الفارس الملثم
طاقم الكتاب الحصريين
- البلد/ المدينة :
- barika
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 3599
- نقاط التميز :
- 7496
- التَـــسْجِيلْ :
- 01/01/2013
طبنة بين إسمنت وصمت...؟
[ إذا كان قلمك الأزرق يفعل ما يريد ...فقلمي الأحمر مستقيم لا يحيد ]
يا طبنة الحضارة, ويا منبت العلماء...ورقعة القدماء.....................
لا يكفي أن أبكيك دمعا من المقلتين فقد جفت ينابيعه منذ حط الغراب فوق طهر ترابك
الذي كان مرتعا للفقه والفقهاء , وللعلم والعلماء وللأدب والأدباء..هم ورثة الأنبياء...
لا يكفي يا طبنة الصراخ ..؟ ولا حتى النباح ..فقد وقب الغاسق بغسقه , وتزوج الظلام أم الغباء
سهل متيجة..... نحروك أم انتحرت ؟ وعلى أديمك تباهوا وقالوا: تحضر وبنيان ينطح السماء
فغارت خضرتك وقبر نورك وسمم هواؤك وخنقت أنفاسك فمت وأنت اليوم بين إسمنت وصمت
وأنين وحزن ..فقلنا لا ضير ما دام السهل أمسى خاليا من الماء.......
أما وأن تتطاول الفؤوس على النصوص طمسا ودهسا لمعالم وسير جهابذة رفعوا راية
لاإله إلا الله محمد رسول الله –عليه الصلاة والسلام- وخاضوا بصدور عارية , وحناجر تنثر النور والهداية لكافة الناس .فهذا أمر مرفوض جملة وتفصيلا ........ إنه لجرم عظيم...
ثم ماذا بعد..؟ بل ثم ماذا قبل... هل لكم أيها المتحضرون أن تجيبوا عن سؤالي: هل البترول نافد أو لا؟.........حكموا عقولكم إن كنتم أصحاب نهى ؟ وأسبقكم ردا غير مجذوذ : نعم هو قاب قوسين أو ادني .إذن لما لا نحتاط ونعيد الخيط في سم الخياط ..؟ نزيح الغبار ونرفع الستار ونئد الغبن بعيدا عن الديار أليست ؟ طبنة محطة الآثار؟ فيها ومنها انبعث شرقا وغربا الأبرار؟
لما العجز ينخر أفكارنا ويصفد ألسنتنا بل ويكاد أن يمحي ما تبقى من هويتنا أم تشابهت لدينا الأبقار..؟ لما لا نغرس الفسائل ونبرز الدلائل ونعلي صرح ومجد من كتبوا الأخبار ...؟
أم هكذا رضينا بما أفتى به حكماؤكم فخنعنا وخضعنا وقلنا هذا حكم الأقدار...؟
لما لا نجعل منك يا طبنة معلما تشخص إليه الأبصار وتهوى إليه أفئدة من كل الأمصار...؟
فيسود وافر الخير وتشحذ همم الشباب ويعود الأمل وتخضر الأفئدة وتشتغل العقول حينها تتفجر الأنهار ويكثر الوافدون وتتنوع الثمار ....
لما فعلوا بك طبنة هذا ؟ردي علي ؟ أم أنك رضيت بالحفر والنقر فوق فؤادك ..جرافة هنا ونقالة هناك ووقع مطارق ودق مسمار ... وا أسفي عليك طبنة يا درة فوق جبين الأحرار
خذلوك وأنت بالعز قمينة باعوك بثمن بخس دراهم معدودة وكانوا فيك من الزاهدين
وحين تجمع الفضوليون المتزايدون .. وحين اختلط الدينار بالدولار... جاءوا بقميصك عليه دم كذب تحدوهم العزة بالإثم وقالوا: التعمير لا التدمير .. التحضر لا التذمر..
فقلنا : لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .. أناس هناك بقربنا يهرعون محافظة على تراثهم
ويسهرون عليه ليلا نهارا , ونحن الأولى به نردمه ونشق حوله الأنهار .. عجبا والله عجبا هذا الذي يحدث...؟ما فعله من ذي قبل عبدة الكواكب و الأقمار ...
إليك الأمر يا صاحب الأمر فأنت العالم بما كان وما سيكون وما يرضيك هذا الاستهتار....
لا وربك لا وجود ولا حق للتواجد لمن لم يكن له ماض , فكيف بمن أراد بنا سوءا وأراد لك محقا ...يا طبنة التراث والإرث ......... ما عسانا نحن بقائلين لعلماء الأندلس يومها يا معمرين؟
إبراهيم تايحي