الفارس الملثم
طاقم الكتاب الحصريين
- البلد/ المدينة :
- barika
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 3599
- نقاط التميز :
- 7496
- التَـــسْجِيلْ :
- 01/01/2013
التربية الذاتية وصناعة القرار
التربية بمفهومها البسيط تعني الرعاية وحسن التنشئة للأبناء , وفق مواصفات ومقاييس
سلوكية وأخلاقية و اجتماعية ووجدانية ..
وهي تعبير وصورته الحقيقية للمجتمع أين ما كان وحيثما وجد . ... وللتربية مجالات
واسعة لا حدود لها , ولا زمان ولا مكان بحد ذاته , فالأطفال ينشؤون في بيئات مختلفة منها الأمية والمتعلمة والمدنية والقروية الغنية والفقيرة . وينشأ الطفل وينمي مداركه الأبوان ثم المدرسة .
ومن خلال نتائج بعض الدراسات عن النقص في التربية , ظهرت صعوبات متعددة منها العنف
والتسرب بالإضافة إلى تدني المستوى ألتحصيلي في الدراسة , هذا ونشير إلى أمر آخر مهم جدا والمتمثل في عدم متابعة ما يمكن بالنسبة إلى التجديد في المناهج والمقررات وكذا عدم ملائمة المضمون في الكتاب مع الواقع , واتباع أساليب تفوق كثيرا مستوى الفهم والاستيعاب
في شكلها العلمي والفني وفقا للتقدم ألمعلوماتي والتقني ..
وقد ذهبت بعض الدراسات إلى أننا نتعامل مع الجماعة ولكن لم نتكيف معها , ورحنا نقود التلاميذ بالجملة دون مراعاة للفروق الفردية أو مستويات الذكاء واختلاف القدرات العقلية
وتغنينا زهوا برفع شعار العمل المقاربة بالكفاءات , بينما ما هو مسطر وهو خط أحمر لا يمكن تجاوزه , ومن سولت له نفسه غير ذلك أي لا يلتزم بما هو التزاما جذريا فهو في نظر –إن كان لهم نظر وما أظن ذلك مطلقا- قلت يعتبر مخالفة خطيرة وعصيان وتمرد على النظام التربوي البيداغوجي .
نتيجة لكل هذه المعطيات تبدو التربية غير قادرة على جذب انتباه التلاميذ , وإشغال وقتهم المدرسي بما يفيد طموحاتهم للمستقبل ويصقل عقولهم , ما يؤدي سلبا إلى تحويل فئة من التلاميذ إلى قوة مدمرة عدوانية , أو منحرفة تماما هربا من الواقع إلى تناول المخدرات وسموم أخرى لها تأثير مباشر عاجلا أو آجلا عليهم سواء من الجانب العقلي أو النفسي أو الصحي ولا أغالي إن قلت الاجتماعي
إذن فالتربية باعتبارها نظريات تعتبر الفرد هو نقطة البداية وأن المدرسة هي عبارة عن تجمع لنقل تراث ما , هنا يتضح الدور الحقيقي والفعلي للمثلث الرهيب , وأعني به انفصام
العلاقة الثلاثية [ البيت* المحيط* المدرسة ] وكذلك العلاقة التي تضم الثلاثي التربوي البيداغوجي ومختصرها [ م3 ] ونعني بها
*-* المعلم ذاك الشخص المنبعث من وسط المجتمع والذي أتى لتقديم هذه الرسالة
أقول الرسالة وليست وظيفة ولا مهنة ولا حرفة فمن كان يرى غير ذلك فما عليه إل أن يودع ذلك بطلاق الثلاث حيث المربي هو حقا الرجل المناسب في المكان المناسب وليس ذاك هو الرجل المناسب في مكان المكاسب , فلنعط القوس لباريها , ولا نبخس الناس أشياءهم , وعلى المربي أن يشرب فقه وحقيقة رسالته وأنه لا يتلقى آخر الشهر أجرة كباقي الموظفين في شتى الميادين بل يجد أجرا عند الله , شأنه في ذلك شأن الطبيب والممرض , فالمربي والطبيب توأمان
لا ينفصلان .فعلى المربي أن يقوم بدوره التربوي والبيداغوجي ولا ينس أبدا أنه يقوم بعملية تعليمية , أيضا الطبيب يقوم بعملية إنسانية بغض النظر عن انتماءات وعقيدة وموطن ولسان المريض الذي بين يديه فهو أولا وأخيرا بشرا , وما فاقتنا الدول الأوروبية في جميع الميادين إلا للإتقان والحرص والانضباط ونبذ روح الإهمال والالتزام ...
*-* المتعلم : يأتي للمدرسة في أولى أيامه وكله حبورا وحبا وشغفا للتطلع لهذا العالم الملائكي
فإذا ما وجد ما كان يتصوره ويأمل فيه سلم وأفلح , أما إذا كان العكس فسرعان ما تذوب وتخمد تلك الشعلة في نفسه وشيئا فشيئا يحدث المكروه ., وما قولنا هذا إلا ما نراه ونعيشه اليوم ليس على مستوى الوطن العربي فقط بل تكاد أن تكون ظاهرة عالمية بل هي عالمية
*-* المنهاج : بطبيعة الحال لا البيت ولا المدرسة مسؤولان عليه , فهو وثيقة تصدرها الوزارة المعنية – وزارة التربية – وليس وزر التربية , أقول ليس وزر التربية لأن الشمس لا تخفيها ثقاب الغربال , وهذا أمر يطول شرحه إلا أنه يمكن الإشارة إليه
- الحجم الساعي الممل
- محتوى ومضامين بعض المواد كالفرنسية والإنجليزية وبعد بعض الدروس عن الواقع العربي الجزائري على وجه التحديد والتخصيص و وسألوا أهل الميدان؟
- عدم وضوح الرؤية للتلاميذ للمدرسة فهناك خلط في تصور التلاميذ نحو مدرستهم فهل هي فضاءلت تربية وتعليم وتثقيف وتهيب وترويض وتدريب أم أنها غير ذلك ؟.
ثم أن حمولة الكتب والتي كما ثبت علميا أنه لا يجب أن يتجاوز ثقلها نسبة 10% من وزن التلميذ , وإلا كيف ننتظر منه أي التلميذ أن يصل باب القسم وهو منهوك القوة البدنية وحتى النفسية , ضف إلى ذلك كثرة الواجبات المنزلية , دون أن ننسى ما يدعوه إصلاحا وحقيقته فسادا وتضيعا وهدرا للوقت فما جدوى أن كل ثلاثي يخضع فيه التلميذ لفرضين وامتحان
أم أنهم فاقوا علما وتجربة الدول المتطورة , وإن حدث ذلك هل سمحت الدول هذه لنا أن نسبقها كلا وكفى لفا وقرفا , فليست هي أي هذه الدول من السذاجة التي نصنعها ونتملق بها
كفى لعبا بأكبادنا , فالقيادة كلفة وتكليف وتضحية ومخاض عسير , فمن أبى أو رأى غير ذلك فليودع هريرة فإن الركب مرتحل
نعو د إلى المثلث الرهيب [ البيت – المحيط- المدرسة]
- البيت وكر التربية ومنبعها الأمين الصادق .. أين يحسب الحساب لغرس البذرة ورعايتها حتى يشتد سوقها , وهنا يبرز دور كل من الوالدين إيجابا أو سلبا , مما يقتضي التنبه والحذر من سوء تصرفات من أقوال وأفعال مشينة أمام الأطفال فالخطر هنا يكمن , ثم على الوالدين أو ألأولياء عامة ألا يكون هناك قطيعة المدرسة طيلة السنة وكذا من الأولياء من يتمرد على تلبية عدوة المدرسة بحجج وأعذار واهيين , وفي نفس الوقت يكثر طرقا لباب التحامل على المدرسة والمعلمين .
-المحيط هذا السرطان الساري ببطء , المتغلغل في أطفالنا من يا ترى سببه ؟ سببه نحن الكبار وعلى مختلف المستويات والمناصب والوضعيات الإجتماعية فمن تصرفاتنا وسلوكياتنا فيها حاجات مضرة دون أن نشعر بها لأننا تعودنا عليها وأصبحت طبيعية , ونحن بهذا نسيئ لأخلاق ابنائنا, وكمثال للتوضيح ما نتبادله من بذاءة اللسان وما نرتديه من ألبسة وما نجمل به رؤوسنا وأذاننا ..... القائمة طويلة
إذن فالحال غير مرض ولا أخلاقي إذ نحن أردنا تربية سليمة لأبنائنا فعلينا أن ننظف ألسنتنا قبل شوارعنا , وأن نزيل العقبات من أمام أبنائنا
- المدرسة : أيتها الأم الثانية أخاطب فيك الوازع الديني وإن لم تفهمي مني ذلك أناشدك الضمير المهني رأفة وإخلاصا بالأمانة التي بين أيديكم , فيوما ما كنتم مثلهم .
تجنبوا الإفراط والتفريط ونبذ روح الأمبالات التي نمت مخالبها عند البعض .
أخلصوا عملكم لوجه الله سبحانه وتعالى فهو الرقيب العتيد
لا تتحاملوا على الأولياء دون استبيان الأسباب وتتهمونهم بالتفريط والإهمال هكذا ؟
لا تنسوا أنكم حاملي رسالة ولستم حاملي آلة ؟
أنكم ورثة الأنبياء لمن أتقى منكم وأصلح
أنكم ألقادة والشموع المنيرة المضيئة للدروب الظلمة الوعرة
تنزهوا وترفعوا عن القيل والقال . لأنكم نجوم لا يضرها النباح
لا تلهيكم الأبواق ولا مفاتن الحياة الزائفة إلا فيما يرضي الله فهذا حقكم دافعوا عليه باللسان المهذب والقلم المؤدب .............
واعلموا جيدا وعوا مني هذه الكلمة يرحمكم الله وإيانا
[ المنظومة التربوية منظومة أجيال لا تخضع مطلقا للارتجال ولاستعجال]
فإذا ما نحن أدينا ما علينا عندها يمكن الحديث والقول عن صناعة القرار.
ويجدر بي قبل أن آتي على نهاية هذا الموضع أن أنوه بقول الفيلسوف التجريبي الأمريكي
[ جون ستيوارت ميل] الطفل كالإسفنجة يمتص كل شيئ ] ودون أن نهمل قول الرياضي الألماني [ ليبتز] أعطني قيادة التربية وأنا قمن بأن أغير وجه العالم في أقل من قرن واحد.
وصدق رسول الله –صلاة ربي وسلامه عليه ( إنما بعثت معلما )
الفارس الملثم