أبو أسامة
طاقم المشرفين
- رقم العضوية :
- 62084
- البلد/ المدينة :
- دائرة سبدو -تلمسان
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 931
- نقاط التميز :
- 1332
- التَـــسْجِيلْ :
- 29/09/2012
ما معنى ( لا صغيرة مع إصرار ولا كبيرة مع استغفار ) ؟
معنى ذلك أن الإصرار على الصغيرة
يُحوّلها إلى كبيرة ، بأحد ثلاثة طُرق :
الأول : تجمّع الصغائر حتى تُهلِك العبد ،
كما قال عليه الصلاة والسلام : إياكم ومحقَّرات الذنوب ، فإنهن يجتمعن على الرجل
حتى يُهْلِكنه . قال ابن مسعود رضي الله عنه : وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم
ضرب لهن مثلا كمثل قوم نزلوا أرض فلاة ، فَحَضَر صنيع القوم فجعل الرجل ينطلق فيجيء
بالعود ، والرجل يجئ بالعود حتى جمعوا سواداً ؛ فأجَّجوا ناراً وأنضَجَوا ما
قَذَفوا فيها . رواه الإمام أحمد وغيره .
الثاني : أن يحتقر الذنب ، ويستخفّ
بالمعصية ، كما قال أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : إِنَّكُمْ لَتَعْمَلُونَ
أَعْمَالا هِيَ أَدَقُّ فِي أَعْيُنِكُمْ مِنْ الشَّعَرِ ، إِنْ كُنَّا
لَنَعُدُّهَا عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ
الْمُوبِقَاتِ . رواه البخاري .
وكما قال ابن مسعود رضي الله عنه : إنَّ
المؤمن يَرى ذُنُوبَه كأنه قَاعِد تَحْت جَبل يَخَاف أن يَقَع عليه ، وإن الفَاجِر
يَرى ذُنُوبَه كَذُبَابٍ مَرّ على أنْفه ، فقال بِه هَكذا . رواه البخاري
.
وقال بلال
بن سعد رحمه الله : لا تنظر إلى صِغر المعصية ولكن انظر مَن عَصَيت
.
الثالث : أن يحمله ارتكاب الصغائر والإصرار عليها على ارتكاب الكبائر ، كما
قال عليه الصلاة والسلام : إن الحلال بيّن ، إن الحرام بيّن ، وبينهما مشتبهات لا
يعلمهن كثير من الناس ، فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه ، ومن وقع في الشبهات
وقَعَ في الحرام ، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه ، ألا وإن لكل ملك حمى
، ألا وإن حمى الله محارمه . رواه البخاري ومسلم
.
وأما
من يرتكب الصغائر على أنها صغائر ، فهذا على خطر ، وقد سمّى النبي صلى الله عليه
وسلم الصغائر : " مُحقّرات " ، أي : أن صاحبها يحتقرها فتُهلِكه .
ويُخشى
عليه أن يقع تحت قول ابن مسعود رضي الله عنه ، وهو رؤية المنافق لِذنوبه .
ومن وقع في
الصغائر استدرجه الشيطان حتى يُوقعه في الكبائر .
وربما
نَظر بعض الناس إلى عفو الله وسعة رحمته ، فحمله ذلك على ارتكاب الذنوب والمعاصي
.
وهو بذلك
مُخطئ ؛ لأن الله عَزّ وَجلّ امتدح الذين لا يُصرّون على المعاصي صِغارها وكبارها ،
فقال عَزّ وَجلّ : (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا
أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ
الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ
يَعْلَمُونَ) الآيات .
قال ابن كثير : أي : إذا صَدَر منهم ذَنْب
أتْبَعُوه بالتوبة والاستغفار .
وقال البغوي : قيل : فعلوا فاحشة : الكبائر
، أو ظلموا أنفسهم : بالصغائر .
وربما اعتمد بعض الناس على الأحاديث التي
فيها : من قال كذا غُفِر له ..
وهذا نقل فيه ابن حجر عن ابن بطال حكاية عن
بعض العلماء أن الفضل الوارد في حديث الباب وما شابهه إنما هو لأهل الفضل في
الدِّين والطهارة مِن الجرائم العظام ، وليس مَن أصرّ على شهواته وانتهك دِين الله
وحُرماته بلا حقّ بالأفاضل المطهّرين في ذلك ، ويشهد له قوله تعالى : (أًمْ حَسِبَ
الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا
وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاء مَّحْيَاهُم وَمَمَاتُهُمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ .
معنى ذلك أن الإصرار على الصغيرة
يُحوّلها إلى كبيرة ، بأحد ثلاثة طُرق :
الأول : تجمّع الصغائر حتى تُهلِك العبد ،
كما قال عليه الصلاة والسلام : إياكم ومحقَّرات الذنوب ، فإنهن يجتمعن على الرجل
حتى يُهْلِكنه . قال ابن مسعود رضي الله عنه : وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم
ضرب لهن مثلا كمثل قوم نزلوا أرض فلاة ، فَحَضَر صنيع القوم فجعل الرجل ينطلق فيجيء
بالعود ، والرجل يجئ بالعود حتى جمعوا سواداً ؛ فأجَّجوا ناراً وأنضَجَوا ما
قَذَفوا فيها . رواه الإمام أحمد وغيره .
الثاني : أن يحتقر الذنب ، ويستخفّ
بالمعصية ، كما قال أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : إِنَّكُمْ لَتَعْمَلُونَ
أَعْمَالا هِيَ أَدَقُّ فِي أَعْيُنِكُمْ مِنْ الشَّعَرِ ، إِنْ كُنَّا
لَنَعُدُّهَا عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ
الْمُوبِقَاتِ . رواه البخاري .
وكما قال ابن مسعود رضي الله عنه : إنَّ
المؤمن يَرى ذُنُوبَه كأنه قَاعِد تَحْت جَبل يَخَاف أن يَقَع عليه ، وإن الفَاجِر
يَرى ذُنُوبَه كَذُبَابٍ مَرّ على أنْفه ، فقال بِه هَكذا . رواه البخاري
.
وقال بلال
بن سعد رحمه الله : لا تنظر إلى صِغر المعصية ولكن انظر مَن عَصَيت
.
الثالث : أن يحمله ارتكاب الصغائر والإصرار عليها على ارتكاب الكبائر ، كما
قال عليه الصلاة والسلام : إن الحلال بيّن ، إن الحرام بيّن ، وبينهما مشتبهات لا
يعلمهن كثير من الناس ، فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه ، ومن وقع في الشبهات
وقَعَ في الحرام ، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه ، ألا وإن لكل ملك حمى
، ألا وإن حمى الله محارمه . رواه البخاري ومسلم
.
وأما
من يرتكب الصغائر على أنها صغائر ، فهذا على خطر ، وقد سمّى النبي صلى الله عليه
وسلم الصغائر : " مُحقّرات " ، أي : أن صاحبها يحتقرها فتُهلِكه .
ويُخشى
عليه أن يقع تحت قول ابن مسعود رضي الله عنه ، وهو رؤية المنافق لِذنوبه .
ومن وقع في
الصغائر استدرجه الشيطان حتى يُوقعه في الكبائر .
وربما
نَظر بعض الناس إلى عفو الله وسعة رحمته ، فحمله ذلك على ارتكاب الذنوب والمعاصي
.
وهو بذلك
مُخطئ ؛ لأن الله عَزّ وَجلّ امتدح الذين لا يُصرّون على المعاصي صِغارها وكبارها ،
فقال عَزّ وَجلّ : (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا
أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ
الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ
يَعْلَمُونَ) الآيات .
قال ابن كثير : أي : إذا صَدَر منهم ذَنْب
أتْبَعُوه بالتوبة والاستغفار .
وقال البغوي : قيل : فعلوا فاحشة : الكبائر
، أو ظلموا أنفسهم : بالصغائر .
وربما اعتمد بعض الناس على الأحاديث التي
فيها : من قال كذا غُفِر له ..
وهذا نقل فيه ابن حجر عن ابن بطال حكاية عن
بعض العلماء أن الفضل الوارد في حديث الباب وما شابهه إنما هو لأهل الفضل في
الدِّين والطهارة مِن الجرائم العظام ، وليس مَن أصرّ على شهواته وانتهك دِين الله
وحُرماته بلا حقّ بالأفاضل المطهّرين في ذلك ، ويشهد له قوله تعالى : (أًمْ حَسِبَ
الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا
وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاء مَّحْيَاهُم وَمَمَاتُهُمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ .