أحمد بوبيدي
طاقم المشرفين
- رقم العضوية :
- 38633
- البلد/ المدينة :
- اولاد حملة
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 7513
- نقاط التميز :
- 9326
- التَـــسْجِيلْ :
- 18/03/2012
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
من السابق لأوانه الحديث عن إنجاز كروي جديد لمنتخبنا الوطني قبل المباراة الفاصلة والتأهل إلى المونديال، ومن السابق لأوانه الحديث عن وصولنا إلى تكوين منتخب تنافسي مستقر ومستمر نحلم به من زمن فقط لأننا إلى الطريق السليم نحو تكوين منتخب محترم يلعب الكرة ويفوز ويخسر، ولا ينهزم ولا ينكسر، ويشرف ولا يخيب، يطمئن ولا يخيف، ويملك فيه المدرب الكثير من الخيارات الفنية والتكتيكية، ويلعب كرة هجومية جماعية جميلة ويسجل الأهداف ويفوز خارج الديار ويدافع جيدا، وعدنا من بعيد وعاد إلينا الأمل في رؤية منتخب نعتقد بأنه سيشرفنا إذا تأهل إلى المونديال ويشرفنا بعد المونديال لأن غايتنا الاستمرارية في النجاح وليس الوصول فقط ..
لقد سبق لنا وأن شاركنا في جنوب إفريقيا للمرة الثالثة في نهائيات كأس العالم وخرجنا بنقطة واحدة من تعادل وخسارتين، وأداء غير لائق حتى قيل عنا بأننا لم نكن نستحق التأهل .. وبعده لم نتأهل إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا، لأننا اعتقدنا بأننا وصلنا ولم نواصل ونجدد النفس في الوقت المناسب، فعدنا إلى مرحلة الإحباط والشك مما يقودنا اليوم إلى المزيد من الحذر والحرص والعمل على المدى الطويل والتفكير أبعد من المباراة الفاصلة ومونديال البرازيل، والتخطيط على الأقل للفوز بكأس أمم إفريقيا 2015 في المغرب لأننا نملك الإمكانيات والقدرات، والفوز بالتاج القاري أولى وأهم من التأهل إلى المونديال والخروج في الدور الأول بنقطة واحدة ..
المؤشرات التي لمسناها منذ كأس أمم إفريقيا الأخيرة "رغم خيبة النتائج"، أفضت إلى إنضاج فلسفة أخرى في التعامل مع المنتخب ولاعبيه، والتعامل مع المباريات والمنافسين والمحيط، بمهنية واحترافية كبيرتين من النواحي الفردية والجماعية، النفسية والفنية والتكتيكية، وحتى من ناحية الانضباط والالتزام والاحترام السائد وسط المجموعة التي صارت واحدة موحدة، مما خلق أجواء مريحة افتقدناها منذ عشرات السنين.. الأيام والتربصات والمباريات كشفت عن منتخب لم نكسب مثله من زمان، منتخب يصنع معدل عشر فرص للتهديف في المباراة الواحدة ويسجل اثني عشر هدفا في خمس مباريات، ولا يتلقى سوى أربعة أهداف في نفس العدد من المباريات، ولا يعاني لاعبوه من الإصابات منذ ستة أشهر، ولا يثيرون المشاكل عندما يجلسون في كرسي الاحتياط، ومنتخب واثق من قدراته ومنضبط في تحضيراته ومبارياته، ولكن بعضنا لا ينتبهون لهذه الأشياء وتجدهم يميلون نحو تجاه الرياح في تحاليلهم.
منتخبنا منذ مجيء خاليلوزيتش صحح الكثير من الأخطاء ولا يزال يعاني من بعضها، ولعب تسعة عشرة مباراة فاز باثني عشر وخسر أربع مباريات فقط وتعادل في ثلاثة، مسجلا اثنين وثلاثين هدفا مقابل تلقيه ثلاثة عشر هدفا، وهي أرقام تتحدث عن نفسها، وتدل على الاختلاف والتطور المستمر في النتائج، وفي الأداء الذي ظهرت ملامحه الأولى في نهائيات كأس أمم إفريقيا الأخيرة وتجاوب معه اللاعبون القدامى والجدد بما في ذلك ابراهيمي وتايدر وغيلاس والذين لم يسبق لهم اللعب في أدغال إفريقيا واندمجوا في الكتيبة بكل سهولة..
التأهل إلى المونديال هو تحدٍ كبير نحلم به "جميعا" ونحن بحاجة إليه في هذا الظرف، ولكن المشاركة في المونديال لن تكون غاية ونهاية العالم بل وسيلة وبداية لتحضير منتخب تنافسي للعشر سنوات المقبلة بخاليلوزيتش أو بدونه لأن الرجل لن يبقى عشر سنين والمنتخب لا يمكن أن يبقى رهينة مدرب أو لاعب بعينه "مثلما لا يمكن للوطن أن يبقى رهينة شخص مهما كان لذلك من واجبنا تجاوز الحديث عن التاريخ والمقارنات بين الناس، وتجاوز فكرة تشخيص الأمور والتوجه نحو الحديث عن مشروع بناء منتخب المستقبل وبناء وطن المستقبل دون حقد وكراهية أو تصفية حسابات.
** نقلا عن جريدة الشروق الجزائرية