الفارس الملثم
طاقم الكتاب الحصريين
- البلد/ المدينة :
- barika
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 3599
- نقاط التميز :
- 7496
- التَـــسْجِيلْ :
- 01/01/2013
هل التسول مهنة أم رســــــالة.....؟
(( وأما السائل فلا تنهر))
مفهوم التسول عموما: هو طلب حاجة[ مال.. طعام.. لباس.. مبيت....] وهنا نوضح أن التسول
هذا أو قل إن شئت الاستجداء يحصل من أشخاص [ ذكورا كانوا أو إناثا... كبارا أو صغارا]
دون مراعاة مدى صدقهم من كذبهم , وبالتالي نستطيع القول أن التسول يعتبر ظاهرة مشينة سيما وسط المجتمع العربي الإسلامي.
ظاهرة التسول: كثيرا ما تظهر جلية على قارعت الطرق , وأمام المساجد ...
وهي إن دلت على شيئ فإنما تدل على أنها استنزاف لماء الوجه , وقد نجد من حين لآخر لجوء هؤلاء المتسولين أو بعضهم أو أغلبيتهم إلى عدة طرق لكسب عطف الناس وكرمهم , وهذا إما بعاهات مفبركة غالبا أو بإدعاء سوء حال الوضعية الاجتماعية , ولك أن تستمع بأرقى أنواع المدح والثناء والدعاء الذي كثيرا ما يمزج بمكاء وبكاء .
وهناك وجوه أخرى للتسول مثل لجوء البعض خاصة منهم الأطفال إلى تنظيف زجاج السيارات أو حمل أكياس وأمتعة قصد المساعدة بمقابل ...
كل ذلك يندرج تحت طائلة جلب عطف وكرم الآخرين .....
أسباب ظاهرة التسول: في حقيقة الأمر هي متعددة ومتنوعة في الشكل والمضمون والدوافع إلا أنه بالإمكان أن ذكر بعضها
1/ الفقر: ونعني به الحاجة الملحة والضرورية للعيش سواء ما تعلق بالأكل أو اللباس أو التعليم أو العلاج....
2/ تفشي ظاهرة البطالة: وتتجلى آياتها وسط الأسر ذات العدد الكبير في أفرادها , أين يكون الوالد صفر اليدين ليس بإمكانه توفير ما سبق ذكره أو توفاه الله
3/ ضعف دور الهيئات والجمعيات الخيرية – إلا القليل القليل منها-
أوضاع التسول: للتسول أوضاع وطرق عبر القارات كلها , إلا أنها تختلف من مجتمع لآخر فمثلا في المجتمعات العربية المسلمة كثيرا ما نرى أماكن المتسولين تتمركز أمام المساجد وعلى الأرصفة وحول الأضرحة وبعض المحلات [ مطاعم ومخابز] أيضا لدى أبواب أو بين المرضى في عيادات الأطباء .. بينما نجدها عند المجتمعات الغربية على غير ذلك الوجه عموما , فهم أي المتسولون عندهم غالبا ما يحطون رحالهم في محطات السفر مثل [ أنفاق المترو- والحدائق العامة- وأمام كبريات المحلات- والمتاحف- شعارهم في ذلك –عند الشباب والشابات .العزف والغناء , ومنهم من يلجأ لوسيلة لو أنها استعملت بطريقة حضرية عصرية لكانت ذات مردود كالرسم مثلا] دون أن ننسى أن هناك وسائل أخرى لهذه الظاهرة – واعتبرها أنا شخصيا من أسوإ السلوكيات والتصرفات , حيث نرى ما يندى له الجبين مما يبث عن طريق الشبكة العنكابوتية , ومن خلالها بعض المنتديات , وكذا ما يفعله الجوال إذ هو وقع بين أيدي آثمة.... فهذه قد أمنت لهؤلاء وسيلة ناجعة للاستجداء
ومن خلال النظرة المقتضبة هذه نستخلص ما يلي:
نتـــــائج التســــول: نظرا لما تدر عليهم – على المتسولين أو في اعتقادهم – هذه المهنة
فقد أفرزت ظاهرة جد سلبية وخطيرة في نفس الوقت
1/ من المتسولين من يستأجر الأطفال وحتى الرضع ويستغلونهم كعنوان
2/ اصطناع العجز الجسدي أو اللفظي [ عاهات ]
3/ التسول يدفع إلى الجريمة والإنحراف الخلقي والسلوكي
4/ استغلال البعض – حتى من هم ميسوري الحال – لفئة أو فئات كموظفين – إن صح التعبير- يتم لهم تحديد أماكن وأوقات معينة , وبعدها مساء تتم عملية صب المبالغ المجموعة لدى هذا الرئيس , مقابل أجر زهيد أو ربما مقدار لقمة عيش .
موقف الدول من هذا: على كل فإن ظاهرة التسول هي وصمة عار على جبين كل الأمم , بغض النظر عن طبيعة نظامها وعقيدتها وإيديولوجياتها, ونحن امة من بين هذه الأمم أعزنا الله وكرمنا بالإسلام , هذا الدين الذي حارب هذه الظاهرة وبطرق منها:
1/ الرفق بهؤلاء المتسولين – إن كانوا فعلا في حاجة لذلك- (( وأما السائل فلا تنهر))
2/ الوقوف بحزم أمام تفشي هذه الظاهرة ومعالجتها بما جاء به رسول الله محمد – صلاة ربي وسلامه عليه- وهو الصادق الأمين( لأن يحمل أحدكم حزمة من حطب ويحتطب خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه) ألا أيها الناس... أيها الباحثون ..أيها العقلاء .. أيها المتدبرون ..
عوا جيد معاني هذا الحديث الشريف ............؟
ثم أنظروا – يرحمني وإياكم الله- قوله سبحانه وتعالى((إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم ))
نعم تلكم الزكاة والتي هي وسيلة كفيلة أقرها وفرضها الله تعالى تقدست أسماؤه وعظم شأنه ووسع علمه كل شيئ .. كفيلة بأن تجعل من أفراد المجتمع الإسلامي لبنة متراصة متآخية متحابة كالعضو في الجسد الواحد لا حسد من فقير لغني ولا غلو ولا تعالي ولا بغضاء
الغني يحن ويعطف على البائسين , والفقير يهنأ ويحافظ على ماء وجهه ولعله يتعظ ويتدبر شأنه ويصلح حاله..
قال الإمام الطبري [: أي لا تنال هذه الصدقات إلا الفقراء والمساكين ومن سماهم الله جل ثناؤه
والآية تقتضي حصر الصدقات وهي الزكاة في هذه الأصناف الثمانية , فلا يجوز أن يعطى منها غيرهم , والفقير الذي له بلغة من العيش والمسكين الذي لا شيئ له
قال يوسف : سألت أعرابيا أفقير أنت؟
فقال: لا والله بل مسكين , وقيل المسكين أحسن حالا من الفقير والمسألة خلافية.
قال في التسهيل : ..وإنما حصر مصرف الزكاة في تلك الأصناف ليقطع طمع المنافقين فيها ]
قلت هكذا عالج الإسلام هذه الظاهرة , بينما نرى في الدول غير المسلمة وسائل أخرى لا تخرج عن دائرة العطف ليس إلا.
مما سبق لا خلاف ولا اختلاف بين اثنين في أن هذه الظاهرة أضحت مهنة مدرة , ولا غرو إن قلت لها مديروها ومسيروها إن لم أقل لها مقراتها ومواقيتها ولعل لها مجالسها الـتأديبية لكل من شاط وانحرف عما أمر به من قبل مستخدمه.
وعليه نصل إلى القول : هل حقا أن كل المتسولين في حاجة لما ذكر ؟
أقول لا ..وكلا.. فالسواد الأعظم منهم احترفها احترافا , وأتقن أدوراها وأجادها , ولا أغالي إن قلت هناك من المتسولين من جمع ثروة لا تطال ...
أخيرا أرفع سؤلي قائلا1/ ما دور الدول عامة والمسلمة على وجه خاص ؟
2/ أين نشاطات الجمعيات الخيرية أم أنها كانت من الوهم أقرب إليه من الحقيقة ؟ - مع استثنائي لبعضها جزاهم الله خيرا-
3/ أين دور الدعاة.. الأئمة... ومن في قلوبهم الرحمة.. ومن أوتوا من رزق الله ومن ماله أم أنهم عليه حراس وليسوا بأصحابه؟
4/ أين المنفقون في سبيل الله ولوجهه تعالى ؟ لا ريب أنهم كثر– زادهم الله من فضله-
اختم مقالي هذا بكلمة أتمنى على الله ثم على من هدا هم الله سبيل الرشاد: أن الحسنة مضاعفة إلى سبع مائة إن شاء رب العالمين وأن هذه الظاهرة ما هي إلا رسالة مشفرة لذوي الألباب.
إبراهيم تايحي