نور الحكمة
طاقم الإشراف العام
- رقم العضوية :
- 1879
- البلد/ المدينة :
- التفكير الراقي
- العَمَــــــــــلْ :
- المساعدة لجميع الناس
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 9346
- نقاط التميز :
- 11190
- التَـــسْجِيلْ :
- 26/09/2010
البـــــدوي ....و.... سكرتيرة المديــــر
ليس القميص الذي يرتديه بالجذاب......, ليس له بين أهل المدينة أصحاب ........
وليس له قريب أو من أحد الأحباب ...... لعله لأول مرة يلج هذا الشاهق من البناء
خطواته تنم على أنه بـــــدوي ....لا يحسن العد والحساب .... فهذه أرضية ممردة
سريعـــة الانــــــزلاق والالتهاب ..وهناك فجاج وأوديـــة وجبــال وحقول وتراب........
..... ما الــــــــذي رمـــــى بك بيـــــــن أحضــــــــان المدنيـــــــة يا بـــــــدوي.؟......
ومن تحت إبطه استخرج خرقة بالية ..فتحها... أخذ منها عدة أوراق ..وضعها على ظهر مكتب
كانت وراءه تقبع دمية آية في الجمال..في البهاء... في اللمعان... هكذا خيل إليه...
*- أهذه هي الأوراق المطلوبة سيدتي..؟
وبكسل وخمول ونظرة ازدراء واستهزاء واحتقار ...مدت يدها ..سحبتها ..رفعا وخفضا
تقليبا وخضا ودون اعتبار ..دون تبصر... دون كلمة ترحيب ولا حسن استقبال و قالت:
*- خذ أوراقك وعد غدا ...؟ أنهينا العمل ....
*- هذه المرة الثالثة سيدتي وأنت تفعلين معي هذا الفعل ...
لم تعبأ به هذه الدمية المنمقة ..لأنه بدوي ليس إلا ..
*- يا هذه..؟ إياك أكلم ألا تفقهين قولي ؟ أبلساني عقدة...؟
*- لا تكثر الهرف ..؟ قلت لك غدا عد...؟
*- حاضر ومن الآن الساعات أعد
*- ما ذا قلت...أعد..؟
*- لا شيئ حتى الغد ..
وعاد البدوي في اليوم الموالي وفي نفس الموعد .. رمقته بنظرة غير نظرة البارحة
وبادرته بقولها : أهلا بك سيد.......
ثم سربت يدها وسحبت منه الأوراق التي أضحت كعجينة بين يدي الخباز من كثرة النشر والطي .
ونطقت شفتاها- والابتسامة تحفهما – جملة من حديث أهل ما وراء البحار
*- vous êtes très gentil
فرك أصابعه وشبك ... ونظر إليها معيدا التحية لكن بطريقته البدوية , وبلفظة أدبية , هزت كيانها
إنها إجابة تعود لعهد / فيكتور هيغو... و موريس كرام .. وبلزاك.. وموريس ميسيقي .. وآرفي بزان...
*- que dieu vous préserve
حملقت في وجهه ..ذهلت ... شردت... من هذا الذي أمامها ...؟ من أين له هذا الرد المهذب..؟
أي لسان هذا الذي نطق به .....؟ سقط القلم الذي كان بين أناملها الناعمة تديره ......
ومرت لحظات ولحظات ...هو واقف بكل هدوء وأدب وتأمل .....ثابتا ثبوت الجبل جبل باديته
وهي في حيرتها حائرة.. متذبذبة.. متموجة... مذهولة .
*- تفضل سيد ....... آسفة حقا أنا شديدة الأسف ..اعتذاري كل اعتذاري على ما بدا مني ....
أسمحتني ...؟ أعفوت عني..؟
..... والتطبع لا يغلب الطبع .....
فأني للبدوي ألا يكون إلا مسامحا ... أليس هو بأصيل؟ ولسانه عربي ودليل؟ صقله وهذبه قول الجليل
*- لا عليك سيدتي فسيد القوم لا يحمل عندنا حقدا ولا ضغينة ..
*- هل آنت متزوج أم أرمل .؟أم...
*- ولما هذا السؤال يا سيدتي أهو تكملة للملف.؟
*- لا . مجرد فضول .. أسحبه إن أغضبك...
*- وهل لي أن أبادلك السؤال...؟
*- تفضل بكل تقدير...؟
*- ما هذا الذي عليك ..؟ إني أراه غريبا عن جلدك ..صحيح ..؟
*- لم أفهم قصدك ..ما ذا تعني ..؟ وما ترمي إليه..؟
*- لا ..شيئ .... غدا فجرا سأعود إلى باديتي........ حيث أمي هناك تنتظرني..... فقد طالت عنها غيبتي.
** بقلم الأستاذ الفاضل / إبراهيم تايحي **
ليس القميص الذي يرتديه بالجذاب......, ليس له بين أهل المدينة أصحاب ........
وليس له قريب أو من أحد الأحباب ...... لعله لأول مرة يلج هذا الشاهق من البناء
خطواته تنم على أنه بـــــدوي ....لا يحسن العد والحساب .... فهذه أرضية ممردة
سريعـــة الانــــــزلاق والالتهاب ..وهناك فجاج وأوديـــة وجبــال وحقول وتراب........
..... ما الــــــــذي رمـــــى بك بيـــــــن أحضــــــــان المدنيـــــــة يا بـــــــدوي.؟......
ومن تحت إبطه استخرج خرقة بالية ..فتحها... أخذ منها عدة أوراق ..وضعها على ظهر مكتب
كانت وراءه تقبع دمية آية في الجمال..في البهاء... في اللمعان... هكذا خيل إليه...
*- أهذه هي الأوراق المطلوبة سيدتي..؟
وبكسل وخمول ونظرة ازدراء واستهزاء واحتقار ...مدت يدها ..سحبتها ..رفعا وخفضا
تقليبا وخضا ودون اعتبار ..دون تبصر... دون كلمة ترحيب ولا حسن استقبال و قالت:
*- خذ أوراقك وعد غدا ...؟ أنهينا العمل ....
*- هذه المرة الثالثة سيدتي وأنت تفعلين معي هذا الفعل ...
لم تعبأ به هذه الدمية المنمقة ..لأنه بدوي ليس إلا ..
*- يا هذه..؟ إياك أكلم ألا تفقهين قولي ؟ أبلساني عقدة...؟
*- لا تكثر الهرف ..؟ قلت لك غدا عد...؟
*- حاضر ومن الآن الساعات أعد
*- ما ذا قلت...أعد..؟
*- لا شيئ حتى الغد ..
وعاد البدوي في اليوم الموالي وفي نفس الموعد .. رمقته بنظرة غير نظرة البارحة
وبادرته بقولها : أهلا بك سيد.......
ثم سربت يدها وسحبت منه الأوراق التي أضحت كعجينة بين يدي الخباز من كثرة النشر والطي .
ونطقت شفتاها- والابتسامة تحفهما – جملة من حديث أهل ما وراء البحار
*- vous êtes très gentil
فرك أصابعه وشبك ... ونظر إليها معيدا التحية لكن بطريقته البدوية , وبلفظة أدبية , هزت كيانها
إنها إجابة تعود لعهد / فيكتور هيغو... و موريس كرام .. وبلزاك.. وموريس ميسيقي .. وآرفي بزان...
*- que dieu vous préserve
حملقت في وجهه ..ذهلت ... شردت... من هذا الذي أمامها ...؟ من أين له هذا الرد المهذب..؟
أي لسان هذا الذي نطق به .....؟ سقط القلم الذي كان بين أناملها الناعمة تديره ......
ومرت لحظات ولحظات ...هو واقف بكل هدوء وأدب وتأمل .....ثابتا ثبوت الجبل جبل باديته
وهي في حيرتها حائرة.. متذبذبة.. متموجة... مذهولة .
*- تفضل سيد ....... آسفة حقا أنا شديدة الأسف ..اعتذاري كل اعتذاري على ما بدا مني ....
أسمحتني ...؟ أعفوت عني..؟
..... والتطبع لا يغلب الطبع .....
فأني للبدوي ألا يكون إلا مسامحا ... أليس هو بأصيل؟ ولسانه عربي ودليل؟ صقله وهذبه قول الجليل
*- لا عليك سيدتي فسيد القوم لا يحمل عندنا حقدا ولا ضغينة ..
*- هل آنت متزوج أم أرمل .؟أم...
*- ولما هذا السؤال يا سيدتي أهو تكملة للملف.؟
*- لا . مجرد فضول .. أسحبه إن أغضبك...
*- وهل لي أن أبادلك السؤال...؟
*- تفضل بكل تقدير...؟
*- ما هذا الذي عليك ..؟ إني أراه غريبا عن جلدك ..صحيح ..؟
*- لم أفهم قصدك ..ما ذا تعني ..؟ وما ترمي إليه..؟
*- لا ..شيئ .... غدا فجرا سأعود إلى باديتي........ حيث أمي هناك تنتظرني..... فقد طالت عنها غيبتي.
** بقلم الأستاذ الفاضل / إبراهيم تايحي **