالعدل فسمّي ذا الكفل.و روي ابن جرير و
ابن أبي حاتم من طريق دواود بن أبي هند عن مجاهد،أنه قال لما كبر اليسع قال :لو أني استخلفت رجلا على النّاس يعمل عليهم في حياتي حتى أنظر كيف يعمل،فجمع الناس
فقال:من يتقبّل لي بثلاث استخلفه.يصوم النهار و يقوم الليل و لا يغضب؟قال:فقام رجل تزدريه العين،فقال:أنا،فقال:أنت تصوم النهار و تقوم الليل و لاتغضب؟قال:نعم.فردّهم ذلك اليوم،و قال مثلها اليوم
الآخر،فسكت الناس و قام الرجل،فقال أنا.فاستخلفه،قال فجعل إبليس يقول للشياطين عليكم بفلان فأعياهم ذلك ،فقال دعوني و إياه فأتاه في صورة شيخ كبير فقير،و أتاه حين أخذ مضجعه للقائلة،و كان لا
ينام الليل و النهار إلا تلك النومة،فدق الباب فقال :من هذا؟قال"شيخ كبير مظلوم .فقام ففتح الباب فجعل يقص عليه،فقال إن بيني و بين قومي خصومة،و إنهم ظلموني و فعلوا بي ،و فعلوا حتى حضر الرواح،و
ذهبت القائلة،و قال إذا رحت فاتنى آخذ لك حقك فانطلق و راح.فكان مجلسه فجعل ينظر هل يرى الشيخ،فلم يره فقام يتبعه،فلما كان الغد جعل يقضي بين الناس و ينتظره فلا يراه.فلما رجع إلى القائلة
فأخذ مضجعه أتاه فدقّ الباب فقال :من هذا؟ فقال:الشيخ المظلوم،ففتح له فقال:ألم أقل لك إذا قعدت فاتني؟فقال:إنهم أخبث قوم إذا عرفوا أنك قاعد، قالوا:نحن نعطيك حقك،و إذا قمت جحدوني،فال
فانطلق حتى رحت فاتني،قال:ففاتته القائلة فراح ،فجعل ينتظر فلا يراه،و شق عليه النعاس،فقال لبعض أهله لا تدعن أحدا يقرب هذا الباب حتى أنام،فإني قد شقّ عليّ النوم.فلما كان تلك الساعة جاء
فقال له الرجل وراءك وراءك فقال إني قد أتيته أمس فذكرت له أمري فقال:لا و الله و لقد أمرنا أن لا ندع أحدا يقربه،فلما أعياه نظر فرأى كوة في البيت فتسور منها فإذا هو في البيت و إذا هو يدقّ الباب من
داخل قال فاستيقظ الرجل قال:يا فلان ألم آمرك؟قال أما من قبلي و الله فلم تؤت فانظر من أين أتيت قال فقام إلى الباب فإذا هو مغلق كما أغلقه و إذا الرجل معه في البيت،فعرفه فقال أعدو الله قال:نعم
أعييتني في كل شئ ففعلت ما ترى لأغضبنك فسّماه الله ذا الكفل لأنه تكفّل بأمر فوفّا به.
قصص الانبياء للامام أبي الفداء اسماعيل ابن كثير ص216-217[b]
========================================
الذي زعم قوم أنه ابن أيوب.قال الله تعالى في سورة الأنبياء:"و اسماعيل و إدريس و ذا الكفل كلّ من الصابرين(85)و أدخلناهم في رحمتنا إنّهم مّن الصّالحين(86)"الأنبياء
و قال تعالى بعد قصة أيوب أيضا في سورة صّ:"و اذكر عبادنا إبراهيم و إسحاق و يعقوب أولى الأيدى و الأبصار(45)إنّا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدّار(46)و إن{هم عندنا لمن المصطفين الأخيار(47)و اذكر
إسماعيل و اليسع و ذا الكفل و كل من الأخيار(48) "صّ فالظاهر من ذكره في القرآن العظيم بالثناء عليه مقرونا مع هؤلاء السادة الأنبياء أنه نبي عليه من ربّه الصلاة و السلام و هذا هو المنشهور،و قد زعم
آخرون أنه لم يكن نبيا و إنّما كان رجلا صالحا و حكما مقسطا عادلا.و توقف ابن جرير في ذلك و الله أعلم.
و روى ابن جرير و ابن أبي نجيح عن مجاهد أنه لم يكن نبينا و إنما كان رجلا صالحا،و كان قد تكفل لبني قومه أن يكفيه أمرهم،و يقضي بينهم بالعدل فسمّي ذا الكفل.و روي ابن جرير و
ابن أبي حاتم من طريق دواود بن أبي هند عن مجاهد،أنه قال لما كبر اليسع قال :لو أني استخلفت رجلا على النّاس يعمل عليهم في حياتي حتى أنظر كيف يعمل،فجمع الناس
فقال:من يتقبّل لي بثلاث استخلفه.يصوم النهار و يقوم الليل و لا يغضب؟قال:فقام رجل تزدريه العين،فقال:أنا،فقال:أنت تصوم النهار و تقوم الليل و لاتغضب؟قال:نعم.فردّهم ذلك اليوم،و قال مثلها اليوم
الآخر،فسكت الناس و قام الرجل،فقال أنا.فاستخلفه،قال فجعل إبليس يقول للشياطين عليكم بفلان فأعياهم ذلك ،فقال دعوني و إياه فأتاه في صورة شيخ كبير فقير،و أتاه حين أخذ مضجعه للقائلة،و كان لا
ينام الليل و النهار إلا تلك النومة،فدق الباب فقال :من هذا؟قال"شيخ كبير مظلوم .فقام ففتح الباب فجعل يقص عليه،فقال إن بيني و بين قومي خصومة،و إنهم ظلموني و فعلوا بي ،و فعلوا حتى حضر الرواح،و
ذهبت القائلة،و قال إذا رحت فاتنى آخذ لك حقك فانطلق و راح.فكان مجلسه فجعل ينظر هل يرى الشيخ،فلم يره فقام يتبعه،فلما كان الغد جعل يقضي بين الناس و ينتظره فلا يراه.فلما رجع إلى القائلة
فأخذ مضجعه أتاه فدقّ الباب فقال :من هذا؟ فقال:الشيخ المظلوم،ففتح له فقال:ألم أقل لك إذا قعدت فاتني؟فقال:إنهم أخبث قوم إذا عرفوا أنك قاعد، قالوا:نحن نعطيك حقك،و إذا قمت جحدوني،فال
فانطلق حتى رحت فاتني،قال:ففاتته القائلة فراح ،فجعل ينتظر فلا يراه،و شق عليه النعاس،فقال لبعض أهله لا تدعن أحدا يقرب هذا الباب حتى أنام،فإني قد شقّ عليّ النوم.فلما كان تلك الساعة جاء
فقال له الرجل وراءك وراءك فقال إني قد أتيته أمس فذكرت له أمري فقال:لا و الله و لقد أمرنا أن لا ندع أحدا يقربه،فلما أعياه نظر فرأى كوة في البيت فتسور منها فإذا هو في البيت و إذا هو يدقّ الباب من
داخل قال فاستيقظ الرجل قال:يا فلان ألم آمرك؟قال أما من قبلي و الله فلم تؤت فانظر من أين أتيت قال فقام إلى الباب فإذا هو مغلق كما أغلقه و إذا الرجل معه في البيت،فعرفه فقال أعدو الله قال:نعم
أعييتني في كل شئ ففعلت ما ترى لأغضبنك فسّماه الله ذا الكفل لأنه تكفّل بأمر فوفّا به.
قصص الانبياء للامام أبي الفداء اسماعيل ابن كثير ص216-217[b]