الفارس الملثم
طاقم الكتاب الحصريين
- البلد/ المدينة :
- barika
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 3599
- نقاط التميز :
- 7496
- التَـــسْجِيلْ :
- 01/01/2013
سباق الأكفاء نحو العهد والوفاء
هرج بالمدينة غير مألوف ..تجمعات بالمئات والألوف... سيارات تنعق بالدفوف...
هذا ابن العم معيوف... والآخر جار عليه معطوف.... وأولئك منظموا الصفوف...
عجبا ما ذا يحدث بحينا ..؟ وما تلك الأضاحي بقر أم خروف...؟
التحية تلوى التحية , والبسمة ترسم بسمة.... وجوه معرفة ونكرة استعارت همة ...
اليوم هم في ود ورحمة... ما أجمل وأعظم اللحمة ..؟
هكذا نبتغي العيش في ظل الوئام والسلامة... وننبذ الحقد والثأر والندامة.....
وحلت أيام الوعود فأمطرت السماء ذهبا بلا رعود, وتفنن الخطباء حمية بزيت ووقود
أنتم المستقبل الموعود ...أنتم علينا شهود... طلباتكم مقبولة بلا ردود ......
إننا ملتزمون بالعهود ...سنجعل أرضكم خضراء بلا حدود ..
ولمعيشتكم نحن فاتحون المخازن ..بانين السدود .. ولصحتكم الدواء متوفر موجود..
وللتعليم نحن جنود .. والظلم طريقه مسدود ....
نزوركم ..نتفقدكم ......نسهر من أجل مصالحكم ونشهد على قولنا الرب المعبود...
ومرت أيام وأيام وشهور , ولم يبدو في سماء الرقعة من سحاب ممطر ولا عشب أخضر ولا علم يؤثر , ولا ماء يمخر ..والصحة ميتة لم تقبر....... ولا.... ولا.. إلا من رحم ربك
لأن الناقة عقرت منذ عاد وربما ثمود ..... لا ادري .. لا أدري...؟
وترى كل صباح . وتشاهد كل مساء أعناقا مشرئبة , وأبصارا شاخصة نحو ذاك الشخص الذي اعتلى وتربع على منبر هش زينت حواشيه بريش وقش
إلا من شيخ الشيخوخة القابع هناك .. لف جسده ببرنوس وبيده عصا , ما أظنها إلا سنده ورجليه , وبجانبه شيخ الكهولة مطأطأ الرأس يسمع ويصغي لقول شيخ الشيخوخة:
خذ ني يا بني ما جنيته من حصاد الحياة ..............
احذر شيئين في هذه الدنيا [ العرس والمسؤولية] فكلاهما متعب لصاحبه..كلاهما هم وغم
فالعرس مهما بذلت وأطعمت وسقيت يتبعك اللوم والعتاب .....
وأما المسؤولية فتلك طامة كبرى لا تبقي ولا تذر ضف لها ما للعرس من مكائد ..طمع.. جور.. على مدار اليوم والليلة .........وآخرتها عند ربك خزي وندامة. رضي الله عنك يا ابن الخطاب
واعلم يا بني أن هذه السنوات التي مرت عجاف قد سوت بين المأتم والختان والزفاف
أفهمت ..؟
دعن الآن أعود للديار , فقد اشتقت لجلسة العشيرة والجار.......وأن ظهري لا يسنده إلا ذاك الجدار... حيث أمي ..والدتي بين عينيها لا زلت طفلا صغيرا محتارا. فهي تراني أهوى صيد الفراشات لا لأعذبها أو لأقص من جناحيها بل لتهديني سبيلي ليلا وفي الأفجار
إبراهيم تايحي