الفارس الملثم
طاقم الكتاب الحصريين
- البلد/ المدينة :
- barika
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 3599
- نقاط التميز :
- 7496
- التَـــسْجِيلْ :
- 01/01/2013
الجلسة الأخيرة لمحكمة الحب
هم من وراء الزجاج يرونني , وأنا ببطن القبو لا أراهم...لما تحاكمونني بظاهر قول ؟ ما أشقاكم وما أشقاهم...؟
محـــــــــــــــــــــــــــكمة...جلــــــــــــــــــوس..؟
احضروا البائس اليؤوس...؟
ويمثل الحب شامخا كصقر تربع من الجبال الرؤوس...
*- ملكت القلب.... فتت الكبد...أرقت الدماء.. ضللت العقل..أزغت البصر
وأخيرا تزهق النفوس
يتأمل الحب الحاضرين... محيطا إياهم بنظرة من العينين والحنين .. دموع منهما سالت تلمع كحبات تبر يؤزها الأسى ويكورها الجمر فإذا هي منتثرةيلتزم الصمت ثم ينفره
*- ملكت القلب..؟ أجل برضاه ولجت حماه..
فتت الكبد..؟ لما حن أنا به قمن
أرقت الدماء..؟ ذاك عربون عهد ووفاء
ضللت العقل..؟ نعم عن المعدن الطيب لا أحيد ولا أميل
أزغت البصر..؟ عفة ونظر وصدق خبر
أزهقت النفوس..؟ أنا هي وهي أنا , اسمها على قلبي نقش بأسنة وفؤوس
في جلسته يتململ القاضي.. يتزحزح عن مكانه قليلا.. تعبث أصابعه بأوراق أمامه .. يحدق النظر مليا في الحب واضعا يده على خده وبالأخرى قلم حب عفوا حبر جاف يدق به ظهر المنصة ...يتنهد وبعمق ..تحمر عيناه تستأ سد رئتاه
وإذا بالعبرات تنهمر..تنهمر.. تنهمر فاضت مقلتاه
القاضي مغمى عليه ..والناس من مُعين وحاضر يتدافعون يا للهول يا ويلاه
اسرعوا. أسعفوا معاليه ....
كل هذا والحب كما قلت ثابت لا يتزعزع , شامخ شموخ الونشريس والأوراس
خلت القاعة لا أحد .. فقط هاهم.. يكلم أحدهم الآخر إشارة .. تلميحا دون تصريح لأنهم ببساطة عما أصاب القاضي عمون ...
ويبقى الحب مكانه وهو يتلو من آي ربه(( ربنا لا تزغ قلوبنا ....))
إبراهيم تايحي