جوجل
عضو جديد
- البلد/ المدينة :
- marocc
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 38
- نقاط التميز :
- 151
- التَـــسْجِيلْ :
- 10/10/2013
بسم الله الرحمن الرحيم
القول في تأويل قوله جل ثناؤه وتقدست أسماؤه : ( قل هو الله أحد ( 1 ) الله الصمد ( 2 ) لم يلد ولم يولد ( 3 ) ولم يكن له كفوا أحد ( 4 ) ) .
ذكر أن المشركين سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نسب رب العزة ، فأنزل الله هذه السورة جوابا لهم . وقال بعضهم : بل نزلت من أجل أن اليهود سألوه ، فقالوا له : هذا الله خلق الخلق ، فمن خلق الله ؟ فأنزلت جوابا لهم .
ذكر من قال : أنزلت جوابا للمشركين الذين سألوه أن ينسب لهم الرب تبارك وتعالى .
حدثنا أحمد بن منيع المروزي ومحمود بن خداش الطالقاني ، قالا ثنا أبو سعيد الصنعاني ، قال : ثنا أبو جعفر الرازي ، عن الربيع بن أنس ، عن أبي العالية ، عن أبي بن كعب ، قال : قال المشركون للنبي صلى الله عليه وسلم : انسب لنا ربك ، فأنزل الله : ( قل هو الله أحد الله الصمد ) .
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا يحيى بن واضح ، قال : ثنا الحسين ، عن يزيد ، عن عكرمة ، قال : إن المشركين قالوا : يا رسول الله أخبرنا عن ربك ، صف لنا ربك ما هو ، ومن أي شيء هو ؟ فأنزل الله : ( قل هو الله أحد ) إلى آخر السورة .
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن أبي جعفر ، عن الربيع ، عن أبي العالية ( قل هو الله أحد الله الصمد ) قال : قال ذلك قتادة الأحزاب : انسب لنا ربك ، فأتاه جبريل بهذه .
حدثني محمد بن عوف ، قال : ثنا شريح ، قال : ثنا إسماعيل بن مجالد ، عن مجالد ، عن الشعبي ، عن جابر قال : قال المشركون : انسب لنا ربك ، فأنزل الله [ ص: 688 ] ( قل هو الله أحد ) .
ذكر من قال : نزل ذلك من أجل مسألة اليهود :
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا سلمة ، قال : ثني ابن إسحاق ، عن محمد ، عن سعيد ، قال : أتى رهط من اليهود النبي صلى الله عليه وسلم ، فقالوا : يا محمد هذا الله خلق الخلق ، فمن خلقه ؟ فغضب النبي صلى الله عليه وسلم حتى انتقع لونه ، ثم ساورهم غضبا لربه ، فجاءه جبريل عليه السلام فسكنه ، وقال : اخفض عليك جناحك يا محمد ، وجاءه من الله جواب ما سألوه عنه . قال : " يقول الله : ( قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ) " فلما تلا عليهم النبي صلى الله عليه وسلم ، قالوا : صف لنا ربك كيف خلقه ، وكيف عضده ، وكيف ذراعه ، فغضب النبي صلى الله عليه وسلم أشد من غضبه الأول ، وساورهم غضبا ، فأتاه جبريل فقال له مثل مقالته ، وأتاه بجواب ما سألوه عنه : ( وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون ) .
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، قال : جاء ناس من اليهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقالوا : انسب لنا ربك ، فنزلت : ( قل هو الله أحد ) حتى ختم السورة .
فتأويل الكلام إذا كان الأمر على ما وصفنا : قل يا محمد لهؤلاء السائليك عن نسب ربك وصفته ، ومن خلقه : الرب الذي سألتموني عنه ، هو الله الذي له عبادة كل شيء ، لا تنبغي العبادة إلا له ، ولا تصلح لشيء سواه .
واختلف أهل العربية في الرافع ( أحد ) فقال بعضهم : الرافع له " الله" ، وهو عماد بمنزلة الهاء في قوله : ( إنه أنا الله العزيز الحكيم ) . وقال آخر منهم : بل هو مرفوع ، وإن كان نكرة بالاستئناف ، كقوله : هذا بعلي شيخ ، وقال : هو الله جواب لكلام قوم قالوا له : ما الذي تعبد ؟ فقال : "هو الله" ، ثم قيل له : فما هو ؟ قال : هو أحد .
وقال آخرون ( أحد ) بمعنى : واحد ، وأنكر أن يكون العماد مستأنفا به ، حتى يكون قبله حرف من حروف الشك ، كظن وأخواتها ، وكان وذواتها ، أو إن وما [ ص: 689 ] أشبهها ، وهذا القول الثاني هو أشبه بمذاهب العربية .
واختلفت القراء في قراءة ذلك ، فقرأته عامة قراء الأمصار ( أحد الله الصمد ) بتنوين " أحد " ، سوى نصر بن عاصم ، وعبد الله بن أبي إسحاق ، فإنه روي عنهما ترك التنوين : " أحد الله "; وكأن من قرأ ذلك كذلك ، قال : نون الأعراب إذا استقبلتها الألف واللام أو ساكن من الحروف حذفت أحيانا ، كما قال الشاعر :
كيف نومي على الفراش ولما تشمل الشام غارة شعواء تذهل الشيخ عن بنيه وتبدي
عن خدام العقيلة العذراء
يريد : عن خدام العقيلة .
والصواب في ذلك عندنا : التنوين ، لمعنيين : أحدهما أفصح اللغتين ، وأشهر الكلامين ، وأجودهما عند العرب . والثاني : إجماع الحجة من قراء الأمصار على اختيار التنوين فيه ، ففي ذلك مكتفى عن الاستشهاد على صحته بغيره . وقد بينا معنى قوله " أحد " فيما مضى ، بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع .
وقوله : ( الله الصمد ) يقول تعالى ذكره : المعبود الذي لا تصلح العبادة إلا له الصمد .
واختلف أهل التأويل في معنى الصمد ، فقال بعضهم : هو الذي ليس بأجوف ، ولا يأكل ولا يشرب .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا عبد الرحمن بن الأسود ، قال : ثنا محمد بن ربيعة ، عن سلمة بن [ ص: 690 ] سابور ، عن عطية ، عن ابن عباس ، قال : ( الصمد ) : الذي ليس بأجوف .
حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد ، قال : ( الصمد ) : المصمت الذي لا جوف له .
حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد ، مثله سواء .
حدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قال : ( الصمد ) : المصمت الذي ليس له جوف .
حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ووكيع ، قالا ثنا سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قال ( : الصمد ) : الذي لا جوف له .
حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ; وحدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران جميعا ، عن سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، مثله .
حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا الربيع بن مسلم ، عن الحسن ، قال : ( الصمد ) : الذي لا جوف له .
قال : ثنا الربيع بن مسلم ، عن إبراهيم بن ميسرة ، قال : أرسلني مجاهد إلى سعيد بن جبير أسأله عن ( الصمد ) ، فقال : الذي لا جوف له .
حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا يحيى ، قال : ثنا إسماعيل بن أبي خالد ، عن الشعبي ، قال : ( الصمد ) الذي لا يطعم الطعام .
حدثنا يعقوب ، قال : ثنا هشيم ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن الشعبي أنه قال : ( الصمد ) : الذي لا يأكل الطعام ، ولا يشرب الشراب .
حدثنا أبو كريب وابن بشار ، قالا ثنا وكيع ، عن سلمة بن نبيط ، عن الضحاك ، قال : ( الصمد ) : الذي لا جوف له .
حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا ابن أبي زائدة ، عن إسماعيل ، عن عامر ، قال : ( الصمد ) : الذي لا يأكل الطعام .
حدثنا ابن بشار وزيد بن أخزم ، قالا ثنا ابن داود ، عن المستقيم بن عبد الملك ، عن سعيد بن المسيب قال : ( الصمد ) : الذي لا حشوة له .
حدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : ثنا عبيد ، قال : سمعت [ ص: 691 ] الضحاك يقول في قوله : ( الصمد ) : الذي لا جوف له .
حدثني العباس بن أبي طالب ، قال : ثنا محمد بن عمر بن رومي ، عن عبيد الله بن سعيد قائد الأعمش ، قال : ثني صالح بن حيان ، عن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه ، قال : لا أعلمه إلا قد رفعه ، قال : ( الصمد ) الذي لا جوف له .
حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا بشر بن المفضل ، عن الربيع بن مسلم ، قال : سمعت الحسن يقول : ( الصمد ) : الذي لا جوف له .
حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن عكرمة ، قال : ( الصمد ) : الذي لا جوف له .
وقال آخرون : هو الذي لا يخرج منه شيء .
ذكر من قال ذلك :
حدثني يعقوب ، قال : ثنا ابن علية ، عن أبي رجاء قال : سمعت عكرمة ، قال في قوله : ( الصمد ) : الذي لم يخرج منه شيء ، ولم يلد ، ولم يولد .
حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا محمد بن جعفر ، قال : ثنا شعبة ، عن أبي رجاء محمد بن يوسف ، عن عكرمة قال : ( الصمد ) : الذي لا يخرج منه شيء .
وقال آخرون : هو الذي لم يلد ولم يولد .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن أبي جعفر ، عن الربيع ، عن أبي العالية ، قال : ( الصمد ) : الذي لم يلد ولم يولد ، لأنه ليس شيء يلد إلا سيورث ، ولا شيء يولد إلا سيموت ، فأخبرهم تعالى ذكره أنه لا يورث ولا يموت .
حدثنا أحمد بن منيع ومحمود بن خداش قالا ثنا أبو سعيد الصنعاني ، قال : قال المشركون للنبي صلى الله عليه وسلم انسب لنا ربك فأنزل الله : ( قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ) لأنه ليس شيء يولد إلا سيموت ، وليس شيء يموت إلا سيورث ، وإن الله جل ثناؤه لا يموت ولا يورث ( ولم يكن له كفوا أحد ) : ولم يكن له شبيه ولا عدل ، وليس كمثله شيء .
حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن أبي معشر ، عن محمد بن كعب : الصمد : الذي لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفوا أحد . [ ص: 692 ]
وقال آخرون : قد انتهى سؤدده .
ذكر من قال ذلك :
حدثني أبو السائب ، قال : ثني أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن شقيق .............تابع القراءة من هنااااااا