wafadz70
عضو نشيط
- رقم العضوية :
- 576
- البلد/ المدينة :
- ولاية بسكرة
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 1201
- نقاط التميز :
- 1659
- التَـــسْجِيلْ :
- 29/04/2010
مَن كانت
أول امرأة نبض قلبها بالتوحيد ؟
مَن كانت أول امرأة زهقت روحها باسم شهيد ؟
هاتان امرأتان . .
قد كان أول قلب أسلم بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم : قلب خديجة .
قد كانت أول روح زهقت تحيا عند الله : روح سمية .
أفما آن إذن للمرأة المسلمة أن تجود على نفسها وأمتها ؟
أماً ، و زوجة ، ومربية ، وداعية ، بمثل ما جاد به أمثال هؤلاء ، بدلاً
من العجز
والكسل والقعود عن العطاء .
أختي الحبيبة :
لا بد أن تدركي المقاصد السامية التي رسمت لكي كأم وزوجة وداعية ومعلمة واعلمي أن لك
رسالة وهدفاً بدونهما تكون حياتك لا قيمة لها .
فما رسالتك وما هدفك ؟
إن لم يكن هذا السؤال وارداً على خاطرك ، فإني قد علمت الآن لماذا
العجز والكسل
؟
إذ لا غاية ولا هدف ، فلماذا البذل والتضحية والعطاء ؟
لا غاية ولا هدف ، فكيف الاهتداء إلى الطريق ؟ ثم ما هي النتيجة ؟
امرأة بهذا الحال بلا رصيد !!
فلا قيمة ولا وزن ولا ثمن حتى ولو كانت حاصلة على أعلى الشهادات حتى
ولو كانت
أمهر الطباخات .
فما قيمة إنسان يحي بلا غاية سوى إعداد الطعام وترتيب المنزل أو تجميع الشهادات
الدنيوية لنيل الدرجات والمناصب .
لا قيمة إذ لا هدف
فاعلمي يرحمك الله - أن لك غاية وهدف ووظيفة عظمى في هذه الحياة وارجعي
إلى نفسك
؟
ماذا تريدين منها ؟
ولا تنشغلي بزحمة الحياة ، سواء خدمة الأولاد أو الأزواج أو الانشغال بالشهادات ،
وأعيدي حساباتك ، وما دورك في هذا الوجود كامرأة ؟ وما قيمتك كأنثى ؟
قال تعالى{أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا
لَا تُرْجَعُونَ* فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ
إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ} (115) (116) سورة المؤمنون .
فأيقني يا أمة الله أن عبوديتك لله ، والرضى به رباً وإلهاً هي أسمى
وظيفة وأغلى
غاية وأحق هدف ، قال سبحانه وتعالى {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ
إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}(56) سورة الذاريات .
فالمسلمة حقاً هي التي تراقب ربها وتخشاه ، وتجيب أمره وتلتزم تقواه
يحركها ويقودها
الشوق لرضاه ، فتلين لها الطاعات وتذوق عند أدائها ألواناً من اللذات ،
فمهما تكبدت التعب والسهر و الظمأ فإنها حاديها شوق { وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ
رَبِّ لِتَرْضَى} (84) سورة طـه .
فتصلي فرضها ، ولا تكتفي به حتى تقوم بين يديه سبحانه قانته تطيل
القيام ، أمام
عينيها قول ربها : {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا
يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ } (9) سورة الزمر .
ودعاء الرسول صلى الله عليه وسلم : " رحم الله امرأة قامت من
الليل فصلت وأيقظت
زوجها فصلى ، فإن أبت نضحت في وجهه الماء
" .
تصوم شهرها ثم تتنفل بصيام التطوع .
تحتجب وتستر بدنها امتثالاً لأمر ربها الذي فرض عليها حجاب العفة
والطهارة ، فاتخذت
حجابها طريقها لجنة ربها .
وتقرأ القرآن وتتدبره وتتعلمه ، يحثها خشية أن تكون من أهل هجر القرآن الذين يشكوهم
رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ربه : {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ
إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا} (30) سورة الفرقان .
تنفق وتتصدق من مالها إذ المال ليس لها هماً ولا هدفاً ، بل هو في
حياتها وسيلة
لنيل أعلى الدرجات في الآخرة .
وكما كانت أمة لله في عبادتها ، فهي أيضاً لا تقر لها عين حتى تجد هذا الدين أمام
ناظريها حياً ينبض في معاملاتها ، وسلوكها مع زوجها ، مع أبويها ، مع ولدها ، مع أرحامها ،
مع أصدقائها ، ومع جيرانها .
فزوجها : ترعى بيته ، وتطلب مرضاة ربها في رضا زوجها ، فلا تبت ليلتها
إلا وهو
عنها راضٍ ، تحفظه في نفسها وفي ماله وولده ، تقر في بيتها في مملكتها وجنتها
الصغيرة ، على صدرها وسام " أم العيال وربة البيت
" .
وأبناؤها : ترعاهم وتوجههم وتتعهدهم ، وتسأل الله لهم حسن التربية ،
تتقرب إلى
الله بهم ، تحافظ عليهم خبيئة للدهر ، وتعدهم أمل الأمة المنتظر ، نذرتهم لربها
، وتسأل الله القبول .
وأبواها : تبرهما في حياتهما وبعد موتهما ، فتصلهم صلة لربها ، وتبرهم امتثالاً
لأمره سبحانه الذي أمرها ببرهما والإحسان إليهما : {وَقَضَى رَبُّكَ
أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا
يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل
لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا} (23)
سورة الإسراء .
ورحمها وأقاربها : واصلة لهم ، لا تقطعهم حتى وإن قطعوها ، فهي لهم
واصلة وناصحة
يدفعها قول الله {وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ
وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِسَابِ} (21) سورة الرعد .
وجيرانها وأصدقائها : تحفظ لهم حقوقهم ولا تعرف إلا الوفاء لهم ، فترى
من الجناية
أن يمتلئ قلبها بهذا الإيمان النابض ثم لا تفيض على من حولها من أهلها
وجيرانها وأصدقائها ، فحديثها حديث خير ، فيه العبرة والعظة والنصيحة ، وليس للغيبة أو النميمة
أو الوشاية أو الكذب على لسانها مجال .
فتعيش حينئذ بقلب أحياه الإيمان ، وأمده بالقوة العلم الصحيح النافع ، فتحرك بوعي
ومسئولية بين الجميع ، فكانت أحسن ما يكون {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا
مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ
الْمُسْلِمِينَ} (33) سورة فصلت .
وصلى الله عل نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم