زيادة على موضوع أخي لطفي
و لتوضيح القضية من بداية الحادثة في رمضان الماضي :
بعد 6 سنوات من"فاجعة" تناول الجزائريين للحوم الحمير فوق موائد رمضان، يثور جدل كبير هذه الأيام حول مدى صلاحية استهلاك اللحم المستورد من دولة الهند، بسبب شبهة أنه "لحم غير حلال".
وزاد الأمر بدخول أحد الشيوخ المعروفين بإثارة الجدل الفقهي في الشارع الجزائري، على الخط، حيث أفتى بـ" حرمة أكل اللحم الهندي لأن الهند بلاد وثنية والهنود ليسوا من أهل الكتاب".
فقد قال الشيخ شمس الدين بوروبي، في فتوى نشرها واطلعت عليها إن "هذه اللحوم المستوردة من الهند حرام في حرام في حرام، لأنها مجهولة الذكاة، ولا يجوز أكل اللحم المجهول الذكاة، فكل ما لم يذك ذكاة شرعية فهو حرام"، قبل أن يضيف "ما بالكم بذبيحة الوثني، الذي يعبد بقرة من دون الله تعالى أو فأرا أو يعبد طيرا، فلا يجوز أكل ذبيحته حتى ولو ذبحها على الطريقة الإسلامية، لأنه وثني ليس من المسلمين ولا من أهل الكتاب"، بحسب ما ذكرت الفتوى حرفياً.
من جهتها، نشرت صحيفة "الفجر" الجزائرية في عددها، الأربعاء 4-8-2010، تقريرا منسوبا لمنتدى الندوة العالمية للشباب الإسلامي، يتحدث عن فرقة " القاديانية" الهندية، التي يعمل لديها 500 خبير في مختلف بلاد العالم، وتتخذ من بريطانيا منطلقا لتحركاتها.
وبحسب الصحيفة فهذه الفرقة تنشط في مجال تصدير اللحوم وتستخدم أختاما مزورة وتروج لتجارة محرمة على أساس أنها منتوج حلال.
وبالنسبة للجهات التي استوردت اللحم الهندي بكميات كبيرة، فالأمر لا يخرج عن "حرب مصالح" بين مستوردي اللحوم، لأن "الهند أكبر البلدان الإسلامية تعدادا في السكان"، بحسب السيد جهيد زفيزف رئيس المجمع الحكومي لتحويل وتعليب اللحوم الحمراء، المعروف باسم (سوتراكوف).
جدير بالذكر أنه قبل أن تثار الضجة حول صلاحية اللحم الهندي قبيل أيام قليلة من دخول شهر رمضان الكريم، عاش الجزائريون الشهر الماضي فصول جدل آخر يخص مدى سلامة اللحم السوداني من الأمراض، عقب إعلان هيئة اتحاد الفلاحين عن اتفاق لاستيراد كميات هائلة من اللحم السوداني.
وثار الجدل بعدما دقت جهات رافضة لقرار استيراد اللحم السوداني، ناقوس الخطر وتحدثت عن عدم سلامة اللحم السوداني، وكيفت العملية بأنها "سياسية" ويراد من ورائها "شكر الحكومة السودانية على حسن ضيافتها لأنصار الفريق الجزائري الذين تدفقوا بالآلاف في موقعة أم درمان لحضور مباراة الحسم أمام الفريق المصري".
وأوضحت وزارة الفلاحة وقتها أنها "لم تمنع استيراد اللحم السوداني إطلاقا وإنما طلبت من السلطات الفلاحية في السودان إرسال بروتوكول إجراءات السلامة الصحية لماشيتها قبل فتح باب الاستيراد".
يشار إلى أنَّ الجزائريين كانوا قد صدموا عام 2004 حيث اكتشف سكان الجزائر العاصمة تحديدا بعد انقضاء شطر كبير من الشهر الفضيل أنهم كانوا يتناولون لحوم الحمير بدل لحوم البقر، وفي عام 2007 تفاجأ الجزائريون أيضا في عز أزمة البطاطا بترويج بطاطا مستوردة موجهة في الأساس كغذاء للخنازير بكندا.