الأسباب الرئيسية لتعاطي المخدرات والادمان عليها:أولا : (( ضعف الوازع الديني ))((وربما كان هذا السبب هو السبب الأكثر تأثير بكل المقاييس ))إن موقف الإسلام من تحريم الخمر والمخدرات صريح وواضح فمن المبادئ الأساسية في الإسلام الابتعاد عن كل ماهو ضار بصحة الإنسان وان تعاطي المخدرات يؤدي إلى مضار جسميه ونفسيه واجتماعية للمتعاطي
قال تعالى (( ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة )) والشخص المؤمن والملتزم بشريعة الله لايمكن أن يقدم على تعاطي هذه المواد التي تسبب خطرا على صحته وعلى أسرتهيقول الشيخ ابن تيميه ::إن الحشيشه تورث مهانة آكلها ودناءة نفسه وانفتاح شهوته مالا يورثه الخمر فيها من المفاسد ماليس في الخمر
وان كان الخمر مفسدة ليست فيها وهي الحدة فهي بالتحريم أولى لأن أضرار آكل الحشيش على نفسه اشد ضرر من ضرر الخمر , وضرر شارب الخمر على الناس اشد لأنه في هذه الأزمان لكثرة آكل الحشيشة صار الضرر الذي فيها على الناس أعظم من الخمر وإنما حرم الله المحارم لأنها تضر أصحابها
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((كل مسكر خمر وكل مسكر حرام وهذه مسكره ولو لم يشملها لفظ بعينها لكان فيها من المفاسد ماحرمت الخمر لأجلها مع إن فيها مفاسد أخرى غير مفاسد الخمر توجب تحريمها ))
وقد اخرج ابن داود واحمد عن أم سلمه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن كل مسكر ومفتر وقيل المفتر الذي يحدث في الجسم فتورًا وتراخياً وضعفاً والمعروف أن جميع المخدرات تحدث هذه الأضرار في الجسم ويقول الإمام المحقق ابن القيم (إن الخمر يدخل فيها كل مسكر مائعا كان أو جامدا عصيرا أو مطبوخا فيدخل فيها الحشيش والأفيون لان كله خمر داخل في عموم قول صلى الله عليه وسلم ((كل مسكر حرام )) :,
وصح عن الصحابة رضي الله عنهم الذين هم اعلم الأمة بخطابه ومراده بأن الخمر يخامر العقل :,
سلمنا الله من كل مكروه وهدانا إلى طريق الحق انه نعم المولى ونعم النصير
ثانياً: ((تأثير الأصدقاء))
لا شك أن للأصدقاء والأصحاب دورا كبيرا في التأثير على اتجاه الفرد نحو تعاطي المخدرات
فلكي يبقى الشاب في زمرته يجب عليه أن يسايرهم في عاداتهم واتجاهاتهم فنجده يبدأ في تعاطي المخدرات
في حالت تعاطيها من قبل أفراد صحبته يجد الشاب صعوبه في إيقاف تعاطي المخدرات حتى ولو حاول ذلك
من اجل أن يظل مقبولا بين أصدقائه ولا يفقد الاتصال بهم.
وقد بينت إحدى الدراسات أن الشباب يحصلون على المخدرات من أصدقائهم الذين في مستوى سنهم,
كما أن التناقض الذي يعيشه الإنسان في المجتمع قد يخلق لديه الصراع للاتجاه نحو تعاطي المخدرات فهو يجد في نفسه مشاعر وقيم رافضه وأخرى مشجعه
وعندما يلجاْ إلى الأصدقاء الذين لهم ثقافة تشجع المتعاطي فان احتمال تورطه في مشاكل التعاطي
والإدمان على المخدرات تكون واردة ,
كما أن ظاهرة المجتمع والشلل بين الشباب من الظواهر السائدة في المجتمعات العربية وهذا ما يلاحظ في تجمع الشباب في الشوارع والأندية والرحلات الأسبوعية والاجتماع الدوري في بيوت الأصدقاء والسهرات في ليالي الجمع وفي العطلات الرسمية وهذه المجتمعات كثيرا ماتؤثر على سلوك الأفراد سواء بالإيجاب أو السلب .
كذلك مجاراة أصدقاء السوء يعتبر عاملاً من العوامل الرئيسية في تعاطي المخدرات.
وقد يكون السجن قصدا للصحبة السيئة فعند إيداع الشباب المنحرف في السجن فانه يختلط بالمتعاطين وتجار المخدرات وغيرهم وتناصرعلاقته بهم حتى بعد خروجه من السجن حيث يشكلون صحبه جمعها السلوك المنحرف ويبدأ في الانغماس في تناول المخدرات أو الاتجار فيها ومما يساعد على ذلك عدم تقبل المجتمع للشخص المنحرف وصعوبة الانخراط مع الأسوياء وحتى الأهل يكون موقفهم سلبيا في بعض الأحيان حفاظا على سمعتهم ومكانتهم بين الناس ولا يجد الشاب أمامه إلا طريقا واحدا وهو جماعات السجن التي تتقبله بصدر رحب وتشعره بالاستحسان والرضا
ثالثا: (( تأثير الأسرة))
تقوم الأسرة بدور رئيسي في عملية التطبع الاجتماعي للشباب فهي الجماعة التي يرتبط بها بأوثق العلاقات
وهي التي تقوم بتشكيل سلوك الفرد منذ مرحلة الطفولة ويمتد هذا التأثير حتى يشمل كل جوانب الشخصية وتدل معضم الدراسات بما لايدع مجالا للشك أن الشباب الذين يعيشون في أسرة مفككه يعانون من المشكلات العاطفية والاجتماعية بدرجة اكبر من الذين يعيشون في أسرة سوية وان أهم العوامل المؤدية إلى تفكك الأسرة هي
1)الطلاق
2)وفاة احد الوالدين
3)عمل الأم
4)غياب الأب المتواصل عن المنزل
كما أن إدمان الأب على المخدرات له تأثير على تفكك الأسرة نتيجة ماتعانية أسرة المدمن من الشقاق والخلافات لسوء العلاقة بينه وبين بقية أفراد الأسرة.
ويعتقد بعض الباحثون أن هناك نموذجا مميزا للأسرة التي يترعرع فيها متعاطوا المخدرات وان أهم الصفات التي تتميز بها هذه الأسرة عدم الاستقرار في العلاقات الزوجية وارتفاع نسبة الهجر
ويعتبر الطلاق من العوامل المسببة للتصدع الأسري وجنوح الأحداث لان الطلاق معناه بالنسبة للحدث
والحرمان من عطف احد الوالدين أو كليهما والحرمان من الرقابة والتوجيه والإرشاد السليم.
وقد أجريت في الأرجنتين دراسة على 1000حالة من الأحداث لمعرفة تاثير الاسرة على الإدمان في المخدرات وأوضحت الدراسة أن نسبة كبيرة من الأحداث قد تعرفوا على العقاقير الطبية التي يصفها الطبيب لأحد أفراد الأسرة أو التي تتعاطاها الأم من تلقاء نفسها ووجد أن الإسراف في استهلاك هذه العقاقير يشكل قسما مشروعا من عاداة الأسرة مما يؤدي إلى اكتساب الأبناء عادة تعاطي العقاقير لأغراض مختلفة.
وتؤثر الرقابة الأسرية وبخاصة وجود الأب بدورها على انحراف الشباب نحو تعاطي المخدرات فهي تقلل من فرص احتكاكهم بالجماعات المنحرفة كما تساهم في توجههم وإرشادهم
ونجد أن تعاطي المخدرات ينتشر بين أوساط الشباب الذين تكون رقابة الوالد ضعيفة أو معدومة