الفارس الملثم
طاقم الكتاب الحصريين
- البلد/ المدينة :
- barika
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 3599
- نقاط التميز :
- 7496
- التَـــسْجِيلْ :
- 01/01/2013
...إنها أمه ..أيفارق أم يعانق..؟
[ ... إذا أصيب كبدك حاول علاجه...]
[ ... إذا أصيب كبدك حاول علاجه...]
على سطح جزيرة /غريلند/خزنت شيئا.. وما كان إلا ...؟
وليس ببعيد عنها استعرت قدمين لأتزحلق بهما على جليد جلدي وتجلدي
غير أن الشمس هناك ليس بها ضياء , حيث القمر اغتصب حريتها..بهاءها
حرارتها..دفئها , ونسيم رياحها الطيبة, وكان المستبدل أفضل .....
وعدت مساء لخيمتي ...
أمِن الشمال حيث كنت....؟. إلى الجنوب ..؟, إلى ما ترمي إليه بربك أنت؟
لا تقاطعني أرجوك ؟ قلت عدت لخيمتي لأستشف وأخمد وأكتشف , رجعت لأني عزمت توديع أمي .. فسفري طويل وزادي قليل وانسلاخي عن أمي ليس بالأمر الهين وقد حط الليل ......
كيف أنت أمي؟ ما هذا الذي على رأسك؟ خيرا ما الأمر؟ أين عصابتك البهية؟ ما هذا الرماد الذي تنبشين؟ تكلمي أمي ؟ أصليت العصر ؟ أين فنجان قهوتي الذي تعودت وعودتيني عليه ؟ .....
كل هذا لم تبدي أمي ابنة شفة ولا حتى حركت إصبعا .
مكثت غير بعيد عنها .. اقتربت منها , ثم ارتميت في حضنها
أمي إني اشعر ببرد شديد فأين دفء فؤادك...؟ مفاصلي أمي كلها ترتعد هيا أمي غطيني [ بملحفتك ]....؟
وسقطت دمعة كصخرة من عل, فوق وجهي ما شعرت ببرودة أقسى منها إلا حين دفني للذي............؟ في عمق جليد الجزيرة هناك.
ومالت شمس ذلك اليوم للمغيب مودعة يتيما أدركته مطحنة السنوات , سنوات القحط والجفاف ..سنوات الحرمان من الألفة والإئتلاف....
يبس أخضره واشتدت صفرة أعوام عمره, ولم يبق له من الأيام إلا قليلا...
جمع أغراضه على شكل حزمة واضعا إياها بجانب سرج فرسه..فرسه ..رفيقه
كاتم همه وغمه ولوعته وشوقه ..ثم استقبل وجهته وعلى محياه علامات مبهمة ملغمة .. علامات لاتفهم منها أيأس ذاك أم حقا بأس هذا..؟ غير أنها كانت بمثابة حزام متفجرات لف حول بطن جائع ليس له من دون الشمس سترا....
تأمل مليا أمه ..بكى. نعم بكى بكاء شاركه فيه فرسه هو الآخر , وإذا دموع الفرس سالت فالخطب جلل......
وكاد أن يغمى عليه ...إنها أمه ...أيفارق أم يعانق...؟
أمه التي أحبها حبا لا يشبه حب البشر للبشر ..حبا لم يسبق أن تكلم فيه كليم ولا نسجه خيال شاعر.. حبا لم يكتب , ولم يطلع عليه احد إلا من زين السماء بكواكب وأنارها بقمر .. فهل لك أيها القمر أن تطل ليلة فتزيل ما تعلق بفؤاد تاه وانكسر..؟ هل لك أيها القمر أن تنير السبيل للضرير المبصر ...؟
ويبقى البدوي فوق ظهر فرسه ..أي الطرق يتخذ ؟ أي جهة يتجه؟ أليس من الأحسن له أن يعود للجزيرة لعله يجد المُقبَر قد أنعشه نور البدر... لعله.. لعله يحدث ذلك يوما فيهنأ ويستقر .......وقبل أن يشكم اللجام إذ بصوت من ورائه هز المكان ..سقى فيه الوجدان : لما تفعل بنفسك هذا يا ولدي عد فالفجر قريب
وكل شيئ بحسبان... ترجل ولامس الخط ؟. فالأبيض من الأسود قد ظهر وبان
إبراهيم تايحي