الرحبة
طاقم المتميزين
- رقم العضوية :
- 548
- البلد/ المدينة :
- الجزائر
- العَمَــــــــــلْ :
- استاذ
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 8556
- نقاط التميز :
- 25056
- التَـــسْجِيلْ :
- 14/04/2010
الآن يمكن للصهاينة أن يرقصوا فرحاً
إثر إطلاق سراح الرئيس المخلوع حسني مبارك مساء الخميس الماضي، أعلن النظامُ الانقلابي الجديد بمصر القبضَ على 75 من قيادات الإخوان ومناضليهم في مناطق شتى من مصر، والزجّ بهم في غياهب السجون لينضمّوا بذلك إلى الرئيس المطاح به محمد مرسي ومرشد الاخوان وأبرز قياداتهم والآلاف من أنصارهم.. لتُضاف بذلك حلقة أخرى إلى مسلسل المهازل التي تعيشها مصر منذ انقلاب 3 جويلية الفارط إلى الآن.
غلطة الرئيس مرسي أنه أقال المشير طنطاوي المسنّ الزاهد في الحكم وعيَّن الشاب الطموح السيسي بدله وزيرا للدفاع، فهاهو ينقلب عليه ويقرّر إعادة النظام السابق إلى الحكم دون مبارك، وتصفية ثورة 25 يناير 2011 . لقد أطلق السيسي سراح مبارك وغدا سيُفرج عن أبنائه والعادلي وكل من اتهم بقتل ألف مصري أثناء ثورة 25 يناير، وبعد غدٍ سيوعز السيسي إلى بيادقه بحشد الناس في الشارع للمطالبة بترشحه لانتخابات الرئاسة، ثم يوعز إليهم مرة أخرى، بعد تحقيق فوز كاسح أمام أرانب هزيلة، بتأسيس حزب "يولد بشواربه" ليخلف "الوطني" المُحلّ ويحصد أغلب الأصوات والمقاعد في الانتخابات العامة القادمة، بعد إضعاف الإخوان وربما إقصائهم، في حين لن يكون من نصيب عرّابي الانقلاب من مختلف القوى الليبيرالية سوى الفتات الذي يزيّن ديمقراطية الواجهة العائدة في أبشع صورها.
ربما ارتكب مرسي أخطاء عديدة في فترة حكمه، وقد اعترف بها ولم تأخذه العزة بالإثم، ولكن لا أحدَ ينكر خصاله؛ فهو لم يحرِّض على قتل أي متظاهر ولم يفضّ بالقوة أي اعتصام ولم يقمع أي مليونية من المليونيات الـ27 التي خرجت للتشويش عليه في ظرف عام واحد ولم تترك له أي فرصة ليعمل، كما لم يسرق جنيهاً واحداً من الخزينة العامة وكان يموّل سفرياته الخاصة وعائلته إلى العمرة من حرّ ماله، ولم يستغلّ نفوذه لتوظيف أبنائه البطالين في مناصب مرموقة دون وجه حق... لكن كل هذه النزاهة والعفة لم تشفع له لدى الظلمة البغاة الذين اعتقلوه دون حق ودون أن تعرف عائلتُه مكانَه، ثم ارتبكوا للمشهد فأصبحوا يلفقون له أي تهمة، المهم أن يُسجن.. والسلام.
أما مبارك الذي قاد مصر 30 سنة أذل خلالها الشعب المصري وأفقره وأغنى أبناءَه وبطانته الفاسدة، وقزَّم فيها دورها الاقليمي الريادي وجعلها مجرد تابع ذليل لأمريكا والكيان الصهيوني، وشريكاً "فعالاً" في جريمة حصار غزة وتجويع أهلها المقاومين.. فهاهو الآن حرٌّ طليق بريء من أي تهمة حتى من قتل ألف متظاهر، فهل أصبح الاتصال بحماس ودعمُها ورفع الحصار عن فلسطينيي غزة جريمة يُسجن بسببها رئيسٌ منتخب، في حين يُفرج عن رئيس مستبدٍّ شارك الصهاينة في حصارها وتجويعها وكذا العدوان العسكري عليها؟
في مصر يمكنك أن ترى رأي العين الحقَّ مستضعَفاً مقهوراً مكسورَ الجناح، وترى الباطلَ يقف على رجليه ويمشي متعجرفاً متبجِّحاً، وإلا كيف يُُفسّر أن يُطلق سراح رئيس مارس كل المناكر والموبقات السياسية بحق شعبه عوض أن يُعلق في حبل المشنقة ليكون عبرة للجبابرة المستبدين، أو يُحكم عليه بالسجن مدى الحياة ليجني شرّ أفعاله، بينما يُسجن رئيسٌ منتخب بتهمة "التخابر مع حماس"؟ تُرى، هل أصبح دعمُ المقاومة جريمة وموالاة الصهاينة شرفاً يستحق أن يُفرج عن صاحبه، وقد تُعلق له لاحقاً النياشينُ والأوسمة؟ الآن يمكن لفلول القمع والاستبداد أن يحتفلوا باكتمال إجهاض ثورة 25 يناير ويمكن للصهاينة أيضاً أن يرقصوا فرحاً ويشمتوا في ملايين المصريين، وهم يرون "كنزَهم الاستراتيجي" كما وصفوه يوما، حرا طليقاً.
********الكاتب حسين لقرع***الشروق اون لاين***
إثر إطلاق سراح الرئيس المخلوع حسني مبارك مساء الخميس الماضي، أعلن النظامُ الانقلابي الجديد بمصر القبضَ على 75 من قيادات الإخوان ومناضليهم في مناطق شتى من مصر، والزجّ بهم في غياهب السجون لينضمّوا بذلك إلى الرئيس المطاح به محمد مرسي ومرشد الاخوان وأبرز قياداتهم والآلاف من أنصارهم.. لتُضاف بذلك حلقة أخرى إلى مسلسل المهازل التي تعيشها مصر منذ انقلاب 3 جويلية الفارط إلى الآن.
غلطة الرئيس مرسي أنه أقال المشير طنطاوي المسنّ الزاهد في الحكم وعيَّن الشاب الطموح السيسي بدله وزيرا للدفاع، فهاهو ينقلب عليه ويقرّر إعادة النظام السابق إلى الحكم دون مبارك، وتصفية ثورة 25 يناير 2011 . لقد أطلق السيسي سراح مبارك وغدا سيُفرج عن أبنائه والعادلي وكل من اتهم بقتل ألف مصري أثناء ثورة 25 يناير، وبعد غدٍ سيوعز السيسي إلى بيادقه بحشد الناس في الشارع للمطالبة بترشحه لانتخابات الرئاسة، ثم يوعز إليهم مرة أخرى، بعد تحقيق فوز كاسح أمام أرانب هزيلة، بتأسيس حزب "يولد بشواربه" ليخلف "الوطني" المُحلّ ويحصد أغلب الأصوات والمقاعد في الانتخابات العامة القادمة، بعد إضعاف الإخوان وربما إقصائهم، في حين لن يكون من نصيب عرّابي الانقلاب من مختلف القوى الليبيرالية سوى الفتات الذي يزيّن ديمقراطية الواجهة العائدة في أبشع صورها.
ربما ارتكب مرسي أخطاء عديدة في فترة حكمه، وقد اعترف بها ولم تأخذه العزة بالإثم، ولكن لا أحدَ ينكر خصاله؛ فهو لم يحرِّض على قتل أي متظاهر ولم يفضّ بالقوة أي اعتصام ولم يقمع أي مليونية من المليونيات الـ27 التي خرجت للتشويش عليه في ظرف عام واحد ولم تترك له أي فرصة ليعمل، كما لم يسرق جنيهاً واحداً من الخزينة العامة وكان يموّل سفرياته الخاصة وعائلته إلى العمرة من حرّ ماله، ولم يستغلّ نفوذه لتوظيف أبنائه البطالين في مناصب مرموقة دون وجه حق... لكن كل هذه النزاهة والعفة لم تشفع له لدى الظلمة البغاة الذين اعتقلوه دون حق ودون أن تعرف عائلتُه مكانَه، ثم ارتبكوا للمشهد فأصبحوا يلفقون له أي تهمة، المهم أن يُسجن.. والسلام.
أما مبارك الذي قاد مصر 30 سنة أذل خلالها الشعب المصري وأفقره وأغنى أبناءَه وبطانته الفاسدة، وقزَّم فيها دورها الاقليمي الريادي وجعلها مجرد تابع ذليل لأمريكا والكيان الصهيوني، وشريكاً "فعالاً" في جريمة حصار غزة وتجويع أهلها المقاومين.. فهاهو الآن حرٌّ طليق بريء من أي تهمة حتى من قتل ألف متظاهر، فهل أصبح الاتصال بحماس ودعمُها ورفع الحصار عن فلسطينيي غزة جريمة يُسجن بسببها رئيسٌ منتخب، في حين يُفرج عن رئيس مستبدٍّ شارك الصهاينة في حصارها وتجويعها وكذا العدوان العسكري عليها؟
في مصر يمكنك أن ترى رأي العين الحقَّ مستضعَفاً مقهوراً مكسورَ الجناح، وترى الباطلَ يقف على رجليه ويمشي متعجرفاً متبجِّحاً، وإلا كيف يُُفسّر أن يُطلق سراح رئيس مارس كل المناكر والموبقات السياسية بحق شعبه عوض أن يُعلق في حبل المشنقة ليكون عبرة للجبابرة المستبدين، أو يُحكم عليه بالسجن مدى الحياة ليجني شرّ أفعاله، بينما يُسجن رئيسٌ منتخب بتهمة "التخابر مع حماس"؟ تُرى، هل أصبح دعمُ المقاومة جريمة وموالاة الصهاينة شرفاً يستحق أن يُفرج عن صاحبه، وقد تُعلق له لاحقاً النياشينُ والأوسمة؟ الآن يمكن لفلول القمع والاستبداد أن يحتفلوا باكتمال إجهاض ثورة 25 يناير ويمكن للصهاينة أيضاً أن يرقصوا فرحاً ويشمتوا في ملايين المصريين، وهم يرون "كنزَهم الاستراتيجي" كما وصفوه يوما، حرا طليقاً.
********الكاتب حسين لقرع***الشروق اون لاين***