سراج الاسلام
عضو نشيط
- رقم العضوية :
- 42658
- البلد/ المدينة :
- الجزائر
- العَمَــــــــــلْ :
- استاذ التعليم الثانوي
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 849
- نقاط التميز :
- 2484
- التَـــسْجِيلْ :
- 24/04/2012
الابتلاء
كنت أظن . .
أنه بمجرد التزامي سوف يلاحقني البلاء أو الابتلاء، لأنه من مقتضيات صدق الإيمان، حيث أن أشد الناس بلاءً هم الأنبياء، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم؛ وعليه فيجب عليَّ أن أكون على أهبة الاستعداد دوماً للبلاء أو الابتلاء!!
ولكني اكتشفت . .
أن الابتلاء وإن كان معياراً لاختبار المؤمنين الأشداء، وكذا البلاء وإن كان تكفيراً لذنوب المؤمنين الأتقياء، فإنه قد يكون أيضاً عقاباً أو لعنة في حق الكافرين أو الأشقياء!!
وعليه فيجب على المسلم أن يحيا دوماً بأمل العافية من الأمرين معاً، ليس في أمر الدنيا فحسب، وإنما في أمري الدنيا وفي الدين!! وإلا فكيف كان معظم دعاء النبي صلى الله عليه وسلم عامراً بطلب العفو والعافية من المصائب والبلايا؟!
أفينتاب أحدنا أدنى شك (عياذاً بالله) في أن النبي صلى الله عليه وسلم هو أعظم الخلق إيماناً؟! وعلى الرغم من ذلك؛ كان دائم سؤال العفو والعافية من ربه!!
بل وأمر صحابته رضوان الله عليهم أجمعين، جهاراً نهاراً فيما رواه البخاري ومسلم، عن أبي إبراهيم عبد الله بن أبي أوفى ـ رضي الله عنهما ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أيامه التي لقي فيها العدو، انتظر حتى مالت الشمس، ثم قام فيهم فقال : (( يا أيها الناس، لا تتمنوا لقاء العدو، واسألوا الله العافية، فإذا لقيتموهم فاصبروا، واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف))
فلم يك طلب العافية يوماً خوفاً أو ضعفاً في الإيمان أبداً، وإلا لما طالبهم بالثبات حال وقوعه!! بل وقام صلي الله عليه وسلم؛ في نفس الموقف؛ ليوصل أمامهم حبال الأرض بحبال السماء، مشعلاً جذوة الحماس في قلوبهم؛ بتضرعه لربه قائلاً : (( اللهم منزل الكتاب، ومجري السحاب، وهازم الأحزاب، اهزمهم وانصرنا عليهم (163) ((متفق عليه
وها هو الصحابي الجليل، عم رسول الله العباس رضي الله عنه يقول : "قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! عَلِّمْنِي شَيْئًا أَسْأَلُهُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ؟ قَالَ: «سَلِ اللهَ الْعَافِيَةَ». فَمَكَثْتُ أَيَّامًا، ثُمَّ جِئْتُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! عَلِّمْنِي شَيْئًا أَسْأَلُهُ اللهَ ؟ فَقَالَ لِي: «يَا عَبَّاسُ! يَا عَمَّ رَسُولِ اللهِ! سَلِ اللهَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ».
رواه الترمذي وغيره، وصححه الألباني رَحِمَهُ اللهُ، "سلسلة الأحاديث الصحيحة" (1523).
لذا فقد قررت. .
أن أحيا دوماً بأمل العافية من ربي، فإذا اقتضت حكمة الله وقدره، وقوع بلاء أو ابتلاء، لجأت إليه سبحانه طالباً للمدد والعون في دفع هذا البلاء أو الابتلاء، تماماً كما علمنا الحبيب صلى الله عليه وسلم في سنته وهديه!!
أما أن أحيا بهذا الفهم الخاطيء، والذي يستجلب به البعض البلاء أو الابتلاء؛ اعتقاداً منهم أنه مؤشرٌ على صلاح الدين أو زيادة الإيمان!!
فلا تكاد تستمع لأحدهما في نقاش أي قضية، إلا تنبأ بالأسوأ دوماً!!
وليس هذا والله من هدي النبي صلى الله عليه وسلم الذي حذرنا من القيام بذلك، أو أضماره في قلوبنا أشد تحذير؛ لأنه أسرع الطرق لوقوع البلاء نسأل الله العفو والعافية!!
فها هو الأعرابي يدخل على النبي صلى الله عليه وسلم يشكو الحمى، فيدعو له النبي ثلاث مرات قائلاً : (كفارةٌ وطهورٌ) فإذا بالأعرابي يرد عليه في كل مرة بقوله : (بل هي حمى تفور، تزيره القبور) فلم يك من النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن قال له : (أما إذا أبيت، فهي إذاً) وفي رواية (فلنعم إذاً)!! فما أمسى من الغد إلا ميتاً!!
فعيشوا أبناء الإسلام بأمل العفو والعافية كما أمركم نبيكم صلى الله عليه وسلم دوماً، فإذا ما اقتضت حكمة الله، وما كان من قضائه وقدره وقوع بلاء أو ابتلاء؛ فالتصقوا بجنب الله التصاقاً وثيقاً، كي يرفع عنكم هذا البلاء، فتفوزوا في الدارين معاً بمصير السعداء
كنت أظن . .
أنه بمجرد التزامي سوف يلاحقني البلاء أو الابتلاء، لأنه من مقتضيات صدق الإيمان، حيث أن أشد الناس بلاءً هم الأنبياء، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم؛ وعليه فيجب عليَّ أن أكون على أهبة الاستعداد دوماً للبلاء أو الابتلاء!!
ولكني اكتشفت . .
أن الابتلاء وإن كان معياراً لاختبار المؤمنين الأشداء، وكذا البلاء وإن كان تكفيراً لذنوب المؤمنين الأتقياء، فإنه قد يكون أيضاً عقاباً أو لعنة في حق الكافرين أو الأشقياء!!
وعليه فيجب على المسلم أن يحيا دوماً بأمل العافية من الأمرين معاً، ليس في أمر الدنيا فحسب، وإنما في أمري الدنيا وفي الدين!! وإلا فكيف كان معظم دعاء النبي صلى الله عليه وسلم عامراً بطلب العفو والعافية من المصائب والبلايا؟!
أفينتاب أحدنا أدنى شك (عياذاً بالله) في أن النبي صلى الله عليه وسلم هو أعظم الخلق إيماناً؟! وعلى الرغم من ذلك؛ كان دائم سؤال العفو والعافية من ربه!!
بل وأمر صحابته رضوان الله عليهم أجمعين، جهاراً نهاراً فيما رواه البخاري ومسلم، عن أبي إبراهيم عبد الله بن أبي أوفى ـ رضي الله عنهما ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أيامه التي لقي فيها العدو، انتظر حتى مالت الشمس، ثم قام فيهم فقال : (( يا أيها الناس، لا تتمنوا لقاء العدو، واسألوا الله العافية، فإذا لقيتموهم فاصبروا، واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف))
فلم يك طلب العافية يوماً خوفاً أو ضعفاً في الإيمان أبداً، وإلا لما طالبهم بالثبات حال وقوعه!! بل وقام صلي الله عليه وسلم؛ في نفس الموقف؛ ليوصل أمامهم حبال الأرض بحبال السماء، مشعلاً جذوة الحماس في قلوبهم؛ بتضرعه لربه قائلاً : (( اللهم منزل الكتاب، ومجري السحاب، وهازم الأحزاب، اهزمهم وانصرنا عليهم (163) ((متفق عليه
وها هو الصحابي الجليل، عم رسول الله العباس رضي الله عنه يقول : "قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! عَلِّمْنِي شَيْئًا أَسْأَلُهُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ؟ قَالَ: «سَلِ اللهَ الْعَافِيَةَ». فَمَكَثْتُ أَيَّامًا، ثُمَّ جِئْتُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! عَلِّمْنِي شَيْئًا أَسْأَلُهُ اللهَ ؟ فَقَالَ لِي: «يَا عَبَّاسُ! يَا عَمَّ رَسُولِ اللهِ! سَلِ اللهَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ».
رواه الترمذي وغيره، وصححه الألباني رَحِمَهُ اللهُ، "سلسلة الأحاديث الصحيحة" (1523).
لذا فقد قررت. .
أن أحيا دوماً بأمل العافية من ربي، فإذا اقتضت حكمة الله وقدره، وقوع بلاء أو ابتلاء، لجأت إليه سبحانه طالباً للمدد والعون في دفع هذا البلاء أو الابتلاء، تماماً كما علمنا الحبيب صلى الله عليه وسلم في سنته وهديه!!
أما أن أحيا بهذا الفهم الخاطيء، والذي يستجلب به البعض البلاء أو الابتلاء؛ اعتقاداً منهم أنه مؤشرٌ على صلاح الدين أو زيادة الإيمان!!
فلا تكاد تستمع لأحدهما في نقاش أي قضية، إلا تنبأ بالأسوأ دوماً!!
وليس هذا والله من هدي النبي صلى الله عليه وسلم الذي حذرنا من القيام بذلك، أو أضماره في قلوبنا أشد تحذير؛ لأنه أسرع الطرق لوقوع البلاء نسأل الله العفو والعافية!!
فها هو الأعرابي يدخل على النبي صلى الله عليه وسلم يشكو الحمى، فيدعو له النبي ثلاث مرات قائلاً : (كفارةٌ وطهورٌ) فإذا بالأعرابي يرد عليه في كل مرة بقوله : (بل هي حمى تفور، تزيره القبور) فلم يك من النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن قال له : (أما إذا أبيت، فهي إذاً) وفي رواية (فلنعم إذاً)!! فما أمسى من الغد إلا ميتاً!!
فعيشوا أبناء الإسلام بأمل العفو والعافية كما أمركم نبيكم صلى الله عليه وسلم دوماً، فإذا ما اقتضت حكمة الله، وما كان من قضائه وقدره وقوع بلاء أو ابتلاء؛ فالتصقوا بجنب الله التصاقاً وثيقاً، كي يرفع عنكم هذا البلاء، فتفوزوا في الدارين معاً بمصير السعداء