سراج الاسلام
عضو نشيط
- رقم العضوية :
- 42658
- البلد/ المدينة :
- الجزائر
- العَمَــــــــــلْ :
- استاذ التعليم الثانوي
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 849
- نقاط التميز :
- 2484
- التَـــسْجِيلْ :
- 24/04/2012
الحركة الصهيونية والتعليم
منذ نشأتها علمت الحركة الصهيونية مدى خطورة تأثير التعليم على طلابه وهو ما جعلها تضعه في أولويات اهتمامها لإقامة الكيان الصهيوني، وقد فرضت الحركة الصهيونية إرادتها مع السلطات البريطانية خاصة في مجال التعليم بأن يسند للوكالة اليهودية (التي اعتمدتها السلطات البريطانية ممثلة لليهود في فلسطين) وضع المناهج الدراسية للطلبة اليهود في الوقت الذي منع فيه عرب فلسطين من ذلك، ونصبت الوكالة مسؤولا بريطانيا على إدارة المعارف بحيث يضع المناهج التي يراها تنسجم مع وعد بلفور.
ثم تأتي بعد ذلك الفلسفة التربوية التي تجسدها ما أطلق عليها وثيقة الاستقلال التي أعلنها بن جوريون إثر قيام إسرائيل في 1948 تحديداً في 14 مايو ( أيار ) 1948 في تل أبيب أمام حشد كبير من أوغاد الصهاينة، وهذه الوثيقة اعتبرت المنهج الدائم لما سماه الأمة اليهودية.
فلسفة تعليم اليهود
وقد أشارت الوثيقة إلى الدعوى التي أطلقها هرتزل عام 1897 م في المؤتمر الصهيوني الأول بحق اليهود في إقامة وطن قومي لهم وهو ما انطلقت منه فلسفة تربية الناشئة الصهيونية, وتركزت فلسفة تعليم أبناء اليهود في مجموعة من المفاهيم الآتية:
إن اليهود أمة واحدة, ومن هنا يجب حصر جميع اليهود الذين هاجروا إلى فلسطين من جميع العالم في بوتقة واحدة على أساس اللغة العبرية والدين اليهودي.
إن أرض إسرائيل هي وطن هذه الأمة , ولابد من العودة إلى هذا الوطن والارتباط به.
-اعتبار الشعب اليهودي هو شعب الله المختار الذي هو فوق كل الشعوب واعتبار الشعوب الأخرى مسخرة لخدمته, وإن أيا من الحضارات والعلوم والثقافات, إنما هي من وحي الشعب اليهودي وريادته.
-إيجاد المجتمع العسكري الدائم, وذلك بتدريب الشعب كله على الجندية لمدة طويلة وإدخال التدريب العسكري إلى المدارس , وشحن أفكار الناشئة منذ الطفولة المبكرة بروح العداء والاحتقار للعرب.
-الإيحاء للناشئة اليهودية بأن العرب يعملون على إبادتهم وتدمير إسرائيل, أيضا تضمن المناهج الدراسية بالبطولات الخارقة لليهود, وإن الله وعدهم باستخلافهم في الأرض. أيضا يذكرون الناشئين بأيام الإذلال والمهانة والمذابح التي واجهوها على أيدي الشعوب الأخرى على مر العصور.
قيم تربوية
وفي ضوء ما تقدم نجد أن وزارة المعارف والثقافة الإسرائيلية قد وضعت مجموعة من القيم التربوية لتعتمدها كتب العلوم الإنسانية (التاريخ – العقيدة اليهودية – الجغرافيا – المواطنة –المدنيات- -المطالبة) المقررة رسميا من الوزارة.
فنرى أن من ضمن المرتكزات والقيم التربوية العامة.
اعتبار فلسطين والهضبة السورية (الجولان) أرضا يهودية والأقطار العربية المحيطة بها دولا أجنبية.
-تعمد إغفال التاريخ العربي, والعربي الإسلامي في فلسطين على مر العصور.
اعتبار الفتح الإسلامي احتلالا وغزوا تاريخيا للأرض التي تعتبر في نظر اليهود ملكا لهم.
-إبراز قدرة الجندي اليهودي وتفوقه على الجندي العربي , وأنه دائما يلحق الهزيمة به في كل حرب.
-تكرار دعوة إقامة المستوطنات بذريعة الدفاع عن الكيان الإسرائيلي بعد حربي 1973، 1967.
-وصف سكان فلسطين الأصليين من العرب بأنهم قبائل بدوية دائمة الترحال جاءت غازية من الصحراء ولا تمت للأرض بصلة.
تحميل العالم بأسره مسؤولية ما جرى لليهود دون تمييز.
قيم خاصة بالقدس
كذلك لم يفتهم أن يضمنوا المناهج بمجموعة من المرتكزات والقيم التربوية الخاصة بمدينة القدس لما لها من مرتبة عليا وشأن خاص لديهم ومن هذه القيم: القدس تمثل رمز الاستعلاء والتفوق العرقي اليهودي على بقية الشعوب؛ لأنها حسب زعمهم – تعتبر مجمع صفوة الأمة اليهودية من أنبياء وملوك وقادة يهود عبر التاريخ.
-اعتبار سائر المعابد والكنائس والمساجد أماكن أثرية يهودية، بنى المسيحيون والمسلمون دور عبادتهم ومؤسساتهم على أنقاضها. زاعمين أن الحرم المقدس الشريف أقيم على أنقاض هيكل سليمان.
-التنكر للوجود العربي والإسلامي عبر التاريخ في مدينة القدس واعتبارها مدينة يهودية خالصة , يقترن وجودها التاريخي بوجود المؤسسات والمعابد والهياكل اليهودية.
اعتبار الفتح الإسلامي للمدينة المقدسة مجرد احتلال وأن الخليفة عمر بن الخطاب كان قائد الجيوش المحتلة.
وصف العرب – سكان مدينة القدس بالمخربين والدخلاء , وأن عملية طرد الغزاة الصليبيين على يد صلاح الدين الأيوبي والظاهر بيبرس جاءت بفعل أعمال تخريبيه قام بها الأيوبيون والمماليك المسلمون من العبيد المتمردين.
كتاب «هذا موطني»
وهو من تأليف: ش شكيد , وهو كتاب مليء بالعديد من المغالطات التي تهدف لتشويه صورة العرب والإسلام وفيما يلي بعضا من هذه المغالطات :
«العرب مخربون وقتلة في مستعمرات الجليل الأعلى, ولهذا يجب الرد عليهم بإنشاء حزام من المستعمرات في الشمال».
«الخليل عاصمة الملك داود في بداية حكمه».
- «هدمت المدن والقرى في أرض إسرائيل بشرق الأردن بعد احتلال العرب لها».
«انتزاع شرق الأردن من أرض إسرائيل كمكافأة للعرب»،
«شرق الأردن جزء من أرض إسرائيل».
وانظر يا أخي القارئ عن مدى حقارتهم ودنو أخلاقهم في العبارة التالية التي تضمنها الكتاب
«عن طريق استخدام القوة يتعلم العرب كيف يحترمون الحارس اليهودي».
«قبل قيام إسرائيل كان العرب كثيرين في غرب جبال السامره ولكنهم هجروا قراهم».
«كل ما مر بالقدس ليس سوى غزوات عابرة حتى سعدت بعودتها لتصبح عاصمة لإسرائيل مرة أخرى».
«لمدينة نابلس ارتباط مع ماضي شعبنا ومر بها إبراهيم ويعقوب , وبها قبر يوسف, وجمع بها يوشع قبل موته».
(كان الجولان في أيدي السوريين تهديدا لمستوطنات في سهل الحوله ووادي الأردن )
«حالة السامرة في نابلس صعبة والمسلمون حاقدون عليهم ومصادر معيشتهم قليلة ونادرة , ولكن إسرائيل حسنت أحوالهم».
منهج وقائع شعب إسرائيل منذ ظهور الإسلام حتى استقلال الولايات المتحدة الأمريكية.
وهو مقرر على تلاميذ الصف السابع الابتدائي وهذا الكتاب يتضح فيه إبراز الحقد على الإسلام، وتعمد تزوير التاريخ العربي حاله حال الكتب الأخرى المليئة بالمغالطات الصارخة.
فمما ورد في هذا الكتاب إن الإسلام دين المحاربين والزعم بأن اليهود قد أثروا في العرب، وأن الإيمان الذي جاء به محمد [ إنما كان استلهاما من اليهود كما وصف المنهج الرسول [ بأنه الغارق في الأحلام والمقاتل والآمر أتباعه بنشر الدين الإسلامي بقوة السلاح كما وضع المنهج صورة مفتراة للنبي [ وهو يشم الورد ويقبض على السيف ويزعمون أنه
«حاول أن يجتذب اليهود فأمر أتباعه أن يتوجهوا في صلاتهم إلى القدس، وأن يصوموا يوم الغفران وأن اليهود قابلوا ذلك بالسخرية، وأخذ يقسو عليهم وألغي صوم يوم الغفران وحدد صوما آخر يستمر شهر يدعى رمضان، كما غير القبلة من القدس إلى مكة». كما يزعمون أن الرسول [ في حربه مع اليهود في المدينة بدأ يستعمل المكائد والمؤامرات، كما عمد لتوقيع سلام مع بعض القبائل في الوقت الذي يتفرغ فيه لمحاربة إحداهما وبذلك نجح في السيطرة على اليهود الذين تصدوا له. كما يورد الكتاب مغالطة أخرى بزعمه أنه «قتل عمر بن الخطاب على يد عبد نصراني من أصل فارسي» وهذا ضد كل مصادر التاريخ ومعروف أن أبي لؤلؤة ماجوسي.
علم التربية المدنية
وهو منهج لطلاب المرحلة الثانوية:
في هذا الكتاب كثير من الدعاوى الباطلة والافتراءات الظالمة بهدف بث الحقد والعداوة في نفوس الطلاب اليهود منها:
2- تقع إسرائيل في قلب البلاد العربية التي تصرح بوضوح عن خططها لمحوها من الخارطة.
3- العرب يعملون على الإعداد والتجهيز لحرب إبادة إسرائيل بحيث يقذفون السكان في البحر.
4- أن العرب إذا لم ينفذوا تهديداتهم المستمرة لإسرائيل حاليا فيرجع ذلك ليس لعدم الإرادة ولكن لعدم القدرة.
5- يعمل الكتاب على شحن الطلاب بالكراهية تجاه العرب وانه لابد من إبادة العرب حين تتاح الفرصة.
6- يصور الكتاب العرب على انهم متخلفين اجتماعيا، وأن بعض العائلات والقبائل تتشاجر فيما بينها ولديهم عادات وتقاليد لا تمت إلى الحضارة بصلة.
7- ومن أخطر وأخبث ما جاء في الكتاب هو :أن أغراض العرب الظاهرة المعلن عنها ليس فقط احتلال إسرائيل، بل أيضا الإبادة الشاملة للاستيطان اليهودي، لذلك فإن القتل الجماعي (المحتمل) الذي تتعرض له إسرائيل لا مثيل له في أي مكان آخر في العالم.
قصص الأطفال للطلبة اليهود
وهذه القصص إحدى أدوات الحرب النفسية التي تستخدمها إسرائيل بغرض تقوية نفوس أبنائها وترغيبهم في حب الوطن والاعتزاز والفخر به وغرس روح العداء والتفوق والاستعلاء في نفوس الأطفال، ولهذا فقد أصدرت السلطات الإسرائيلية مجموعة من القصص لتحقيق غايتها منها سلسلة قصص (داني دين) وداني دين شخصية أسطورية خيالية ليس لها وجود قادرة على هزيمة العرب مهما كانت قدرتهم العسكرية ومن هذه السلسلة :
(داني دين بطل إسرائيل)، (داني دين في الأسر )، داني دين (في جهاز التجسس)، (داني دين في حرب الأيام الستة) (داني دين في جهاز الاستخبارات)، (مغامرات داني دين) (داني دين في الطائرة المخطوفة)، (داني دين بين الوحوش الضارية).
وهذه القصص تعتمد على الاستغراق في الأحلام والخيال المفرط ومحورها بطلها (داني دين الشخص الذي لا يرى ولا يرى ولهذا فهو يستطيع أن يقوم بالأعمال الخارقة دون أن يراه أو يشعر به أحد وقد هدفت القصص إلى غرس العديد من الأهداف منها :
غرس الحقد والعداوة ضد جميع الدول العربية.
زرع الشك في نفوس الأطفال بالحذر الدائم من جميع الأفراد، إذ أن الجواسيس العرب ينتحلون أسماء عبرية ويتحدثون باللغة العبرية.
إظهار (داني دين واليهود عموما بالعبقرية في تدبير الخطط وكشف شبكات التجسس دون عناء).
الاستهزاء بشبكات التجسس العربية إذا أنها لم تكتشف (داني دين) وهو الذي يرد على مخابراتهم من مكان قريب.
ثقة الأطفال اليهود في جهاز الأمن الإسرائيلي، وترغيبهم في العمل في هذا الجهاز لمصلحة الوطن.
إبراز التقدم في مضمار اختراع وسائل الحرب الجديدة لدي إسرائيل، بحيث تضفي روح الاطمئنان بتفوقهم وسيطرتهم على آلات الحرب والدمار.
ثقافة العدوان
ومن يطلع على المقررات المدرسية الإسرائيلية خاصة في مواد التاريخ والصهيونية يجد أنها بنفس نهج مواد التثقيف الرسمية أيضا التي تظهره في شكل دوائر معارف وموسوعات خاصة بالأعمار الصغيرة وهذه الموسوعات التثقيفية تصدر عادة عن دار الموسوعات الرسمية للكيان الصهيوني. وفي كل الحالات حين نقلب في صفحات كتب الأطفال من هذه البرامج التعليمية المقررة والمواد التثقيفية ذات الطابع العلمي الأكاديمي نجد أنه لا خلاف في التناول بين هذه أو تلك سواء تلك التي تأخذ طابع القصة البوليسية المشوقة أو التي تحمل طابع أدب الأطفال الخيالي.
تلقين واستعلاء
ومما سبق نجد أنه يترتب عليها مجموعة من الآثار في ذهن القارئ تؤدي به أن تستحوذ على عقلة طريقة التلقين والشحن الفكري والعاطفي في المدارس الفاشية , النازية ,الشيوعية , بهدف خلق عقول تتمتع بالعنصرية والاستعلاء حين رؤية الذات ورؤية الآخرالمغاير.
ومن هنا نجد أن الأساليب العامة المتبعة في المقررات التعليمية والتثقيفية الإسرائيلية قد انتقت كثيرا من أساليب التلقين والتربية في المدارس سالفة الذكر, وهو ما يؤدي في النهاية إلى تكوين أطفال وشباب يفكرون طبقا لأنماط فكرية جاهزة ومسبقة تقود مشاعرهم وتحرك مسالكهم تجاه العرب ليس فقط باعتبارهم أمة معاصرة، بل باعتبارهم أصحاب تاريخ أقدم.
صورة مخيفة
ولما كان المجال لا يتسع للخوض في تفاصيل موضوع هذا التقرير فقد اكتفينا بتوضيح الخطوط العريضة لما يحكيه لنا العدو الصهيوني في مناهجه ومواده التثقيفية وفي هذا الإطار نشير إلى دراسة قام بها أحد أساتذة أدب الأطفال بجامعة تل أبيب ويدعى أديركوهين بعنوان
(وجه قبيح في المرآة)، حيث قام بتحليل مضمون ألف كتاب عبري وأثبت أن هناك صورة مخيفة للإنسان العربي في كتب الأطفال الإسرائيلية تظهره في شكل قاتل أو مختطف للأطفال, وهذه الصورة مستقرة لدي 75 % من أطفال المدارس الابتدائية الإسرائيلية، ويؤكد أيضا هذا الباحث أن الصورة الحضارية للإنسان العربي في هذه الكتب صورة مزرية فتظهره عادة في صورة صاحب الوجه القبيح القذر, وصاحب الأظافر الطويلة.
ولمعرفة نوايا العرب تجاه إسرائيل حيث سأل الباحث كوهين الأطفال عن ذلك أجاب الأطفال: «العرب يريدون قتلنا واحتلال مدننا وإلقاءنا في البحر».
وهذا هو الشعور المسيطر على فكرة وسلوك النشء الإسرائيلي مما أدى إلى وجود رغبة صادقة لديهم في التخلص من وجود خطير من أجانب يجب التخلص منهم , بهدف إثبات الحق اليهودي وتجنبا للخطر اليهودي.
منذ نشأتها علمت الحركة الصهيونية مدى خطورة تأثير التعليم على طلابه وهو ما جعلها تضعه في أولويات اهتمامها لإقامة الكيان الصهيوني، وقد فرضت الحركة الصهيونية إرادتها مع السلطات البريطانية خاصة في مجال التعليم بأن يسند للوكالة اليهودية (التي اعتمدتها السلطات البريطانية ممثلة لليهود في فلسطين) وضع المناهج الدراسية للطلبة اليهود في الوقت الذي منع فيه عرب فلسطين من ذلك، ونصبت الوكالة مسؤولا بريطانيا على إدارة المعارف بحيث يضع المناهج التي يراها تنسجم مع وعد بلفور.
ثم تأتي بعد ذلك الفلسفة التربوية التي تجسدها ما أطلق عليها وثيقة الاستقلال التي أعلنها بن جوريون إثر قيام إسرائيل في 1948 تحديداً في 14 مايو ( أيار ) 1948 في تل أبيب أمام حشد كبير من أوغاد الصهاينة، وهذه الوثيقة اعتبرت المنهج الدائم لما سماه الأمة اليهودية.
فلسفة تعليم اليهود
وقد أشارت الوثيقة إلى الدعوى التي أطلقها هرتزل عام 1897 م في المؤتمر الصهيوني الأول بحق اليهود في إقامة وطن قومي لهم وهو ما انطلقت منه فلسفة تربية الناشئة الصهيونية, وتركزت فلسفة تعليم أبناء اليهود في مجموعة من المفاهيم الآتية:
إن اليهود أمة واحدة, ومن هنا يجب حصر جميع اليهود الذين هاجروا إلى فلسطين من جميع العالم في بوتقة واحدة على أساس اللغة العبرية والدين اليهودي.
إن أرض إسرائيل هي وطن هذه الأمة , ولابد من العودة إلى هذا الوطن والارتباط به.
-اعتبار الشعب اليهودي هو شعب الله المختار الذي هو فوق كل الشعوب واعتبار الشعوب الأخرى مسخرة لخدمته, وإن أيا من الحضارات والعلوم والثقافات, إنما هي من وحي الشعب اليهودي وريادته.
-إيجاد المجتمع العسكري الدائم, وذلك بتدريب الشعب كله على الجندية لمدة طويلة وإدخال التدريب العسكري إلى المدارس , وشحن أفكار الناشئة منذ الطفولة المبكرة بروح العداء والاحتقار للعرب.
-الإيحاء للناشئة اليهودية بأن العرب يعملون على إبادتهم وتدمير إسرائيل, أيضا تضمن المناهج الدراسية بالبطولات الخارقة لليهود, وإن الله وعدهم باستخلافهم في الأرض. أيضا يذكرون الناشئين بأيام الإذلال والمهانة والمذابح التي واجهوها على أيدي الشعوب الأخرى على مر العصور.
قيم تربوية
وفي ضوء ما تقدم نجد أن وزارة المعارف والثقافة الإسرائيلية قد وضعت مجموعة من القيم التربوية لتعتمدها كتب العلوم الإنسانية (التاريخ – العقيدة اليهودية – الجغرافيا – المواطنة –المدنيات- -المطالبة) المقررة رسميا من الوزارة.
فنرى أن من ضمن المرتكزات والقيم التربوية العامة.
اعتبار فلسطين والهضبة السورية (الجولان) أرضا يهودية والأقطار العربية المحيطة بها دولا أجنبية.
-تعمد إغفال التاريخ العربي, والعربي الإسلامي في فلسطين على مر العصور.
اعتبار الفتح الإسلامي احتلالا وغزوا تاريخيا للأرض التي تعتبر في نظر اليهود ملكا لهم.
-إبراز قدرة الجندي اليهودي وتفوقه على الجندي العربي , وأنه دائما يلحق الهزيمة به في كل حرب.
-تكرار دعوة إقامة المستوطنات بذريعة الدفاع عن الكيان الإسرائيلي بعد حربي 1973، 1967.
-وصف سكان فلسطين الأصليين من العرب بأنهم قبائل بدوية دائمة الترحال جاءت غازية من الصحراء ولا تمت للأرض بصلة.
تحميل العالم بأسره مسؤولية ما جرى لليهود دون تمييز.
قيم خاصة بالقدس
كذلك لم يفتهم أن يضمنوا المناهج بمجموعة من المرتكزات والقيم التربوية الخاصة بمدينة القدس لما لها من مرتبة عليا وشأن خاص لديهم ومن هذه القيم: القدس تمثل رمز الاستعلاء والتفوق العرقي اليهودي على بقية الشعوب؛ لأنها حسب زعمهم – تعتبر مجمع صفوة الأمة اليهودية من أنبياء وملوك وقادة يهود عبر التاريخ.
-اعتبار سائر المعابد والكنائس والمساجد أماكن أثرية يهودية، بنى المسيحيون والمسلمون دور عبادتهم ومؤسساتهم على أنقاضها. زاعمين أن الحرم المقدس الشريف أقيم على أنقاض هيكل سليمان.
-التنكر للوجود العربي والإسلامي عبر التاريخ في مدينة القدس واعتبارها مدينة يهودية خالصة , يقترن وجودها التاريخي بوجود المؤسسات والمعابد والهياكل اليهودية.
اعتبار الفتح الإسلامي للمدينة المقدسة مجرد احتلال وأن الخليفة عمر بن الخطاب كان قائد الجيوش المحتلة.
وصف العرب – سكان مدينة القدس بالمخربين والدخلاء , وأن عملية طرد الغزاة الصليبيين على يد صلاح الدين الأيوبي والظاهر بيبرس جاءت بفعل أعمال تخريبيه قام بها الأيوبيون والمماليك المسلمون من العبيد المتمردين.
كتاب «هذا موطني»
وهو من تأليف: ش شكيد , وهو كتاب مليء بالعديد من المغالطات التي تهدف لتشويه صورة العرب والإسلام وفيما يلي بعضا من هذه المغالطات :
«العرب مخربون وقتلة في مستعمرات الجليل الأعلى, ولهذا يجب الرد عليهم بإنشاء حزام من المستعمرات في الشمال».
«الخليل عاصمة الملك داود في بداية حكمه».
- «هدمت المدن والقرى في أرض إسرائيل بشرق الأردن بعد احتلال العرب لها».
«انتزاع شرق الأردن من أرض إسرائيل كمكافأة للعرب»،
«شرق الأردن جزء من أرض إسرائيل».
وانظر يا أخي القارئ عن مدى حقارتهم ودنو أخلاقهم في العبارة التالية التي تضمنها الكتاب
«عن طريق استخدام القوة يتعلم العرب كيف يحترمون الحارس اليهودي».
«قبل قيام إسرائيل كان العرب كثيرين في غرب جبال السامره ولكنهم هجروا قراهم».
«كل ما مر بالقدس ليس سوى غزوات عابرة حتى سعدت بعودتها لتصبح عاصمة لإسرائيل مرة أخرى».
«لمدينة نابلس ارتباط مع ماضي شعبنا ومر بها إبراهيم ويعقوب , وبها قبر يوسف, وجمع بها يوشع قبل موته».
(كان الجولان في أيدي السوريين تهديدا لمستوطنات في سهل الحوله ووادي الأردن )
«حالة السامرة في نابلس صعبة والمسلمون حاقدون عليهم ومصادر معيشتهم قليلة ونادرة , ولكن إسرائيل حسنت أحوالهم».
منهج وقائع شعب إسرائيل منذ ظهور الإسلام حتى استقلال الولايات المتحدة الأمريكية.
وهو مقرر على تلاميذ الصف السابع الابتدائي وهذا الكتاب يتضح فيه إبراز الحقد على الإسلام، وتعمد تزوير التاريخ العربي حاله حال الكتب الأخرى المليئة بالمغالطات الصارخة.
فمما ورد في هذا الكتاب إن الإسلام دين المحاربين والزعم بأن اليهود قد أثروا في العرب، وأن الإيمان الذي جاء به محمد [ إنما كان استلهاما من اليهود كما وصف المنهج الرسول [ بأنه الغارق في الأحلام والمقاتل والآمر أتباعه بنشر الدين الإسلامي بقوة السلاح كما وضع المنهج صورة مفتراة للنبي [ وهو يشم الورد ويقبض على السيف ويزعمون أنه
«حاول أن يجتذب اليهود فأمر أتباعه أن يتوجهوا في صلاتهم إلى القدس، وأن يصوموا يوم الغفران وأن اليهود قابلوا ذلك بالسخرية، وأخذ يقسو عليهم وألغي صوم يوم الغفران وحدد صوما آخر يستمر شهر يدعى رمضان، كما غير القبلة من القدس إلى مكة». كما يزعمون أن الرسول [ في حربه مع اليهود في المدينة بدأ يستعمل المكائد والمؤامرات، كما عمد لتوقيع سلام مع بعض القبائل في الوقت الذي يتفرغ فيه لمحاربة إحداهما وبذلك نجح في السيطرة على اليهود الذين تصدوا له. كما يورد الكتاب مغالطة أخرى بزعمه أنه «قتل عمر بن الخطاب على يد عبد نصراني من أصل فارسي» وهذا ضد كل مصادر التاريخ ومعروف أن أبي لؤلؤة ماجوسي.
علم التربية المدنية
وهو منهج لطلاب المرحلة الثانوية:
في هذا الكتاب كثير من الدعاوى الباطلة والافتراءات الظالمة بهدف بث الحقد والعداوة في نفوس الطلاب اليهود منها:
2- تقع إسرائيل في قلب البلاد العربية التي تصرح بوضوح عن خططها لمحوها من الخارطة.
3- العرب يعملون على الإعداد والتجهيز لحرب إبادة إسرائيل بحيث يقذفون السكان في البحر.
4- أن العرب إذا لم ينفذوا تهديداتهم المستمرة لإسرائيل حاليا فيرجع ذلك ليس لعدم الإرادة ولكن لعدم القدرة.
5- يعمل الكتاب على شحن الطلاب بالكراهية تجاه العرب وانه لابد من إبادة العرب حين تتاح الفرصة.
6- يصور الكتاب العرب على انهم متخلفين اجتماعيا، وأن بعض العائلات والقبائل تتشاجر فيما بينها ولديهم عادات وتقاليد لا تمت إلى الحضارة بصلة.
7- ومن أخطر وأخبث ما جاء في الكتاب هو :أن أغراض العرب الظاهرة المعلن عنها ليس فقط احتلال إسرائيل، بل أيضا الإبادة الشاملة للاستيطان اليهودي، لذلك فإن القتل الجماعي (المحتمل) الذي تتعرض له إسرائيل لا مثيل له في أي مكان آخر في العالم.
قصص الأطفال للطلبة اليهود
وهذه القصص إحدى أدوات الحرب النفسية التي تستخدمها إسرائيل بغرض تقوية نفوس أبنائها وترغيبهم في حب الوطن والاعتزاز والفخر به وغرس روح العداء والتفوق والاستعلاء في نفوس الأطفال، ولهذا فقد أصدرت السلطات الإسرائيلية مجموعة من القصص لتحقيق غايتها منها سلسلة قصص (داني دين) وداني دين شخصية أسطورية خيالية ليس لها وجود قادرة على هزيمة العرب مهما كانت قدرتهم العسكرية ومن هذه السلسلة :
(داني دين بطل إسرائيل)، (داني دين في الأسر )، داني دين (في جهاز التجسس)، (داني دين في حرب الأيام الستة) (داني دين في جهاز الاستخبارات)، (مغامرات داني دين) (داني دين في الطائرة المخطوفة)، (داني دين بين الوحوش الضارية).
وهذه القصص تعتمد على الاستغراق في الأحلام والخيال المفرط ومحورها بطلها (داني دين الشخص الذي لا يرى ولا يرى ولهذا فهو يستطيع أن يقوم بالأعمال الخارقة دون أن يراه أو يشعر به أحد وقد هدفت القصص إلى غرس العديد من الأهداف منها :
غرس الحقد والعداوة ضد جميع الدول العربية.
زرع الشك في نفوس الأطفال بالحذر الدائم من جميع الأفراد، إذ أن الجواسيس العرب ينتحلون أسماء عبرية ويتحدثون باللغة العبرية.
إظهار (داني دين واليهود عموما بالعبقرية في تدبير الخطط وكشف شبكات التجسس دون عناء).
الاستهزاء بشبكات التجسس العربية إذا أنها لم تكتشف (داني دين) وهو الذي يرد على مخابراتهم من مكان قريب.
ثقة الأطفال اليهود في جهاز الأمن الإسرائيلي، وترغيبهم في العمل في هذا الجهاز لمصلحة الوطن.
إبراز التقدم في مضمار اختراع وسائل الحرب الجديدة لدي إسرائيل، بحيث تضفي روح الاطمئنان بتفوقهم وسيطرتهم على آلات الحرب والدمار.
ثقافة العدوان
ومن يطلع على المقررات المدرسية الإسرائيلية خاصة في مواد التاريخ والصهيونية يجد أنها بنفس نهج مواد التثقيف الرسمية أيضا التي تظهره في شكل دوائر معارف وموسوعات خاصة بالأعمار الصغيرة وهذه الموسوعات التثقيفية تصدر عادة عن دار الموسوعات الرسمية للكيان الصهيوني. وفي كل الحالات حين نقلب في صفحات كتب الأطفال من هذه البرامج التعليمية المقررة والمواد التثقيفية ذات الطابع العلمي الأكاديمي نجد أنه لا خلاف في التناول بين هذه أو تلك سواء تلك التي تأخذ طابع القصة البوليسية المشوقة أو التي تحمل طابع أدب الأطفال الخيالي.
تلقين واستعلاء
ومما سبق نجد أنه يترتب عليها مجموعة من الآثار في ذهن القارئ تؤدي به أن تستحوذ على عقلة طريقة التلقين والشحن الفكري والعاطفي في المدارس الفاشية , النازية ,الشيوعية , بهدف خلق عقول تتمتع بالعنصرية والاستعلاء حين رؤية الذات ورؤية الآخرالمغاير.
ومن هنا نجد أن الأساليب العامة المتبعة في المقررات التعليمية والتثقيفية الإسرائيلية قد انتقت كثيرا من أساليب التلقين والتربية في المدارس سالفة الذكر, وهو ما يؤدي في النهاية إلى تكوين أطفال وشباب يفكرون طبقا لأنماط فكرية جاهزة ومسبقة تقود مشاعرهم وتحرك مسالكهم تجاه العرب ليس فقط باعتبارهم أمة معاصرة، بل باعتبارهم أصحاب تاريخ أقدم.
صورة مخيفة
ولما كان المجال لا يتسع للخوض في تفاصيل موضوع هذا التقرير فقد اكتفينا بتوضيح الخطوط العريضة لما يحكيه لنا العدو الصهيوني في مناهجه ومواده التثقيفية وفي هذا الإطار نشير إلى دراسة قام بها أحد أساتذة أدب الأطفال بجامعة تل أبيب ويدعى أديركوهين بعنوان
(وجه قبيح في المرآة)، حيث قام بتحليل مضمون ألف كتاب عبري وأثبت أن هناك صورة مخيفة للإنسان العربي في كتب الأطفال الإسرائيلية تظهره في شكل قاتل أو مختطف للأطفال, وهذه الصورة مستقرة لدي 75 % من أطفال المدارس الابتدائية الإسرائيلية، ويؤكد أيضا هذا الباحث أن الصورة الحضارية للإنسان العربي في هذه الكتب صورة مزرية فتظهره عادة في صورة صاحب الوجه القبيح القذر, وصاحب الأظافر الطويلة.
ولمعرفة نوايا العرب تجاه إسرائيل حيث سأل الباحث كوهين الأطفال عن ذلك أجاب الأطفال: «العرب يريدون قتلنا واحتلال مدننا وإلقاءنا في البحر».
وهذا هو الشعور المسيطر على فكرة وسلوك النشء الإسرائيلي مما أدى إلى وجود رغبة صادقة لديهم في التخلص من وجود خطير من أجانب يجب التخلص منهم , بهدف إثبات الحق اليهودي وتجنبا للخطر اليهودي.