منتدى وادي العرب الجزائري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


المتفائلة

المتفائلة

طاقم المشرفين
رقم العضوية :
25848
البلد/ المدينة :
الجزائر.ولاية يشار
المُسَــاهَمَـاتْ :
1656
نقاط التميز :
2236
التَـــسْجِيلْ :
19/10/2011
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته




الآية 214 من سورة البقرة:
أم حسبتم ان تدخلوا الجنة ولما ياتكم مثل الذين من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب

مشهد رائع وعظيم جدا، المؤمنون وهم يعانون أشد المحن، لا يواسيهم سوى إيمانهم، صبروا على الضرر تلو الضرر، وتحت الأذى والضيق والضعف يخرج سؤالهم كبيرا كبيرا، ومن الأعماق، وقد انهكوا من جبروت المستبدين في الأرض بغير الحق..

يأتي السؤال بعد الألم والحزن كبيرا: متى نصر الله، لا أملك قوة اللغة لأصف روعة هذه الآية وروعة هذا السؤال، ولكن يحضرني صفة واحدة لرب العالمين، المؤمن، إن هؤلاء المؤمنين كانوا على قدر المسؤولية، وقدر الاستخلاف في الأرض في جهادهم لاحقاق الحق، وقدر الصفة التي أنبأنا بها رب العالمين عن نفسه، المؤمن، وقد آمن بهذا الكائن الحي الذي خلقه بيديه، الإنسان.

ثم يأتي جواب رب العالمين نتيجة مباشرة لصبرهم على الامتحان الشديد الذي خاضوه، على نضالهم لنشر الدين الحق وكف الظلم، والصبر على الإيمان برب العالمين، لقد ضاقت عليهم الأرض وضاقت حتى سألوا الله عن موعد النصر، وليس عن حقيقته، انها ثقة العبد بخالقه، وثقة الخالق بعباده تتحقق ها هنا..

ألا إن نصر الله قريب، يأتي نصر رب العالمين لعباده بالمعجزة، لقد تكفل جل جلاله بنصر المؤمنين، وها هم في أقصى حالات ضعفهم ينالون النصر بالمعجزة، النتيجة النهائية لصبرهم وإيمانهم وتحقيقا لوعده تعالى بالنصر.

وهنا ألف خط تحت هذا المعنى، وألف دائرة ومربع حوله وتظليل له، لم يكفّ المسلمون منذ اثنتين وستين سنة عن الدعاء، والذي يأتي من صدق إيمانهم وصدق ثقتهم بالله عز وجل، لم يكفوا عن الدعاء بخسف الأرض تحت اقدام بني اسرائيل، وترميل زوجاتهم، وتيتيم أطفالهم مما مازلنا ندعوه مرة في كل جمعة على الأقل.

ولم يكف المسلمون عن الدعاء لتيسير الحال والتسهيل في أمور الدنيا بعد أن تجبر عليهم المستبد وأرهقهم.

لقد حققوا (متى نصر الله)، لكنهم لم يحققوا ما سبقها في الآية، فطال الأمد دون مجيء نصر الله الذي به يفرح المؤمنون حقا، ونتغلب به على الاستبداد، ونحرر به فلسطين.

بل إن عدم قدوم المعجزة، أبلغ دليل على اننا نملك القدرة على تحقيق النصر دون الحاجة للمعجزة، فالله يخاطبنا ويقول لنا انكم تمتلكون القدرة، ولكنكم لم تتحركوا بعد، وعندما ستتحركون وتصبرون فالله عز وجل لن يضيع آمالكم، وسينصركم بأي حال، بالسنن الكونية أو بقدوم المعجزة.
 
أبو أسامة

أبو أسامة

طاقم المشرفين
رقم العضوية :
62084
البلد/ المدينة :
دائرة سبدو -تلمسان
المُسَــاهَمَـاتْ :
931
نقاط التميز :
1332
التَـــسْجِيلْ :
29/09/2012
بارك الله فيك أستاذتنا
على المعاني و الدلالات العظيمة
التي نحتاجها في هذا الوقت العصيب
الذي تعيشه أمتنا ، في الوقت الذي وهّنّا فيه أرواحا
أراد الله لها أن تحيا عزيزة ، و أراد لها أن تنشر الحق و العدل ،
أراد الله لها أن تنقذ البشرية من استبداد الطواغيت
وأراد لها أن تنفض عن نفسها الغثائية التي تَغبِشُ رؤيتها
و تكبّل انطلاقتها في صفو العز و عز الصفاء.


عدل سابقا من قبل مصطفى محياوي في الأحد 25 نوفمبر - 17:52 عدل 1 مرات
 
المتفائلة

المتفائلة

طاقم المشرفين
رقم العضوية :
25848
البلد/ المدينة :
الجزائر.ولاية يشار
المُسَــاهَمَـاتْ :
1656
نقاط التميز :
2236
التَـــسْجِيلْ :
19/10/2011
حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه: متى نصر الله Hwaml.com_1335047096_542
 

privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:

لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى