التوأم
طاقم المشرفين
- رقم العضوية :
- 56892
- البلد/ المدينة :
- الجزائر
- العَمَــــــــــلْ :
- موظفة
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 1564
- نقاط التميز :
- 1604
- التَـــسْجِيلْ :
- 21/08/2012
أختي الصغرى تنصحني
جاءتني وكلها عجب في أمرها قائلة لي بدون مقدمة ولا تمهيد للموضوع "ماذا تقولي فيمن أخته الصغرى تنصحه؟ نظرت إليها طويلا وأنا صامتة و لم أجبها تاركة لها المجال لطرح الموضوع وشرحها وردها عن ما سألتني أياه بنفسها وكان ذلك
....... نعم يا أختي التوأم ..... إنها أختي التي تصغرني سنا بحوالي العشر سنين تقريبا تقوم بنصحي وإرشادي وتوجيهي بما هو مفيد و بناء، في الحقيقة يا أختي أحيانا أعجز أنا من هي أكبر منها سنا وتجربة أن أقول ما تقول والعجيب في ذلك أنها تختار الوقت المناسب لنصحي متبعة في ذلك قول الإمام الشافعي في ديوانه:
"تعمدني بنصحك في إنفرادي __ وجنبني النصيحة في الجماعة"
كما أنها عندما تنوي بنصحي تكون كلماتها رنانة وعذبة ورقيقة بحيث لا أحس بالفارق وأنا أصغي لها وشاردة فيما تقول، صدقيني إن قلت لكي أن كلامها يبدو وكأنه حبة مكسرات مغلفة بشوكولاطة لذيذة المذاق وهي كمن يضيف التوابل للأكل حتى يكتمل مذاقه فهي تضفي على كلماتها لونا من الوقار والاحترام والتقدير بحيث يزيد ذلك لكلماتها رونقا وجمالا يشق طريقه مباشرة للقلب ويستوعبه العقل بدون تفكير أو رفض.
كانت الأخت التي تكلمني تتكلم وأنا صامتة ومبتسمة أسمع لها ما تقول وأنتظرها حتى تكمل لأقول لها كلمات لطالما كانت في قلبي وجاء اليوم الذي ستنتعش فيه، المهم صمت وأنا صاغية لها بكل حواسي ،واصلت الأخت تقول: إنك يا أختاه لا تعرفين قدرة الله في خلقه فكيف لأختي الصغرى أن يلهمها الخالق كل هذا الرصيد الوافر من العلم والمعرفة رغم صغر سنها وقلت تجاربها في الحياة إلا أنه يا أختاه نصائحها بلسم شاف للعليل فهي تقف معي في الشدة والرخاء وهي من تبعث في الأمل عند فقدانه وهي من تسعد قلبي عند وجعه وحزنه، وهي من تشد بيدي عندما أعثر وهي من تحس بي وأنا بعيدة عنها وهي من تفجر بركان قلبي وأنا صامتة ودون أن أخبرها عن ما يكنه هذا القلب المملوء، فسبحان الله "لله في خلقه شؤون" و "يودع سره في أضعف مخلوق" ، أختاه إنني أحيانا أتظاهر أمامها عندما لا أكون على مايرام بعدم الاكتراث و الاهتمام و اللامبالاة لكلامها حتى لا تقول عني أنني ضعيفة أو ناقصة عقل ولكن عندما تتركني وحدي أجد نفسي أجتر كلماتها الذهبية وأحللها وكأنني أحلل مقال وحينها يدهشني و يهزني مغزى ولب كلامها الذي يأخذ معنى بعيد، حينها أتعجب ولا عجب في أمر الله وأقول : سبحان الله من أين لها هذا ومن أين أتت بهذه الأفكار المتسلسلة والواضحة في معناها و الملونة بشتى الألوان البناءة وكيف لها ذلك وهي أصغر مني سنا كيف لها ذلك وهي كما نقول بالعامية "حليب أمها لا زال في أسنانا" وكيف لي أنا من هي أكبر منها سنا أن لا يتبادر لذهني ذلك ولا تطبع كلماتي تلك الحكمة المطرزة في كلماتها والأغرب أنني عند تطبيقي لتلك النصائح أجد نفسي وكأنني وضعت النقاط على الحروف أ بالأحرى وكأنني أضفت الملح للطعام، فيا سبحان الله قالت ذلك وعلامات التعجب والحيرة بادية في وجهها.
تركت الأخت حتى تكمل ما بداخلها (لأنه من عادتي أن لا أقاطع متكلمي وأحب الصمت والنظر إلى عينيه حتى أفهم واستوعب بدقة ما يقول لأنه "لا يتكلم اثنان في مجلس العقلاء") ، وعندما نفضت يداها من الطعام (الكلام) أخذت نفسا عميقا ثم ابتسمت لها وملامحي تدل على أنني أنوي على الاسترسال في الكلام:
يا حبيبتي لا تتعجبي من أمر الله فهو القادر سبحانه على أن يقول للشيء كن فيكن (فداك العود الي تحقروا يعميك) فما رأيك إن قلت لك أن أختي (وذكرت لها اسمها وهي تعرفها) من هي أصغر مني سنا وهي أحكم وأفطن مني وهي بنفس الصفات التي ذكرتها في أختك الصغرى
نظرت إلي الأخت متعجبة ولم ترد بأي كلمة غير تعابير وجهها المفهومة.
يا أختاه لا تتعجبي فيما خلق الله سبحانه وتعالى فهو أدرى وأعلم بما خلق ولقد فتحتي لي موضوعا واسعا دخله قلبي من أبوابه الواسعة تركتني استشعر أكثر عظمة الله في بديع خلقه فيا أختاه لقد خلق الله سبحانه هذا الكون وخلق فيه مخلوقات خلقت من نطفة فإذا هي خصيم مبين
"هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه"
فالله سبحانه وتعالى خلق الإنسان في أحسن تقويم وكرمه أعظم تكريم وسخر له الكون تسخير ووهبه نعمة العقل والفطرة السليمة حتى تكون ميزان مركوز في أصل كيانه ليكشف بها خطاه ، وخلق الله عزوجل القلب وهو أدرى به من حيث الصفاء والكدر والصبر والحذر... كل ذلك سير بأمر الله الذي أحسن خلقه وقدر له أجله ومدته، ولقد صدق الله العظيم إذ قال:
"سنريهم آياتنا في الأفاق" سورة فصلت 53
حبيبتي لا نذهب إلى بعيد فلننظر إلى النملة فهي صغيرة في جثتها لا تكاد تنال بلحظ البصر ولا بمستدرك الفكر ولكن أنظري كيف دبت على أرضها وصبت على رزقها ناهيك عن مجاري أكلها وما في جوفها، فسبحان الله الذي أقامها على قوامها وبناها على دعائمها لم يشركه أحد في فطرتها ولم يمنعه أحد من خلقها. فهذا يشعرنا ويدفعنا إلى التفكر والتذكر في عظمة الله وملكوته فهذه يا حبيبتي النملة فأين أختك من هذا، فصدق الله العظيم الذي قال:
"وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون" سورة الأنعام
فلا تتعجبي أختاه فحقا لله في خلقه شؤون
هذا الموضوع كان بيني وبين أعز صديقة لي إن شاء الله ينال إعجابكم وتأخذون منه عبرة
أختكم "التوأم" حفظها الله
جاءتني وكلها عجب في أمرها قائلة لي بدون مقدمة ولا تمهيد للموضوع "ماذا تقولي فيمن أخته الصغرى تنصحه؟ نظرت إليها طويلا وأنا صامتة و لم أجبها تاركة لها المجال لطرح الموضوع وشرحها وردها عن ما سألتني أياه بنفسها وكان ذلك
....... نعم يا أختي التوأم ..... إنها أختي التي تصغرني سنا بحوالي العشر سنين تقريبا تقوم بنصحي وإرشادي وتوجيهي بما هو مفيد و بناء، في الحقيقة يا أختي أحيانا أعجز أنا من هي أكبر منها سنا وتجربة أن أقول ما تقول والعجيب في ذلك أنها تختار الوقت المناسب لنصحي متبعة في ذلك قول الإمام الشافعي في ديوانه:
"تعمدني بنصحك في إنفرادي __ وجنبني النصيحة في الجماعة"
كما أنها عندما تنوي بنصحي تكون كلماتها رنانة وعذبة ورقيقة بحيث لا أحس بالفارق وأنا أصغي لها وشاردة فيما تقول، صدقيني إن قلت لكي أن كلامها يبدو وكأنه حبة مكسرات مغلفة بشوكولاطة لذيذة المذاق وهي كمن يضيف التوابل للأكل حتى يكتمل مذاقه فهي تضفي على كلماتها لونا من الوقار والاحترام والتقدير بحيث يزيد ذلك لكلماتها رونقا وجمالا يشق طريقه مباشرة للقلب ويستوعبه العقل بدون تفكير أو رفض.
كانت الأخت التي تكلمني تتكلم وأنا صامتة ومبتسمة أسمع لها ما تقول وأنتظرها حتى تكمل لأقول لها كلمات لطالما كانت في قلبي وجاء اليوم الذي ستنتعش فيه، المهم صمت وأنا صاغية لها بكل حواسي ،واصلت الأخت تقول: إنك يا أختاه لا تعرفين قدرة الله في خلقه فكيف لأختي الصغرى أن يلهمها الخالق كل هذا الرصيد الوافر من العلم والمعرفة رغم صغر سنها وقلت تجاربها في الحياة إلا أنه يا أختاه نصائحها بلسم شاف للعليل فهي تقف معي في الشدة والرخاء وهي من تبعث في الأمل عند فقدانه وهي من تسعد قلبي عند وجعه وحزنه، وهي من تشد بيدي عندما أعثر وهي من تحس بي وأنا بعيدة عنها وهي من تفجر بركان قلبي وأنا صامتة ودون أن أخبرها عن ما يكنه هذا القلب المملوء، فسبحان الله "لله في خلقه شؤون" و "يودع سره في أضعف مخلوق" ، أختاه إنني أحيانا أتظاهر أمامها عندما لا أكون على مايرام بعدم الاكتراث و الاهتمام و اللامبالاة لكلامها حتى لا تقول عني أنني ضعيفة أو ناقصة عقل ولكن عندما تتركني وحدي أجد نفسي أجتر كلماتها الذهبية وأحللها وكأنني أحلل مقال وحينها يدهشني و يهزني مغزى ولب كلامها الذي يأخذ معنى بعيد، حينها أتعجب ولا عجب في أمر الله وأقول : سبحان الله من أين لها هذا ومن أين أتت بهذه الأفكار المتسلسلة والواضحة في معناها و الملونة بشتى الألوان البناءة وكيف لها ذلك وهي أصغر مني سنا كيف لها ذلك وهي كما نقول بالعامية "حليب أمها لا زال في أسنانا" وكيف لي أنا من هي أكبر منها سنا أن لا يتبادر لذهني ذلك ولا تطبع كلماتي تلك الحكمة المطرزة في كلماتها والأغرب أنني عند تطبيقي لتلك النصائح أجد نفسي وكأنني وضعت النقاط على الحروف أ بالأحرى وكأنني أضفت الملح للطعام، فيا سبحان الله قالت ذلك وعلامات التعجب والحيرة بادية في وجهها.
تركت الأخت حتى تكمل ما بداخلها (لأنه من عادتي أن لا أقاطع متكلمي وأحب الصمت والنظر إلى عينيه حتى أفهم واستوعب بدقة ما يقول لأنه "لا يتكلم اثنان في مجلس العقلاء") ، وعندما نفضت يداها من الطعام (الكلام) أخذت نفسا عميقا ثم ابتسمت لها وملامحي تدل على أنني أنوي على الاسترسال في الكلام:
يا حبيبتي لا تتعجبي من أمر الله فهو القادر سبحانه على أن يقول للشيء كن فيكن (فداك العود الي تحقروا يعميك) فما رأيك إن قلت لك أن أختي (وذكرت لها اسمها وهي تعرفها) من هي أصغر مني سنا وهي أحكم وأفطن مني وهي بنفس الصفات التي ذكرتها في أختك الصغرى
نظرت إلي الأخت متعجبة ولم ترد بأي كلمة غير تعابير وجهها المفهومة.
يا أختاه لا تتعجبي فيما خلق الله سبحانه وتعالى فهو أدرى وأعلم بما خلق ولقد فتحتي لي موضوعا واسعا دخله قلبي من أبوابه الواسعة تركتني استشعر أكثر عظمة الله في بديع خلقه فيا أختاه لقد خلق الله سبحانه هذا الكون وخلق فيه مخلوقات خلقت من نطفة فإذا هي خصيم مبين
"هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه"
فالله سبحانه وتعالى خلق الإنسان في أحسن تقويم وكرمه أعظم تكريم وسخر له الكون تسخير ووهبه نعمة العقل والفطرة السليمة حتى تكون ميزان مركوز في أصل كيانه ليكشف بها خطاه ، وخلق الله عزوجل القلب وهو أدرى به من حيث الصفاء والكدر والصبر والحذر... كل ذلك سير بأمر الله الذي أحسن خلقه وقدر له أجله ومدته، ولقد صدق الله العظيم إذ قال:
"سنريهم آياتنا في الأفاق" سورة فصلت 53
حبيبتي لا نذهب إلى بعيد فلننظر إلى النملة فهي صغيرة في جثتها لا تكاد تنال بلحظ البصر ولا بمستدرك الفكر ولكن أنظري كيف دبت على أرضها وصبت على رزقها ناهيك عن مجاري أكلها وما في جوفها، فسبحان الله الذي أقامها على قوامها وبناها على دعائمها لم يشركه أحد في فطرتها ولم يمنعه أحد من خلقها. فهذا يشعرنا ويدفعنا إلى التفكر والتذكر في عظمة الله وملكوته فهذه يا حبيبتي النملة فأين أختك من هذا، فصدق الله العظيم الذي قال:
"وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون" سورة الأنعام
فلا تتعجبي أختاه فحقا لله في خلقه شؤون
هذا الموضوع كان بيني وبين أعز صديقة لي إن شاء الله ينال إعجابكم وتأخذون منه عبرة
أختكم "التوأم" حفظها الله
