mohamed kechad
عضو نشيط
- البلد/ المدينة :
- ز.الوادي
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 728
- نقاط التميز :
- 2187
- التَـــسْجِيلْ :
- 10/10/2010
جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه
(34 ق.هـ ـ 8هـ)
-----------
جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم القرشي الهاشمي، ابن عم رسول الله
صلى عليه وسلم، وأخو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وأمه
فاطمة بنت أسد بن هاشم الهاشمية، وكنيته أبو عبد الله،
ويلقب بالطيار وبأبي المساكين، وبذي الهجرتين لأنه هاجر إلى الحبشة ثم إلى
المدينة، وهو ثالث أبناء أبيه بعد طالب وعقيل، وأكبر من علي بعشر سنوات.
ولد في مكة المكرمة سنة 34 قبل الهجرة، وكان من السابقين الأولين في
الإسلام، هاجر مع زوجته أسماء بنت عميس الخثعمية الهجرة الأولى إلى الحبشة.
فكانا من أوائل المهاجرين إليها، وولد له فيها أبناؤه: عبد الله وعوف
ومحمد، وهو أول سفير في الإسلام، وأول من حمل رسالة إلى ملك الحبشة. وقد
أسلم على يديه ملك الحبشة النجاشي وعدد من أهلها، وكان له في الحبشة موقف
متميز دافع فيه عن الإسلام دفاعاً مؤثراً أمام النجاشي عندما جاء عمرو بن
العاص على رأس وفد من قريش يطلب إخراج المسلمين منها، فاقتنع النجاشي عند
ذلك بالإسلام، ورفض طلب القرشيين، وأعلن إسلامه وحمى المسلمين في بلاده.
وعندما وقعت معركة بدر في السنة الثانية للهجرة، وكان جعفر في الحبشة ،
فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهم له لمحبته له وإكرامه إياه.
وبقي جعفر في الحبشة أربعة عشر عاماً وهو أمير المهاجرين ومن أسلم من
أهلها يعلمهم فضائل الدين الحنيف ويدعو إلى الإسلام، وفي السنة السابعة
للهجرة. عاد هو وأهله وجماعة من المسلمين على سفينتين إلى المدينة ـ وهم
آخر من عاد من الحبشة ـ وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد فتح
خيبر فالتزمه عليه السلام وقبل ما بين عينيه واعتنقه، وقال: ((والله لا
أدري بأيهم أنا أُسر ! أبقدوم جعفر أم بفتح خيبر)). وأنزله رسول الله صلى
الله عليه وسلم إلى جنب المسجد، وأسهم له من غنائم خيبر.
وفي
السنة الثامنة من الهجرة بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشاً إلى مؤتة ـ
وهي قرية من قرى الشام، وتقع الآن في محافظة الكرك جنوب الأردن ـ وبعد
تجهيز الجيش قال: عليكم زيد (بن حارثة)، فإن أصيب فجعفر بن أبي طالب، فإن
أصيب فابن رواحة (عبد الله بن رواحة)، وكان اختيار الرسول عليه السلام
جعفراً أحد قادة الغزوة ، على أهميتها وخطورتها دليلاً على كفايته القيادية
وشجاعته الفائقة، حيث إن هذه المعركة تعتبر المعركة التمهيدية الحقيقية
لفتح بلاد الشام، وتأسيس أول ركن لدولة الإسلام خارج الجزيرة العربية، وبعد
أن بدأت المعركة واستشهد زيد بن حارثة، تسلم القيادة واللواء جعفر بن أبي
طالب رضي الله عنه، وقد وصف أحد الجنود جعفراً في المعركة بقوله: لكأني
أنظر إلى جعفر يوم مؤتة حين اقتحم عن فرس له شقراء فعقرها وأخذ يقول:
يا حبـذا الجنـة واقترابـها --- طيبـة وبـارد شرابهـا
والروم روم قد دنا عذابـها --- كافـرة بعيدة أنسابـها
عليّ إذا لاقيتها ضرابـها
فأخذ اللواء بيمينه فحارب حتى قطعت يمينه، فأخذه بشماله فقطعت فاحتضنه
بعضديه حتى قتل، فسقط مضرجاً بدمائه دون أن يسقط اللواء على الأرض، حيث
التقطه بعض الجنود.
وعن عبد الله بن عمر قال: ((فقدنا جعفر يوم
مؤتة فوجدنا فيما أقبل من جسمه بضعاً وتسعين جرحاً ما بين ضربة سيف أو طعنة
رمح أو رمية سهم)).
ونعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم في
المدينة في اليوم الذي استشهد فيه رحمه الله، وصلى عليه صلاة الغائب ودعا
له، ثم قال: ((استغفروا لأخيكم جعفر، فإنه شهيد ، وقد دخل الجنة وهو يطير
فيها بجناحين من ياقوت حيث شاء من الجنة)) ولهذا الحديث لُقّب بالطيار.
وروت زوجه أسماء بنت عميس قالت: دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فدعا ببني جعفر، فرأيته شَمّهم، وذرفت عيناه، فقلت: يا رسول الله!: أبلغك
عن جعفر شيء؟ قال: ((نعم، قُتل اليوم)) فقمنا نبكي، ثم دخلت السيدة فاطمة
وهي تبكي وتقول: واعماه ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((على مثل
جعفر فلتبك البواكي)) ثم قال: اللهم اخلف جعفراً في أهله وبارك لعبد الله
ثم رجّع وقال: اصنعوا لآل جعفر طعاماً، فقد شغلوا عن أنفسهم.
ولما ذكرت أسماء يتم أولادها، قال عليه الصلاة والسلام: ((العيلة تخافين عليهم وأنا وليهم في الدنيا والآخرة)).
كان جعفر أحبَّ الناس إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وأقربهم إلى قلبه،
وكان يشبهه عليه السلام وفيه يقول: أما أنت يا جعفر فأشبهت خَلْقي وخُلقي،
وأنت من عترتي التي أنا منها.
فهو أحد المعدودين من المشبهين
بالنبي عليه السلام، وكان علي بن أبي طالب يقول: قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: لم يكن قبلي نبي إلا وقد أعطي سبعة رفقاء نجباء وزراء، وإني
أعطيت أربعة عشرة، وعدد أسماءهم ومنهم جعفر. وكان جعفر أحد حواريّي رسول
الله صلى الله عليه وسلم، وقالت عنه زوجه أسماء بعد استشهاده وزواجها من
غيره: ((ما رأيت شاباً من العرب كان خيراً من جعفر)) وروي عن أبي هريرة أنه
قال عنه: ((كان خير الناس للمساكين جعفر بن أبي طالب، وكان ينقلب بنا
فيطعمنا ما كان في بيته)).
حدّث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
وله ذكر في عدد من كتب الحديث، وحدّث عنه ابنه عبد الله ومعظم أهله، وأم
سلمة، وعمرو بن العاص، وعبد الله بن مسعود وغيرهم.
وكان استشهاده
رحمه الله في شهر جمادى الثانية من السنة الثامنة من الهجرة وله من العمر
اثنتان وأربعون سنة ودفن مع صاحبيه في منطقة مؤتة، وقبورهم ظاهرة فيها
رحمهم الله جميعاً.
ويروى أن زوجه أسماء بنت عميس قالت ترثيه:
فآليت لا تنفك عيني حزينـة --- عليك .. ولا ينفك جلديَ أغبرا
فللـه عينا من رأى مثلـه فتى --- أكــرّ وأحمى في الهياج وأصبرا
كما رثاه عدد من الشعراء منهم: كعب بن مالك، وحسان بن ثابت وغيرهم.
(34 ق.هـ ـ 8هـ)
-----------
جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم القرشي الهاشمي، ابن عم رسول الله
صلى عليه وسلم، وأخو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وأمه
فاطمة بنت أسد بن هاشم الهاشمية، وكنيته أبو عبد الله،
ويلقب بالطيار وبأبي المساكين، وبذي الهجرتين لأنه هاجر إلى الحبشة ثم إلى
المدينة، وهو ثالث أبناء أبيه بعد طالب وعقيل، وأكبر من علي بعشر سنوات.
ولد في مكة المكرمة سنة 34 قبل الهجرة، وكان من السابقين الأولين في
الإسلام، هاجر مع زوجته أسماء بنت عميس الخثعمية الهجرة الأولى إلى الحبشة.
فكانا من أوائل المهاجرين إليها، وولد له فيها أبناؤه: عبد الله وعوف
ومحمد، وهو أول سفير في الإسلام، وأول من حمل رسالة إلى ملك الحبشة. وقد
أسلم على يديه ملك الحبشة النجاشي وعدد من أهلها، وكان له في الحبشة موقف
متميز دافع فيه عن الإسلام دفاعاً مؤثراً أمام النجاشي عندما جاء عمرو بن
العاص على رأس وفد من قريش يطلب إخراج المسلمين منها، فاقتنع النجاشي عند
ذلك بالإسلام، ورفض طلب القرشيين، وأعلن إسلامه وحمى المسلمين في بلاده.
وعندما وقعت معركة بدر في السنة الثانية للهجرة، وكان جعفر في الحبشة ،
فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهم له لمحبته له وإكرامه إياه.
وبقي جعفر في الحبشة أربعة عشر عاماً وهو أمير المهاجرين ومن أسلم من
أهلها يعلمهم فضائل الدين الحنيف ويدعو إلى الإسلام، وفي السنة السابعة
للهجرة. عاد هو وأهله وجماعة من المسلمين على سفينتين إلى المدينة ـ وهم
آخر من عاد من الحبشة ـ وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد فتح
خيبر فالتزمه عليه السلام وقبل ما بين عينيه واعتنقه، وقال: ((والله لا
أدري بأيهم أنا أُسر ! أبقدوم جعفر أم بفتح خيبر)). وأنزله رسول الله صلى
الله عليه وسلم إلى جنب المسجد، وأسهم له من غنائم خيبر.
وفي
السنة الثامنة من الهجرة بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشاً إلى مؤتة ـ
وهي قرية من قرى الشام، وتقع الآن في محافظة الكرك جنوب الأردن ـ وبعد
تجهيز الجيش قال: عليكم زيد (بن حارثة)، فإن أصيب فجعفر بن أبي طالب، فإن
أصيب فابن رواحة (عبد الله بن رواحة)، وكان اختيار الرسول عليه السلام
جعفراً أحد قادة الغزوة ، على أهميتها وخطورتها دليلاً على كفايته القيادية
وشجاعته الفائقة، حيث إن هذه المعركة تعتبر المعركة التمهيدية الحقيقية
لفتح بلاد الشام، وتأسيس أول ركن لدولة الإسلام خارج الجزيرة العربية، وبعد
أن بدأت المعركة واستشهد زيد بن حارثة، تسلم القيادة واللواء جعفر بن أبي
طالب رضي الله عنه، وقد وصف أحد الجنود جعفراً في المعركة بقوله: لكأني
أنظر إلى جعفر يوم مؤتة حين اقتحم عن فرس له شقراء فعقرها وأخذ يقول:
يا حبـذا الجنـة واقترابـها --- طيبـة وبـارد شرابهـا
والروم روم قد دنا عذابـها --- كافـرة بعيدة أنسابـها
عليّ إذا لاقيتها ضرابـها
فأخذ اللواء بيمينه فحارب حتى قطعت يمينه، فأخذه بشماله فقطعت فاحتضنه
بعضديه حتى قتل، فسقط مضرجاً بدمائه دون أن يسقط اللواء على الأرض، حيث
التقطه بعض الجنود.
وعن عبد الله بن عمر قال: ((فقدنا جعفر يوم
مؤتة فوجدنا فيما أقبل من جسمه بضعاً وتسعين جرحاً ما بين ضربة سيف أو طعنة
رمح أو رمية سهم)).
ونعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم في
المدينة في اليوم الذي استشهد فيه رحمه الله، وصلى عليه صلاة الغائب ودعا
له، ثم قال: ((استغفروا لأخيكم جعفر، فإنه شهيد ، وقد دخل الجنة وهو يطير
فيها بجناحين من ياقوت حيث شاء من الجنة)) ولهذا الحديث لُقّب بالطيار.
وروت زوجه أسماء بنت عميس قالت: دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فدعا ببني جعفر، فرأيته شَمّهم، وذرفت عيناه، فقلت: يا رسول الله!: أبلغك
عن جعفر شيء؟ قال: ((نعم، قُتل اليوم)) فقمنا نبكي، ثم دخلت السيدة فاطمة
وهي تبكي وتقول: واعماه ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((على مثل
جعفر فلتبك البواكي)) ثم قال: اللهم اخلف جعفراً في أهله وبارك لعبد الله
ثم رجّع وقال: اصنعوا لآل جعفر طعاماً، فقد شغلوا عن أنفسهم.
ولما ذكرت أسماء يتم أولادها، قال عليه الصلاة والسلام: ((العيلة تخافين عليهم وأنا وليهم في الدنيا والآخرة)).
كان جعفر أحبَّ الناس إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وأقربهم إلى قلبه،
وكان يشبهه عليه السلام وفيه يقول: أما أنت يا جعفر فأشبهت خَلْقي وخُلقي،
وأنت من عترتي التي أنا منها.
فهو أحد المعدودين من المشبهين
بالنبي عليه السلام، وكان علي بن أبي طالب يقول: قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: لم يكن قبلي نبي إلا وقد أعطي سبعة رفقاء نجباء وزراء، وإني
أعطيت أربعة عشرة، وعدد أسماءهم ومنهم جعفر. وكان جعفر أحد حواريّي رسول
الله صلى الله عليه وسلم، وقالت عنه زوجه أسماء بعد استشهاده وزواجها من
غيره: ((ما رأيت شاباً من العرب كان خيراً من جعفر)) وروي عن أبي هريرة أنه
قال عنه: ((كان خير الناس للمساكين جعفر بن أبي طالب، وكان ينقلب بنا
فيطعمنا ما كان في بيته)).
حدّث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
وله ذكر في عدد من كتب الحديث، وحدّث عنه ابنه عبد الله ومعظم أهله، وأم
سلمة، وعمرو بن العاص، وعبد الله بن مسعود وغيرهم.
وكان استشهاده
رحمه الله في شهر جمادى الثانية من السنة الثامنة من الهجرة وله من العمر
اثنتان وأربعون سنة ودفن مع صاحبيه في منطقة مؤتة، وقبورهم ظاهرة فيها
رحمهم الله جميعاً.
ويروى أن زوجه أسماء بنت عميس قالت ترثيه:
فآليت لا تنفك عيني حزينـة --- عليك .. ولا ينفك جلديَ أغبرا
فللـه عينا من رأى مثلـه فتى --- أكــرّ وأحمى في الهياج وأصبرا
كما رثاه عدد من الشعراء منهم: كعب بن مالك، وحسان بن ثابت وغيرهم.