لما الصياح في وادي الرياح...؟

حين انسلخ الليل وبان الخيط الأبيض صاح القوم هيا أطفئوا القناديل....؟

الشمس تربعت كبد السماء , ألا ترون؟ ألا تبصرون؟ آن أوان الرحيل....؟

هذا حرف من ثمان وعشرين ,به خُتِمت .بُصِمت , رسمت آيات التهليل

وحل ضيف غير مرغوب في طيفه, تراه بين ساعديه يحمل أنقى دليل

ليل...ليل... ليل ما وراءك يا ليل إلا قوافل الهول وأذيال من الويل

وخاصم القمرُ البدرَ وما فجر, أتغتصبني عنوة ؟ عنها لا يحيد قلبي ولا يميل

ربوة...كبوة.. قمة... همة.. صرح ممرد ... فؤادي تمرد.. ما يبس الكبد؟

لما الصياح في وادي الرياح...؟

تريث هي هناك...؟ أليس بعد الظلام يهل النور فيطل الصباح...؟

قف مكانك ؟ اعقر لسانك؟ صن إيمانك؟ أنظر أمامك؟ ماذا ترى عدا الرماح؟

لا تمدح قومك...؟ لا تذم ولا تقدح في خصومك ؟ هذا نهر جارية مياهه , فرات عذب, احذر فبين الصخور هشمت الأقداح.....؟

هناك في جوف القبور رميم عظام وهنا سكنت الأرواح... طلع الصباح ...طلع الصباح

أراك تهيم وحيدا في واد غير ذي زرع لما هذا الغدو ولما هذا الرواح....؟

لما الصياح في وادي الرياح....؟

علو همة , وطول قامة , هما زينة المرء بين العشائر والقبائل ولسان شكر لله ذاكرا وركعة في الغلس بها ترتاح

عين تدمع , وقلب يخشع, وسجود بين يديه ..اسأله الفرج بإلحاح

يا غافلا...... يا مرتحلا.... , كفكف العبرات ؟ وخفف عنك وطأة الأنين والصياح....؟

لا أنت ببالغ المنى والمنية منك أقرب.... فوض الأمر لصاحبه؟ وارتع فيما بان ولاح.....؟

حسبك لقيمات تسند ظهرك.. وتشد من أزرك فتخفف وزرك..

ذر عنك هذا وما دون ذلك...؟ دع عنك السمر فالسهر يثقل كاهلك....

سويعات عمرك لا تدري متى يتوقف حراكها فاجعلها طاعة.....؟

وقل الحمد لله أناء الليل وأطراف النهار وفي كل لحظة وساعة.....؟

إبراهيم تايحي