منتدى وادي العرب الجزائري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


avatar

الفارس الملثم

طاقم الكتاب الحصريين
البلد/ المدينة :
barika
المُسَــاهَمَـاتْ :
3599
نقاط التميز :
7496
التَـــسْجِيلْ :
01/01/2013
عمر وكليته اليسرى [ ج3]
وسام ألفت آمنة إيلافا فاق الخيال والتوقعات ....وسام البراءة .وسام الطفلة الملاك
ملكت قلب آمنة, وبها آمنة ازدادت تعلقا ...هي ملتصقة بها طيلة النهار وعلى مدى ساعات
من الليل ......
أنقول وسام نست أمها.. حنانها...حبها...ضمها...صدرها... ربما ..ربما...
وها هو العام السادس من عمر وسام والسنة الثانية لاقتران عمر بآمنة , وعلى
مدى أيام قليلة ستلد آمنة ... والطب يقول أنها ستضعها أنثى تؤنس وحدة وسام
وتعضد ظهر آمنة , وتعوض عمرا الذي فات , فمن السابق إذن لتسمية المولودة الجديدة
بطبيعة الحال لا عمر يسمي ولا آمنة هي الأخرى بل السيدة الطيبة زوجة خال عمر وقد سمتها من قبل بعد تمني .....................
وقبل ذاك اليوم كان عمر على موعد للتوقيع على شهادة رحيله الأبدي , حيث البعثة العلمية كان هو أحد أفرادها إن لم نقل رئيسها وأول ..............؟
وتصرخ آمنة في حلمها وهي على الفراش وزوجها بجانبها : لا..لا أرجوك لا تفعل أبق معنا وسام وسام من لها إن أنت ...
ويستفيق عمر مرعوبا هلعا ..ما بك آمنة ؟ ..ما بك؟ اللهم اجعله خيرا..؟
آمنة آثرت لحظتها ألا تعيد الحلم تجنبا وتحاشيا للتأويل
في يوم اشتد رعده ..واسود فضاؤه... فحل قضاؤه ....
وعلى الطائرة كان عمر مع رفاقه وهم يتجاذبون أطراف الحديث .. إلا أن هذه المرة لم يكن
عمر عمرا .. كان شخصا آخر حزينا.. على وجهه سحابة من الكآبة ..شارد الفكر ..تائه اللب ... يمسك بيده أوراقا وقد عجنها دون أن ينتبه ....لمعان ينبعث من مقلتيه ..عبارات ما نزلت لتريح وما هدأت ليستريح ... عمر ساه وطال تخمينه وطغى تياهانه , ولا أحد تجرأ عن سؤله وصمته لأنهم تعودوا عليه في الكثير من المرات لكن هذه المرة غيرها عما سبق .
بعد مضي ثماني ساعات من الطيران ها هي المضيفة تطلب ربط أحزمة الأمن استعدادا لهبوط الطائرة القريب ...
سيدي فضلا اربط حزامك./. المضيفة تطلب منه ذلك.........
ثم بعد جولة بين الصفوف عادت تكرر قولها : سيدي فضلا اربط حزامك ...رفعت قليلا من صوتها وبلطف ربت على كتفه سيدي ...
مال الجسد وانكب على ظهر المقعد الموالي ....................
( إنا لله وإنا إليه راجعون)
هذا ما سمع الحاضرون المعزون في بيت خال عمر من آمنة .
وسجي الجثمان ووري التراب ( يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي).
أعظم الله أجركم.... رحمه الله... صبرا جميلا... ادعوا له بالرحمة . .....
عبارات تعزية ومؤاساة وتآزر من الجميع.. ممن حضر وممن تعذر عليه الحضور هتف
ومرت الأيام سراعا...آمنة ووسام في ود ووئام ...وجاءت لحظة الوضع وبان مخاضها
وكانت السيدة الطيبة على استعداد وحزم .. نعم وضعتها أنثى , وإني سميتها هيام ...
تعجبت السيدة زوجة خال المرحوم عمر وقالت: سبحان الله وأنا التي كنت أحتفظ بهذا الاسم
سرا لا يعلمه أحد من الناس..... لقد رأيته يا خالة في حلمي ليلة البارحة وقال لي: سمي بما سمت به خالتي .....
أفصحي ابنتي لم أفهم ؟
نعم زارني عمر وقال لي: سميها بما سمتها به خالتي فقلت له : وبما سمتها يا عمر؟ قال : هيام حبيبتي أخت ومؤنسة وسام ... هي حلمي الذي مني ضاع يا آمنة ....
رحم الله عمر / قالت الخالة.
آمنة تحسنت حالتها الصحية وعادت تمارس نشاطها المنزلي كالعادة .. ويوما وبينما هي ترتب أوراقا وكتبا كانت لعمر إذ بها تقف على ظرف مغلق كتب عليه [ إلى زوجتي آمنة ..لا يفتح إلا بعد ....؟]لم تتمالك المسكينة نفسها ..رمت بالظرف.. صرخت بصمت وبكت ....
دموع عينيها وديانا وأنهارا ... وعلى أرض الغرفة تمددت
...ماما...ماما..
ما بك وسام ؟/ قالت الخالة
ماما..ماما. وهي تمرر يديها على وجه آمنة .. تقبلها ..تغسل محياها بدموعها ..ماما ..ماما
بعد إنعاشها بمشروب طبيعي عشبي أحضرته الخالة ..استعادت آمنة وعيها تدريجيا .. وبعض من النساء من حولها – هن صديقات الخالة ...
فجأة...... الرسالة .. الرسالة أين وضعتها كانت هنا... أين هي؟
أية رسالة يا آمنة / قالت الخالة
رسالة عمر يا خالتي /
رسالة عمر؟ / قالت الخالة وعلامات التعجب تكسو محياها
حرج أمام ضيفاتها حيث تصرف آمنة يبدو أنه غير طبيعي لكـــــن...
ها هي وجدتها يا خالة نعم وجدتها
وبيدين مرتجفتين ضمتها لصدرها ثم قبلتها ..ثم من أنفها قربتها .. وكأنها تشم رائحة عمر فيها
وعلى الأريكة المقابلة لسريرها جلست وبين يديها الرسالة تشد عليها خشية أن تضيع منها مرة أخرى .
هيا آمنة افتحي هذه الرسالة / الخالة
إن شاء الله كل خير / النساء قلن
فضت الظرف .., استخرجت ما فيه من أوراق .. ما هذا كلمات قليلة ..أرقام كثيرة
هيا يا آمنة اقرئي..؟ هيا زاد شوقنا لمعرفة ما كتب عليها / قالت الخالة
انتظري خالتي...؟ مجرد أسماء وأرقام ... انتظري ..؟
اشرأبت الأعناق وشدت نحو آمنة والصمت قد أسدل أجنحته وكأن الطير على الرؤوس لهفة لمعرفة ما بالرسالة ..وبينما هم على هذا الحال إلا وتأوه من صدر آمنة كاد يوقع سقف الغرفة على من فيها تلاه إغماء ........
إبراهيم تايحي





إلى اللقاء في الجزء الرابع.
 
melissa

melissa

طاقم المشرفين
رقم العضوية :
12924
البلد/ المدينة :
jijel
العَمَــــــــــلْ :
طالبة جامعية
المُسَــاهَمَـاتْ :
6768
نقاط التميز :
6286
التَـــسْجِيلْ :
27/02/2011
مات عمر وهو ملك القصة ومحبوب الجميع
انا لله وانا اليه راجعون..كل نفس ذائقة الموت فصبرا آال عمر


متشوقة الى الجزء الرابع فضولية لمعرفة ما بالرسالة التي تحملها آمنة

ستجدني في الجزء القادم
تحياتي
 

privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:

لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى