wafadz70
عضو نشيط
- رقم العضوية :
- 576
- البلد/ المدينة :
- ولاية بسكرة
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 1201
- نقاط التميز :
- 1659
- التَـــسْجِيلْ :
- 29/04/2010
مقترحات
عمليَّة لاغتنام الفرص الرمضانيَّة
وبما أنَّ الفرص كثيرة والمغانم في هذا
الشهر غزيرة، فحريٌّ بالعبد المؤمن أن يسعى لاكتسابها ويحاول تطبيقها؛
ليخرج من العيش في ظلاله بنتيجة ترضيه حين يراها في صحائف أعماله، (يوم
تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون)، وإنَّ من هذه الفرص
الجليلة:
• (العطاء) : فهذا الشهر يعطينا فرصاً كثيرة للعطاء وتقديم
الخير للناس، وإكرامهم وإسبال الجود عليهم، من قبيل: تفطير الصوَّام،
والتصدق بالمال، وتعليم الناس العلم، .
• (العمل) : فشهر رمضان يعطيك دفعة حركيَّة ، ووقوداً
حيوياً، وطاقة مستمرة في العمل، فأنت في هذا الشهر تصلي لله تعالى القيام
وصلاة التراويح، وأنت في هذا الشهر تتصدق، وكان صحابة رسول الله ـ صلى الله
عليه وسلم ـ يجاهدون فيه لإعلاء كلمة الله،
• (الإنجاز) : فمن صام شهر رمضان كاملاً فقد أنجز إقامة هذا
المشروع الكبير على أتم ما يرام، وهو بهذا يعطيك دفعة روحيَّة لإنجاز
أعمالك والتمرن عليها، وترك التسويف والتسويغ غير اللائق، الذي لن يجني
المرء منه سوى الهم والغم.
• (التنظيم) : من يتأمَّل هذا الشهر الكريم يجد دقَّة
التنظيم، فلا يدخل وقت في وقت، فللصيام وقت وللإمساك وقت، وللإفطار وقت،
وهو بهذا يكسبك دفعة إلى الأمام لكي تُحسِن استغلال وقتك بالنافع المفيد، .
• (الدعوة) فالناس يكونون في هذا الشهر راغبين في كل خير،
كما أنَّه في هذا الشهر تصفَّد الشياطين، وتكون فيه القلوب إلى الخير أقرب،
فهي فرصتك لكي تدعو أقاربك وأرحامك وجيرانك،
• (التكافل
الاجتماعي) : هذا الشهر
الكريم فرصة ذهبيَّة لبر لوالدين، وصلة الأرحام ، والإحسان إلى الإخوان،
وحمل هموم الأمَّة المسلمة بالقيام بأداء حقوقها ؛ فيتفقَّد المحتاجين
والمعوزين والفقراء والمساكين، ويقوم بخدمتهم وأداء حقوقهم، ويتعاون مع
الجمعيات الخيريَّة ويدلها على الفقراء والمساكين
• (تقوية الإرادة) : فهي فرصة عظيمة لمبتغي الخير في هذا الشهر
الفضيل، يستطيع من خلالها أن يستثمر روح الإرادة التي جعلته يصوم نهار
رمضان كاملاً ، ومن كان كذلك فهو يستطيع أن يقلع عن التدخين، وعن شرب
المخدرات والمسكرات المحرمة، في هذا الشهر وغيره من الشهور، ويسيطر على
شهواته ونزواته وأهوائه ورغباته التي تحول بينه وبين إرادته وعزيمته،
• (تنظيم
الغذاء وتخفيف الوزن) : فرمضان فرصة وقائيَّة وعلاجيَّة لمن يودُّون الاعتناء بترتيب
غذائهم وتنظيمه ، ومحاولة التخفيف من الأكل والشرب الذي هو في أصله مصلحة
للجسم ، ولكن إذا زاد عن حده انقلب سوءاً ومفسدة على النفس وإضراراً بها،
فيفسد من خلاله الروح والبدن.
• (كسب
التائبين) : من المعلوم أنَّ الشياطين في شهر رمضان تصفَّد، فيا حبَّذا
استغلال إقبال القلوب على الخير والعبادة، فهناك كثير من التائبين يعلنون
توبتهم، ويقلعون عن ذنوبهم ومعاصيهم، فهو فرصة للمربين لكي يبذلوا طاقاتهم
في تربية هذه النفوس المقبلة على العبادة، وإفادتها ببرنامح تربوي لتقوية
الإيمان وأواصر الخير في القلوب الكسيرة التائبة.
• (التعلق بالمساجد) : نستطيع في هذا الشهر العظيم تعويد
أنفسنا لأن تتعلق بالمساجد ، لكي نكون من السبعة الذين يظلهم الله في ظله
يوم لا ظل إلا ظلّه، ومن ذلك: انتظار الصلاة بعد الصلاة؛ فيصلي أحدنا
المغرب ويبقى جالساً لانتظار صلاة العشاء وينال فضيلة الرباط في طاعة الله،
ومن ذلك:قراءة القرآن والذكر والقيام فيه، والاعتكاف في المساجد في العشر
الأواخر؛ للخلوة برب العالمين، وسؤاله الهداية،
• (استغفار
الأسحار) : فرمضان فرصة
للاستغفار في وقت فضيل يكون أكثر المسلمين عنه غافلين ، وهو وقت السحر ،
وخصوصاً أنَّ هذا الوقت هو وقت سحوره وطعامه قبل أن يبدأ الصيام مع طلوع
الفجر، فهذه الفرصة غنيمة باردة، ينبغي للعبد المؤمن أن يقتنصها للاستغفار
في هذا الوقت الفضيل الذي يتنزَّل فيه رب العالمين، ليغتنم العبد فرصته،
ويكتسب غنائم الأجر في هذا الوقت ،
• (توبة
في رمضان) : في هذا الشهر تتنزل رحمات الله، ويعتق سبحانه كثيراً من عباده
من النار ـ أعاذنا الله منها ـ فهو فرصة للعصاة والمذنبين والمقصرين في
حقوق الله ـ وكلنا ذاك الرجل ـ للبداية بصفحة جديدة مع الله، وتوبة صادقة
إليه، وإقلاع عن الذنوب والمعاصي والآثام.
• (مراجعة القرآن) شهر رمضان فرصة لمن تفلَّت عليه حفظ القرآن،
ليقوم بمراجعته آناء الليل وأطراف النهار، وليقوم به الليل، ويقرأه متدبراً
لما فيه من أحكام ومعانٍ، وقد كان حال سلفنا الصالح عجباً في تأمل القرآن
وختمه في هذا الشهر العظيم.
• (عمرة
فيه تعدل حجة) : من محاسن هذا الشهر أنَّ فيه فرصة عظيمة للمعتمرين ففي
الصحيحين عنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنَّه قالعمرة في رمضان تعدل حجة)، فيا
فوز وسعادة من فاز بأجر حجَّة في شهر رمضان إذا أدَّى العمرة خالصاً لوجه
الله وعلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
• (كسب المسلمين الجدد) : في شهر رمضان فرصة سانحة لدعوة غير المسلمين
وتأليف قلوبهم، وإشعارهم بعظمة هذا الدين، وصحَّة شريعته وبطلان الشرائع
الأخرى، وقد شهد الكثير من الدعاة أنَّ أكثر وقت يُسلِم فيه غير المسلمين
هو شهر رمضان، لما يرونه من تميّز في هذه الشعيرة العظيمة، ومن سموِّ
أحكامها وفضائلها، وتفاعل المسلمين معها.
• (تنقية القلوب) : في هذا الشهر العظيم أيضاً فرصة لتجديد
العلاقات الأخوية، وإعادة صلة ما قطعه القريب مع أقاربه بسبب خلاف أو شجار،
فيستعيذ بالله من الشيطان، ويجعل قلبه سليماً، لا غلَّ فيه ولا حقد ولا
حسد، ويجدد علاقاته مع أقاربه وأرحامه
• (الصبر) : يستطيع المرء من خلال هذا الشهر أن يتعلم في
دورة مكثَّفة معانيَ الصبر الثلاثة، من الصبر على طاعة الله في صيام رمضان،
ومن الصبر عن معاصي الله بالإقلاع عن قبيح القول والكلام وكل ما لا يرضي
الله في هذا الشهر الكريم، ومن الصبر على ما قدَّر الله وقضاه من فرض صيام
هذا الشهر الكريم بالكمال والتمام، ورضي الله عن الأحنف بن قيس الذي قيل لهإنَّك شيخ كبير وإنَّ الصيام
يضعفك) فقال: (إني أعده لسفر طويل، والصبر على طاعة الله سبحانه أهون من
الصبر على عذابه)
• (قلَّة
الاستهلاك) من فوائد هذا الشهر التقليل من المطاعم والمشارب، لا كما يفعله
كثير من الناس ، حيث يجلبون جميع الأشكال والألوان من المطاعم، وكأنَّه شهر
أكل وشرب، بيد أنَّ حقيقته التقليل من الأكل والشرب، والأخذ بمبدأ
الاقتصاد في الطعام والشراب بلا شح وبخل ولا إسراف ومخيلة، بل يكون وسطاً
بين ذلك، لكي يكون الاستهلاك فيه مقنَّنا، وليس كل ما يشتهيه المرء يشتريه.
• (تربية الأولاد) : فالأب المربي والأم المربية يستطيعان من خلال
هذا الشهر بثَّ الفضائل في قلوب أولادهم، وهجر الرذائل، وتحبيب الصيام
والقيام والقرآن لهم، بشتَّى الأشكال ، وأنواع التشويقات، وما أحلاها من
جلسة يجمع فيها الأب أولاده قبل الإفطار بنصف ساعة، ويلقي عليهم درساً
مَّما يعلمه أو حتَّى من كتاب ميسَّر، ويشرح لهم ما لا يعلمونه، ثمَّ قبيل
الأذان يرفع يديه هو وأولاده بالدعاء والتضرع وقرع أبواب السماء بجميع
الأدعية المأثورة والطيبة.
• (الدعاء) من أفضل الأوقات التي يشعر فيها قلب المؤمن
بالطمأنينة والسعادة ساعات المناجاة لله رب العالمين، وخصوصاً في شهر رمضان
الذي جاءت آية الدعاء من بين الآيات الحاثَّة على صيام هذا الشهر العظيم،
تذكيراً بأهميَّته في هذا الشهر، فيتوجب على المسلم ألاَّ ينسى نفسه
وإخوانه المسلمين من دعوة صالحة صادقة يقوم بها داعياً ربَّ العباد، لعلَّ
الله ـ تعالى ـ أن يفرج عنه وعن جميع المسلمين همومهم وكروبهم.
• (الدخول إلى الجنَّة) فهذا الشهر الفضيل فرصة للصوَّام للدخول إلى
الجنان، ولا ريب أنَّ للصائمين إيماناً واحتساباً باباً يدخلونه إلى
الجنَّة وهو باب الريَّان، كما أنَّ الأجر العظيم ينتظرهم يوم القيامة،
فإنَّ الصوم لله وهو سبحانه وتعالى سيجزي عباده الصائمين الأجر الكبير.
• (شكر الله) في هذا الشهر فرصة لشكر الله تعالى،
وخصوصاً إذا أطاع العبد ربه ، واجتنب معاصيه وما يسخطه، فيحمد العبد ربَّه
شاكراً له من قلبه وبلسانه وبأفعاله على أن منَّ عليه بتلك الفضائل وجنَّبه
الرذائل، كما قال تعالىولتكبروا الله على ما هداكم
ولعلكم تشكرون).
وأخيراً: فهذه فرص
تلمَّستها بعد تأمُّل ذهني، أقدِّمها لإخواني المسلمين طيبةً جاهزةً،
راجياً الله أن يقوموا بالتقاطها والقيام بها وأدائها، وعَلِمَ الله الذي
لا إله إلاَّ هو ، ما من شهرٍ يمر على المسلمين أفضل أجراً ولا أعلى ذكراً
ولا أكثر قرباً لقلوب المسلمين من هذا الشهر العظيم؛ الذي تفتَّح فيه أبواب
الجنان وتغلق فيه أبواب النيران، فهنيئاً لمن استغله بالطاعات، ويا لخسارة
من فرَّط فيه، وأضاع حقوقه وواجباته ومقاصده.
لقد جمع هذا الشهر جميع
ألوان العبادة، وشتَّى أشكال الروحانيَّة والتقرب إلى الله، فيا باغي الخير
أقبل، ويا باغي الشر أقصر، والله المستعان، وهو حسبنا ونعم الوكيل، وصلى
الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
منقول
يــــارَبْ عَلمّتني
أنْ أحــبّ النَاسْ كَما أحــبّ نَفسْي
وَعَلّمتني أنْ أحَاسِبْ نَفسْي كَما أحَاسِبْ النَاسْ
وَعَلّمتني
أنْ التسَامح هَو أكْبَر مَراتب القوّة
عمليَّة لاغتنام الفرص الرمضانيَّة
وبما أنَّ الفرص كثيرة والمغانم في هذا
الشهر غزيرة، فحريٌّ بالعبد المؤمن أن يسعى لاكتسابها ويحاول تطبيقها؛
ليخرج من العيش في ظلاله بنتيجة ترضيه حين يراها في صحائف أعماله، (يوم
تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون)، وإنَّ من هذه الفرص
الجليلة:
• (العطاء) : فهذا الشهر يعطينا فرصاً كثيرة للعطاء وتقديم
الخير للناس، وإكرامهم وإسبال الجود عليهم، من قبيل: تفطير الصوَّام،
والتصدق بالمال، وتعليم الناس العلم، .
• (العمل) : فشهر رمضان يعطيك دفعة حركيَّة ، ووقوداً
حيوياً، وطاقة مستمرة في العمل، فأنت في هذا الشهر تصلي لله تعالى القيام
وصلاة التراويح، وأنت في هذا الشهر تتصدق، وكان صحابة رسول الله ـ صلى الله
عليه وسلم ـ يجاهدون فيه لإعلاء كلمة الله،
• (الإنجاز) : فمن صام شهر رمضان كاملاً فقد أنجز إقامة هذا
المشروع الكبير على أتم ما يرام، وهو بهذا يعطيك دفعة روحيَّة لإنجاز
أعمالك والتمرن عليها، وترك التسويف والتسويغ غير اللائق، الذي لن يجني
المرء منه سوى الهم والغم.
• (التنظيم) : من يتأمَّل هذا الشهر الكريم يجد دقَّة
التنظيم، فلا يدخل وقت في وقت، فللصيام وقت وللإمساك وقت، وللإفطار وقت،
وهو بهذا يكسبك دفعة إلى الأمام لكي تُحسِن استغلال وقتك بالنافع المفيد، .
• (الدعوة) فالناس يكونون في هذا الشهر راغبين في كل خير،
كما أنَّه في هذا الشهر تصفَّد الشياطين، وتكون فيه القلوب إلى الخير أقرب،
فهي فرصتك لكي تدعو أقاربك وأرحامك وجيرانك،
• (التكافل
الاجتماعي) : هذا الشهر
الكريم فرصة ذهبيَّة لبر لوالدين، وصلة الأرحام ، والإحسان إلى الإخوان،
وحمل هموم الأمَّة المسلمة بالقيام بأداء حقوقها ؛ فيتفقَّد المحتاجين
والمعوزين والفقراء والمساكين، ويقوم بخدمتهم وأداء حقوقهم، ويتعاون مع
الجمعيات الخيريَّة ويدلها على الفقراء والمساكين
• (تقوية الإرادة) : فهي فرصة عظيمة لمبتغي الخير في هذا الشهر
الفضيل، يستطيع من خلالها أن يستثمر روح الإرادة التي جعلته يصوم نهار
رمضان كاملاً ، ومن كان كذلك فهو يستطيع أن يقلع عن التدخين، وعن شرب
المخدرات والمسكرات المحرمة، في هذا الشهر وغيره من الشهور، ويسيطر على
شهواته ونزواته وأهوائه ورغباته التي تحول بينه وبين إرادته وعزيمته،
• (تنظيم
الغذاء وتخفيف الوزن) : فرمضان فرصة وقائيَّة وعلاجيَّة لمن يودُّون الاعتناء بترتيب
غذائهم وتنظيمه ، ومحاولة التخفيف من الأكل والشرب الذي هو في أصله مصلحة
للجسم ، ولكن إذا زاد عن حده انقلب سوءاً ومفسدة على النفس وإضراراً بها،
فيفسد من خلاله الروح والبدن.
• (كسب
التائبين) : من المعلوم أنَّ الشياطين في شهر رمضان تصفَّد، فيا حبَّذا
استغلال إقبال القلوب على الخير والعبادة، فهناك كثير من التائبين يعلنون
توبتهم، ويقلعون عن ذنوبهم ومعاصيهم، فهو فرصة للمربين لكي يبذلوا طاقاتهم
في تربية هذه النفوس المقبلة على العبادة، وإفادتها ببرنامح تربوي لتقوية
الإيمان وأواصر الخير في القلوب الكسيرة التائبة.
• (التعلق بالمساجد) : نستطيع في هذا الشهر العظيم تعويد
أنفسنا لأن تتعلق بالمساجد ، لكي نكون من السبعة الذين يظلهم الله في ظله
يوم لا ظل إلا ظلّه، ومن ذلك: انتظار الصلاة بعد الصلاة؛ فيصلي أحدنا
المغرب ويبقى جالساً لانتظار صلاة العشاء وينال فضيلة الرباط في طاعة الله،
ومن ذلك:قراءة القرآن والذكر والقيام فيه، والاعتكاف في المساجد في العشر
الأواخر؛ للخلوة برب العالمين، وسؤاله الهداية،
• (استغفار
الأسحار) : فرمضان فرصة
للاستغفار في وقت فضيل يكون أكثر المسلمين عنه غافلين ، وهو وقت السحر ،
وخصوصاً أنَّ هذا الوقت هو وقت سحوره وطعامه قبل أن يبدأ الصيام مع طلوع
الفجر، فهذه الفرصة غنيمة باردة، ينبغي للعبد المؤمن أن يقتنصها للاستغفار
في هذا الوقت الفضيل الذي يتنزَّل فيه رب العالمين، ليغتنم العبد فرصته،
ويكتسب غنائم الأجر في هذا الوقت ،
• (توبة
في رمضان) : في هذا الشهر تتنزل رحمات الله، ويعتق سبحانه كثيراً من عباده
من النار ـ أعاذنا الله منها ـ فهو فرصة للعصاة والمذنبين والمقصرين في
حقوق الله ـ وكلنا ذاك الرجل ـ للبداية بصفحة جديدة مع الله، وتوبة صادقة
إليه، وإقلاع عن الذنوب والمعاصي والآثام.
• (مراجعة القرآن) شهر رمضان فرصة لمن تفلَّت عليه حفظ القرآن،
ليقوم بمراجعته آناء الليل وأطراف النهار، وليقوم به الليل، ويقرأه متدبراً
لما فيه من أحكام ومعانٍ، وقد كان حال سلفنا الصالح عجباً في تأمل القرآن
وختمه في هذا الشهر العظيم.
• (عمرة
فيه تعدل حجة) : من محاسن هذا الشهر أنَّ فيه فرصة عظيمة للمعتمرين ففي
الصحيحين عنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنَّه قالعمرة في رمضان تعدل حجة)، فيا
فوز وسعادة من فاز بأجر حجَّة في شهر رمضان إذا أدَّى العمرة خالصاً لوجه
الله وعلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
• (كسب المسلمين الجدد) : في شهر رمضان فرصة سانحة لدعوة غير المسلمين
وتأليف قلوبهم، وإشعارهم بعظمة هذا الدين، وصحَّة شريعته وبطلان الشرائع
الأخرى، وقد شهد الكثير من الدعاة أنَّ أكثر وقت يُسلِم فيه غير المسلمين
هو شهر رمضان، لما يرونه من تميّز في هذه الشعيرة العظيمة، ومن سموِّ
أحكامها وفضائلها، وتفاعل المسلمين معها.
• (تنقية القلوب) : في هذا الشهر العظيم أيضاً فرصة لتجديد
العلاقات الأخوية، وإعادة صلة ما قطعه القريب مع أقاربه بسبب خلاف أو شجار،
فيستعيذ بالله من الشيطان، ويجعل قلبه سليماً، لا غلَّ فيه ولا حقد ولا
حسد، ويجدد علاقاته مع أقاربه وأرحامه
• (الصبر) : يستطيع المرء من خلال هذا الشهر أن يتعلم في
دورة مكثَّفة معانيَ الصبر الثلاثة، من الصبر على طاعة الله في صيام رمضان،
ومن الصبر عن معاصي الله بالإقلاع عن قبيح القول والكلام وكل ما لا يرضي
الله في هذا الشهر الكريم، ومن الصبر على ما قدَّر الله وقضاه من فرض صيام
هذا الشهر الكريم بالكمال والتمام، ورضي الله عن الأحنف بن قيس الذي قيل لهإنَّك شيخ كبير وإنَّ الصيام
يضعفك) فقال: (إني أعده لسفر طويل، والصبر على طاعة الله سبحانه أهون من
الصبر على عذابه)
• (قلَّة
الاستهلاك) من فوائد هذا الشهر التقليل من المطاعم والمشارب، لا كما يفعله
كثير من الناس ، حيث يجلبون جميع الأشكال والألوان من المطاعم، وكأنَّه شهر
أكل وشرب، بيد أنَّ حقيقته التقليل من الأكل والشرب، والأخذ بمبدأ
الاقتصاد في الطعام والشراب بلا شح وبخل ولا إسراف ومخيلة، بل يكون وسطاً
بين ذلك، لكي يكون الاستهلاك فيه مقنَّنا، وليس كل ما يشتهيه المرء يشتريه.
• (تربية الأولاد) : فالأب المربي والأم المربية يستطيعان من خلال
هذا الشهر بثَّ الفضائل في قلوب أولادهم، وهجر الرذائل، وتحبيب الصيام
والقيام والقرآن لهم، بشتَّى الأشكال ، وأنواع التشويقات، وما أحلاها من
جلسة يجمع فيها الأب أولاده قبل الإفطار بنصف ساعة، ويلقي عليهم درساً
مَّما يعلمه أو حتَّى من كتاب ميسَّر، ويشرح لهم ما لا يعلمونه، ثمَّ قبيل
الأذان يرفع يديه هو وأولاده بالدعاء والتضرع وقرع أبواب السماء بجميع
الأدعية المأثورة والطيبة.
• (الدعاء) من أفضل الأوقات التي يشعر فيها قلب المؤمن
بالطمأنينة والسعادة ساعات المناجاة لله رب العالمين، وخصوصاً في شهر رمضان
الذي جاءت آية الدعاء من بين الآيات الحاثَّة على صيام هذا الشهر العظيم،
تذكيراً بأهميَّته في هذا الشهر، فيتوجب على المسلم ألاَّ ينسى نفسه
وإخوانه المسلمين من دعوة صالحة صادقة يقوم بها داعياً ربَّ العباد، لعلَّ
الله ـ تعالى ـ أن يفرج عنه وعن جميع المسلمين همومهم وكروبهم.
• (الدخول إلى الجنَّة) فهذا الشهر الفضيل فرصة للصوَّام للدخول إلى
الجنان، ولا ريب أنَّ للصائمين إيماناً واحتساباً باباً يدخلونه إلى
الجنَّة وهو باب الريَّان، كما أنَّ الأجر العظيم ينتظرهم يوم القيامة،
فإنَّ الصوم لله وهو سبحانه وتعالى سيجزي عباده الصائمين الأجر الكبير.
• (شكر الله) في هذا الشهر فرصة لشكر الله تعالى،
وخصوصاً إذا أطاع العبد ربه ، واجتنب معاصيه وما يسخطه، فيحمد العبد ربَّه
شاكراً له من قلبه وبلسانه وبأفعاله على أن منَّ عليه بتلك الفضائل وجنَّبه
الرذائل، كما قال تعالىولتكبروا الله على ما هداكم
ولعلكم تشكرون).
وأخيراً: فهذه فرص
تلمَّستها بعد تأمُّل ذهني، أقدِّمها لإخواني المسلمين طيبةً جاهزةً،
راجياً الله أن يقوموا بالتقاطها والقيام بها وأدائها، وعَلِمَ الله الذي
لا إله إلاَّ هو ، ما من شهرٍ يمر على المسلمين أفضل أجراً ولا أعلى ذكراً
ولا أكثر قرباً لقلوب المسلمين من هذا الشهر العظيم؛ الذي تفتَّح فيه أبواب
الجنان وتغلق فيه أبواب النيران، فهنيئاً لمن استغله بالطاعات، ويا لخسارة
من فرَّط فيه، وأضاع حقوقه وواجباته ومقاصده.
لقد جمع هذا الشهر جميع
ألوان العبادة، وشتَّى أشكال الروحانيَّة والتقرب إلى الله، فيا باغي الخير
أقبل، ويا باغي الشر أقصر، والله المستعان، وهو حسبنا ونعم الوكيل، وصلى
الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
منقول
يــــارَبْ عَلمّتني
أنْ أحــبّ النَاسْ كَما أحــبّ نَفسْي
وَعَلّمتني أنْ أحَاسِبْ نَفسْي كَما أحَاسِبْ النَاسْ
وَعَلّمتني
أنْ التسَامح هَو أكْبَر مَراتب القوّة