ملكة الخيال
طاقم المتميزين
- البلد/ المدينة :
- غليزان
- العَمَــــــــــلْ :
- طالبة سنة ثانية ثانوي شعبة علوم تجريبية
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 2110
- نقاط التميز :
- 1092
- التَـــسْجِيلْ :
- 11/02/2013
يحكى أن أحد الحكماء خرج مع ابنه خارج المدينة ليعرفه على تضاريس
الحياة في جو نقي بعيد عن صخب المدينة وهمومها ..... سلك الاثنان وادياً
عميقاً تحيط به جبال شاهقة ، وأثناء سيرهما ، تعثر الغلام في مشيته .. سقط
على ركبته ... صرخ على إثرها بصوتِ مرتفع تعبيراً عن ألمه : آآآآه فإذا به
يسمع من أقصى الوادي من يشاطره الألم بصوت مماثل : آآآآه
نسي الغلام الألم ، وسارع في دهشةٍ سائلاً مصدر الصوت : ومن أنت ؟؟ فإذا الجواب يرد عليه سؤاله : ومن أنت ؟؟
انزعج من هذا التحدي بالسؤال فرد عليه مؤكداً : بل أنا أسألك من أنت ؟ ومرة
أخرى لم يكن الرد إلا بنفس الجفاء والحدة : بل أنا أسألك من أنت ؟
فقد الغلام صوابه بعد أن استثارته المجابهة في الخطاب ، فصاح غاضباً : "
أنت جبان " وبنفس القوة يجيء الرد : " أنت جبان " وقبل أن يتمادى في تقاذف
الشتائم تمالك الابن أعصابه وترك المجال لأبيه لإدارة الموقف... لقد أدرك
الصغير أنه بحاجة لأن يتعلم فصلاً جديداً في الحياة من أبيه الحكيم الذي
وقف بجانبه دون أن يتدخل في المشهد الذي كان من إخراج ابنه .
تعامل - الأب كعادته - بحكمة مع الحدث .. وطلب من ولده أن ينتبه للجواب هذه
المرة وصاح في الوادي : " إني أحترمك " كان الجواب من جنس العمل أيضاً ..
فجاء بنفس نغمة الوقار " إني أحترمك " .... عجب الغلام من تغير لهجة المجيب
.. ولكن الأب أكمل المساجلة قائلاً : " كم أنت رائع " فلم يقل الرد عن تلك
العبارة الراقية " كم أنت رائع "
ذهل الغلام مما سمع ، ولم يفهم سر التحول في الجواب ، ولذا صمت بعمق لينتظر
تفسيراً من أبيه لهذه التجربة الفيزيائية .... علق الأب الحكيم على
الواقعة بهذه الحكمة قائلا : أي بني : نحن نسمي هذه الظاهرة الطبيعية في
عالم الفيزياء ( صدى ) .. لكنها في الواقع هي الحياة بعينها .. إن الحياة
لا تعطيك إلا بقدر ما تعطيها .. ولا تحرمك إلا بمقدار ما تحرم نفسك منها
... الحياة مرآة أعمالك وصدى أقوالك .
أي بني .. هذه سنة الله تعالى التي تنطبق على شتى مجالات الحياة .. وهذا
ناموس الكون الذي تجده في كافة تضاريس الحياة ... إنه صدى الحياة .. ستجد
ما قدمت وستحصد ما زرعت .