ريم الجهمى
عضو مساهم
- البلد/ المدينة :
- الرياض
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 103
- نقاط التميز :
- 396
- التَـــسْجِيلْ :
- 23/01/2013
بسم الله الرحمن الرحيم
نعمة الإيمان بالله إذا انشغل الإنسان بالتفكير فيها ينبغي عليه ثلاثة أمور: أمرٌ نحو نفسه وأمرٌ نحو إخوانه المؤمنين وأمرٌ نحو ربه تبارك وتعالى ودينه الذي أنزله على حبيبه صلي الله عليه وسلم
فأما الأمر الذي عليه لمولاه: أن يشكره على نعمه وأن يتوجّه إليه بعبادته على وفق ما طلب منا في قرآنه وشريعته وأن يُحكِّم شرع الله في كل حركاته وسكناته وأن يكون ظاهره من المعاملات والأخلاق يدل على الانتساب لهذا الدين وباطنه فيه التُقى والخشية والخوف من رب العالمين
ووالله لو طبقنا معشر المسلمين هذا الحق فقط لسُدنا ودامت لنا الدنيا بأجمعها لأن الخلق جميعاً ينظرون إلينا على أننا رجالات الله وعلى أننا حملة شريعة الله وعلى أننا نُبلِّغ بأخلاقنا وأفعالنا دين الله ليس البلاغ بالكلام ولا بالإذاعات ولا بالفضائيات وإنما بالفعال كما بيَّن خير الأنبياء وصحبه الكرام البررة
انظر إلى وصف الله لهم في مشيهم وفى جلوسهم وفى حركاتهم وفى سكناتهم {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً} الفتح29
أشداء على الكفار في ميدان القتال الرجلٌ منهم بمائة وأقلهم شأناً الرجل منهم بعشرة {إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ} الأنفال65
وكان البريد يأتي لأمير المؤمنين عمر رضي الله عنه من قادة جُنده في ميادين القتال يطلب المدد فيُرسل لرجلٍ منهم في معركة حاسمة مع الفُرس رجلاً واحداً ويقول لصاحبه سعد بن أبي وقّاص في رسالته (أرسلت إليك المقداد بن عمرو ولا يُهزم جيش فيه المقداد بن عمرو) المدد جندي واحد وليس معه إلا عتاد رجلٍ واحد وسلاح فردٍ واحد
عمرو بن العاص عندما دخل مصر فاتحاً وأحاط بحصن بابليون وحاصره ودام الحصار ستة أشهر ولم يأت الفتح وكان أمراً غير عادي في جيوش المسلمين لأن الله كان يفتح عليهم فوراً وفى الوقت والحين فأرسل إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه يطلب المدد
وكان مع عمرو أربعة آلاف فأرسل إليه أربعة آلاف جندي وأربعة رجال وقال له في رسالته (أرسلت لك أربعة آلاف رجلاً وأربعة رجال الواحد منهم بألف فأصبح جيشك إثنى عشر ألفاً ولن يُهزم جيشٌ عدّته إثنى عشر ألفاً من المسلمين) مع أن جيش الأعداء كان يزيد عن الأربع مائة ألف لكنهم كانوا كما وصفهم الله { أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ} الفتح29
ورحماء بينهم مع إخوانه ومع ذويه ومع أهل الإيمان ومع أهل الإسلام الرحمة والشفقة والعطف والمحبة والحنان والمودّة والعمل على دوام الألفة والعمل على جمع الشمل والمحاربة بقدر الطاقة على نبذ الفُرقة
http://www.fawzyabuzeid.com/table_books.php?name=%C7%E1%C3%D4%DD%ED%C9%20%C7%E1%E4%C8%E6%ED%C9%20%E1%E1%DA%D5%D1_%C7%E1%CE%D8%C8%20%C5%E1%C5%E1%E5%C7%E3%ED%C9%20%C7%E1%DA%D5%D1%ED%C9_%CC1&id=94&cat=15
منقول من كتاب [الأشفية النبوية للعصر]