القلب السامي
عضو مساهم
- البلد/ المدينة :
- ارض الله واسعة
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 141
- نقاط التميز :
- 205
- التَـــسْجِيلْ :
- 14/06/2013
بسم الله الرحمن الرحيم
مقال من المفكرة ( فبراير 2009 )
أحضان الذات الإلهية
( وإذا مس ضر ٌ دعا ربه منيبا ً إليه ثم إذا خوَله نعمة ً منه نسيَ ما كان يدعو إليه من قبل )
(( ملحوظة :- الألفاظ قد تكون خارجة لكن توصيلا ً الفكرة ))
(( 1
يضيق عليك الحالُ ، تختنق من كثرة الأتربة التي تحيط هواءك ، تستنشق غبارا ً ظالما ً
حاقدا ً حاسدا ً ، يجعلك تهوي في غيابات الجُب وتسقط في بئر الأوهام
وتقول للناس أنقذوني ولا أحدَ هنا ..
تصرخ وتصيح ولا أحدَ يجيب ولا أحدَ يساعدك ..
فتتذكر بأن ثمة ربا ً لطيفا ً قديرا ً سينقذك .. تدعو يا رب ..
تبدأ الكـُربة بالفرج شيئا ً فشيئا ً ,, يُفتحُ لك البابُ المُرصَدُ بقفول ظلمِك وسقوطِك وغرورِك
وغطرستِك وإتباعِك لنفسك وانغماسِك في بحر شهواتك اللزج ..
ترجع كما كنت قبل الكربة و تقوم بما كنت تقوم به من قبل .. فسقا ً وفجورا ً ،،
فسادا ً وابتعادا ً وبُعدا ً عن الله حتى تنغمرَ في أعماق مخاطِ حيوانيتك القذر ..
ذلك هو أنا ... أنتَ .. أنتِ .. أليس كذلك ؟؟
أولم تمرْ في أحد أطوار حياتك بمرحلة ابتعاد عن الإله الخالق
ثم تسقط فتشعر بالوحدة فتحس بتلك الأيدي الخفية التي تنتشلك لتخرج من ظلمتك ؟؟
(( 2 ))
أنا مثلك تماما ً ابتعدتُ عن ربي يوما ً بعد يوم حتى انغمستُ في حب شيءٍ وهو اللاشيء ...
لساني جف من قلة الذكر .. سمحتُ لنفسي أن تكون ملجأ ً للوساوس والأوهام
ومستعمرة جديدة للأشباح ..
جهلت كينونتي مسلما ً ونزلت عن مرتبتي وقيمتي مؤمنا ً ناجحا ً ..
خدعتني الدنيا واستدرجتني لعبادة ملذاتِها وشهواتِها وحلاوتِها وجمالِها ودلالِها ..
لم أعد طه محمد كما كنت ..
أصبحتُ أكلم نفسي فيرد عليَّ شيطاني .. شعرتُ بالغربة داخل طيات نفسي ..
انفصلتُ عن روحي .. لم أجد أحدا ً اكلمه ويكلمني ويفهمني
وينقذني سوى رجوعي إلى ربي ..
حتى أبي .. نعم أبي الذي هو كل حياتي فقد تخلى عني ..
فهو يزعم أنني إنسان ٌ مطيع ٌ لكن لم يدرك أنني مطرود ٌ وغريبٌ ..
(( 3 ))
ضاق الخناق بشدة فصرخت ياااارب .. سمعته على الفور .. لبيك يا طه
قلت يارب أريدك .. أريد أن ارجعَ إليك فأنا مسلِم لك ومسَّلَّما إليك ..
أخرجني من نفسي إلى نفسك .. مُدَّ إليَّ يدك والتقطني وعُدني إليك ..
يارب لا أريد سوى أن أرتمي في أحضان ذاتك الإلهية ..
أريد أن تضمَّني بقربي لك و أن تهبني الأمنَ والأمانَ والراحة َ والاطمئنانَ ..
فقربي منك يضيفني وبُعدي عنك ينقصني ويسلبني ..
يارب اجتمع عليَّ كل أحبابي وأهلي وأصحابي وقومي وعشيرتي فقيدوني
وأوقعوني في الأغلال واحكموا عليَّ الوثاق وشدّوها بقوة
فاشتدت عليَّ الوحدة والوحشة والغربة والظلمة ..
يارب ليس هناك أملا ً إلا فيك ولا رجاءاً إلا بك ومنك
ولا تثبيتا ً على الحق إلا بك و بإذنك ..
يارب احبك .. أعشقك .. راغبٌ في الرجوع لنفخة روحك
وصدقُ نيتي هي دفاعي الوحيد عن كل ما سبق وقدمته من أوزار ومعاصي وآثام ..
(( 4 ))
أخي وحبيبي في الله ..
هل تعلم أنني والله عشت يوماً بعد يوم بعيدا ً عن ربي فشعرت بأنني بعيد عن نفسي ..
اكتب بدمي كل عثراتي وزلاتي وسقطاتي وذنوبي حينما كنت متجرأ ً على ربي ..
غلبني ترابي وطينتي .. وغشيتني ظلمتي ..
فأصبحتْ نفسي كالبيت الخرب لا ماءا ً فيه ولا ضياء ...
أصبحتُ بيتا ً مهجوراً .. الأشباحُ فيه قد سكنتْ ..
والذئابُ والكلابُ فيه عَوَت .. والعناكبُ فيه قد سرحت ..
لم أرْ إلا بصيصا ً من نور يتلألأ بداخلي وشعاع حبٍ يتموج في قلبي ....
إنه حبُ ربي وحبُ من يحبه .
والله هذا ما شعرت به بالظبط
أنتَ أخي وأنتِ أختي إذا شعرتم بذلك فارجعوا إلى ربكم ..
أول نـَفـَس تنفستم به وأول اسم نطقتم به وسمعتم به ومشيتم به واهتديتم به
ونجحتم به وتخرجتم به وتزوجتم به وسنموت جميعا ً به
فإذا خرجنا عنه ضللنا .. وإذا ابتعدنا عنه ذللنا
ذلك هو الله ربنا لا اله إلا هو فارجع إليه واعبده وأحبه وأطيعه
وخذ نفسك بروحك والقها في أحضان الذات الإلهية
ولا تنخدع لخطوات الشيطان لأنه يغلف لك الدنيا بخيال كاذب
ويزينها بالعطور الفوَّاحة ويزفها بأرق الكلمات وأحلى العبارات
فقوِّم نفسك وطهرها ونقها من شوائب تلك الدار الزائلة
مقال من المفكرة ( فبراير 2009 )
أحضان الذات الإلهية
( وإذا مس ضر ٌ دعا ربه منيبا ً إليه ثم إذا خوَله نعمة ً منه نسيَ ما كان يدعو إليه من قبل )
(( ملحوظة :- الألفاظ قد تكون خارجة لكن توصيلا ً الفكرة ))
(( 1
يضيق عليك الحالُ ، تختنق من كثرة الأتربة التي تحيط هواءك ، تستنشق غبارا ً ظالما ً
حاقدا ً حاسدا ً ، يجعلك تهوي في غيابات الجُب وتسقط في بئر الأوهام
وتقول للناس أنقذوني ولا أحدَ هنا ..
تصرخ وتصيح ولا أحدَ يجيب ولا أحدَ يساعدك ..
فتتذكر بأن ثمة ربا ً لطيفا ً قديرا ً سينقذك .. تدعو يا رب ..
تبدأ الكـُربة بالفرج شيئا ً فشيئا ً ,, يُفتحُ لك البابُ المُرصَدُ بقفول ظلمِك وسقوطِك وغرورِك
وغطرستِك وإتباعِك لنفسك وانغماسِك في بحر شهواتك اللزج ..
ترجع كما كنت قبل الكربة و تقوم بما كنت تقوم به من قبل .. فسقا ً وفجورا ً ،،
فسادا ً وابتعادا ً وبُعدا ً عن الله حتى تنغمرَ في أعماق مخاطِ حيوانيتك القذر ..
ذلك هو أنا ... أنتَ .. أنتِ .. أليس كذلك ؟؟
أولم تمرْ في أحد أطوار حياتك بمرحلة ابتعاد عن الإله الخالق
ثم تسقط فتشعر بالوحدة فتحس بتلك الأيدي الخفية التي تنتشلك لتخرج من ظلمتك ؟؟
(( 2 ))
أنا مثلك تماما ً ابتعدتُ عن ربي يوما ً بعد يوم حتى انغمستُ في حب شيءٍ وهو اللاشيء ...
لساني جف من قلة الذكر .. سمحتُ لنفسي أن تكون ملجأ ً للوساوس والأوهام
ومستعمرة جديدة للأشباح ..
جهلت كينونتي مسلما ً ونزلت عن مرتبتي وقيمتي مؤمنا ً ناجحا ً ..
خدعتني الدنيا واستدرجتني لعبادة ملذاتِها وشهواتِها وحلاوتِها وجمالِها ودلالِها ..
لم أعد طه محمد كما كنت ..
أصبحتُ أكلم نفسي فيرد عليَّ شيطاني .. شعرتُ بالغربة داخل طيات نفسي ..
انفصلتُ عن روحي .. لم أجد أحدا ً اكلمه ويكلمني ويفهمني
وينقذني سوى رجوعي إلى ربي ..
حتى أبي .. نعم أبي الذي هو كل حياتي فقد تخلى عني ..
فهو يزعم أنني إنسان ٌ مطيع ٌ لكن لم يدرك أنني مطرود ٌ وغريبٌ ..
(( 3 ))
ضاق الخناق بشدة فصرخت ياااارب .. سمعته على الفور .. لبيك يا طه
قلت يارب أريدك .. أريد أن ارجعَ إليك فأنا مسلِم لك ومسَّلَّما إليك ..
أخرجني من نفسي إلى نفسك .. مُدَّ إليَّ يدك والتقطني وعُدني إليك ..
يارب لا أريد سوى أن أرتمي في أحضان ذاتك الإلهية ..
أريد أن تضمَّني بقربي لك و أن تهبني الأمنَ والأمانَ والراحة َ والاطمئنانَ ..
فقربي منك يضيفني وبُعدي عنك ينقصني ويسلبني ..
يارب اجتمع عليَّ كل أحبابي وأهلي وأصحابي وقومي وعشيرتي فقيدوني
وأوقعوني في الأغلال واحكموا عليَّ الوثاق وشدّوها بقوة
فاشتدت عليَّ الوحدة والوحشة والغربة والظلمة ..
يارب ليس هناك أملا ً إلا فيك ولا رجاءاً إلا بك ومنك
ولا تثبيتا ً على الحق إلا بك و بإذنك ..
يارب احبك .. أعشقك .. راغبٌ في الرجوع لنفخة روحك
وصدقُ نيتي هي دفاعي الوحيد عن كل ما سبق وقدمته من أوزار ومعاصي وآثام ..
(( 4 ))
أخي وحبيبي في الله ..
هل تعلم أنني والله عشت يوماً بعد يوم بعيدا ً عن ربي فشعرت بأنني بعيد عن نفسي ..
اكتب بدمي كل عثراتي وزلاتي وسقطاتي وذنوبي حينما كنت متجرأ ً على ربي ..
غلبني ترابي وطينتي .. وغشيتني ظلمتي ..
فأصبحتْ نفسي كالبيت الخرب لا ماءا ً فيه ولا ضياء ...
أصبحتُ بيتا ً مهجوراً .. الأشباحُ فيه قد سكنتْ ..
والذئابُ والكلابُ فيه عَوَت .. والعناكبُ فيه قد سرحت ..
لم أرْ إلا بصيصا ً من نور يتلألأ بداخلي وشعاع حبٍ يتموج في قلبي ....
إنه حبُ ربي وحبُ من يحبه .
والله هذا ما شعرت به بالظبط
أنتَ أخي وأنتِ أختي إذا شعرتم بذلك فارجعوا إلى ربكم ..
أول نـَفـَس تنفستم به وأول اسم نطقتم به وسمعتم به ومشيتم به واهتديتم به
ونجحتم به وتخرجتم به وتزوجتم به وسنموت جميعا ً به
فإذا خرجنا عنه ضللنا .. وإذا ابتعدنا عنه ذللنا
ذلك هو الله ربنا لا اله إلا هو فارجع إليه واعبده وأحبه وأطيعه
وخذ نفسك بروحك والقها في أحضان الذات الإلهية
ولا تنخدع لخطوات الشيطان لأنه يغلف لك الدنيا بخيال كاذب
ويزينها بالعطور الفوَّاحة ويزفها بأرق الكلمات وأحلى العبارات
فقوِّم نفسك وطهرها ونقها من شوائب تلك الدار الزائلة