المتفائلة
طاقم المشرفين
- رقم العضوية :
- 25848
- البلد/ المدينة :
- الجزائر.ولاية يشار
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 1656
- نقاط التميز :
- 2236
- التَـــسْجِيلْ :
- 19/10/2011
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
علينا أن ندرك أن قضية الالتزام والانضباط بين أي فريق عمل في إطار جماعيٍّ، إنما هي قضية فردية ذاتية في المقام الأول، وأنها تنبع من ذات الشخص ومن قناعاته بمدى أهمية الالتزام، لا من الضغط الخارجي عليه.
فالموظف المنضبط يحافظ علي مواعيد الدوام، سواءً في المصالح الحكومية أو الخاصة، وهو يؤدي عمله على أكمل وجه، حيث يجد في إتقان عمله إثباتًا لذاته، ويكون قدوة حسنة لزملائه في العمل، وفي نفس الوقت موضع تقدير من رؤسائه.
دراسة حالة:
وهي دراسة العوامل المؤثرة في الانضباط الوظيفي، من خلال دراسة ميدانية على الأجهزة الحكومية بمنطقة مكة المكرمة [مستفادة من رسالة ماجستير بعنوان (العوامل المؤثرة في الانضباط الوظيفي، دراسة ميدانية على الأجهزة الحكومية بمنطقة مكة المكرمة)، هاشم حامد أحمد المالكي]، وقد توصلت الدراسة إلى أن هناك هدر لوقت العمل بلغ 1.22 ساعة من مجموع ساعات العمل والذي هي سبع ساعات.
وقد أوصت الدراسة بوجوب العمل على تحقيق أكبر قدر ممكن من الانضباط الوظيفي في الأجهزة الحكومية، من خلال استخدام وسائل إدارية وتنظيمية تمثلت في الآتي:
أ. يتعين على الرئيس المباشر أن تكون لديه المعرفة الفنية للعمل، وذلك من خلال المعرفة بالنواحي الفنية والمهارات الوظيفية بأبعاد وعمق العمل الذي يقوم به المرؤوسون والخطط والسياسات التي يسير في إطارها، والأنظمة واللوائح التي تحكمه.
ب. مكافأة الموظفين المنضبطين في العمل ماديًّا أو معنويًّا، وهم الموظفون الملتزمون بالمواعيد المحددة للحضور والانصراف، ولا يتغيبون عن العمل إلا بعذر مقبول، ولا يهدرون وقت الدوام الرسمي في السلوكيات غير المرغوب فيها، حتى يكون ذلك حافزًا للموظفين غير المنضبطين للاقتداء بهم ومنافستهم.
ت. حزم القيادة المسؤولة في تطبيق الأنظمة العقابية التي نص عليها نظام تأديب الموظف العام، وعدم التهاون والتحيز في تطبيقها بين المرؤوسين، حتى يتحقق الهدف من العقاب وهو القضاء على تلك السلوكيات الخاطئة.
ث. لابد أن يعرف كل موظف ما له من حقوق وما عليه من واجبات، حيث تشمل الواجبات السلوك والتصرفات المرغوب فيها والتي يجب على الموظف الالتزام بها ومراعاتها، كما تشتمل أيضًا على السلوك والتصرفات غير المرغوب فيها والتي يجب عليه الامتناع عنها.
ج. عقد دورات وندوات ومناقشات أثناء أوقات الدوام الرسمي في مجال الانضباط الوظيفي، تهدف إلى تعريف الموظفين بأخلاقيات الوظيفة العامة، والتي ترتكز على المبادئ الأخلاقية النابعة من القرآن والسنة النبوية الشريفة.
الانضباط له صور عديدة في حياة العامل منها:
أولًا: الانضباط في الوقت: فالإنسان ما هو إلا مجموع أيام حياتك، فاهتمام المرء بوقته واستثماره اهتمام بنفسه وعمره.
ثانيًا: الانضباط في الهيئة. (الشكل).
1- اهتم بشكلك الخارجي، ليكن شعر لحيتك مرجلًا ونظيفًا، قص من الشارب.
2- حافظ على نظافة شعر رأسك وتعهد طوله.
3- اهتم بسنن الفطرة مثل: نظافة الأسنان (السواك)، نظافة الأظافر وتقليمها، نتف الإبطين، واعتن برائحة جسمك ونظافته.
4- التزم بالزي الرسمي، وحافظ على نظافته ونظارته، واهتم بهندامك، وتعهد نظافة قدميك وشرابك وحذائك.
5- تجنب لبس القمصان ذات الكتابات والمثيرة والملونة، وتجنب لبس القبعات.
ثالثًا: الانضباط في التصرفات: يحتاج الإنسان للتعامل مع من هو أعلى منه، ومن هو مثله، ومن هو أصغر منه، وانضباطه في التعامل يحفز الآخرين على احترامه، ولذا:
1. اعرف قدر المدربين والمسؤولين وعاملهم كما تعامل والديك.
2. عامل زملائك كإخوانك، وحب لهم الخير وتعاون معهم على البر.
3. عامل الضعفاء ومن هم دونك باحترام ورحمة.
4. أنت في مجتمع متعلم، ولن تنال حقوقك بالقوة والعضلات، وإنما بالإقناع والبيان.
5. حافظ على ممتلكات ومرافق العمل فهي لك ولإخوانك.
6. تجنب الغش بجميع صوره فنتائجه وخيمة.
7. أطع مديريك والمسئولين عنك ونفذ الأوامر المطلوبة منك بدقة وإتقان.
ليس بالانضباط وحده ولكن:
تعطل محرك الباخرة وحاول القبطان عمل كل ما في وسعه لإصلاحه بما في ذلك الاستعانة بأحسن الخبراء في مجال البواخر، ولكن كل جهوده باءت بالفشل.
وفي أحد الأيام وأثناء مناقشة القبطان لأحد مساعديه بخصوص نفس المشكلة، اقترب منه أحد الأشخاص وقال له: (آسف لإزعاجك، فأنا الباخرة معطلة منذ عشرة أيام، ومن باب الفضول سألت واحدًا من طاقم الباخرة فقال لي: إن المحرك به عطل ويحتاج إلى إصلاح، فهل ما زلت في حاجة لأحد يقوم بإصلاحه؟)، وبدون تردد قال القبطان: (نعم، ولماذا تسأل؟)، فرد الرجل قائلًا: (بإمكاني أن أقوم بإصلاحه).
ظهرت الدهشة على وجه القبطان؛ حيث إن هذا الشخص لم تكن تبدو عليه علامات تدل على أنه خبير بأمور البواخر، واصطحبه القبطان إلى مكان محرك الباخرة، وتركه ولكن ظل يراقبه من بعيد، فأخرج الرجل من جيبه مطرقة صغيرة وبدأ يطرق على المحرك بضربات متنوعة في أماكن مختلفة ويسمع، ويقوم بلمس المحرك ثم يقوم بالنظر إلى أماكن مختلفة في المحرك، وأخيرًا طرق جزء معينًا في المحرك وقام بربط مسمار كان غير محكم وبدت الدهشة على وجه القبطان عندما بدأ محرك الباخرة في العمل مرة أخرى.
وسعد القبطان سعادة عارمة، وسأل الرجل: (كيف استطعت عمل ذلك؟)، فرد عليه الرجل بابتسامة وقال: (المهارة)، وناول القبطان ورقة مكتوب عليها رقم واحد فقط: (ألف دولار)، نظر القبطان إلى الورقة وقال له: (ألف دولار مقابل عمل لمدة عشر دقائق، أرجوك اشرح لي هذا؟)، ورد عليه الرجل وقال: (بكل سرور)، وناوله ورقة أخرى كتب عليها: (دولار واحد مقابل الطرق على المحرك بالمطرقة، و999 دولار لأنني عرفت بالتحديد المكان الذي يجب أن أقوم بالطرق عليه في المحرك) [المفاتيح العشرة للنجاح، د.إبراهيم الفقي،ص(61-62)].
إذًا فالمهارة أساس من أسس نجاح أي فرد، وليس الحظ كما يعتقد البعض، ممن يتخذون المثل القائل: (أعطني حظًا، وألقني في البحر) شعارًا لهم في حياتهم؛ وذلك لأنك إن أعطيت حظًا لمن لا يجيد مهارة السباحة، ثم ألقيته في البحر، فسيكون وليمة شهية لجميع الكائنات البحرية.
أنواع المهارات:
1. مهارات فنية أو (Technical Skills):
وهي المهارات المتعلقة بكيفية أداء المهام والأعمال المطلوبة منك، فمثلًا إذا كنت موظف برمجة، تجيد استخدام لغة الحاسب وتتقنها.
2. مهارات حياتية: مثل مهارات الاتصال بالآخرين وقيادة فريق العمل وتنظيم الوقت.
وها هي جملة من الصفات والمهارات الرئيسة للموظف الناجح، ومن أهمها ما يلي:
1. القدرة على التقاط المعلومات، وتحويلها إلى معرفة قابلة للاستخدام.
2. القدرة على التكيف والتعلم بسرعة، وامتلاك المهارات اللازمة لذلك.
3. إتقان التعامل مع تقنية المعلومات، والتقنية المعتمدة على الحاسب، وتطبيقاتها في مجال العمل.
4. القدرة على التعاون والعمل ضمن فريق، وإتقان مهارات الاتصال اللفظية والكتابية.
5. امتلاك مهارات إضافية مميزة تختلف عن المهارات التقليدية في الأعمال الروتينية.
6. إتقان أكثر من لغة حتى يمكن العمل في بيئة عمل عالمية.
7. إتقان العمل خارج حدود المكان والزمان والقدرة على إدارة العمل سواء كان ذلك في بيئات عمل تقليدية أو بيئات افتراضية.
8. القدرة على تحديد الحاجات والرغبات الفريدة الخاصة بالمستهلكين الأفراد أو المؤسسات والهيئات، فلم تعد المنتجات ذات المواصفات المعيارية الموحدة تناسب الجميع.
بل هذا ما يؤكده المدير التنفيذي الأعلى لمؤسسة AGR [مؤسسة غير هادفة للربح تعنى بتشغيل الخريجين] حين يقول: (نحن نسأل أعضاءنا عن المهارات التي يبحثون عنها في الخريجين عندما يوظفون من أجل العمل، فنجد أولًا وقبل كل شيء وعلى نحو غير مفاجئ، المهارات الخاصة بين الأشخاص، والقدرة على التواصل بصورة فعالة، والقدرة على العمل ضمن فريق، ومعرفة الزبائن، كما نجد أن أرباب العمل يبحثون إلى حد بعيد عن مرشحين يتمتعون بخبرة في العمل، وهذا ينطوي على ميزة رفيعة المستوي في هذه الأيام، ولا تدعونا ننسى الخصائص القديمة للحماسة والحافز والالتزام، هذا ولا تزال تنطوي كل هذه الأمور على كثير من الأهمية بالنسبة إلى أرباب العمل) [كيف تحصل على عمل سوف تحبه، جون ليز، ص(74)].
كيف السبيل؟
وهذه جملة من التوصيات العملية من أجل زيادة المهارات الوظيفية، ومن أهم تلك التوصيات ما يلي [المفاتيح العشرة للنجاح، د.إبراهيم الفقي، ص(68-69)]:
1. اشتر كتابًا لمؤلفك المفضل، وأقرأ في مجال الأعمال والدوافع والطاقة، أقرأ على الأقل 20 دقيقة في اليوم.
2. احضر محاضرتين في السنة على الأقل.
3. تعلم لغة جديدة، تعلم كل يوم كلمة جديدة من القاموس، وفي خلال سنة سيرتفع مستوي معرفتك بدرجة مذهلة.
4. اجعل أمامك هدفًا أن تصبح ممتازًا فيما تقوم بعمله، فالناجحون يعملون باجتهاد على الأقل لمدة تتراوح من 10 إلى 12 ساعة يوميًّا، وأنت من تلقاء نفسك تعمل لمدة 8 ساعات في اليوم من أجل البقاء، وأي ساعات إضافية تكون استثمارًا لمستقبلك وتطويرًا له.
5. استيقظ دائمًا نصف ساعة مبكرًا، واستخدم هذا الوقت في ابتكار أفكار جديدة، وأطلق على هذا الوقت (وقت الأفكار)، ودوِّن كل فكرة جديدة مفيدة تخطر على بالك، وقم بعمل ملخص يجمع كل هذا الأفكار، وابدأ بتنفيذ الأفكار التي تقربك من تحقيق أهدافك، فكما يقول فيكتور هوجو: (من الممكن مقاومة غزو الجيوش، ولكن لا يمكن مقاومة أي فكرة آن وقتها).
6. احتفظ بمفكرة صغيرة وقلم بجانب سريرك دائمًا، وقم بتدوين أي فكرة هامة تخطر على بالك.
7. اسأل نفسك كل يوم: ما الذي يمكن عمله في هذا اليوم؛ لكي أحسن من مستوى حياتي؟
8. قبل النوم يجب القيام بعمل الآتي:
- اسأل نفسك هل استعملت يومك بطريقة ذكية؟
- إذا كان في إمكانك أن تعيش هذا اليوم مرة أخرى، فما الذي تقوم بعمله بطريقة مختلفة عما حدث فعلًا؟
علينا أن ندرك أن قضية الالتزام والانضباط بين أي فريق عمل في إطار جماعيٍّ، إنما هي قضية فردية ذاتية في المقام الأول، وأنها تنبع من ذات الشخص ومن قناعاته بمدى أهمية الالتزام، لا من الضغط الخارجي عليه.
فالموظف المنضبط يحافظ علي مواعيد الدوام، سواءً في المصالح الحكومية أو الخاصة، وهو يؤدي عمله على أكمل وجه، حيث يجد في إتقان عمله إثباتًا لذاته، ويكون قدوة حسنة لزملائه في العمل، وفي نفس الوقت موضع تقدير من رؤسائه.
دراسة حالة:
وهي دراسة العوامل المؤثرة في الانضباط الوظيفي، من خلال دراسة ميدانية على الأجهزة الحكومية بمنطقة مكة المكرمة [مستفادة من رسالة ماجستير بعنوان (العوامل المؤثرة في الانضباط الوظيفي، دراسة ميدانية على الأجهزة الحكومية بمنطقة مكة المكرمة)، هاشم حامد أحمد المالكي]، وقد توصلت الدراسة إلى أن هناك هدر لوقت العمل بلغ 1.22 ساعة من مجموع ساعات العمل والذي هي سبع ساعات.
وقد أوصت الدراسة بوجوب العمل على تحقيق أكبر قدر ممكن من الانضباط الوظيفي في الأجهزة الحكومية، من خلال استخدام وسائل إدارية وتنظيمية تمثلت في الآتي:
أ. يتعين على الرئيس المباشر أن تكون لديه المعرفة الفنية للعمل، وذلك من خلال المعرفة بالنواحي الفنية والمهارات الوظيفية بأبعاد وعمق العمل الذي يقوم به المرؤوسون والخطط والسياسات التي يسير في إطارها، والأنظمة واللوائح التي تحكمه.
ب. مكافأة الموظفين المنضبطين في العمل ماديًّا أو معنويًّا، وهم الموظفون الملتزمون بالمواعيد المحددة للحضور والانصراف، ولا يتغيبون عن العمل إلا بعذر مقبول، ولا يهدرون وقت الدوام الرسمي في السلوكيات غير المرغوب فيها، حتى يكون ذلك حافزًا للموظفين غير المنضبطين للاقتداء بهم ومنافستهم.
ت. حزم القيادة المسؤولة في تطبيق الأنظمة العقابية التي نص عليها نظام تأديب الموظف العام، وعدم التهاون والتحيز في تطبيقها بين المرؤوسين، حتى يتحقق الهدف من العقاب وهو القضاء على تلك السلوكيات الخاطئة.
ث. لابد أن يعرف كل موظف ما له من حقوق وما عليه من واجبات، حيث تشمل الواجبات السلوك والتصرفات المرغوب فيها والتي يجب على الموظف الالتزام بها ومراعاتها، كما تشتمل أيضًا على السلوك والتصرفات غير المرغوب فيها والتي يجب عليه الامتناع عنها.
ج. عقد دورات وندوات ومناقشات أثناء أوقات الدوام الرسمي في مجال الانضباط الوظيفي، تهدف إلى تعريف الموظفين بأخلاقيات الوظيفة العامة، والتي ترتكز على المبادئ الأخلاقية النابعة من القرآن والسنة النبوية الشريفة.
الانضباط له صور عديدة في حياة العامل منها:
أولًا: الانضباط في الوقت: فالإنسان ما هو إلا مجموع أيام حياتك، فاهتمام المرء بوقته واستثماره اهتمام بنفسه وعمره.
ثانيًا: الانضباط في الهيئة. (الشكل).
1- اهتم بشكلك الخارجي، ليكن شعر لحيتك مرجلًا ونظيفًا، قص من الشارب.
2- حافظ على نظافة شعر رأسك وتعهد طوله.
3- اهتم بسنن الفطرة مثل: نظافة الأسنان (السواك)، نظافة الأظافر وتقليمها، نتف الإبطين، واعتن برائحة جسمك ونظافته.
4- التزم بالزي الرسمي، وحافظ على نظافته ونظارته، واهتم بهندامك، وتعهد نظافة قدميك وشرابك وحذائك.
5- تجنب لبس القمصان ذات الكتابات والمثيرة والملونة، وتجنب لبس القبعات.
ثالثًا: الانضباط في التصرفات: يحتاج الإنسان للتعامل مع من هو أعلى منه، ومن هو مثله، ومن هو أصغر منه، وانضباطه في التعامل يحفز الآخرين على احترامه، ولذا:
1. اعرف قدر المدربين والمسؤولين وعاملهم كما تعامل والديك.
2. عامل زملائك كإخوانك، وحب لهم الخير وتعاون معهم على البر.
3. عامل الضعفاء ومن هم دونك باحترام ورحمة.
4. أنت في مجتمع متعلم، ولن تنال حقوقك بالقوة والعضلات، وإنما بالإقناع والبيان.
5. حافظ على ممتلكات ومرافق العمل فهي لك ولإخوانك.
6. تجنب الغش بجميع صوره فنتائجه وخيمة.
7. أطع مديريك والمسئولين عنك ونفذ الأوامر المطلوبة منك بدقة وإتقان.
ليس بالانضباط وحده ولكن:
تعطل محرك الباخرة وحاول القبطان عمل كل ما في وسعه لإصلاحه بما في ذلك الاستعانة بأحسن الخبراء في مجال البواخر، ولكن كل جهوده باءت بالفشل.
وفي أحد الأيام وأثناء مناقشة القبطان لأحد مساعديه بخصوص نفس المشكلة، اقترب منه أحد الأشخاص وقال له: (آسف لإزعاجك، فأنا الباخرة معطلة منذ عشرة أيام، ومن باب الفضول سألت واحدًا من طاقم الباخرة فقال لي: إن المحرك به عطل ويحتاج إلى إصلاح، فهل ما زلت في حاجة لأحد يقوم بإصلاحه؟)، وبدون تردد قال القبطان: (نعم، ولماذا تسأل؟)، فرد الرجل قائلًا: (بإمكاني أن أقوم بإصلاحه).
ظهرت الدهشة على وجه القبطان؛ حيث إن هذا الشخص لم تكن تبدو عليه علامات تدل على أنه خبير بأمور البواخر، واصطحبه القبطان إلى مكان محرك الباخرة، وتركه ولكن ظل يراقبه من بعيد، فأخرج الرجل من جيبه مطرقة صغيرة وبدأ يطرق على المحرك بضربات متنوعة في أماكن مختلفة ويسمع، ويقوم بلمس المحرك ثم يقوم بالنظر إلى أماكن مختلفة في المحرك، وأخيرًا طرق جزء معينًا في المحرك وقام بربط مسمار كان غير محكم وبدت الدهشة على وجه القبطان عندما بدأ محرك الباخرة في العمل مرة أخرى.
وسعد القبطان سعادة عارمة، وسأل الرجل: (كيف استطعت عمل ذلك؟)، فرد عليه الرجل بابتسامة وقال: (المهارة)، وناول القبطان ورقة مكتوب عليها رقم واحد فقط: (ألف دولار)، نظر القبطان إلى الورقة وقال له: (ألف دولار مقابل عمل لمدة عشر دقائق، أرجوك اشرح لي هذا؟)، ورد عليه الرجل وقال: (بكل سرور)، وناوله ورقة أخرى كتب عليها: (دولار واحد مقابل الطرق على المحرك بالمطرقة، و999 دولار لأنني عرفت بالتحديد المكان الذي يجب أن أقوم بالطرق عليه في المحرك) [المفاتيح العشرة للنجاح، د.إبراهيم الفقي،ص(61-62)].
إذًا فالمهارة أساس من أسس نجاح أي فرد، وليس الحظ كما يعتقد البعض، ممن يتخذون المثل القائل: (أعطني حظًا، وألقني في البحر) شعارًا لهم في حياتهم؛ وذلك لأنك إن أعطيت حظًا لمن لا يجيد مهارة السباحة، ثم ألقيته في البحر، فسيكون وليمة شهية لجميع الكائنات البحرية.
أنواع المهارات:
1. مهارات فنية أو (Technical Skills):
وهي المهارات المتعلقة بكيفية أداء المهام والأعمال المطلوبة منك، فمثلًا إذا كنت موظف برمجة، تجيد استخدام لغة الحاسب وتتقنها.
2. مهارات حياتية: مثل مهارات الاتصال بالآخرين وقيادة فريق العمل وتنظيم الوقت.
وها هي جملة من الصفات والمهارات الرئيسة للموظف الناجح، ومن أهمها ما يلي:
1. القدرة على التقاط المعلومات، وتحويلها إلى معرفة قابلة للاستخدام.
2. القدرة على التكيف والتعلم بسرعة، وامتلاك المهارات اللازمة لذلك.
3. إتقان التعامل مع تقنية المعلومات، والتقنية المعتمدة على الحاسب، وتطبيقاتها في مجال العمل.
4. القدرة على التعاون والعمل ضمن فريق، وإتقان مهارات الاتصال اللفظية والكتابية.
5. امتلاك مهارات إضافية مميزة تختلف عن المهارات التقليدية في الأعمال الروتينية.
6. إتقان أكثر من لغة حتى يمكن العمل في بيئة عمل عالمية.
7. إتقان العمل خارج حدود المكان والزمان والقدرة على إدارة العمل سواء كان ذلك في بيئات عمل تقليدية أو بيئات افتراضية.
8. القدرة على تحديد الحاجات والرغبات الفريدة الخاصة بالمستهلكين الأفراد أو المؤسسات والهيئات، فلم تعد المنتجات ذات المواصفات المعيارية الموحدة تناسب الجميع.
بل هذا ما يؤكده المدير التنفيذي الأعلى لمؤسسة AGR [مؤسسة غير هادفة للربح تعنى بتشغيل الخريجين] حين يقول: (نحن نسأل أعضاءنا عن المهارات التي يبحثون عنها في الخريجين عندما يوظفون من أجل العمل، فنجد أولًا وقبل كل شيء وعلى نحو غير مفاجئ، المهارات الخاصة بين الأشخاص، والقدرة على التواصل بصورة فعالة، والقدرة على العمل ضمن فريق، ومعرفة الزبائن، كما نجد أن أرباب العمل يبحثون إلى حد بعيد عن مرشحين يتمتعون بخبرة في العمل، وهذا ينطوي على ميزة رفيعة المستوي في هذه الأيام، ولا تدعونا ننسى الخصائص القديمة للحماسة والحافز والالتزام، هذا ولا تزال تنطوي كل هذه الأمور على كثير من الأهمية بالنسبة إلى أرباب العمل) [كيف تحصل على عمل سوف تحبه، جون ليز، ص(74)].
كيف السبيل؟
وهذه جملة من التوصيات العملية من أجل زيادة المهارات الوظيفية، ومن أهم تلك التوصيات ما يلي [المفاتيح العشرة للنجاح، د.إبراهيم الفقي، ص(68-69)]:
1. اشتر كتابًا لمؤلفك المفضل، وأقرأ في مجال الأعمال والدوافع والطاقة، أقرأ على الأقل 20 دقيقة في اليوم.
2. احضر محاضرتين في السنة على الأقل.
3. تعلم لغة جديدة، تعلم كل يوم كلمة جديدة من القاموس، وفي خلال سنة سيرتفع مستوي معرفتك بدرجة مذهلة.
4. اجعل أمامك هدفًا أن تصبح ممتازًا فيما تقوم بعمله، فالناجحون يعملون باجتهاد على الأقل لمدة تتراوح من 10 إلى 12 ساعة يوميًّا، وأنت من تلقاء نفسك تعمل لمدة 8 ساعات في اليوم من أجل البقاء، وأي ساعات إضافية تكون استثمارًا لمستقبلك وتطويرًا له.
5. استيقظ دائمًا نصف ساعة مبكرًا، واستخدم هذا الوقت في ابتكار أفكار جديدة، وأطلق على هذا الوقت (وقت الأفكار)، ودوِّن كل فكرة جديدة مفيدة تخطر على بالك، وقم بعمل ملخص يجمع كل هذا الأفكار، وابدأ بتنفيذ الأفكار التي تقربك من تحقيق أهدافك، فكما يقول فيكتور هوجو: (من الممكن مقاومة غزو الجيوش، ولكن لا يمكن مقاومة أي فكرة آن وقتها).
6. احتفظ بمفكرة صغيرة وقلم بجانب سريرك دائمًا، وقم بتدوين أي فكرة هامة تخطر على بالك.
7. اسأل نفسك كل يوم: ما الذي يمكن عمله في هذا اليوم؛ لكي أحسن من مستوى حياتي؟
8. قبل النوم يجب القيام بعمل الآتي:
- اسأل نفسك هل استعملت يومك بطريقة ذكية؟
- إذا كان في إمكانك أن تعيش هذا اليوم مرة أخرى، فما الذي تقوم بعمله بطريقة مختلفة عما حدث فعلًا؟