mohamed kechad
عضو نشيط
- البلد/ المدينة :
- ز.الوادي
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 728
- نقاط التميز :
- 2187
- التَـــسْجِيلْ :
- 10/10/2010
تفسير ..... وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ
------------------------------------
ومعنى { ودُّوا } : أحبوا . وليس المراد أنهم ودُّوا ذلك في نفوسهم
فأطْلَع الله عليه رسوله صلى الله عليه وسلم لعدم مناسبته لقوله : { فلا
تطع المكذبين }
وورد في كتب السيرة أن المشركين تقدموا للنبيء صلى الله عليه وسلم بمثل هذا العرض ووسطوا في ذلك عمه أبا طالب وعتبة بن ربيعة .
فينتظم من هذا أن قوله { فلا تطع المكذبين } نهي عن إجابتهم إلى شيء عرضوه
عليه عندما قرعهم بأول هذه السورة وبخاصة من وقْع معنى التعريض البديع
الممزوج بالوعيد بسوء المستقبل من قوله : { فستبصُر ويبصرون بأيكم المفتون
إلى قوله : بالمهتدين } [ القلم : 5 7 ] فلعلهم تحدثوا أو أوعَزُوا إلى من
يخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أو صارحوه بأنفسهم بأنه إن ساءه قولهم فيه {
إنه لمجنون } [ القلم : 51 ] فقد ساءهم منه تحقيرهم بصفات الذم وتحقير
أصنامهم وآبائهم من جانب الكفر فإن أمسك عن ذلك أمسكوا عن أذاه وكان الحال
صلحاً بينهم ويترك كلّ فريق فريقاً وما عبده .
والطاعة : قبول ما يُبتغَى عمله ، ووقوع فعل { تطع } في حيز النهي يقتضي النهي
واختير تعريفهم بوصف المكذبين دون غيره من طرق التعريف لأنه بمنزلة
الموصول في الإِيماء إلى وجه بناءِ الحكم وهو حكم النهي عن طاعتهم فإن
النهي عن طاعتهم لأنهم كذبوا رسالته .
ومن هنا يتضح أن جملة { ودُّوا لو تُدهِنُ فيدهنون } بيان لمتعلق الطاعة المنهي عنها ولذلك فصلت ولم تعطف .
........................................
مقتبس من تفسير ابن عاشور
------------------------------------
ومعنى { ودُّوا } : أحبوا . وليس المراد أنهم ودُّوا ذلك في نفوسهم
فأطْلَع الله عليه رسوله صلى الله عليه وسلم لعدم مناسبته لقوله : { فلا
تطع المكذبين }
وورد في كتب السيرة أن المشركين تقدموا للنبيء صلى الله عليه وسلم بمثل هذا العرض ووسطوا في ذلك عمه أبا طالب وعتبة بن ربيعة .
فينتظم من هذا أن قوله { فلا تطع المكذبين } نهي عن إجابتهم إلى شيء عرضوه
عليه عندما قرعهم بأول هذه السورة وبخاصة من وقْع معنى التعريض البديع
الممزوج بالوعيد بسوء المستقبل من قوله : { فستبصُر ويبصرون بأيكم المفتون
إلى قوله : بالمهتدين } [ القلم : 5 7 ] فلعلهم تحدثوا أو أوعَزُوا إلى من
يخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أو صارحوه بأنفسهم بأنه إن ساءه قولهم فيه {
إنه لمجنون } [ القلم : 51 ] فقد ساءهم منه تحقيرهم بصفات الذم وتحقير
أصنامهم وآبائهم من جانب الكفر فإن أمسك عن ذلك أمسكوا عن أذاه وكان الحال
صلحاً بينهم ويترك كلّ فريق فريقاً وما عبده .
والطاعة : قبول ما يُبتغَى عمله ، ووقوع فعل { تطع } في حيز النهي يقتضي النهي
واختير تعريفهم بوصف المكذبين دون غيره من طرق التعريف لأنه بمنزلة
الموصول في الإِيماء إلى وجه بناءِ الحكم وهو حكم النهي عن طاعتهم فإن
النهي عن طاعتهم لأنهم كذبوا رسالته .
ومن هنا يتضح أن جملة { ودُّوا لو تُدهِنُ فيدهنون } بيان لمتعلق الطاعة المنهي عنها ولذلك فصلت ولم تعطف .
........................................
مقتبس من تفسير ابن عاشور