الفارس الملثم
طاقم الكتاب الحصريين
- البلد/ المدينة :
- barika
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 3599
- نقاط التميز :
- 7496
- التَـــسْجِيلْ :
- 01/01/2013
ذكـــاء ملك ...و.. حيلة فارسيـن
............. ونادى منادي الملك...............
أيها الفرسان لبوا نداء الملك السلطان.........؟
هيا لا تتأخروا فقد آن الأوان.....................
................. اكتظت الساحة وأظلمت آفاقها.........
كوكبة تسأل , وأخرى تتساءل :..................
........ ما حاجة الملك.؟..........
سحابة من غوغاء ورذاذ شرر من منقار ببغاء.............
سكون....هدوء... همس... خمدت جذوة اللسان.............
أعناق تكاد تضاهي رقاب الجمال فما ذنب الزرافة...؟
عيون شاخصة في بحرها تغرق ..................
............. ما حاجة الملك...؟..............
أيها الملبون للنداء ...الملك يطلب- وفي الحين- حضور فارسين اثنين ....
فوضوا من بينكم من ترونهما جديرين...؟
وتقدم منهم اثنان ....خطاهما ثقيلة ...رأساهما أقرب ما تكون لصدريهما قربا.......
*- أين الجوادان..........؟
*- هنا يا مولانا وراء تل ونخيل قريبا من المكان
*- اسمعا على كل واحد منكما أن يسابق الآخر , وجائزتي لمن حاز المرتبة الثانية..
ألكلامي أنتما سامعان.......؟
وقعت الواقعة .. كل منهما في حيرة..ذهول... شرود.. تياهان... تعجبا من جائزة آخر زمان...؟
وحلت ساعة المخاض ...
اعتلى الفارس...... جواد الفارس الآخر..وركب الفارس الآخر جواد خصمه... حصان نده....
وأذن مؤذن الحنجرة الطويلة في البوق إشارة لانطلاق لعبة السوق......
وراح كل منهما يشبع ضربا .. وخزا ..وكزا صهوة الذي يعتليه ..
هنا لا تسأل عن عد الضربات ..الطعنات التي وجدت مقرها ومستقرها في وعلى ظهر كل من البريئين....
هنا لا تسأل لأنك حتى وإن غصت.. سبحت.. سجرت بنات فكرك وعقلك لا تصل لنتيجة
حتى يقضى إليك علمها بعد حين...........
وغلبت الحيلة – حيلة الفارسين – ذكاء الملك .......
هكذا بدا للجميع..للكل... للحاشية.. لضيوف البلاط ...للمصفقين.. حتى أن ضريرهم توهم أنه أدخل الخيط في سم الخياط ..
غير أن هناك في زاوية الزمن هيكلا علاه غبار من نار ودمار, غريب الديار لم يعبأ بوجوده أحد , وهو دوما على هذا الحال وحيدا ..تراه مساء صباحا عن الأنام بعيدا شريدا ..
هذا الهيكل أدرك أن أقنعة الحاضرين قد خدرت ببخار من جوف مرجل من طين ..تناثرت ذراته قذفا من أفواه الشياطين............
نعم أدرك ببصيرته وحنكة تجاربه وأخاديد وجهه ..أن الملك ذكي وفي حديثه سر دفين....
*- مولانا الملك : لا تدعنا متخاصمين ..والجائزة بيننا اقسمها أثنين..؟
هذا جوادي الذي حاز... وذاك الفارس هو راكبه الذي فاز...
صمت الملك هنيهة ..وعيناه تأمران , ثم انتفض كصقر : ليس اليوم , وليس غدا ولا بعد غد
جائزتكما .........
لا تحسبان أنني غافل خب لما تطمحان...أيها الأحمقان.. أيها الغبيان.. أيها المتطفلان..
جائزتي لا ينالها مخادعان .....
فالفارس الحق القح لعمرك يرضى لفرسه أن يمتطيها غيره من إنس ولا جان........
هذا الفارس الذي أعنيه هو بيننا ملثم , بدوي أصيل متربص ينتظر....
فإن أصابته زوابع أو عواصف من ريح أو غبار من رماد ستر....
وإن أصابه قر وبرد وصقيع وثلج لف حوله برنوسه وتدثر....
.... أيها الجلاد...أيها السياف.... أيها السجان تكريما لهذا وفرسه ليوم الثاني عشر..
عليكم بإكرام الذي أشرت إليه , فأحسنوا مربط فرسه فهي أمه وصدق الخبر...
ألف خيمة نسجت أطرافها بشعر ,وحفت حماها بنثر من سجع وفن مقامة لا بشعر..
هناك أم تناديه... وكبد يناجيه... وقلب يحن لمن يأويه....
عهده وفاء... كلامه صدق ونقاء... وعده صرف لا يحيد وإن اشتدت وطأة البلاء...
إذا ضاقت به الضلوع تراه لله في ذلة وخشوع ........
لك وحدك يا رب ترفع الأكف بالدعاء.............
إبراهيم تايحي
