الفارس الملثم
طاقم الكتاب الحصريين
- البلد/ المدينة :
- barika
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 3599
- نقاط التميز :
- 7496
- التَـــسْجِيلْ :
- 01/01/2013
قلادتي اليوم ليست للبيع ولا للاستعارة....؟
في زمن عزف فيه البطالون عن العمل... وفُطِم فيه الرضع قبل الأجلفي زمن أُعدمت فيه الأخلاق ... وتبرأ هذا من ذاك وهذه من تلك , تعرت الأجساد وبان عن الساق الساق....
في زمن أُرغم فيه أنف الأسد , واستبدت اللبؤة وتنكر الشبل لأبيه يُقال : ما لنا نرى حالنا قد حال؟ ألم يُصهر بعد الكبد...؟
في زمن حط من عل الصقر , وجاس النسر, ففزعت هلعا صغار الطيور . يا للهول انفروا.. افرنقعوا فقد فاض النهر....؟
في زمن استعارت هذه من تلك عصابة رأسها ثم رمتها ...عافتها.. أنكرتها وتنكرت لها..وكانت بالأمس القريب لأمها ولها وستكون لغيرها , أتناست هي الأخرى هذا..؟
في زمن أُتهم فيه حارس محطة القطار بإثارة الفتنة وإشعال النار , وما كان له أن يفعل ؟ لأنه جسد مصلوب , ثُبتت أطرافه بأوتاد على باب الدار ....
في زمن رق فيه القلب ثم نزف , وحن فيه الكبد ثم جف, والعقل هنا سفير غير مرغوب فيه لأنه شاخ وخف...........
في هذا الزمن ترى الأسواق مكتظة هذا مشتر وذاك بائع , وكلاهما للآخر مخادع
قلت كلاهما للآخر مخادع إلا من رحم ربي.
وجرت الأنهار بعد هطول الأمطار , اخضرت الأرض فأخرجت العشب والحب والأب , وكانت لها زينة أشجار النخيل ذات العمر الطويل والنبت الأصيل , وكان الزيتون..... وكانت ساقية تُسقي الفؤاد بماء من خالص ومستخلص الود والأدب , .ساقية حفت بفاكهة وعنب...
هنا ترجلتُ. هنا نزلت من على صهوة فرسي....
لا لنصب ولا لقيلولة لكن لأحفر بأظافري حفرة رمسي....
لا أنتظر قريبا ولا غريبا ولا قاصيا ولا دانيا من الصحب كان, أو من كنتُ له بمؤنس, وكان نعم الرفيق وأصدق صديق هذا المؤنس..
قلادتي التي ورثتها عن والدتي بعد كبر وعمر فضلت أن أُزين بها جيد ملهمتي مرضعتي ساكنة السويداء ساقية مهجتي مطفئة لهب لوعتي أمي حبيبتي
لـــــــ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟كـن
الجبال والسهوب وما رسمت الرياح على ظهر القلوب .... أُذِن سد مأرب... فطاف طوفانه ... صدق هذا لا كذب....قلادتي اليوم ليست للبيع ولا للاستعارة , حتى وإن حُجب لؤلؤها, وتناثرت دررها وتبرأت الماسة التي تتوسطها من جواهرها , تبقى هي قلادتي لأنها هدية والدتي أهديتها أنا رضا وطواعية لها حبا في أمي حبيبتي...
فيا من تقرأ حكايتي أو عنها تسمع لا تلم .لا تبصم.. لا تختم.. لا تحكم حتى تعلم نهايتي , وإن تعذرت عليك معرفة قبري فهي آيتـــــــــــــــــــــــي.
عصا موسى عليه السلام ليست هي المعجزة في حد ذاتها إنما منها وفيها ..
أصلها من نبات فصارت بإذن رب الكون جمادا وبإذنه تحولت إلى حيوان.
أما أنا فأصلي من تراب ..من أديم هذه الأرض وفيه يعيدني ربي ومنه تارة أخرى يخرجني فما عساي يومها أنا بقائل لربي ....؟
هل حافظت على الوديعة ؟ هل وفيت بوعد..؟ هل حقا أنا خنتُ عهدا...؟
ويبقى جوابي لا يعلم حقيقته إلا أنت يا رب.
إبراهيم تايحي