الفارس الملثم
طاقم الكتاب الحصريين
- البلد/ المدينة :
- barika
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 3599
- نقاط التميز :
- 7496
- التَـــسْجِيلْ :
- 01/01/2013
فراشـــة وحلــــــــــــم
............وحل الشتاء غير عابئ بما خلفته جنود وجيوش الخريف ........
وراح يثبت قواعده ..أليس بعد فصل الربيع من صيف............؟
...وتغنت الطيور وتزاوجت قبل ميعاد حلول عيد الحب والتوليف.............
وذات صباح كان نسيمها أرق وأنعم من لمس يدي الرضيع لصدر أمه ...مس وجنتي البدوي
وهو يتهيأ كعادته لشق طريقه نحو مستقر مكان الوليمة ...يحدوه الأمل..ويدفعه الشوق.. ويحفزه الشغف.. ويطربه الولع.. ويغذيه الحب تجاه حقله....
فحقله يناديه... حقله يناديه.........
واستخرج من داخل فؤاده عفوا أقصد من داخل كوخه ما تيسر من أدوات ولوازم عمله , وما كانت تلك إلا حروفا نقية , ناصعة البياض .طاهرة طهر ماء زمزم.......
استبشر خيرا وتملكه شعور سبق الإحساس , حيث ألفى فراشته ..نصفه.. كبده.. لبه وعقله..
وجدها مستلقية ... جناحاها بين خفض ورفع وكأن لسان حالها يقول: صباح الخير يا بدوي ..
كيف أنت اليوم ..؟ استوحشت الوحدة في غيابك لولا قدحك هذا....؟
البدوي نسي من هو ومن يكون..؟ نسي قلبه المكلوم... نسي الجراح التي لم تندمل بعد ولن تندمل...نسي الصقيع والبرد... إنه أمام فراشته ..ضالته.. حاجته...
على كل ليس غريبا على البدوي ما هو فيه ..لكن فراشته قد............؟
أمضى أكثر من نصف يومه بحثا عنها, وهو في معركة أقل ما يقال عنها أنها عاطفية
لم يستطع الخروج منها ..أيترك الحقل ويستمر في التفتيش ؟ أم يواصل سيره فلعلها تعود بعد عناء و ....
ومالت شمس ذلك اليوم للمغيب مودعة إياه على خجل وزفرات الأنين تسربلها فبكت دموعا حمراء حمرة قرصها حزنا عليه وما هو فيه بكت رأفة به..
أعاد ما كان بيده إلى مكانه , وقبل مغادرته لكوخه أنتابه شعور بالطمأنينة وراحة البال
جلس.. تناول القدح ..احتضنه بين راحتيه , وراح يتذكر ما قالته فراشته صبيحتها: لولا قدحك هذا..؟ ابتسم ثم راح يكلمها وكأنها أمامه : فراشتي لا تثريب عليك ..عودي ..عودي فإني سأرعاك في فؤادي .. وإن شئت أقيم بجانبك لكي لا تشعرين بوحشة المكان ولا سواد الظلام
عودي فراشتي...؟ فقلبي وقلبك متفقان تماما على أنهما ليس مفروشين بالأزهار ولا ملغمين بالأحزان..لهما نوافذ مشرعة لا تنغلق ..إنها أعشاشها الدافئة التي في جسدينا ..أنها تقف باسقة في وجه الرياح والعواصف ..
فقط فراشتي ضعي جناحيك على الجرح لتمنحيني فرصة العبور والمرور إلى روحك بسلام وأمان ...........
فراشتي اعلمي إنه ليس هناك فراشات كاملة وليست هناك حقول شاملة .....
نعم قد يبدو لك الأمر مبهما غامضا لكن ليس مستحيلا ..إني أعيش فراشتي عاطفيا متنقلا...
اسألي قلبك فراشتي فهو مستشارك المؤتمن واستفتيه؟ اسألي نفسك الآن...؟
غوصي فراشتي في أحشاء قناعتك , واستخيري ربك قبل كل شيئ....؟
الفارس الملثم