أبو أسامة
طاقم المشرفين
- رقم العضوية :
- 62084
- البلد/ المدينة :
- دائرة سبدو -تلمسان
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 931
- نقاط التميز :
- 1332
- التَـــسْجِيلْ :
- 29/09/2012
ظواهر فكرية سلبية :
هناك ظواهر فكرية لا تخفى على الدارس المتأمل ، في محيط الحركة الإسلامية ، و لا سيما في المجال السياسي .
هناك الفكر الظاهري الذي يقف عند حرفية النصوص و لا ينفذ إلى مقاصد الشرع و لا يهتم بمصالح الخلق . و قد أكد المحققون أن الأحكام لم تشرع إلا لتحقيق مصالح العباد في المعاش و المعاد . و أي حكم خرج من المصلحة إلى المفسدة ، و من الحكمة إلى العبث ، فليس من الشريعة في شيئ و إن أدخل فيها بسوء التأويل كما قال الإمام بن القيم .
و قد يمكن قبول هذا الفكر في بعض الشعائر و الأحكام و المتعلقة بالأفراد ، و لكنه لا يقبل بحال في مجال ( السياسة الشرعية) التي ينبغي أن تقوم على السعة و المرونة و مراعاة تغير الزمان و المكان و الإنسان .
و هناك الفكر الخارجي الذي يتسم أصحابه بالإخلاص و الشجاعة و لكنه محدود الأفق ضيق النظرة إلى الدين و الحياة ، عنيف في التعامل مع الآخرين ، عمدته الرفض و الإتهام و سوء الظن حتى للإسلاميين أنفسهم ، مع إعجاب بالرأي و هو أحد المهلكات .
و هناك الفكر التقليدي الذي يبحث عن حل كل معضلة فكرية أو سياسية أو تشريعية في كتب المتأخرين من علماء مذهبه ، لا يخرج من إسارها ، و لا ينظر إلى الشريعة بمفهومها الرحب ، بمجموع مدارسها و مذاهبها ، كما لا لا ينظر إلى العصر و تياراته و مشكلاته ، فهو بنظرته يحجر ما وسّع الله و يعسّر ما يسّر الدين .
و لن يكون للإسلاميين فقه سياسي راشد إلا إذا تجاوزت الظواهر الفكرية السلبية و رشاحاتها على رجالها ، ينضح فيها هذا الفقه الجديد الذي يتمثل في : فقه السنن و فقه المقاصد و فقه الموازنات ، وفقه الأولويات .
منقول
....يتبع