منتدى وادي العرب الجزائري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


avatar

fatomaa

عضو مساهم
البلد/ المدينة :
souk ahras
المُسَــاهَمَـاتْ :
78
نقاط التميز :
92
التَـــسْجِيلْ :
11/09/2012
السلام عليكم ورحمة الله
وبركاته

الانتقام
المحمود

الانتقام
يذكر - في الغالب - في معرض الذم، ويُقْرَنُ بقسوة القلب، وغِلَظِ الطبع. بل
إن كثيراً من الناس لا يعرف من الانتقام إلا من هذا
المنحى.


ولكنْ هناك نوعٌ من الانتقام محمود العاقبة، حسن الوقع؛ ألا وهو
الانتقام من عدوٍّ ينال نيله من كل أحد، ويسعى سعيه لإيقاع الناس في
حبائله.


وبمقدور كل إنسان عاقل أن يرد كيد ذلك العادي المتسلط
إذا هو أخذ بالأسباب المشروعة.


ولعل المقصود من ذلك الانتقام
المحمود قد تبين، ألا وهو الانتقام من الشيطان؛ فكم من الناس من يغفل عن هذا النوع؛
فإذا أوقعه الشيطان في بلية، وأغواه في فعل معصية أسلم قياده له، وأعانه على ضعف
قلبه، فصار يتمادى في فعل السيئات التي تزيده وهناً على وهن.



وهذه
بلية تعتري كثيراً القلوب؛ فالقلب - كما يقول ابن القيم رحمه الله - يذهل عن
عدوه؛ فإذا أصابه منه مكروه استجمعت له قوته، وطلب بثأره إن كان قلبه حُرَّاً
كريماً، كالرجل الشجاع إذا جرح فإنه لا يقوم له شيء، بل تراه بعدها هائجاً، طالباً،
مقداماً. والقلب المهين كالرجل الضعيف المهين؛ إذا جرح ولى هارباً، والجراحات في
أكتافه.


وكذلك الأسد إذا جرح فإنه لا يطاق؛ فلا خير فيمن لا مروءة له،
لا يطلب أخذ ثأره من أعدى عدوٍّ له؛ فما شيء أشفى للقلب من أخذه بثأره من عدوه، ولا
عدوَّ أعدى له من الشيطان؛ فإن كان له قلب من قلوب
الرجال المتسابقين في حلبة المجد جد في أخذ الثأر، وغاظ عدوه كل الغيظ وأضناه، حتى
يقول الشيطان يا ليتني لم أوقعه فيما أوقعته فيه؛ فيندم الشيطان على إيقاعه في
الذنب كندامة فاعله على ارتكابه، لكن شتان ما بين الندمين.



وقد جاء في الأثر "إن المؤمن لَيُنْضِي شيطانه كما ينضي أحدكم بعيره". والله - عز وجل - يحب من عبده مراغمة عدوه وغيظَه.


وهذه العبودية
من أسرار التوبة؛ فيحصل من العبد مراغمة العدو بالتوبة، والتدارك، وحصول
محبوب الله من التوبة وما يتبعها من زيادة الأعمال - ما يوجب جعلَ مكانِ السيئةِ
حسنةً، بل حسنات.


وبناءً على ما مضى فإنه يجدر بالعاقل اللبيب أن يلحظ هذا المعنى؛
فإذا ثبطه الشيطان -على سبيل المثال- عن الصلاة، ثم فاتته لم يقف أمام داعيين: إما
أن يستمرئ هذا الصنيع، ولم يعد يحرك في قلبه
شيئاً.


وإما أن يبالغ في الندم، ويسترسل مع الحزن الذي لا يجدي،
فيفوته بذلك أعمال صالحة من شأنها أن تسد الخلل الماضي، واللائق في مثل هذه الحالة
ألا تمر عليه مرور الكرام، وألا يسترسل مع أحزانه؛ فيفوته الخير الكثير - كما مر -
وإنما يجعل ذلك ذريعة للتعويض، وسد الخلل، وزيادة العمل.



وإذا أغواه
الشيطان، فأطلق بصره فيما حرم الله ثم وجد ظلمة في قلبه - فليبادر إلى قلع
ذلك الأثر بزيادة النظر في كتاب الله تدبراً وقراءةً وطلبَ شفاء. وإذا قصر في حق
والديه، أو أرحامه فليبادر إلى البر والصلة.


وإذا ذكر أحداً بسوء
فليسارع إلى الاعتذار منه، أو الدعاء والاستغفار له، وذكره بخير، وهكذا. ولو أخذنا
بهذه الطريقة لقطعنا على الشيطان طرقاً لا تعد، ولفتحنا على أنفسنا أبواباً من
الخير لا تحد.


مما راق لى
منقول







 
ابو الحارث الاثري

ابو الحارث الاثري

طاقم المتميزين
رقم العضوية :
22906
البلد/ المدينة :
الجزائر وهران
المُسَــاهَمَـاتْ :
26158
نقاط التميز :
24766
التَـــسْجِيلْ :
12/08/2011
الانتقام المحمود 242222_1346524255
 
nihad htb

nihad htb

عضو نشيط
البلد/ المدينة :
alger
العَمَــــــــــلْ :
طالبة
المُسَــاهَمَـاتْ :
1051
نقاط التميز :
983
التَـــسْجِيلْ :
27/07/2012
بوركت وشكرا لك جزيل الشكر على ماقدمت موضوع رائع حقا شكرا مرة أخرى الانتقام المحمود 673793
 

privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:

لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى